المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن الحوار الإيجابي


 


*جود*
5 - 1 - 2008, 05:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يطيب لي أن أقدم لكم هذه السلسلة آملة الاستفادة والاستزادة لي ولكم :

.


.

الحوار الإيجابي ( 1 )

الحوار هو تفاعل لفظي (وأحيانا غير لفظي) بين اثنين أو اكثر من البشر بهدف التواصل الإنساني وتبادل الأفكار والخبرات وتكاملهما . وهو نشاط حياتي يومي نمارسه في المنزل والشارع والعمل والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام. وبقدر ما يكون الحوار إيجابياً يكون مثمرا في حياة الفرد وحياة الجماعة. وبقدر ما يكون سلبيا يكون هداما لكيان الفرد وكيان الجماعة .

.

.


مستويات الحوار الإيجابي:



1.المستوى الأول :
الحوار مع النفس ومحاسبتها وحملها على الجادة وطلب الحق ويكون هذا في شكل حوار داخلي مستمر بين النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة حتى يصل الإنسان إلى الاطمئنان .


2.المستوى الثاني :
الحوار بين أفراد المجتمع الإسلامي وفق اجتهاداته المختلفة عملا بمبدأ "التعاون في الاتفاق والاعتذار في الاختلاف " حفاظا على وحدة الصف الإسلامي .


3.المستوى الثالث :
الحوار بين المسلمين وغير المسلمين الذين يشتركون معاً في إعمار الكون ، وهو حوار يجرى وفق مبدأ المدافعة الذي يمنع الفساد وينمى عوامل الخير.
ويقال عن غايات الحوار "للحوار غايتان إحداهما قريبة والأخرى بعيدة. أما غاية الحوار القريبة والتي تطلب لذاتها دون اعتبار آخر فهي محاولة فهم الآخرين . وأما الغاية البعيدة فهي إقناع الآخرين بوجهة نظر معينة " .
.

.


وعن آداب الحوار يقول:


1.حسن الخطاب وعدم الاستفزاز وازدراء الغير:
فالحوار غير الجدال . واحترام أراء الآخرين شرط نجاحه ، ولنا في حوار الأنبياء مع أقوامهم أسوه حسنة، فموسى وهارون أمرا أن يقولا لفرعون قولا لينا لعله يذكر أو يخشى . وفى سورة سبأ يسوق الله لنا أسلوبا لمخاطبة غير المسلمين حيث يقول فى معرض الحوار . "وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" .

2.أن يصدر عن قاعدة قدرها علماء المسلمين وهى قاعدة "قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب "
.

.

فالحق ضالة المؤمن وضالة الإنسان العاقل واتباع الغير واتباع الشهوات مما عابه القرآن على الكافرين وعده سببا لهلاك الأمم . .
.
والذي يحسم الخلاف بين المسلمين هو المرجعية المعرفية للمسلمين وهى القرآن والسنة "وإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول" .

يتبع

*جود*
5 - 1 - 2008, 05:29 PM
والآن نستعرض بعض ألوان الحوار السائدة في حياتنا والمؤثرات في سلوكنا وفى مسيرتنا الحضارية أفرادا وجماعات ولنبدأ بألوان الحوار السلبي وذلك للبعد عنه :



1. الحوار العدمي التعجيزي :

وفية لا يرى أحد طرفي الحوار أو كليهما إلا السلبيات والأخطاء والعقبات وهكذا ينتهي الحوار إلى أنه لا فائدة ويترك هذا النوع من الحوار قدراً كبيرا من الإحباط لدى أحد الطرفين أو كليهما حيث يسد الطريق أمام كل محاولة للنهوض.

2. حوار المناورة (الكر والفر ) :

ينشغل الطرفان (أو أحدهما) بالتفوق اللفظي في المناقشة بصرف النظر عن الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة وهو نوع من إثبات الذات بشكل سطحي .


3.الحوار المزدوج:

وهنا يعطى ظاهر الكلام معنى غير ما يعطيه باطنة لكثرة ما يحتويه من التورية والألفاظ المبهمة وهو يهدف إلى إرباك الطرف الآخر ودلالاته أنه نوع من العدوان الخبيث.

