abood2010
27 - 2 - 2008, 12:11 PM
*****
خلق الإنسان
الفلم الذي ستتابعونه الآن بعد قليل، يتحدث عن الإنسان.
كيف خلق؟
وفي أي المراحل قد مر؟
هذا الفلم يتحدث عنه!
والآن لنقم برحلة زمنية قصيرة،
ونرجع مدة إلى الماضي!
ولندقق معاً هذه الحكاية الرائعة المليئة بالمعجزات!
ولنشاهد كيف كان حال الإنسان في حين من الدهر؟
خلية واحدة فقط في بطن الأم!
وجود عاجز ومحتاج إلى حماية!
أصغر من حبيبة ملح واحدة!
والآن، أنتم أيضاً كنتم عبارة عن هذه الخلية الصغيرة!
مثلما كل الناس الآخرين على وجه الأرض!
أثناء حديثنا:
انقسمت هذه الخلية وأصبحت اثنتين!
ثم انقسمت مرة أخرى وأصبحت أربع خلايا!
ثم ثمانية!
ثم ست عشرة!
استمرت الخلايا بالتكاثر!
ثم ظهرت أولا قطعة لحم!
ثم أخذت قطعة اللحم هذه شكلاً!
وأصبح لها يدان ورجلان وعينان!
فالخلية الأولى كبرت مئة مليار ضعف!
وأخذت وزناً بستة مليار ضعف!
فالتي كانت قطرة ماء فقط في السابق،
أجرى الله تعالى فيا معجزات عدة!
فخلق منها الإنسان الذي يتابع هذا الفيلم!
وقد بين القرآن الكريم كيف خلق الإنسان:
-( أيحسب الإنسان أن يترك سدى )- [القيامة/36]
-( ألم يك نطفة من مني يمنى )- [القيامة/37]
-( ثم كان علقة فخلق فسوى )- [القيامة/38]
-( فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى )- [القيامة/39]
-( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )- [القيامة/40]
(((خلق الإنسان)))
الناس المنغمسون في نزعة الحياة اليومية،
يسيرون لا مبالين بالمعجزة المهمة المتحققة أمام أعينهم!
هذه المعجزة هي خلق الإنسان!
تبدأ أول مرحلة في معجزة الخلق بنضج خلية البويضة في عضو في جسم المرأة يسمى المبيض!
هناك رحلة طويلة أمام البويضة الناضجة،
ستدخل أولا قناة (فالوب)!
وهنا ستقطع مسافة طويلة حتى تصل إلى الرحم!
تبدأ قناة (فالوب) بالحركة للإمساك بالبويضة الناضجة قبل خروجها من المبيض بمدة قصيرة!
وتحاول إيجاد خلية البويضة عن طريق لمسات خفيفة على المبيض!
ونتيجة هذا البحث تجد قناة (فالوب) البويضة الناضجة وتسحبها لداخلها!
وحينئذ تبدأ رحلة خلية البويضة!
يتوجب على البويضة قطع طريق طويل عبر قناة (فالوب)!
لكن ليس لها أي عضو يؤمن لها قطع هذا الطريق كالزعانف أو الأرجل!
ولهذا خلق لرحلتها نظام خاص:
فقد وظفت مليارات الخلايا التي توجد في السطح الداخلي لقناة (فالوب) بإيصال البويضة إلى الرحم!
تحرك الخلايا هذه الشعيرات الموجودة على سطحها *****ماة (بالسيليا) نحو الرحم باستمرار!
وهكذا تحمل خلية البويضة من يد إلى يد إلى الجهة التي يجب ذهابها نحوها كحمل ثمين جداًّ!
عندما ندقق في هذه الشعيرات نجدها قد نسقت في المكان والشكل الذي يجب أن تكون عليه ضمن خطة ذكية جدا!
وتقوم معا بحركة نقل إلى الجهة نفسها وكأنها آلة مبرمجة لذلك!
فلو لم يقم قسم من هذه الخلايا بمهمته،
أو قام بنقلها إلى جهات مختلفة،
لن تصل البويضة إلى هدفها،
ولا تتحقق الولادة أبدا!
ولكن خلق الله تام!
فكل خلية تنفذ مهمتها التي أوكلت إليها دون أي خطأ!
وهكذا تتقدم إلى المكان المجهز خصوصا لأجل البويضة!
أي (إلى رحم الأم)!
لكن خلية البويضة المنقولة بدقة بهذا الشكل عمرها لا يتجاوز 24 ساعة!
وتموت ما لم تلقح في هذه المدة!
وتحتاج إلى المادة الحياتية للتلقيح،
النطفة التي تأتي من جسم الرجل!
(((تصميم النطفة)))
النطفة خلية موظفة لإيصال معلومة الذكر الوراثية إلى خلية البويضة في الأنثى!
إذا دققنا عن كثب،
نرى جهازا مصمما بشكل خاص لحمل هذه النطفة،
فالقسم الأمامي للنطفة مغطىً بدرعٍ واقٍ وتحته درع ثانٍ!
وتحت هذا الدرع الثاني أيضاً يوجد ما يشبه الشاحنة التي تحمل النطفة،
ويوجد داخل هذه الشاحنة ثلاثة وعشرين صبغياً عائداً للرجل،
المعلومات العائدة لجسم الإنسان وأدق تفاصيله جميعها،
مخفية في هذه الصبغيات (...للتوضيح: الألوان)!
