تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كن سببا في إنقاذي


 


سكر جنوبي
1 - 4 - 2008, 07:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



:






:






شدوا وثاقها ،، حجبوا حواسها ،، شعرت بأنها موضوعة على مايشبه الهودج في ارتفاعه وحركته ،،

سمعت صوت حبيبها وسطهم ،، ماله لا يعنفهم ،، ماله لا يمنعهم من أخذها !!

صوت الخطوات الرتيبة تمشي على التراب خشن ،، ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء ،، ورغم أنها لا ترى إلا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابياً ،، وتخيلت الأرض التي فيها الآن أرضاً خواء مقفرة ،،

ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ،، إنه ابنها ،، نعم هو لعله آت لإنقاذها ؟!!

لكن ماذا تسمع ؟ إنه يناديها بصوت خفيض : أمي ،،،
ومن بين الدموع يتحدث زوجها إليه قائلا : تماسك ،، إنما الصبر عند الصدمة الأولى ,, ادع لها يا بني ،، هيا بنا ،،

غلبته غصة ،، وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ،، فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا إله إلا الله ،، لا إله إلا الله ،، إنا لله وإنا إليه راجعون ،،

كان هذا آخر ما سمعته منه ،، ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الموت والنور ,,, والحياة ،،

صوت الخطوات تبتعد ،،،
إلى أين ؟!!
أين تتركونني ؟!!
كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة ؟!!

نظرت حولها فماذا هي ترى ،،، ترى ؟!
أي شي تستطيع أن تراه في هذا السراب الأسود ؟!!
إن ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ،، فذاك يرافقه ضوء القمر ،، وشعاع النجوم ،،
فينعكس على الأشياء والأشخاص ،،
أما هنا فإنها لا تكاد ترى يدها ،، بل أنها تشعر بأنها مغمضة العينين تماما ،،

تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم ،،
كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة ؟!!

لكن ،،

يدا قوية أجلستها بعنف ،،

حدّقت فيما خلفها برعب هائل ،، فرأت مالم تره من قبل ،، رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ،، لكن كيف تراه رغم الحلكة ؟!!

قالت بصوت مرتعش : من أنت ؟!!

فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا لنسألك ،،
التفتت ،، فإذا بكائن آخر يماثل الأول ،،
صمتت في عجز ،، تمنت لو تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ،، لكن تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ،،

تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لا مفر منه ،، فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة ،، فهي ميتة أصلا ،،

- من ربك ؟
- هاه ،،
- ربي ،، ما عبدت سوى الله طول حياتي ،،
- ما دينك ؟
- ديني الإسلام ،،
- من نبيك ؟
- نبيي ،،،،،،
اعتصرت ذاكرتها ،، ما بالها نسيت اسمه ؟!ألم تكن تردده على لسانها دائما ؟!!
ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات في اليوم ؟!!

بصوت غاضب عاد الصوت يسألها :
- من نبيك ؟!!
- لحظة أرجوك ،، لا أستطيع التذكر ،،

ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ،، وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها ،، فصرخت ،، وتشنجت أعضاؤها ،، وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
- نبيي محمد ،، محمد ،،
ثم أغمضت عينيها بقوة ،، لكن ،، لم يحدث شيء ،، سكون قاتل ،،

فتحت عينيها مستغربة فقال لها الأول واسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائما (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) ،،

سرت قشعريرة في بدنها ،، أرادت أن تبتسم فرحة ،، لكنها لم تستطيع ،، ليس هذا موضع ابتسام ،، ياربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ،،

بعد قليل قال لها منكر : أنتِ كنت تؤخرين صلاة الفجر ،،

اتسعت عيناها ،، عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ،، لأنه لم يجانب الصواب ،، دفعها أمامه ،، أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ،، سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت إلى مكان أشبه بالمعتقلات ،،

شعرت بغثيان ،، وتمنت لو يغشى عليها ،، لكن لم يحدث ،،
فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ،،
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء ،، عويل وثبور ،، وعظام تتكسر ،، وأجساد تحترق ،، ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ،،

دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها ،،
وإذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبة ،، يحمل حجرا ثقيلا وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل ،، فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ،،
صرخت ،، بكت ،، ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها ،،

وسرعان ما عاد الرأس إلى صاحبه ،، فعاد الملك إلى إسقاط الصخرة عليه ،،

هنا قيل لها :
- هيا استلقي إلى جوار هذا الرجل ،،
- ماذا !!
- هيا ،،
دفعت في عنف ،، فراحت تقاوم وتقاوم ،، لا فائدة إن مصيرها لمظلم ،، مظلم حقا ،،

استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها ،، استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مظلمة ،، لقد ولّى عهد الاستغاثة عند الشدة ،، ألا يا ليتها دعت في رخائها ،، يا ليتها دعت في دنياها ،، ليتها تعود لتصلي ركعتين ،، ركعتين فقط تشفع لها ،،

نظرت إلى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها ،، رافعا بيده صخرة عاتية يقول لها :
- هذا عذابك إلى يوم القيامة ،، لأنك كنت تنامين عن فرضك ،،

ولما استبد اليأس بها ،، رأت شابا كفلقة القمر يخث الخطى إلى موضعها ،، ساورها شعور بالأمل ،،
فوجهه كان يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ،،

وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ،،

فقال له :
- ما جاء بك ؟؟
- أرسلت بها لأحميها ،،
- أهذا أمر من الله عز وجل ؟
- نعم ،،

لم تصدق عينيها ،، لقد ولى الملك ،، اختفى ،،
وبقي الشاب حسن الوجه ،،

هل هي في حلم ؟

مد الشاب يده فنهضت ،، وسألته بامتنان :
- من أنت ؟
- أنا دعاء ابنك الصالح لك ،، وصدقته عنك ،، منذ أن مت وهو يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء إلى هنا ،،

أحست بمنكر ونكير ثانية ،، فالتفتت إليهما فإذا بهما يقولان :
انظري هذا مقعدك من النار ،، قد أبدله الله بمعقد في الجنة ،،

((وولد صالح يدعو له))


فهيا بنا لنتعاهد على برهما في الدنيا والآخرة ،،





منقـــول

خديجة الطيبة
2 - 4 - 2008, 06:32 PM
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
اللهم آآميين
جزاك الله خيرا سكر جنوبي على هذا الموضوع الجميل
حفظك الله و سدد خطاك:)

مدربة اعاقة
3 - 4 - 2008, 11:57 PM
http://www.4ss4.net/uploads/59585b7010.gif (http://www.4ss4.net/)

بيلسانة2008
4 - 4 - 2008, 01:15 AM
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
اللهم آآميين
جزاك الله خيرا سكر جنوبي على هذا الموضوع الجميل
حفظك الله و سدد خطاك
تقبل مروري بيلسانة2**8

ALKING....KING
5 - 4 - 2008, 02:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جزاك الله خير أختي ( سكر جنوبي ) على هذه الموعظة الحسنة ..
فالوالدين جنة العبد في الدنيا وجنته في الآخره ..
وبرهم واجب علينا وعقوقهم إثمٌ عظيم , وقد قرن الله برهم وطاعتهم بطاعته سبحانه وتعالى ..














تحياتي...


أخوك:-


ALKING....KING

لؤلؤ مزن
5 - 4 - 2008, 08:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيك سكر جنوبي على هده الكلمات
ثبتك الله وأنار دربك
الهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
الهمإغفر لي ولوالدي و لجميع المؤمنين و المؤمنات وأرحم موتاهم
والسلام عليكم