4. الحوار السلطوي (اسمع واستجب) :

نجد هذا النوع من الحوار سائدا على كثير من المستويات ، فهناك الأب المتسلط والأم المتسلطة والمدرس المتسلط *****ئول المتسلط ..الخ وهو نوع شديد من العدوان حيث يلغي أحد الأطراف كيان الطرف الآخر ويعتبره أدنى من أن يحاور ، بل عليه فقط السماع للأوامر الفوقية والاستجابة دون مناقشة أو تضجر وهذا النوع من الحوار فضلا عن أنه إلغاء لكيان (وحرية) طرف لحساب الطرف آخر فهو يلغى ويحبط القدرات الإبداعية للطرف المقهور فيؤثر سلبيا على الطرفين وعلى الأمة بأكملها .

5. الحوار السطحي (لا تقترب من الأعماق فتغرق) :

حين يصبح التحاور حول الأمور الجوهرية محظورا أو محاطا بالمخاطر يلجأ أحد الطرفين أو كليهما إلى تسطيح الحوار طلباً للسلامة أو كنوع من الهروب من الرؤية الأعمق بما تحمله من دواعي القلق النفسي أو الاجتماعي .

6. حوار الطريق المسدود (لا داعي للحوار فلن نتفق ) :

يعلن الطرفان (أو أحدهما ) منذ البداية تمسكهما (أو تمسكه) بثوابت متضادة تغلق الطريق منذ البداية أمام الحوار وهو نوع من التعصب الفكري وانحسار مجال الرؤية .

7.الحوار الإلغائي أو التسفيهي (كل ما عداي خطأ )

يصر أحد طرفي الحوار على ألا يرى شيئا غير رأيه ،وهو لا يكتفي بهذا بل يتنكر لأي رؤية أخرى ويسفهها ويلغيها وهذا النوع يجمع كل سيئات الحوار السلطوي وحوار الطريق المسدود .

8.حوار البرج العاجي :
ويقع فيه بعض المثقفين حين تدور مناقشتهم حول قضايا فلسفية أو شبه فلسفية مقطوعة الصلة بواقع الحياة اليومي وواقع مجتمعاتهم وغالبا ما يكون ذلك الحوار نوع من الحذلقة وإبراز التميز على العامة دون محاولة إيجابية لإصلاح الواقع.

9.الحوار المرافق (معك على طول الخط) :
وفية يلغي أحد الأطراف حقه في التحاور لحساب الطرف الآخر إما استخفافا (خذه على قدر عقله) أو خوفا أو تبعية حقيقية طلبا لإلقاء المسئولية كاملة على الآخر .


10.الحوار المعاكس (عكسك دائما) :

حين يتجه أحد طرفي الحوار يمينا ويحاول الطرف الآخر الاتجاه يسارا والعكس بالعكس وهو رغبة في إثبات الذات بالتميز والاختلاف ولو كان ذلك على حساب جوهر الحقيقة .

11-حوار العدوان السلبي (صمت العناد والتجاهل) :

يلجأ أحد الأطراف إلى الصمت السلبي عنادا وتجاهلا ورغبة في مكايدة الطرف الآخر بشكل سلبي دون التعرض لخطر المواجهة .




كل هذه الألوان من الحوارات السلبية الهدامة تعوق الحركة الصحيحة الإيجابية التصاعدية للفرد والمجتمع والأمة، وللأسف فكثير منها سائد في مجتمعاتنا العربية الإسلامية لأسباب لا مجال هنا لطرحها.


يتبع

*جود*
5 - 1 - 2008, 05:32 PM
الحوار الإيجابي ( 3 )

.

.
إذن فما هي يا ترى مواصفات الحوار الإيجابي الذي نسعى لترسيخه بيننا ؟


إن الإجابة بسيطة ولكن تنفيذها يحتاج إلى وقت وصبر ولكن لامناص من المحاولة والصبر والمثابرة ، فعلى أساس الحوار ينبني السلوك وتتشكل العلاقات وينهض الفرد والمجتمع والأمة .
.

.

والحوار الإيجابي الصحي هو الحوار الموضوعي الذي يرى الحسنات والسلبيات في ذات الوقت ، ويرى العقبات ويرى أيضا إمكانيات التغلب عليها ،

.
.

وهو حوار متفائل (في غير مبالغة ساذجة) .

وهو حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها.

وهو الحوار المتكافئ الذي يعطى لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف في الرأي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله .



وهو حوار واقعي يتصل إيجابيا بالحياة اليومية الواقعية واتصاله هذا ليس اتصال قبول ورضوخ للأمر الواقع بل اتصال تفهم وتغيير وإصلاح.