ولظهور إنسان جديد يجب أن تتحد الصبغيات الثلاثة والعشرون الموجودة في نطفة الرجل،
مع الصبغيات الثلاثة والعشرين الموجودة في بويضة المرأة!
وهكذا سيظهر أول تكوين لجسم الإنسان من ستة وأربعين صبغياً!
تصميم الدرع الموجود في الجهة الأمامية للنطفة،
سيحمي هذا الحمل الثمين طوال هذه المسافة الطويلة من جميع أنواع الأخطار!
وتصميم النطفة غير محصور بهذا وحسب،
فهناك في القسم الأوسط للنطفة محرك طويل جداً!
ويرتبط بطرف هذا المحرك ذيل النطفة!
القوة التي ينتجها المحرك تدوّر الذيل كالمروحة!
وتؤمن للنطفة قطع الطريق بسرعة!
ولوجود هذا المحرك لا بد من وقود لتشغيله،
وقد حسبت هذه الحاجة أيضاً،
فرتب له الوقود الأكثر اقتصاداً،
أي: (سكر الفروكتوز)! على السائل الذي يحيط بالنطفة!
وهكذا، فقد تم توفير وقود المحرك خلال الطريق الذي ستقطعه النطفة!
بفضل هذا التصميم الكامل،
تقطع النطفة طريقا نحو البويضة بسرعة!
عند ملاحظة حجم النطفة بالنسبة إلى المسافة التي قطعتها،
تظهر حركتها السريعة التي تشبه قارب السباق!
هذا الجهاز المدهش،
يُنْتَجُ بمهارة كبيرة،
حيث يوجد داخل كل خصية مركز إنتاج نطف!
أقنية(...للتوضيح: جمع قناة) مجهرية يصل طولها إلى خمسمائة متر!
الإنتاج في هذه الأقنية يشبه تماماً نظام السكة الحديدية المستخدمة في المعامل الحديثة!
فأقسام النطفة من درع ومحرك وذيل،
تركب مع بعضها على الترتيب،
وفي النهاية تظهر روعة الهندسة الكاملة!
علينا التفكير ولو قليلاً في هذه الحقيقة،
كيف عرفت الخلايا التي لا وعي لها،
طريقة تجهيز النطفة بشكل يتناسب مع جسم الأم،
رغم جهلها تماماً؟
كيف تعلمت النطف صنع الدرع والمحرك والذيل؟
حسب حاجة جسم الأم؟
بأي عقل تتركب هذه القطع بالترتيب الصحيح؟
من أين تعلم النطف أنها ستحاج إلى سكر (الفروكتوز)؟
كيف تعلمت صنع محرك يعمل بسكر (الفروكتوز)؟
هناك جواب واحد فقط لكل هذه الأسئلة،
النطف والسائل المرتب داخلها،
خلقه الله عز وجل،
بشكل خاص لاستمرار نسل الإنسان!
الدكتور البروفيسور (جواد بابونا) ،
الطبيب في كلية الطب،
في جامعة اسطنبول،
المختص بأمراض النساء والتوليد،
والوزير السابق،
علق على خصائص النطفة بقوله:
"النطفة منتجة في جسم الأب،
أما مهماتها فلا تتحقق إلا في جسم الأم،
ولا تملك أي نطفة منذ تاريخ البشرية،
العودة إلى جسم الأب مرة أخرى،
بعد إنهاء مهمتها في جسم الأم،
لإخبار الخلايا المنتجة لها،
عن مهمتها وما فعلته،
وعن الأحداث التي واجهتها،
في تلك الحالة،
كيف تكون خلية النطفة ذات بنية مختلفة تماماً عن آلاف أنواع الخلايا الموجودة في بنية الأب،
من أين تعرف خلية النطفة أن تذهب بالحمل الوراثي الذي أخذته من الأب،
وأنه لن يصير إلى بنية سترزق الحياة بعد مدة،
إلا بحمل درع في مقدمته؟
من أين تعرف خلية النطفة أنه يلزمها ثَقْبُ ذلك الغشاء الرقيق؟
فتأخذ معها أسلحة كيميائية مرتبة خلف الدرع!
كما ترون،
لا يمكن أن تكون جميع عناصر هذه الآلية،
والحوادث التي تكلفت بها،
والمهمات التي تقوم بها النطفة مصادفة!
ولا يمكن أن تكون المعرفة جاءت عن طريق التكرار!
هذا دليل واضح،
على أن الله ألهمها هذه المهمة!
وعلمها كيفية الاتيان بها على أكمل وجه!"
هذا التصميم الخارق في النطفة وحده معجزة خلق كبيرة!
وهكذا يلفت البارئ انتباهنا إلى خلق هذه النطفة في قوله تعالى:
-( أفرأيتم ما تمنون )- [الواقعة/58]
-( أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون )- [الواقعة/59]
(((رحلة النطفة الشاقة)))
يرسل إلى رحم الأم في المرة الواحدة ما يقارب 250 مليون نطفة!
حدد هذا العدد بهذه الكثرة بشكل خاص،
لأن النطف تواجه أخطاراً مميتة بمجرد دخولها إلى الرحم،
فهناك خليط حمضي كثيف في العضو التناسلي للمرأة يمنع وصول البكتيريا،
هذا الخليط قاتل بالنسبة للنطف أيضاً!
