المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاكمة تاصر الفراعنة!!!!!!!!!!!!!!!!!


 


النيزك
12 - 2 - 2008, 04:18 AM
يحكي أنه في 2040 من العام الميلادي ، كان هناك شاب عشق الأدب العربي وقرر دراسته ، حتى وصل به المطاف للتخصص في النقد ، كعلم من علوم الأدب ، وأثناء استعداده للبدأ في اختيار موضوع رسالة الدكتوراة في السرقات الأدبية ، وقعت عيناه على مراجع عدة، ومن هذه المراجع مؤلف أدبي كتبه أديب حائز على جائزة نوبل في الأدب ، وكان هذا المؤلف يحمل عنوان(النقد الصحيح، بين الصدق والتجريح) وقد طبع في أحد دور النشر العربية المشهورة في عام 2020 م ، وبينما طالب الأدب يتصفح في مواضيع هذا المرجع ، وقعت عيناه على مبحث كامل قد أفرده مؤلفه عن طبيعة السرقات الأدبية ، وأقد أورد مثلاً لها بين شاعرين أحدهم في العصر العباسي وهو الشاعر الصنوبري ، وأحدهم في العصر الحديث ويدعى الفراعنة ، وقد لفت انتباه الطالب أن المؤلف قد أشار في ملاحق الكتاب ، لوجود صورة لحكم محكمة قد تمت للشاعر الفراعنة ، إذ أنه اورد حيثيات ملف القضية بالكامل ، وبدأ يقرأ الطالب الباحث ، هذه القضية بكافة تفاصيلها واحداثها ، حتى عرض صورة منها للأطلاع ، بعد أن وافق حكم المحكمة
رقم القضية 120/ 2**8 جنايات كبرى
التهمة : سرقة أدبية ، ولفداحة التهمة ، خضعت للاختصاص الموضوعي للمحكمة الجنائية.
أطراف الدعوى الجنائية
المدعي بالحق الخاص: الصنوبري
وكيل المدعي بالحق الخاص : الاديب رميض الشمري
المتهم : الشاعر النقيب المهندس ناصر الفراعنة ، وينوب عنه في المرافعة والمخاصمة ، المحامي : جمهور الشاعر.
هيئة المحاكمة
القاضي رئيس الجلسة : ضميرالشعر
مستشار أول :روح الأدب
مستشار ثاني : نبع البلاغة
يدخل القاضي ومستشاريه... جلسة الحكم... وبعد أن تصدر منصة القضاء، صاح بحاجب المحكمة: أيه الحاجب، استدعي المتهم، ينادي الحاجب بأعلى صوته: المتهم ناصر الفراعنة، يدخل المتهم ، بخطوات ثابتة ، ويضعه السجان خلف قفص الاتهام، ونظراته تجول في غرفة المحاكمة ، يتفحص وجوه الحاضرين ، هل يعرف منهم أحداً ، وكأن في خلده سؤال يدور ، لماذا أنا هنا؟ ولماذا اختاروا أتهامي في هذا الوقت ، آلا يعلمون أنني في سباق مع الزمن لإثبات الوجود في برنامج شاعر المليون ، سحقاً لهذه العدالة !!!
القاضي في هذه اللحظات ، يتفحص أوراق القضية ، ويسأل : هل المدعي بالحق الخاص موجود ، يقف وكيل المدعي –رميض الشمري- قائلاً : لا سيدي....وإنما أنا وكيله ومحاميه حاضر عنه ، يلتفت القاضي إلى المتهم : تعلم أيه المتهم أن القانون وعدالة المحكمة يسمحان لك بالاستعانة بمحامي ، هل لديك محامي ، يقف المحامي جمهور الشاعر ، نعم سيدي حاضر مع المتهم ، يسأله القاضي هل لديك وكالة بالترافع ، يجيبه المحامي : نعم لديّ وكالة بالترافع وهي مرفقة في ملف القضية ، يتفحص القاضي ، أوراق القضية من جديد ، ويعلن افتتاح الجلسة .