وهو حوار موافقة حين تكون الموافقة هي الصواب ومخالفة حين تكون المخالفة هي الصواب فالهدف النهائي له هو إثبات الحقيقة حيث هي لا حيث نراها بأهوائنا .

وهو فوق كل هذا حوار تسوده المحبة *****ئولية والرعاية وإنكار الذات .

يتبع ..

*جود*
5 - 1 - 2008, 05:34 PM
الحوار الإيجابي من المنظور الإسلامي:



الحوار الإيجابي الحسن مطلب رباني :
حيث أمر الله رسوله الكريم بالجدال بالتي احسن حتى مع الكفار والمشركين
فقداهتم الإسلام بالحوار اهتماماً كبيراً، وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان {وَكَانَ الإنْسَانُ أكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا} الكهف 54.

بل إن صفة الحوار أوالجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: {يَوْمَ تأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا" النحل 111.

من خلال ذلك نرى أن الحوار لدى الإنسان في نظر الإسلام صفة متلازمة معه تلازم العقل به؛ ولهذا فقد حدد الإسلام المنطلق أو الهدف الحقيقي الصادق الذي ينطلق منه المسلم في حواره مع الآخرين.

فالإسلام يرى بأن المنطلق الحقيقي للحوار هو (ضرورة البحث عن الحق ولزوم أتباعه)، {فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إلا الضَّلال} يونس 32، {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا اْتَّبِعْهُ إْنْ كُنْتُم صَادِقِين" القصص 49، وهذه إحدى القواعد الأساسية في الحوار الإسلامي.

ويتبين لنا أن الحوار الإيجابي مطلب رباني في كثير من الآيات القرآنية العظيمة، والتي من بينها قوله تعالى: {وَجَادِلْهُم بالَّتِي هِيَ أحْسَن"ُ النحل 125، وكذلك قوله: "ادْفَعْ بالَّتي هِيَ أَحْسَنُ فإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيْم" فصلت 34 .

كذلك فقد جاءالرسول صلى الله عليه وسلم الذي وصفه القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيْم" القلم 4. بأفضل الأساليب في الحوار التي توضحها آيات القرآن الكريم نورد بعضها:


أ) وضع الأفكار موضع التمحيص والاختبار، واحترام الرأي الآخر وعدم إسقاطه؛
"وإنَّا وإيَّاكُم لَعلَى هُدَىً أو في ضَلالٍ مُبِيْن" سبأ 24



ب) البدء في الحوار بالأفكار المشتركة:

"قُلْ يا أهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم إلا نَعْبُدَ إلا اللهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أرْبَاباً مِنْ دُوْنِ الله" آل عمران 64.

ج) إنهاء الحوار السلبي بالإيجابية والاتفاق:
" قُلْ يا أيُّهَا الكَافِرُون لا أعْبُدُ ما تُعْبُدُون ولا أنْتُم عَابِدُونَ ما أعْبُد ولا أنَا عَابِدٌ ما عَبَدْتُم ولا أنْتُم عَابِدُونَ ما أعْبُد لَكُم دِيْنُكُم وليّ دِيْن" الكافرون .
" وإنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لي عَمَلي ولَكُم عَمَلُكُم أنْتُم بَريْئُونَ مما أَعْمَلُ وأنَا بَرِيءٌ مما تَعْمَلُون" يونس 41.

منقول للفائدة

غيور
5 - 1 - 2008, 08:27 PM
جود

ماشاء الله تبارك الله

نقلتي فافدتي ,موضوع قمة الروعة , بارك الله فيك
واتمنى تثبيت الموضوع للاستفادة

دمتي بحفظ الرحمن

*جود*
6 - 1 - 2008, 03:39 AM
اشكرك يا غيور

على حسن الحضور

غيورة محبة
19 - 12 - 2010, 08:00 PM
شكرا موضوعك هادف وجميل

أبو باسم و ليان
6 - 1 - 2011, 03:13 PM
موضوع شيق و جميل

مكة الحبيبة
11 - 1 - 2011, 02:14 PM
:موضوع رااائع

ملكة الشرق
22 - 1 - 2011, 11:23 AM
http://www.munasbh.com/upload/uploads/images/***9944524-a1aa421ac9.gif

خالد 2020
26 - 1 - 2011, 01:44 AM
جود

ماشاء الله تبارك الله

نقلتي فافدتي ,موضوع قمة الروعة , بارك الله فيك

دمتي بحفظ الرحمن

طلال الرويس
17 - 5 - 2011, 02:34 PM
مشكووووووووور وجزاك الله خير