فبعد دقائق عدة،
يغطى جدار الرجم بملايين من النطف الميتة،
وبعد عدة ساعات يكون قسم كبير من المئتين وخمسين مليون نطفة ميتة!
الخليط الحمضي هذا مهم جداً لصحة الأم!
وقوي جداً بحيث يستطيع قتل كل النطف الداخلة إلى الرحم بسهولة!
في هذه الحالة،
لن يتحقق التلقيح أبداً!
وينتهي نسل الإنسان!
لكنه أخذ الاحتياط الضروري أيضاً،
فأثناء إنتاج النطف في جسم الرجل،
يضاف إلى السائل المحتوي على النطف الخليط الذي يحمل خاصية قلوية،
هذا الخليط يزيل قسماً من تأثير الخليط الحمضي في رحم الأم!
وبفضل هذه الخليط تستطيع آلاف النطف الوصول إلى مدخل قناة (فالوب)،
مروراً برحم الأم!
إذا لاحظتم، تذهب النطف جميعاً إلى جهة واحدة،
إذاً كيف تجد الجهة الصحيحة هذه؟
من أين تعرف مكان البويضة التي بحجم حبيبة الملح؟
تجد النطفة مكان البويضة،
لأن نظاماً كاملاً آخر خلق وتدخل لأجلها!
ترسل البويضة إشارة كيميائية لتشد إليها النطف البعيدة عنها،
بما يقارب 15 سم!
فالنطف بفضل هذه الاشارة،
تتجه نحو البويضة!
باختصار:
تدعوا البويضة إليها النطف التي لا تعرف عنها أي شيء،
ولم تقابلها من قبل أبداً!
وتتراسل الخليتن الغريبتان،
اللتان لا تعرفان بعضهما!
هذه الحقيقة دليل آخر أيضاً،
على خلق البويضة والنطفة بتناسق كبير مع بعضهما!
(((اللقاء الكبير)))
وفي النهاية تستطيع مئات النطف(...للتوضيح: جمع نطفة) فقط الوصول إلى البويضة،
غير أنه لم ينتهي السباق حتى الآن!
فلا تقبل البويضة إلا نطفة واحدة فقط!
ولهذا يبدأ سباق جديد،
هناك عائقان مهمان جداً أمام النطف:
الطبقة الحامية التي تقتل جميع أنواع الجراثيم التي تحاول الاقتراب من البويضة!
وقشرة البويضة المتينة التي يصعب ثقبها إلى حد كبير!
خلق في النطفة أنظمة خاصة لاجتياز هاذين العائقين!
فهناك الأسلحة المخفية التي خبأتها النطف تحت طرف الدرع الصلب إلى هذه اللحظة!
إنها أكياس الأنزيم المذيبة!
هذه الأكياس ستثقب العائق الأول الذي على أطراف البويضة،
أي: (الطبقة الحامية لإذابتها)!
فعندما تجتاز النطفة هذه الطبقة،
وتتقدم فيها،
يتآكل درعها شيئاً فشيئاً!
ثم يتفتت و يتبعثر!
أما تفتت الدرع هذا،
فهو جزء من الخطة الكاملة الواجبة التنفيذ!
لأنه بفضل هذا التفتت،
ستبدأ أكياس الأنزيم التالية الموجودة داخل النطفة بالظهور!
وهذا يؤمن اجتياز آخر عائق يواجه النطفة!
ألا وهو ثقب قشرة البويضة!
الآن تشاهدون هذه الأحداث من خلال الصور الملتقطة على المجهر الإلكتروني!
فللنطفة درع أحمر،
يذوب هذا الدرع تدريجياً وتجتاز النطفة قشرة البويضة إلى الداخل!
التصميم الكامل في اتحاد النطفة والبويضة،
غير محصور بهذا فقط،
ففي لحظة وصول النطفة إلى قشرة البويضة،
تتحقق معجزة أخرى!
فجأة تدخل النطفة بنفسها تاركة ورائها ذيلها الذي أوصلها إلى هنا!
وهذا مهم جداً!
لأنه إذا لم تقم النطفة بهذا العمل،
فسيدخل الذيل المتحرك إلى خلية البويضة ويخربها!
تخلي النطفة عن ذيلها،
يشبه عمليات مكوك الفضاء،
والصاروخ الدافع له!
حيث يتخلى المكوك عن المحركات وخزانات الطاقة،
عندما لم يعد لها حاجة أثناء انفصاله عن الغلاف الجوي!
حسناً!
كيف تقوم نطفة صغيرة بهذا الحساب الدقيق كله؟
بقيام النطفة بهذا الحساب عليها أن تعرف أنها وصلت إلى آخر الطريق!
وأنها لم تعد بحاجة إلى الذيل بعد الآن!
غير أن النطفة جهاز بيولوجي!
لا تشعر بما حولها!
ولا تملك أي عقل أو علم!
الخالق سبحانه (الله تعالى)!
نسق فيها أيضاً نظاماً دقيقاً!
يحقق انعزال الذيل عنها في الوقت الصحيح والمناسب!
تقوم النطفة التي تركت ذيلها خارج بثقب البويضة وتضع فيها الصبغيات من خلال ذلك الثقب!
وهكذا يتم انتقال المعلومات الوراثية!