القاضي : يتقدم المدعي بالحق الخاص لتلاوة صحيفة الدعوى.... يقف وكيل المدعي من على منبر الادعاء قائلاً : سيدي القاضي ، تعلمون أن الشعر ديوان العرب ،ومهد حضارتهم ، وقد سجل التاريخ على صفحاته ، أسماء المبدعين ، وحفظ نوادر المنشدين ، حتى أصبحنا نتفوق على الأمم جمعاء ، بأننا أهل الشعر وأهل الأدب والبلاغة ، وأمام هذه المعطيات الخالدة ، كان من حق موكلي- الصنوبري-أن يحفظ الزمن ما خلده من إبداعات ، ولأن المساس بما قدمه ، هو مساساً بالشعر وبالمصداقية الأدبية قبل الشعر ......يقاطعه القاضي قائلاً : أدخل في صلب الموضوع ....يستكمل الوكيل –الشمري- حديثه : نعم سيدي ، ولكن اسمح لي أن أكمل مقدمتي فهي في صلب الموضوع ، يجيبه القاضي : نعم ولكن اختصر قدر الإمكان ،يتابع الوكيل مرافعته ، وأمام تلك المسوغات الأدبية، قام المتهم بالسطو على قصيدة موكلي والذي جاء مطلعها بـ
شجتك العيس حنت إثر عيسِ
ممارسة المَرَوْرَى المرمريسِ
ولا شك أن في ذلك جرم يستحق فاعله أقسى العقوبة ، يقاطعه القاضي : يا أستاذ رميض دعك من العقوبة الآن ، وأجبني هل لديك أدلة على ادعائك ؟ يرد الوكيل: سيدي لم أسمعك جيداً ماذا تقول ؟ ، يجيب القاضي: قلت هل لديك أسانيد لإدعائك؟ يرد الوكيل : نعم سيدي لديّ أثبات على صحة ادعائي ، ويمكن لي أن أجمل سند الاتهام بالآتي :
لدينا علم بسرقة القصيدة حين طابقنا الكثير من معانيها مع معاني قصيدة موكلي الصنوبري فاتضح لدينا أن قصيدة الفراعنة السينية هذي قد مـسـخـهـا *****خ اشد من النسخ من سينية الصنوبري المشار إليها بمعناها وألفاظها وقافيتها التي تأتي في الفصيح مجرورة بحرفي الياء والواو وكسر السين فنظم الفراعنة سينيته على نسق وجرس حرف السين المقيدة التي ولدها من قافية الصنوبري .
هذا كل ما لديّ ، وأرفق لكم يا سيدي القاضي ، مع مرافعتي المكتوبة ، قصيدة موكلي –المسروقة- عفواً الممسوخة ، بل المسروقة والممسوخة، وقصيدة المتهم ، حتى يتسنى لكم الحكم ، ومع احتفاظ موكليّ بكافة حقوقه والمطالبة بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم .
يسأل القاضي وكيل المدعي بالحق الخاص، هل لديك ما تضيفه، يجيبه الوكيل، بالنفي...وتدور نظرات القاضي في وجه المتهم ......ويخاطبه : قبل سؤالك عن صحة الاتهام ، أؤد أن تعرفني ببطاقتك الشخصية ، حتى أتأكد من تطابق المعلومات مع أوراق القضية ، يقف المتهم معرفاً بنفسه للقاضي : اسمي ناصر الفراعنة ، اعمل ضابطاً في الجيش السعودي ، وأحمل شهادة الهندسة المدنية ، اشتهرت بالشعر،وكونت بفضل الله قاعدة جماهيرية في كل الوطن العربي ، غمرني جمهوري بحبه قبل أن يلتفت إلي الإعلام ، يقاطعه القاضي بسؤال : هل لي أن اعرف ما هو نشاطك الحالي ، يجيبه المتهم : أنا عاكف على إثبات وجودي الشعري في برنامج شاعر المليون ، ويعضدني في هذا جمهوريّ ، الذي أحببني وأحببته ، يسأله القاضي : وماذا عن صحة الاتهام ؟ يجيبه المتهم : أترك هذه المهمة إلى المحاميّ الحاضر معي.
القاضي يتلفت إلى محامي المتهم قائلاً : تفضل أستاذ بدفاعك ....يتقدم محامي المتهم إلى منصة القضاء متوسطاً بين وكيل المدعيّ بالحق الخاص وبين المتهم ، بخطوات متزنة ، ويقف في منصة الدفاع ، مبتدئاً مرافعته :
سيدي القاضي، من المسلمات عقلاً وقانوناً أن الدعاوى لا يمكن أن يتلفت إليها بعين الاعتبار ما لم تكن مدعومة بأدلة، وهذه الأدلة، إذا افتقدت الحجية المطلقة، فلا وزن لها ولا اعتبار، والحق يا سيدي، أن وكيل المدعي ، قد حمل المتناقضات في سند الادعاء ، فهو تارةً يرى أن موكليّ المتهم سارقاً وفي أحيان أخرى يرى أنه قد مسخ قصيده موكله ، وتعلمون يا سيادة القاضي ، أن اختلاف مضامين الاتهام ينتج عنها اختلاف أثارها القانونية ، فالسرقة تختلف عن المسخ أو النسخ ، وعلى أية حال سنقوم بتفنيد هذه الدعاوى سواءً كُيّفت على أنها سرقة أو مسخاً ، مع علمنا أن المسخ يدخل في مفهوم السرقة ولكن ليست بمفهومها المباشر والذي عجز وكيل المدعي بالقول به ، وتفنيدنا لهذه الدعاوى سيكون على شكل نقاط يسبقها أسئلة نجيب عنها في طيات مرافعتنا ، ولكن قبل ذلك ياسيادة القاضي ، سوف نعرض بين ايديكم النصين.........

