المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جرح الامل


 


جرح الامل
10 - 2 - 2008, 09:45 PM
[size="7"][ لا تعني الولاية على الاطفال ملكيتهم، والتعامل معهم بعيداً عن العطف والرأفة واضاعة مستقبلهم بالاهمال، والاعتداء عليهم بالضرب من منطلق امتلاك حق تأديبهم.
ولكن الولاية تعني الرحمة، والحرص، وتحمل المسؤولية، ومن هنا لابد من التعامل مع هؤلاد الابرياء بعيداً عن الحرمان المادي والعاطفي وسوء التربية، وعدم رميهم في الشوارع والهروب من مسؤوليتهم.

واول حقوقهم على ابائهم النفقة بحسب قدرته يسراً او عسراً قال تعالى {لينفق ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسراً}.

في تحفة العباد في حقوق الزوجين والوالدين والاولاد لجامعه محمد طاهر بن عبدالقادر الكردي جاء مايلي: في حقوق الاولاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (افضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على اصحابه في سبيل الله) قال ابو قلابة: وبدأ بالعيال، ثم قال ابو قلابة: واي رجل اعظم اجراً من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم، او ينفعهم الله به، ويعنيهم) وقال عليه الصلاة والسلام: (ان نفقتك على اهلك وولدك وخادمك صدقة فلا تتبع ذلك منا ولا اذى) رواه الحاكم عن انس رضي الله عنه. وان يمهد لولده معيشة جميلة كافية، لألا يكون عالة على الناس كما قال صلى الله عليه وسلم لسعد بن ابي وقاص رضي الله عنه (الثلث والثلث كثير انك ان تذر ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتعففون الناس وانك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى الا اجريت بها حتى ما تجعل في امرأتك) رواه ال***ان وغيرهما ومع النفقة لابد من التربية التي ليست مجرد تمويل فقط لأن التمويل وحده نتيجته الفساد واذا لم يقترن بالتربية الصحيحة، والنفقة ليست الواجب الوحيد نحو الابناء من ابائهم بل لابد ان ترتبط بالرعاية والتوجيه، والقدرة الصالحة والتنشئة السليمة.

جاء في العقد الفريد (خير الآباء للابناء من لم يدعه التقصير الى العقوق فيلزم ان يعامله بغاية الرفق والشفقة والحنان، وان لا يقصر في مطعمه ومشربه وكسوته، ولا يجعله خلق الثياب قذرا بين رفقائه واصدقائه ولا يكثر من توبيخه وتقريعه. ولايكون فظاً غليظاً، بل يكون هيناً لينا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان سهلاً هيناً ليناً حرمه الله على النار) رواه الحاكم والبيهقي. فإذا كان الرجل بخلاف ذلك فإنه يكون مكروهاً من اهله وولده وعشيرته، ويتركونه وينفضوا من حوله قال الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}.

ومتى اراد الاب النصح فالنصح باللين والرفق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الرفق لا يكون في شيء الا زانه، ولا ينتزع من شيء الا شانه) رواه مسلم.

وان يكون باشاً طلق المحيا مبتسما حتى يكون محبوباً عند اهله واولاده.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (شر الناس المضيق على اهله).

ومن حقوق الابناء على الآباء ان لا يقرعه او يعنفه كثيراً، وان لا يضربه ضرباً مبرحاً، وان لا يزجره ويهينه بين رفقائه واصدقائه، وان لا يستعمل معه الشدة والقساوة بل عليه ان يؤدبه بما يليق بحاله، وينصحه اولاً وينبهه على خطئه.

فإن عاد عاتبه، فإن عاد زجره، فإن عاد ضربه ضرباً غير مبرح، فإن عاد هجره فإن لم ينفع معه شيء عاد الى نصحه والتلطف معه والحلم عليه ويفوض امره الى الله عز وجل ويدعو له بالهداية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دعاء الوالد لولده: يفضي الى الحجاب) وان يكون الاب رحيماً بولده، رقيق القلب بعياله وعيال غيره، وان يقبله ويحتضنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لكل شجرة ثمرة وثمرة القلب الولد، وان الله عز وجل لا يرحم من لا يرحم ولده، والذي نفسي بيده لايدخل الجنة الا رحيم).

وعليه ان يغض طرفه عن هفواته، ويتغافل عن خطئه، ويكثر العفو عن اساءته ولا يؤاخذه في قصوره وتقصيره، ويعينه على القيام ببره قال عليه الصلاة والسلام: (انما سماهم الله تعالى الابرار لأنهم بروا الآباء والامهات والابناء كما ان لوالديك عليك حقاً كذلك لولدك) رواه الطبراني.

وعلى الاب ان لا يدفع ابنه الى العقوق ومخالفة امره بالمعاملة السيئة، فينبغي ان يعامله باللطف والاحسان والمحبة ولا يحوجه الى العقوق والعصيان قال عليه الصلاة والسلام (اعينوا اولادكم على البر من شاء استخرج العقوق من ولده) رواه الطبراني.

كما ينبغي على الاب ان يرفع الكلفة الى حد ما مع ابنائه وبالذات في مرحلة الشباب حتى يتمكنوا من مصارحته بما لديهم. وعليه ان يعلمه ويؤدبه قال الامام النووي (ان على الاب تأديب ولده وتعليمه ما يحتاج اليه).

وعليه ان يعتني بتربيتهم التربية الصحيحة وتأديبهم فهذا عبدالله بن عمر يوجه نداءه للوالدين فيقول (ادب ابنك فإنك مسؤول عنه، ماذا ادبته وماذا علمته، وهو مسؤول عن برك وطواعيته لك).

وان يغذي قلوبهم بالعلم والايمان وتقوى الله واستشعار عظمته وتنمية اخلاقهم وسلوكهم وتعاملهم مع الناس بما ينبغي من السلوك والخلق الحميد.

وبعد هذه حقوق الابناء على ابائهم في الإسلام فإن حققها الاب اصبح جديراً بولايته على ابنه، والا فإن هذه الولاية منتقصة مادام الاب وهو الولي يسيء معاملة طفله، ويضربه. ويكسر عظامه بجهل مبين بحقوق هذا الابن عليه، وبعد ان كان الابن يستجير بأبيه من ظلم غيره صار يستجير منه.

كما قال الشاعر

كنت من كربتي افر اليهم

فهم كربتي فأين الفرار

واخيراً وفي ظل هذه النماذج الغريبة على المجتمع والتي تسيء معاملة الاطفال وتقتلهم وتعذبهم ماهي العقوبات والتشريعات في الإسلام على ذلك وما الذي ينبغي فعله للحد من هذا العنف ضد هؤلاء الابرياء، وما هي السلطات المخولة بالحماية.
/SIZE]
تحياتي

جرح الامل