ونتيجة عمل مئات الأنظمة المختلفة،
المستقلة بعضها عن بعض،
بنظام متناسق،
تم إيصال المعلومة الوراثية العائدة لجسم الرجل،
إلى البويضة في جسم المرأة!
وكما نرى:
فلا مكان لأي مصادفة في اتحاد النطفة مع البويضة!
بل تحقق ذلك بفضل تصميم وخطة كاملة!
هذه الحوادث التي تحققت دون أن يدركها الإنسان!
وهذا التخطيط الدقيق لكل مرحلة من هذه المراحل!
إنما هي دلائل واضحة،
على خلق الإنسان من قِبَلِ الله تعالى!
(((العلق)))
ترون على الشاشة نطفة الرجل التي اتحدت قبل قليل مع البويضة!
المعلومة الوراثية للنطفة والبويضة!
بعضها إلى جانب بعض!
هنا الآن!
ستتحقق واحدة من أكبر المعجزات على وجه الأرض!
حيث يتم اجتماع وانسجام معلومتين وراثيتين،
لتكوين إنسان جديد!
وتحقق اللقاء!
ربما يكون تصديق الأمر صعباً!
إلا أنه يوجد داخل هذه الخلية جميع المعلومات العائدة للإنسان الذي لم يولد بعد!
عين الطفل الذي سيولد!
بشرته!
لون شعره!
وشكل وجهه!
وخصائصه الفيزيائية جميعها مشفرة هنا!
إلا أن الأمر ليس مقصوراً على مظهره الخارجي فقط!
بل حدد هيكله وأعضاؤه الداخلية!
عروقه!
وحتى أشكال خلايا الدم التي تدور في عروقه!
وعددها!
إلى التفاصيل جميعها!
خصائص الإنسان في السن السابعة!
وحتى خصائصه في السن السبعين!
كل شيء وضح وكتب داخل هذه الخلية!
تقوم الخلية بعد التلقيح بمدة قصيرة،
بتصرف آخر محيِّر جداً!
تنقسم وتكون خليتين حديثتين!
ثم تنقسم هذه الخلايا مرة أخرى!
وتصبح أربعة!
فقد بدأ الآن تكوين إنسان جديد!
ولكن!
لماذا تتخذ الخلية قرار الانقسام هذا؟
ولماذا تكلف نفسها عناء تكوين الإنسان؟
هذه الأسئلة!
ترشدنا إلى عظمة الله تعالى!
في العلم الكامل!
والقدرة اللامتناهية!
خالق الخلية!
والإنسان الموجود داخلها!
والعالم الذي يوجد فيه الإنسان!
والكون كله!
خالقهم من العدم!
في هذه اللحظة!
تشاهدون رحلة الخلايا التي تنقسم وتتكاثر باستمرار!
داخل قناة فالوب!
كتلة الخلايا هذه،
يطلق عليها منذ الآن بيضة ملقحة!
أثناء انقسام الخلايا وتكاثرها داخل البيضة الملقحة،
تتحقق حادثة أخرى محيرة أيضاً!
تبدأ بعض الخلايا بالتمايز عن الأخرى!
أثناء تجمع الخلايا القديمة في المركز،
فإن الخلايا المتمايزة تحيط بها!
وبعد مدة قصيرة ستكون مجموعة الخلايا المركزية الجنين!
يعني المرحلة الأولى لخلق الإنسان!
وستكون المجموعة التي حولها المشيمة،
التي ستغذي الجنين!
بدأ الخلايا فجأة بالتمايز،
واتخاذها قرار تكوين الجنين أو المشيمة،
يعد معجزة كبيرة في الأوساط العلمية!
هناك أمر مخفي يعمل في هذه الخلايا!
تصل البيضة الملقحة بعد أربعة أيام من تلقيحها،
إلى المكان الذي جهز وخصص لأجلها!
يعني: (إلى رحم الأم)!
ويلزم تمسكها بالرحم كي لا تسقط خارج الجسم!
إلا أن البيضة الملقحة إلا كتلة دائرية مكونة من الخلايا الشبيهة ببعضها!
وليس لها أي نئوء أو ممسك خاص يؤمن لها التعلق بمكان ما!
فإذاً:
كيف تستطيع التمسك بجدار الرحم؟
وهذا أيضاً!
قد حسب حسابه!
عند وصول البيضة الملقحة إلى رحم الأم،
يتدخل نظام خاص آخر!
هذا المشهد الملتقط بمجهر إليكتروني،
يظهر البيضة الملقحة التي وصلت منذ اللحظة إلى رحم الأم!
تفرز الخلايا الموجودة في السطح الخارجي للبيضة الملقحة أنزيمات خاصة تذيب جدار الرحم!
وبذلك تتمسك البيضة الملقحة بالرحم بشدة،
وتنجو من سقوطها خارج الرحم!
وجود الخلايا على سطح البيضة الملقحة في المكان اللازم!
وإفرازها الأنزيم اللازم،
يوضح مرة أخرى،
كمال خلقها!
بفضل هذه الخلقة الكاملة،
تنغرز البيضة الملقحة في جدار الرحم!
هذا المخلوق الجديد الذي يكبر أثناء تمسكه بالرحم،
يسمى منذ الآن بالجنين!
هذه الحقيقة التي اكتشفتها التكنولوجيا الحديثة،
ذكرت في القرآن الكريم:
فعندما يذكر الله تعالى أول مرحلة لطفل في رحم الأم،
يستخدم كلمة العلق!