النيزك
12 - 2 - 2008, 04:20 AM
يقول –الصنوبري- :
شجتك العيس حنت إثر عيسِ
ممارسة المَرَوْرَى المرمريسِ
متى ما تهوِ إِحداها بسدْسٍ
هوت حرف مغيبةُ السَّديس
لها من حيث ما وخدت لهيب
لهيبُ النارِ يلهبُ في يَبيس
فلم تد دختنوس لها قتيلاً
وأينَ دياتُ قتلى دختنوس
ولا لمس الغرام حشاي إِلا
تلقى ما التمست لدى لميس
ونار الصب تذكو ثم تخبو
ونارُ صبابتي نار المجوس
ستبقيني لمن يبقى حديثا
عروض حديث طسم أو جديس
فتاة حبها للقلب سلم
ولكن دونها حرب البسوس
ترى شمساً مقنعةً بليلٍ
وخداً في غلالة خندريس
أياد من أب بالشام أفضى
إِليه إِرثها وأب بطوس
لهم خلقُ الأسودِ ممثلاتٌ
على أمثال أخلاقِ التيوس
للدن ظلت دنانير القوافي
ترد عليهمُ رد الفلوس
كأن غشاءها الملقى قناعٌ
على عيطاءَ بكرٍ عَيطَموس
وأعلامٌ من الأشجارِ تُنسي
خميسَ الرَّوع أعلامَ الخميس
فكنتُ متى أقِس لا أَخشَ لَبْساً
إذا التبسَ القياسُ على القَيُوس

أما قصيدة موكلي المتهم فهي :
ناق&#16**;ت&#16**;ي ياناق&#16**;ت&#16**;ي لارب&#16**;&#16**;اع ولاس&#16**;دي&#16**;س
وصليني لابتي م&#16**;ن وراء ه&#16**;اك الطع&#16**;وس
حائلاً رابع سنه م&#16**;ن خي&#16**;ار العي&#16**;س عي&#16**;س
خفه&#16**;ا لادرهم&#16**;ت كن&#16**;ه بالن&#16**;ار محس&#16**;وس
في دجى خالي خ&#16**;لا لاحسي&#16**;س ولاوني&#16**;س
تنوخذ من ش&#16**;دة الب&#16**;رد طقطق&#16**;ة الظ&#16**;روس
في عيوني يكف&#16**;خ الطي&#16**;ر ويطي&#16**;ح الفري&#16**;س
وانتهض جساس من دون خالت&#16**;ه البس&#16**;وس
وفي خفوقي فرخ جنيتاً يض&#16**;رس ضري&#16**;س
يوم اورده&#16**;ا هج&#16**;وس واصدره&#16**;ا هج&#16**;وس
ديرتي دار ابن ضاري وابن غثل&#16**;م جري&#16**;س
ديرة اللي دوجوا ف&#16**;ي فياف&#16**;ي نج&#16**;د ج&#16**;وس
ديرت&#16**;ي يابن&#16**;ت شيخ&#16**;اً ومعدنه&#16**;ا نف&#16**;ي&#16**;س
عيطموس&#16**;اً دونه&#16**;ا دثرت&#16**;ن&#16**;ي عيط&#16**;م&#16**;وس
جادلاً مطرق جسدها م&#16**;ع الغرب&#16**;ي يمي&#16**;س
طينتاً م&#16**;ن ترب&#16**;ة الخل&#16**;د وال&#16**;دم محم&#16**;وس
نقشت خمساً من الخمس في ي&#16**;وم الخمي&#16**;س
لي&#16**;ت شع&#16**;ري م&#16**;ا ارادت به&#16**;ذا دختن&#16**;وس
ك&#16**;م تمن&#16**;ا إن مع&#16**;ه مثله&#16**;ا فتن&#16**;ه بل&#16**;ي&#16**;س
كان يمكن قد قل&#16**;ب نص&#16**;ف إمتن&#16**;ا مج&#16**;وس
كن دماث الص&#16**;در منه&#16**;ا كنيس&#16**;ه او كني&#16**;س
صومع&#16**;ة رهب&#16**;ان دي&#16**;راً ي&#16**;ؤدون الطق&#16**;وس
آتق&#16**;وس م&#16**;ع تق&#16**;وس نواهده&#16**;ا وإق&#16**;ي&#16**;س
قبتين ق&#16**;اب قوسي&#16**;ن قوس&#16**;اً جن&#16**;ب ق&#16**;وس
خصرها يحكي لن&#16**;ا واق&#16**;ع الق&#16**;وم التعي&#16**;س
وردفها عن غطرسة ب&#16**;وش يعطين&#16**;ا دروس
