المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غياب الرقابة الأسرية حوّل بعض الشباب إلى جناة


 


ابولمى
6 - 2 - 2004, 09:27 AM
غياب الرقابة الأسرية حوّل بعض الشباب إلى جناة
إن ظاهرة الإرهاب التي عمت العالم وأصبحت شغله الشاغل. ظاهرة لا دين لها ولا وطن ولا تعرف زماناً أو مكاناً، والذي يبدو أننا سنواجه هذا القلق لأن المملكة مستهدفة أكثر من غيرها من الدول خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر.
ولو أردنا أن نكون أكثر صراحة وواقعية نتساءل: لماذا لم يتنبه الآباء لأبنائهم فغالبية الآباء لا يعرفون شيئاً عن أبنائهم سوى أنهم مختفون..؟ لماذا؟
إن غالبية الآباء لم يشاهدوا أبناءهم منذ فترة طويلة مع أن بعضهم كان يلاحظ على ابنه بعض السلوكيات والأفكار المنحرفة وكثرة الغياب عن المنزل ومن ثم الانقطاع المفاجئ دون أن يتحرك الآباء للبحث عنهم؟
ونلاحظ ظهور بعض الاضطرابات النفسية، واضطراب سلوكهم العائلي والاجتماعي وانطواءهم وغلوهم مع عدم البوح بمكنونات نفوسهم، لا يسأل الآباء عن أسباب ذلك أو محاولة التحاور والتواصل معهم.
فكيف ستعيش الأسرة والأقارب والمحيطون بهم، وكيف سيواجهون الواقع الذي وضعهم فيه الجناة، حيث استنكر الآباء هذه الجريمة البشعة مع رفضهم التام لأي شكل من أشكال العنف والإرهاب الذي يزعزع أمن واستقرار الوطن.
وبما أن لكل جريمة أسبابها، يكون السؤال المطروح هو ما أسباب هذا العمل الإرهابي والإجرامي ومن يتحمل المسؤولية؟.
إنه الخلل في الإهمال الأسري وعدم قيام الأسرة بواجبها ومسؤوليتها في التربية والتوجيه والمتابعة والاعتماد على العمالة المنزلية للقيام بهذه المهمة مما أنتج شخصية ضعيفة لا تدرك العواقب مع غياب التواصل والتحاور بشكل عام وغياب حرية التعبير بشكل خاص.
فأغلب الجناة في نهاية مرحلة المراهقة وبداية الشباب وكل منهم في طريق يعاني فيما يعاني انقطاعاً عن الدراسة وعدم الحصول على عمل مع الاعتماد على الأهل حتى أصبحوا عالة على أسرهم. هذه الفئة العمرية من أخطر المراحل العمرية التي يمكن السيطرة والتأثر والتأثير عليها فكثير منهم متدينون تائهون ضائعون لا توجد لديهم قيادة صالحة متزنة توجههم إلى طريق الخير والصلاح والبناء مما أفقدهم التوازن الديني.
بالإضافة إلى افتقادهم إلى التوجيه والإرشاد والمتابعة من قبل الأسرة لملاحظة بعض التصرفات والسلوكيات التي تطرأ على أبنائهم لحمايتهم من الأفكار المنحرفة من خلال متابعتهم ومعرفة من يصادقون ومع من يذهبون خاصة في مرحلة المراهقة.
فهؤلاء الجناة لم يولدوا مجرمين لولا غياب الرقابة الأسرية الدقيقة، ولما أصبحوا ضحايا لهذا الاستغلال البشع، فمتى سيعي الآباء والأمهات أهمية دورهم وفهم أبنائهم فهل من متعظ.
الحل بيد الأسرة أولاً والمدرسة والدعاة والعلماء والمفكرين والمثقفين ثانياً ووسائل الإعلام المختلفة ثالثاً للمساهمة في مكافحة مثل هذه الأفكار الضارة والضالة والمنحرفة، وهذا يتطلب القيام بإجراء دراسات وبحوث علمية مقننة ودقيقة تصف الواقع الفعلي لدينا.
عبدالله علي حسن الأنسي - محاضر بقسم التربية وعلم النفس
كلية المعلمين بمحافظة الطائف