--------------------------------------------
خلق الإنسان
الفلم الذي ستتابعونه الآن بعد قليل، يتحدث عن الإنسان.
كيف خلق؟
وفي أي المراحل قد مر؟
هذا الفلم يتحدث عنه!
والآن لنقم برحلة زمنية قصيرة،
ونرجع مدة إلى الماضي!
ولندقق معاً هذه الحكاية الرائعة المليئة بالمعجزات!
ولنشاهد كيف كان حال الإنسان في حين من الدهر؟
خلية واحدة فقط في بطن الأم!
وجود عاجز ومحتاج إلى حماية!
أصغر من حبيبة ملح واحدة!
والآن، أنتم أيضاً كنتم عبارة عن هذه الخلية الصغيرة!
مثلما كل الناس الآخرين على وجه الأرض!
أثناء حديثنا:
انقسمت هذه الخلية وأصبحت اثنتين!
ثم انقسمت مرة أخرى وأصبحت أربع خلايا!
ثم ثمانية!
ثم ست عشرة!
استمرت الخلايا بالتكاثر!
ثم ظهرت أولا قطعة لحم!
ثم أخذت قطعة اللحم هذه شكلاً!
وأصبح لها يدان ورجلان وعينان!
فالخلية الأولى كبرت مئة مليار ضعف!
وأخذت وزناً بستة مليار ضعف!
فالتي كانت قطرة ماء فقط في السابق،
أجرى الله تعالى فيا معجزات عدة!
فخلق منها الإنسان الذي يتابع هذا الفيلم!
وقد بين القرآن الكريم كيف خلق الإنسان:
-( أيحسب الإنسان أن يترك سدى )- [القيامة/36]
-( ألم يك نطفة من مني يمنى )- [القيامة/37]
-( ثم كان علقة فخلق فسوى )- [القيامة/38]
-( فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى )- [القيامة/39]
-( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )- [القيامة/40]
(((خلق الإنسان)))
الناس المنغمسون في نزعة الحياة اليومية،
يسيرون لا مبالين بالمعجزة المهمة المتحققة أمام أعينهم!
هذه المعجزة هي خلق الإنسان!
تبدأ أول مرحلة في معجزة الخلق بنضج خلية البويضة في عضو في جسم المرأة يسمى المبيض!
هناك رحلة طويلة أمام البويضة الناضجة،
ستدخل أولا قناة (فالوب)!
وهنا ستقطع مسافة طويلة حتى تصل إلى الرحم!
تبدأ قناة (فالوب) بالحركة للإمساك بالبويضة الناضجة قبل خروجها من المبيض بمدة قصيرة!
وتحاول إيجاد خلية البويضة عن طريق لمسات خفيفة على المبيض!
ونتيجة هذا البحث تجد قناة (فالوب) البويضة الناضجة وتسحبها لداخلها!
وحينئذ تبدأ رحلة خلية البويضة!
يتوجب على البويضة قطع طريق طويل عبر قناة (فالوب)!
لكن ليس لها أي عضو يؤمن لها قطع هذا الطريق كالزعانف أو الأرجل!
ولهذا خلق لرحلتها نظام خاص:
فقد وظفت مليارات الخلايا التي توجد في السطح الداخلي لقناة (فالوب) بإيصال البويضة إلى الرحم!
تحرك الخلايا هذه الشعيرات الموجودة على سطحها *****ماة (بالسيليا) نحو الرحم باستمرار!
وهكذا تحمل خلية البويضة من يد إلى يد إلى الجهة التي يجب ذهابها نحوها كحمل ثمين جداًّ!
عندما ندقق في هذه الشعيرات نجدها قد نسقت في المكان والشكل الذي يجب أن تكون عليه ضمن خطة ذكية جدا!
وتقوم معا بحركة نقل إلى الجهة نفسها وكأنها آلة مبرمجة لذلك!
فلو لم يقم قسم من هذه الخلايا بمهمته،
أو قام بنقلها إلى جهات مختلفة،
لن تصل البويضة إلى هدفها،
ولا تتحقق الولادة أبدا!
ولكن خلق الله تام!
فكل خلية تنفذ مهمتها التي أوكلت إليها دون أي خطأ!
وهكذا تتقدم إلى المكان المجهز خصوصا لأجل البويضة!
أي (إلى رحم الأم)!
لكن خلية البويضة المنقولة بدقة بهذا الشكل عمرها لا يتجاوز 24 ساعة!
وتموت ما لم تلقح في هذه المدة!
وتحتاج إلى المادة الحياتية للتلقيح،
النطفة التي تأتي من جسم الرجل!
(((تصميم النطفة)))
النطفة خلية موظفة لإيصال معلومة الذكر الوراثية إلى خلية البويضة في الأنثى!
إذا دققنا عن كثب،
نرى جهازا مصمما بشكل خاص لحمل هذه النطفة،
فالقسم الأمامي للنطفة مغطىً بدرعٍ واقٍ وتحته درع ثانٍ!
وتحت هذا الدرع الثاني أيضاً يوجد ما يشبه الشاحنة التي تحمل النطفة،
ويوجد داخل هذه الشاحنة ثلاثة وعشرين صبغياً عائداً للرجل،
المعلومات العائدة لجسم الإنسان وأدق تفاصيله جميعها،
مخفية في هذه الصبغيات (...للتوضيح: الألوان)!