وبالرغم م&#16**;ن قصره&#16**;ا مايجالسه&#16**;ا جلي&#16**;س
تصبح أطول نسوة الارض في وضع الجلوس
العروسه ماتبي غي&#16**;ر اب&#16**;و ترك&#16**;ي عري&#16**;س
العروسه نج&#16**;د ماهي&#16**;ب ح&#16**;ي الله ع&#16**;روس
نجد بن&#16**;ت المج&#16**;د ونس&#16**;ة مونس&#16**;ة الوني&#16**;س
ماعسفها الا معزي ضح&#16**;ى الي&#16**;وم العب&#16**;وس
كل اهل نجد هلي من إجاء حت&#16**;ى الخمي&#16**;س
في ذراهم بالتجي ع&#16**;ن مجفف&#16**;ة الرس&#16**;وس
وعيشتي مابين أس&#16**;وداً ول&#16**;و مان&#16**;ي رئي&#16**;س
(خير من كوني رئيساً على شلق&#16**;ة تي&#16**;وس)
وليس عيباً إن خدعن&#16**;ي بمك&#16**;ره ك&#16**;ل هي&#16**;س
لان مايفه&#16**;م بمك&#16**;ر الهي&#16**;وس الا الهي&#16**;وس
مصطفى ف&#16**;ي مأدب&#16**;ة عم&#16**;ه الباب&#16**;ا لوي&#16**;س
كبر اللقمه تح&#16**;ت ض&#16**;ؤ حم&#16**;راء الك&#16**;ؤوس
وطسم حدتها على حائ&#16**;ط المبك&#16**;ى جدي&#16**;س
ي&#16**;وم شق&#16**;ت ثوبه&#16**;ا بن&#16**;ت عف&#16**;ار شم&#16**;وس
سيدة ه&#16**;اك القص&#16**;ر أسمه&#16**;ا الاول لمي&#16**;س
دونها سم&#16**;ر الحناج&#16**;ر بتره&#16**;ا ح&#16**;د م&#16**;وس
قسقس&#16**;ة لاحرارهم.قيس.قيس.قيس.ق&#16**;ي&#16**;س
والبسته&#16**;م م&#16**;ن مهانته&#16**;م ان&#16**;واع الل&#16**;ب&#16**;وس
بين خدعة كع&#16**;ب اخي&#16**;لاً ومول&#16**;د ادوني&#16**;س
درسون&#16**;ا الاله&#16**;ه والم&#16**;درس ه&#16**;ن&#16**;ا روس
ويش لاقوا من قناة السويس اه&#16**;ل السوي&#16**;س
وويش لاقوا من تلمسان قوماً م&#16**;ن سن&#16**;وس
كلهم من ش&#16**;دة الج&#16**;وع راح&#16**;وا خندري&#16**;س
بين غيبوبة مخدر وصح&#16**;وة ع&#16**;رق س&#16**;وس
ث&#16**;ورة راح&#16**;وا سببه&#16**;ا بت&#16**;وع الاتوب&#16**;ي&#16**;س
وش نبي فيه&#16**;ا وه&#16**;ي ماته&#16**;ز الا الغ&#16**;روس
آفة المرء اثنتان ال&#16**;ف ك&#16**;اس وح&#16**;ب كي&#16**;س
والنفوس اليا بغي&#16**;ت اتعرفه&#16**;ا ارم الفل&#16**;وس
ينكشف زيف الشعارات الى حمي الوطي&#16**;س
ترجع الاذناب إذناب وتبق&#16**;ى ال&#16**;روس روس
صدق لاقال العرب مايحوص الا الخسي&#16**;س
ولايوط الروس شئياً مث&#16**;ل ضع&#16**;ف النف&#16**;وس
سيادة القاضي ، بعد ما وضعنا القصيدتين بين أيدي عدالتكم ، سنتابع دفاعنا ، بكافة الأدلة والبراهين والحجج الدامغة ، والتي نثبت فيها ، بطلان إدعاء وكيل المدعي-الصنوبري- وبراءة موكلنا المتهم –ناصر الفراعنة-. إذ أننا نطرح سؤالاً : ما هي السرقة الأدبية ؟ وما معيار أن يكون الشاعر سارقاً ؟ أن هذا السؤال يا سيادة القاضي ، قد أجاب عنه أهل الاختصاص ، لا المتطفلين على الشعر والنقد ، يقول أبي الهلال العسكري في مؤلفه الصناعتين في الصفحة 202 وما بعدها، وهو الحسن بن عبد الله بن سهل من كبار أهل الأدب واللغة توفي عام 395 ه&#16**;&#16**; في تعريفه للسرقة الأدبية ( قد أطبق المتقدمون والمتأخرون على تداول المعاني بينهم، فليس على احد فيه عيب ، إلا إذا أخذه بلفظه كله) ، وهذا يعني أن السرقة لا تكون إلا إذا أخذ الشاعر ممن سبقه اللفظ بأكمله ، واللفظ يدخل فيه المعاني والصور والتراكيب الشعرية ، وبالرجوع إلى النصين ، لا وجود للسرقة بمعناه الأدبي فلا الصور متشابه ولا المعاني ولا ألفاظ ، وإنما التشابه كان في القوافي ،وإليك الأمثلة:
قال الصنوبري : شجتك العيس حنت إثر عيسِ ممارسة المَرَوْرَى المرمريسِ
وقال الفراعنة : حائلاً رابع سنه م&#16**;ن خي&#16**;ار العي&#16**;س عي&#16**;س خفه&#16**;ا لادرهم&#16**;ت كن&#16**;ه بالن&#16**;ار محس&#16**;وس
ما وجه التشابه هنا ؟ هل الفكرة واحدة أم المعنى واحد ، الجواب بكل تأكيد وجه الشبه مفردة عيس ، بل أن الشاعر الفراعنة والمتهم في القضية ، قد فاق خصمه في الصورة الجمالية ، إذ شبه ركض ناقته وكأنها تطأ بقدميها النار فتزيد إسراعا من لظاها ، وهي كناية عن دافع السرعة.
قال الصنوبري : متى ما تهوِ إِحداها بسدْسٍ هوت حرف مغيبةُ السَّديس
وقال الفراعنة : ناق&#16**;ت&#16**;ي ياناق&#16**;ت&#16**;ي لارب&#16**;&#16**;اع ولاس&#16**;دي&#16**;س وصليني لابتي م&#16**;ن وراء ه&#16**;اك الطع&#16**;وس
الشاعر المتهم بالاتهام الباطل ، يذكر عمر ناقته ، وأنها في العمر المناسب والذي يساعدها على قطع المسافات الطويلة ، بينما الصنوبري تدور رحاه بين السدس والسديس، وقد جاء في القاموس المحيط معنى السدس والسديس بأنه (السُّدْسُ، بالضم وبضمَّتينِ: جُزءٌ من سِتةٍ، &#16**; كالسَّديسِ، وبالكسر: أن تَنْقَطِعَ الإِبِلُ أربعةً، وتَرِدَ في الخامِسِ،) وهذا يعني أنه لا توافق بالمعنى حتى وأن توافقت المفردات .
قال الصنوبري: لها من حيث ما وخدت لهيب لهيبُ النارِ يلهبُ في يَبيس وهذا البيت لا يوجد له مقابل في قصيدة الفراعنة لا في المعنى ولا في مفردة القافية .
قال الصنوبري: فلم تد دختنوس لها قتيلاً وأينَ دياتُ قتلى دختنوس
قال الفراعنة : نقشت خمساً من الخمس في ي&#16**;وم الخمي&#16**;س لي&#16**;ت شع&#16**;ري م&#16**;ا ارادت به&#16**;ذا دختن&#16**;وس
والمتأمل في هذين البيتين يجد أن التشابه في أسم دختنوس ، ولا توافق في المعنى ، فالشاعر المتهم أراد من دختنوس إسقاط لمعنى مغاير تماماً عن ماذهب إليه الصنوبري ، مع العلم أن دختنوس أسم ، وقد جاء معناها في القاموس المحيط (بنتُ لَقيطِ بنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيِّ، وهي مُعَرَّبَةٌ، &#16**; أصلُهَا: دُخْتَرِْنُوشُ، أي: بنتُ الهَنِيءِ. سَمَّاهَا أبوها باسمِ ابْنَةِ كِسْرَى، &#16**; ويقال: دَخْدَنُوسُ، بالدالِ.) ، والأسماء كمفردات القوافيّ ، ليست محلاً للسرقة بأي شكل ٍ من الاشكال.
