المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعادة النظر في صياغة منهج التوحيد


 


ابولمى
23 - 1 - 2004, 07:34 AM
إعادة النظر في صياغة منهج التوحيد

د. علي بن عبدالعزيز الشبل

إن الدعوة الإصلاحية السلفية التي جدد فيها ال*** الإمام محمد بن عبدالوهاب ( 1115- 1206ه) ما اندرس من معالم الدين في القرن 12ه كانت في التراث العلمي المبارك الذي أرثه ال***، وتوارد عليه وعلى مثله أبناؤه وتلاميذه من أئمة وعلماء الدعوة. هذا وقد لقيت تآليف ال*** محمد بن عبدالوهاب عناية جيدة في جمعها وإخراجها ونشرها من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. أما من جهة التدريس واعتمادها في المناهج الدينية للتعليم العام في المملكة وغيرها فقد نالت حظاً جيداً ولاسيما في مواد التوحيد والعقيدة ولاسيما في رسائل ال*** في تلقين العقيدة وثلاثة الأصول، والقواعد الأربع، ثم في كتاب التوحيد، والذي استوعب مناهج العقيدة في مراحل التعليم المتوسط والواقع أنه لابد من تواصل التأكيد على أهمية هذه المختصرات والاعتماد عليها في سبك المادة العلمية لمواد التوحيد والعقيدة.
كذلك أهمية الاهتمام بكتب ال*** وشروح وكتب علماء الدعوة في صياغة مناهج التعليم الديني والتوجيه الإعلامي، وللعلماء المعاصرين إلى تلك الكتب مرجعية واضحة ومعتمدة.
أما من جهة التحقيق فقد اعتنى ببعض آثار كتب الدعوة في أطاريح علمية عليا في أقسام العقيدة والتفسير والفقه والحديث والتاريخ من جهة تحقيقها أو دراستها وبحثها والتعليق عليها، والاستفادة منها. ولا أخفي سراً إن قلت إن قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام نحى في أطاريحه العليا العناية بتراث ***ي الإسلام أحمد بن تيمية ومحمد عبدالوهاب رحمهما الله.
هذا وقد كان للعناية بمؤلفات علماء الدعوة والاهتمام بها في التعلم والتلقي والتعليم والدعوة على طلاب العلم والمتعلمين والدعاة والعاملين في الدعوة وعلى المجتمعات المحتفية بهذه المؤلفات، كان لها الأثر العظيم والبالغ في ترسيخ العقيدة وتحقيق التوحيد، وتمحيص العبادة لله وحده لا شريك له، ومن الحذر والتحذير ممن يضاد ذلك من الشرك: أكبره وأصغره، ومن القوادح في أصل التوحيد وكماله الواجب وكماله المستحب.
كذلك من الآثار الجليلة اجتماع الكلمة على عقيدة واحدة، ومنهاج واحد واضح المعالم، وعلى مرجعية علمية شرعية واحدة راسخة الأُسس، كبيرة الأثر قوية الحجة والبيان. وأيضاً من أعظم الآثار الجليلة: تحكيم شرع الله ووحيه والتحاكم إليه، والأمن في الأوطان والأفكار، ورفع شعيرة الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأيضاً حفاوة العلماء والمتعلمين بتلك الآثار وتعليمها أبناء المسلمين وعوامهم أورثهم حصانة عقدية عظيمة واضحة الأثر في علمهم وعملهم بالتوحيد وإنكارهم ضده قولاً وعملاً وقصداً. وأيضاً تحقيق علاقة طلاب العلم بالعقيدة السلفية، وغرسها في صدورهم، وإحاطتهم بمباحثها وتفاصيلها، وعنايتهم مع حفاوتهم بذلك. في الحقيقة الواجب نريد الاستمرار والثبات على تعليم العقيدة السلفية، وما آثار علماء الدعوة العلمية إلا وسيلة مهمة من وسائل تثبيت العقيدة والتمسك بها والدفاع عنها، علماً وعملاً ودعوة.
والواجب استمداد مناهج التعليم ووسائل الدعوة وطرائقها من تراث علماء الدعوة ولاسيما في أصل الدين وأساسه المتين: التوحيد والعقيدة.
فمثلاً إذا أُعيد النظر في صياغة مناهج مواد التوحيد فالمعول على مختصرات العقيدة التي كتبها ال*** محمد بن عبدالوهاب، مع مراجعة شروح ومؤلفات علماء الدعوة في الموضوع.
وعند رسم خطط الدعوة إلى الله، وتحديد أهدافها، فالمعول كذلك على منهاج ال*** وتلاميذه في العناية بالتوحيد، والدعوة إلى ترشيح وتصحيح العقيدة. كذلك الاهتمام بحسن عرضها من خلال وسائل العرض والإيضاح المباحة والمتاحة المتنوعة، مما يحقق الإعجاب والانجذاب إليها.
الواقع أن حاجة الناس اليوم إلى كتب العقيدة وبالخصوص مختصراتها التي كتبها يراع ال*** محمد بن عبدالوهاب، والتي لم تزل محل العناية وحفاوة أهل العلم جيلاً بعد جيل. واعتبروا ذلك لما كان عوام المسلمين في وسط الجزيرة وغيرها يلقنون ويحفظون رسالة ال*** في تلقين العقيدة للعوام، وثلاثة الأصول والقواعد الأربع في المساجد من قبل أئمتها، كيف حقق ذلك الكفاية والحماية لجناب التوحيد، والمحاذرة من الوقوع في ضده من الشرك أو ضد كماله من الشرك والكفر الأصغر ين والبدع والخرافات ولذا أؤكد على العناية بهذا الأمر.
@ الأستاذ بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض


http://www.alriyadh-np.com/Contents/23-01-2**4/Mainpage/LOCAL1_13720.php