ولظهور إنسان جديد يجب أن تتحد الصبغيات الثلاثة والعشرون الموجودة في نطفة الرجل،
مع الصبغيات الثلاثة والعشرين الموجودة في بويضة المرأة!
وهكذا سيظهر أول تكوين لجسم الإنسان من ستة وأربعين صبغياً!
تصميم الدرع الموجود في الجهة الأمامية للنطفة،
سيحمي هذا الحمل الثمين طوال هذه المسافة الطويلة من جميع أنواع الأخطار!
وتصميم النطفة غير محصور بهذا وحسب،
فهناك في القسم الأوسط للنطفة محرك طويل جداً!
ويرتبط بطرف هذا المحرك ذيل النطفة!
القوة التي ينتجها المحرك تدوّر الذيل كالمروحة!
وتؤمن للنطفة قطع الطريق بسرعة!
ولوجود هذا المحرك لا بد من وقود لتشغيله،
وقد حسبت هذه الحاجة أيضاً،
فرتب له الوقود الأكثر اقتصاداً،
أي: (سكر الفروكتوز)! على السائل الذي يحيط بالنطفة!
وهكذا، فقد تم توفير وقود المحرك خلال الطريق الذي ستقطعه النطفة!
بفضل هذا التصميم الكامل،
تقطع النطفة طريقا نحو البويضة بسرعة!
عند ملاحظة حجم النطفة بالنسبة إلى المسافة التي قطعتها،
تظهر حركتها السريعة التي تشبه قارب السباق!
هذا الجهاز المدهش،
يُنْتَجُ بمهارة كبيرة،
حيث يوجد داخل كل خصية مركز إنتاج نطف!
أقنية(...للتوضيح: جمع قناة) مجهرية يصل طولها إلى خمسمائة متر!
الإنتاج في هذه الأقنية يشبه تماماً نظام السكة الحديدية المستخدمة في المعامل الحديثة!
فأقسام النطفة من درع ومحرك وذيل،
تركب مع بعضها على الترتيب،
وفي النهاية تظهر روعة الهندسة الكاملة!
علينا التفكير ولو قليلاً في هذه الحقيقة،
كيف عرفت الخلايا التي لا وعي لها،
طريقة تجهيز النطفة بشكل يتناسب مع جسم الأم،
رغم جهلها تماماً؟
كيف تعلمت النطف صنع الدرع والمحرك والذيل؟
حسب حاجة جسم الأم؟
بأي عقل تتركب هذه القطع بالترتيب الصحيح؟
من أين تعلم النطف أنها ستحاج إلى سكر (الفروكتوز)؟
كيف تعلمت صنع محرك يعمل بسكر (الفروكتوز)؟
هناك جواب واحد فقط لكل هذه الأسئلة،
النطف والسائل المرتب داخلها،
خلقه الله عز وجل،
بشكل خاص لاستمرار نسل الإنسان!
الدكتور البروفيسور (جواد بابونا) ،
الطبيب في كلية الطب،
في جامعة اسطنبول،
المختص بأمراض النساء والتوليد،
والوزير السابق،
علق على خصائص النطفة بقوله:
"النطفة منتجة في جسم الأب،
أما مهماتها فلا تتحقق إلا في جسم الأم،
ولا تملك أي نطفة منذ تاريخ البشرية،
العودة إلى جسم الأب مرة أخرى،
بعد إنهاء مهمتها في جسم الأم،
لإخبار الخلايا المنتجة لها،
عن مهمتها وما فعلته،
وعن الأحداث التي واجهتها،
في تلك الحالة،
كيف تكون خلية النطفة ذات بنية مختلفة تماماً عن آلاف أنواع الخلايا الموجودة في بنية الأب،
من أين تعرف خلية النطفة أن تذهب بالحمل الوراثي الذي أخذته من الأب،
وأنه لن يصير إلى بنية سترزق الحياة بعد مدة،
إلا بحمل درع في مقدمته؟
من أين تعرف خلية النطفة أنه يلزمها ثَقْبُ ذلك الغشاء الرقيق؟
فتأخذ معها أسلحة كيميائية مرتبة خلف الدرع!
كما ترون،
لا يمكن أن تكون جميع عناصر هذه الآلية،
والحوادث التي تكلفت بها،
والمهمات التي تقوم بها النطفة مصادفة!
ولا يمكن أن تكون المعرفة جاءت عن طريق التكرار!
هذا دليل واضح،
على أن الله ألهمها هذه المهمة!
وعلمها كيفية الاتيان بها على أكمل وجه!"
هذا التصميم الخارق في النطفة وحده معجزة خلق كبيرة!
وهكذا يلفت البارئ انتباهنا إلى خلق هذه النطفة في قوله تعالى:
-( أفرأيتم ما تمنون )- [الواقعة/58]
-( أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون )- [الواقعة/59]
(((رحلة النطفة الشاقة)))
يرسل إلى رحم الأم في المرة الواحدة ما يقارب 250 مليون نطفة!
حدد هذا العدد بهذه الكثرة بشكل خاص،
لأن النطف تواجه أخطاراً مميتة بمجرد دخولها إلى الرحم،
فهناك خليط حمضي كثيف في العضو التناسلي للمرأة يمنع وصول البكتيريا،
هذا الخليط قاتل بالنسبة للنطف أيضاً!