قال الصنوبري: ولا لمس الغرام حشاي إِلا تلقى ما التمست لدى لميس
وقال الفراعنة : سيدة ه&#16**;اك القص&#16**;ر أسمه&#16**;ا الاول لمي&#16**;س دونها سم&#16**;ر الحناج&#16**;ر بتره&#16**;ا ح&#16**;د م&#16**;وس
وهذا البيت كسابقيه ، لا وجود للتشابه في المعاني والصوّر ، وإنما في اسم لميس ، وقد وظفه الشاعر المتهم ، بمعنى يختلف عن بيت الصنوبري الغزليّ الصرف ، وهو أقل من أن يُلتفت إليه على اعتباره سرقة ، لأن السرقة كما قلنا وكما هو إجماع أهل الشعر والنقد لا يكون إلا في أخذ اللفظ كله–المعنى والتراكيب والصورّ- لا في المفردات والأسماء والقوافي.
قال الصنوبري: ونار الصب تذكو ثم تخبو ونارُ صبابتي نار المجوس
ويقول الفراعنة : ك&#16**;م تمن&#16**;ا إن مع&#16**;ه مثله&#16**;ا فتن&#16**;ه بل&#16**;ي&#16**;س كان يمكن قد قل&#16**;ب نص&#16**;ف إمتن&#16**;ا مج&#16**;وس
التوافق كما هو واضح من البيتين في مفردة المجوس ، بينما الاختلاف في الصورّ والمعنى ، فالصنوبريّ يشبه نار صبابته كنار المجوس الدائمة بإشتعالها، بينما الشاعر المتهم استخدم المجوس كديانة ، تختلف عن ديانة امتنا الاسلامية، فما هو وجه الشبه يا ترى ...لا يوجد !
قال الصنوبري: ستبقيني لمن يبقى حديثا عروض حديث طسم أو جديس
ويقول الفراعنة : وطسم حدتها على حائ&#16**;ط المبك&#16**;ى جدي&#16**;س ي&#16**;وم شق&#16**;ت ثوبه&#16**;ا بن&#16**;ت عف&#16**;ار شم&#16**;وس
وهنا أيضا التوافق في الأسماء والاختلاف في المعاني والصور ، فطسم كما جاء في القاموس المحيط ، هي قبيلة من عاد انقرضوا ، أو ما جديس فقد جاء في القاموس بمعنى أمير قبيلة ، وقد وظفها الشاعر المتهم بمعنى يختلف عن ما ذهب إليه الصنوبري ، إذ أن الصنوبري لا تزال رحاه تدور في محيط الغزل ، بينما موكليّ-المتهم- قد ذهب ابعد من ذلك ، إذ انه استعان بالأحداث التاريخية والتي صاحبت هذين الأسمين وإدخالهما في الغرض السياسي الذي بنيّت عليه القصيدة.
قال الصنوبري: فتاة حبها للقلب سلم ولكن دونها حرب البسوس
ويقول الفراعنة: في عيوني يكف&#16**;خ الطي&#16**;ر ويطي&#16**;ح الفري&#16**;س وانتهض جساس من دون خالت&#16**;ه البس&#16**;وس
لك أن تتأمل يا سيادة القاضي ، في مفردة البسوس ، والتي وردت في كلا البيتين ، لا وجود للتشابه البتة ، فحرب البسوس أشهر الحروب التي مرت على جزيرة العرب، وأصبحت مضرب مثل لجميع الشعراء والأدباء ، فالصنوبري شبه حالة يأسه من الوصول إلى محبوبته ، إذ صوّر هذا اليأس وكأنه حرب ، توقد ناره الأعداء، على الرغم من أن هذا الحب ناره في الأصل برداً وسلاما ، وعلى العكس ما ذهب إليه الشاعر المتهم إذا أنه استعمل البسوس وعلاقة جساس بتلك المعركة ، على إسقاطات سياسية بحته تتوافق مع مضمون ومغزى النص. قال الصنوبري: ترى شمساً مقنعةً بليلٍ وخداً في غلالة خندريس
ويقول الفراعنة: كلهم من ش&#16**;دة الج&#16**;وع راح&#16**;وا خندري&#16**;س بين غيبوبة مخدر وصح&#16**;وة ع&#16**;رق س&#16**;وس
يعتقد وكيل المدعي ، بأن مفردة خندريس ، هي حكر على الصنوبري ، والحق أن مفردة خندريس مفردة معربة كما ذكر ذلك صاحب القاموس المحيط اذا أن الخندريس هو الخمر مشتق من الخدرسة ، ومع ذلك كله فقد نجح الشاعر المتهم في توظيف مفردة الخندريس بشكل أكثر جمالاً من الصنوبري والذي جعل الخد في غلالة الخمر ، وشتان بين الاثنين ، فالفراعنة استطاع أن يجعل من الجوع مفعول الخمر، يدفع بصاحبه إلى أن يثور بلا شعور ، وفي هذا توافق مع المعنى الذي قصده الشاعر المتهم .