فبعد دقائق عدة،
يغطى جدار الرجم بملايين من النطف الميتة،
وبعد عدة ساعات يكون قسم كبير من المئتين وخمسين مليون نطفة ميتة!
الخليط الحمضي هذا مهم جداً لصحة الأم!
وقوي جداً بحيث يستطيع قتل كل النطف الداخلة إلى الرحم بسهولة!
في هذه الحالة،
لن يتحقق التلقيح أبداً!
وينتهي نسل الإنسان!
لكنه أخذ الاحتياط الضروري أيضاً،
فأثناء إنتاج النطف في جسم الرجل،
يضاف إلى السائل المحتوي على النطف الخليط الذي يحمل خاصية قلوية،
هذا الخليط يزيل قسماً من تأثير الخليط الحمضي في رحم الأم!
وبفضل هذه الخليط تستطيع آلاف النطف الوصول إلى مدخل قناة (فالوب)،
مروراً برحم الأم!
إذا لاحظتم، تذهب النطف جميعاً إلى جهة واحدة،
إذاً كيف تجد الجهة الصحيحة هذه؟
من أين تعرف مكان البويضة التي بحجم حبيبة الملح؟
تجد النطفة مكان البويضة،
لأن نظاماً كاملاً آخر خلق وتدخل لأجلها!
ترسل البويضة إشارة كيميائية لتشد إليها النطف البعيدة عنها،
بما يقارب 15 سم!
فالنطف بفضل هذه الاشارة،
تتجه نحو البويضة!
باختصار:
تدعوا البويضة إليها النطف التي لا تعرف عنها أي شيء،
ولم تقابلها من قبل أبداً!
وتتراسل الخليتن الغريبتان،
اللتان لا تعرفان بعضهما!
هذه الحقيقة دليل آخر أيضاً،
على خلق البويضة والنطفة بتناسق كبير مع بعضهما!
(((اللقاء الكبير)))
وفي النهاية تستطيع مئات النطف(...للتوضيح: جمع نطفة) فقط الوصول إلى البويضة،
غير أنه لم ينتهي السباق حتى الآن!
فلا تقبل البويضة إلا نطفة واحدة فقط!
ولهذا يبدأ سباق جديد،
هناك عائقان مهمان جداً أمام النطف:
الطبقة الحامية التي تقتل جميع أنواع الجراثيم التي تحاول الاقتراب من البويضة!
وقشرة البويضة المتينة التي يصعب ثقبها إلى حد كبير!
خلق في النطفة أنظمة خاصة لاجتياز هاذين العائقين!
فهناك الأسلحة المخفية التي خبأتها النطف تحت طرف الدرع الصلب إلى هذه اللحظة!
إنها أكياس الأنزيم المذيبة!
هذه الأكياس ستثقب العائق الأول الذي على أطراف البويضة،
أي: (الطبقة الحامية لإذابتها)!
فعندما تجتاز النطفة هذه الطبقة،
وتتقدم فيها،
يتآكل درعها شيئاً فشيئاً!
ثم يتفتت و يتبعثر!
أما تفتت الدرع هذا،
فهو جزء من الخطة الكاملة الواجبة التنفيذ!
لأنه بفضل هذا التفتت،
ستبدأ أكياس الأنزيم التالية الموجودة داخل النطفة بالظهور!
وهذا يؤمن اجتياز آخر عائق يواجه النطفة!
ألا وهو ثقب قشرة البويضة!
الآن تشاهدون هذه الأحداث من خلال الصور الملتقطة على المجهر الإلكتروني!
فللنطفة درع أحمر،
يذوب هذا الدرع تدريجياً وتجتاز النطفة قشرة البويضة إلى الداخل!
التصميم الكامل في اتحاد النطفة والبويضة،
غير محصور بهذا فقط،
ففي لحظة وصول النطفة إلى قشرة البويضة،
تتحقق معجزة أخرى!
فجأة تدخل النطفة بنفسها تاركة ورائها ذيلها الذي أوصلها إلى هنا!
وهذا مهم جداً!
لأنه إذا لم تقم النطفة بهذا العمل،
فسيدخل الذيل المتحرك إلى خلية البويضة ويخربها!
تخلي النطفة عن ذيلها،
يشبه عمليات مكوك الفضاء،
والصاروخ الدافع له!
حيث يتخلى المكوك عن المحركات وخزانات الطاقة،
عندما لم يعد لها حاجة أثناء انفصاله عن الغلاف الجوي!
حسناً!
كيف تقوم نطفة صغيرة بهذا الحساب الدقيق كله؟
بقيام النطفة بهذا الحساب عليها أن تعرف أنها وصلت إلى آخر الطريق!
وأنها لم تعد بحاجة إلى الذيل بعد الآن!
غير أن النطفة جهاز بيولوجي!
لا تشعر بما حولها!
ولا تملك أي عقل أو علم!
الخالق سبحانه (الله تعالى)!
نسق فيها أيضاً نظاماً دقيقاً!
يحقق انعزال الذيل عنها في الوقت الصحيح والمناسب!
تقوم النطفة التي تركت ذيلها خارج بثقب البويضة وتضع فيها الصبغيات من خلال ذلك الثقب!
وهكذا يتم انتقال المعلومات الوراثية!
ونتيجة عمل مئات الأنظمة المختلفة،
المستقلة بعضها عن بعض،
بنظام متناسق،
تم إيصال المعلومة الوراثية العائدة لجسم الرجل،
إلى البويضة في جسم المرأة!
وكما نرى:
فلا مكان لأي مصادفة في اتحاد النطفة مع البويضة!
بل تحقق ذلك بفضل تصميم وخطة كاملة!
هذه الحوادث التي تحققت دون أن يدركها الإنسان!
وهذا التخطيط الدقيق لكل مرحلة من هذه المراحل!
إنما هي دلائل واضحة،
على خلق الإنسان من قِبَلِ الله تعالى!
(((العلق)))
ترون على الشاشة نطفة الرجل التي اتحدت قبل قليل مع البويضة!
المعلومة الوراثية للنطفة والبويضة!
بعضها إلى جانب بعض!
هنا الآن!
ستتحقق واحدة من أكبر المعجزات على وجه الأرض!
حيث يتم اجتماع وانسجام معلومتين وراثيتين،
لتكوين إنسان جديد!
وتحقق اللقاء!
ربما يكون تصديق الأمر صعباً!
إلا أنه يوجد داخل هذه الخلية جميع المعلومات العائدة للإنسان الذي لم يولد بعد!
عين الطفل الذي سيولد!
بشرته!
لون شعره!
وشكل وجهه!
وخصائصه الفيزيائية جميعها مشفرة هنا!
إلا أن الأمر ليس مقصوراً على مظهره الخارجي فقط!
بل حدد هيكله وأعضاؤه الداخلية!
عروقه!
وحتى أشكال خلايا الدم التي تدور في عروقه!
وعددها!
إلى التفاصيل جميعها!
خصائص الإنسان في السن السابعة!
وحتى خصائصه في السن السبعين!
كل شيء وضح وكتب داخل هذه الخلية!
تقوم الخلية بعد التلقيح بمدة قصيرة،
بتصرف آخر محيِّر جداً!
تنقسم وتكون خليتين حديثتين!
ثم تنقسم هذه الخلايا مرة أخرى!
وتصبح أربعة!
فقد بدأ الآن تكوين إنسان جديد!
ولكن!
لماذا تتخذ الخلية قرار الانقسام هذا؟
ولماذا تكلف نفسها عناء تكوين الإنسان؟
هذه الأسئلة!
ترشدنا إلى عظمة الله تعالى!
في العلم الكامل!
والقدرة اللامتناهية!
خالق الخلية!
والإنسان الموجود داخلها!
والعالم الذي يوجد فيه الإنسان!
والكون كله!
خالقهم من العدم!
في هذه اللحظة!
تشاهدون رحلة الخلايا التي تنقسم وتتكاثر باستمرار!
داخل قناة فالوب!
كتلة الخلايا هذه،
يطلق عليها منذ الآن بيضة ملقحة!
أثناء انقسام الخلايا وتكاثرها داخل البيضة الملقحة،
تتحقق حادثة أخرى محيرة أيضاً!
تبدأ بعض الخلايا بالتمايز عن الأخرى!
أثناء تجمع الخلايا القديمة في المركز،
فإن الخلايا المتمايزة تحيط بها!
وبعد مدة قصيرة ستكون مجموعة الخلايا المركزية الجنين!
يعني المرحلة الأولى لخلق الإنسان!
وستكون المجموعة التي حولها المشيمة،
التي ستغذي الجنين!
بدأ الخلايا فجأة بالتمايز،
واتخاذها قرار تكوين الجنين أو المشيمة،
يعد معجزة كبيرة في الأوساط العلمية!
هناك أمر مخفي يعمل في هذه الخلايا!
تصل البيضة الملقحة بعد أربعة أيام من تلقيحها،
إلى المكان الذي جهز وخصص لأجلها!
يعني: (إلى رحم الأم)!
ويلزم تمسكها بالرحم كي لا تسقط خارج الجسم!
إلا أن البيضة الملقحة إلا كتلة دائرية مكونة من الخلايا الشبيهة ببعضها!
وليس لها أي نئوء أو ممسك خاص يؤمن لها التعلق بمكان ما!
فإذاً:
كيف تستطيع التمسك بجدار الرحم؟
وهذا أيضاً!
قد حسب حسابه!
عند وصول البيضة الملقحة إلى رحم الأم،
يتدخل نظام خاص آخر!
هذا المشهد الملتقط بمجهر إليكتروني،
يظهر البيضة الملقحة التي وصلت منذ اللحظة إلى رحم الأم!
تفرز الخلايا الموجودة في السطح الخارجي للبيضة الملقحة أنزيمات خاصة تذيب جدار الرحم!
وبذلك تتمسك البيضة الملقحة بالرحم بشدة،
وتنجو من سقوطها خارج الرحم!
وجود الخلايا على سطح البيضة الملقحة في المكان اللازم!
وإفرازها الأنزيم اللازم،
يوضح مرة أخرى،
كمال خلقها!
بفضل هذه الخلقة الكاملة،
تنغرز البيضة الملقحة في جدار الرحم!
هذا المخلوق الجديد الذي يكبر أثناء تمسكه بالرحم،
يسمى منذ الآن بالجنين!
هذه الحقيقة التي اكتشفتها التكنولوجيا الحديثة،
ذكرت في القرآن الكريم:
فعندما يذكر الله تعالى أول مرحلة لطفل في رحم الأم،
يستخدم كلمة العلق!
--------------------------------------------