قال الصنوبري: لهم خلقُ الأسودِ ممثلاتٌ على أمثال أخلاقِ التيوس
ويقول الفراعنة: وعيشتي مابين أس&#16**;وداً ول&#16**;و مان&#16**;ي رئي&#16**;س خير من كوني رئيساً على شلق&#16**;ة تي&#16**;وس
في هذا البيت ، يتحدث الصنوبري عن الأخلاق، بينما الشاعر المتهم يتحدث عن الرئاسة ، فالصنوبري يرى أن أخلاق الأسود تختلف عن أخلاق التيوس، بينما الفراعنة يرى أن الرئاسة على أمثال التيوس ليست مطمع ولا شرف ، بل أن تكون أسداً بين أسود لا أن يقال لك رئيساً على من هم أقل درجة من الأسود ، هو الفوز بعينه ، وهذا أيضا يتوافق مع الإسقاطات التي استعملها الشاعر المتهم ليعضد بها مضمون قصيدته ، ولا يوجد هناك تشابه في المعنى وإن وردت مفردة التيوس والأسود فهذه مفردات حق لكل الشعراء ، وهي من المسلمات ويعرفها كل من لا يفقه الشعر فضلاً عن من يدعيّ بأن الشعر مجال اختصاصه.
قال الصنوبري: للدن ظلت دنانير القوافي ترد عليهمُ رد الفلوس
ويقول الفراعنة: آفة المرء اثنتان ال&#16**;ف ك&#16**;اس وح&#16**;ب كي&#16**;س والنفوس اليا بغي&#16**;ت اتعرفه&#16**;ا ارم الفل&#16**;وس
هذا البيت كسابقيه ، لا نعلم ما وجه التشابه ، بل أن الجمال قد وظفه الشاعر المتهم وصدق إذا أن هناك نفوس ضعيفة ، قد ولد الجشع والطمع فيها ، حتى أصبحت لا ترى إلا المال ، وهي على أتم الاستعداد لأن تبيع مبادئها من أجل المادة ، ولا توافق ولا تشابه في المعنيين. إننا بعد هذا العرض ، وفي هذا الموضع ، نستذكر ما قاله أهل الاختصاص ، فهذه الآمدي في كتابه الموازنة الجزء الأولى ، الصفحة 346 ، يوجه رسالة ، لا بد أن تصل إلى المتطفلين على النقد ، حتى يعلموا أن أهل الاختصاص لهم بالمرصاد، وأهل الإنصاف قد أقفلوا الطرق المؤدية إلى أطماعهم الشخصية ، إذ يقول عن السرقة (إنما هي في البديع المخترع الذي يختص به الشاعر، لا في المعاني المشتركة بين الناس، التي هي جارية في عاداتهم، ومستعملة في أمثالهم ومحاوراتهم، مما ترتفع الظنَّة فيه عن الذي يورده أن يقال: إنه الذي أخذه من غيره) إذ أن غاية التداول للمعاني بين الشعراء هي الابتكار في الصورة الفنية, حتى يحقق الاختلاف والتطور بين السابق واللاحق. والذي نخلص اليه من قول الآمدي ، إنه بمفهوم المخالفة إذا كانت المعاني مشتركة بين الناس فليست محل سرقة ، وعلى الرغم من أن المعاني التي جاء به الصنوبري تختلف بالكلية عن المعاني الذي جاء به الفراعنة ، فإنه من باب أولى توافق القوافيّ هو أيضا ليس من السرقة ، وعليه القول بأن الفراعنة قد سرق الصنوبري ، هو قولاً مردوداً على أهله لا يستند إلى دليل وإنما هو إدعاء باطل. وقد ذهب أبو هلال العسكري إلى ما ذهب إليه الآمدي بخصوص المعاني المشتركة ، وعلى افتراض وجود تشابه في المعاني بين الفراعنة والصنوبري رغم عدم وجود ذلك وهذا ما اثبتناه سابقاً ، يقول (أن يَكْسُوها ألفاظًا من عندهم، ويبرزوها في معارض من تأليفهم، ويُورِدُوها في غير حليتها الأولى، ويزيدوها في حسن تأليفها وجودة تركيبها وكمال حِلْيَتها ومعرضها؛ فإذا فعلوا ذلك فهم أحق بها ممن سَبَقَ إليها، ولولا أن القائل يؤدي ما سمع لما كان في طاقته أن يقول، وإنما ينطق الطفل بعد استماعه من البالغين) وهذا يعني أن المقياس في الجودة الفنية, هو قدرة الشاعر على ابتكار الصورة الجديدة، وليس التقدم أو السبق..
سيادة القاضي ..إننا وفي ختام مرافعتنا ، وبعد أن قدمنا لعدالتكم الحجج والبراهين ونقولات أهل الاختصاص ، نطالب عدالتكم برد دعوى المدعيّ بالحق الخاص ، على اعتبارها دعوى كيدية، لا يعضدها دليل ، وإنما بُنيت على الأهواء، وحق لأساسها الهش ، أن ينهار، ولما لا ، وهي تخالف أجماع الأدباء والنقاد ، فالتشابه في المفردات –القوافي- ليست محل للسرقة، وإنما السرقة محلها الصوّر والمعانيّ. سيادة القاضي..إن هذه الدعوى الكيدية ، لها أسبابها ومبرراتها،تلك الاسباب والمبررات لم تكن محض افتراء منا ، بل هي الحقيقة والتي يجب أن يعيها الجميع ، فالمدعي يعلم بأن موكليّ المتهم شاعر يحضا بشعبية عارمة، ويعيش في هذه الفترة سباق شعريّ أدبيّ في برنامج شاعر المليون، وأراد المدعيّ بدعواه ، أن يشوّشّ على مصداقيته الشعرية أمام الجمهور ، واختار هذه التوقيت لهذه الغرض ، وهو لا يعلم بأن الجمهور على قدر عاليّ من الوعيّ ، ولن يلتفت لهذه الأغراض الدنيئة ، كما أنه بدعواه يريد أن يختصر سلالم الشهرة على حساب سمعتيّ الأدبية، ومع ذلك كله، لا أطالب بتطبيق عقوبة الدعوى الكيدية في حقه، وإنما أطالب برد الدعوى وأنصافي من هذه التهمة الباطلة . يرفع القاضي الجلسة للمداولة ، والنطق بالحكم....يقف القاضي ، ويقف الجميع لإعلان الحكم ، يعلن القاضي حكمه قائلاً : بعد الإطلاع على أوراق الدعوى وبعد الاستماع لمرافعات أطراف الخصومة ، حكمت المحكمة حضورياً على المتهم ناصر الفراعنة بالبراءة من الدعوى الكيدية ، والحكم بإلزام المدعي بمصاريف وأتعاب المحامين ورسوم المحاكمة، وهذا الحكم بمثابة القطعيّ، والمحصنّ من جميع الطعون تحصيناً تشريعياً...رفعت الجلسة
وفي عام 2045 م ، حصل الطالب الباحث على درجة الدكتوراة في الأدب العربي ، ويعمل برتبة استاذ مشارك، في أحدى الجامعات العربية ، ومن المصادفات ، أن كلية الآداب ، في تلك الجامعة ، تحمل نفس

اسم الشاعر المتهم.!!!!
الكاتب القدير الأستاذ: فالح بن راشد ال حثلان
للأمانة منقول[/size][/size[/size

*aburakan*
12 - 2 - 2008, 06:42 AM
آفة الشعر اثنتان إلف كاس وحب كيس

شطر بيت للشاعر المبدع ناصر الفراعنة وأنا أقول نثرًا آفة الشعر أن يتكلم فيه من لا يفقه منه شيئًا

المعنى واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار ولكن أين ذلك من المتسلقين على أكتاف غيرهم

مصيبة هو الحقد والحسد ومحاولة تقليل مكانة أحدٍ من الناس لا لغرض إلا الحسد

الله يعطيك العافية على هذا النقل المفيد أخي وأن يكتب أجر من شرح ووضح لمن لا يفقه

من الشعر إلا قراءته .

الوزيرة
12 - 2 - 2008, 09:30 AM
انظروا إلى أي مدى وصل تفنيد قصيدة الفراعنة ...
فالحق أبلج ولن يستطيع أحد مهما كان وكيفما كان القفز فوق الحقائق ..
اشكرك أخي على نقلك الجميل ..
حفظك الله ..

ابو أمجاد
12 - 2 - 2008, 10:04 PM
يعطيك العافية اخوي على التوضيح