المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن كسب القلوب


 


فاطمة بنت زيد
3 - 1 - 2008, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

فن كسب القلووووووووووووب

تلعب العواطف والمشاعر والأحاسيس الدور الأساسي والأعمق في هندسة وبناء العلاقات الإنسانية بين الناس؛ ولذا فكلما نمت قدرة الإنسان على حسن التعامل مع هذه العواطف والمشاعر والأحاسيس زادت قدرته على غزو قلوب الآخرين والتأثير فيها.
والنبي صلى الله عليه وسلم يضرب لنا المثل والقدوة في ذلك، فقد كان أقدر الناس على التعامل مع هذه المشاعر؛ بما منحه الله من حسن الخلق وطيب النفس حتى كان صلى الله عليه وسلم أعمق الناس أثرًا في نفوس من عايشوه، بل وفي نفوس من سمعوا عنه دون أن يروه. وهذا عروة بن مسعود الثقفي يصف لقريش ما رآه من حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"أيْ قوم، والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ووالله ما رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمدٍ محمدا".

إن القلوب أوعية ، وتحتاج هذه الاوعية لمن يتفنن كيف يضع فيها ما يكون مكسب له
وهناك ما يسمى :
فن كسب القلوب
1- أصلح ما بينك وبين ربك سبحانه يصلح الله ما بينك وبين الناس .
2- محاولة التعامل من كل إنسان بما يليق به في حدود الشرع .
3- عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به
4- الهدوء عند المواقف التي تستدعي الثورة والغضب ، فلا تغضب
5-احرص على حسن العبارة وصحة الأسلوب في الحديث مع الآخرين .
6- تكلم فيما يجب وقت وجوبه ودعه وقت عدم الحاجة إليه فإنه ألطف للسامع .
7- احرص في حديثك على الشواهد من الكتاب والسنة ، وأحاديث العرب وأخبارهم وأشعارهم وأمثالهم وطوائفهم فإنه يعجبني الرجل يقدم بين يدي حديثه شعراً .
8- تهادوا تحابوا
9- افشوا السلام وأطعموا الطعام ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )
10- وإذا وعدت صدقت فيما قلته . فالله.. الله في الصدق في الوعد .
11- التواضع والبساطة في التعامل مع الآخرين .
12- إنزال الناس منازلهم .
13- حسن المظهر والمخبر هو جماع ما سبق على ألا يكون هناك مبالغة في ذلك فما زاد عن حده انقلب إلى ضده .
شيء واحد يمكن أن يرضي الناس عنك ، ويجعلهم يأنسون بك وتأنس بهم هو انصافهم من نفسك ومخالقتهم بخلق حسن . فلقد أتى أعرابي من بني تميم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له : أوصني . فكان ممّا أوصاه به : « تحبّب إلى النّاس يحبّوك»، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : « إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم » ، وهذا ما استوحاه الشاعر في قوله :
لا خيل عندك تهديها ولا مال***فليُسعدِ النطق إن لم يُسعدِ الحالُ
ولذا جاءت الدعوة الاسلامية الرائدة إلى أن نكون دعاة للناس بغير ألسنتنا ، فالتقوى دعوة إسلامية ، والورع دعوة إسلامية ، والمعاشرة الطيِّبة بالتي هي أحسن دعوة إسلامية، والصدق في الحديث ، والمعاملة المخلصة ، والرفق ، وانصاف الناس وعدم بخسهم أشياءهم ، كلّها دعوة إسلامية بليغة ومؤثرة أعمقَ التأثير بما لا تستطيع أن تفعله الكلمات أنّى كانت على جانب من البلاغة .
فلقد أثّرت صحبة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ليهودي يسكن خارج الكوفة في تشييعه له إلى حيث يسكن ، في نفسية ذلك اليهودي الذي تعجّب من هذا الخلق الذي تعلّمه عليّ (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فكان مدعاة لأن يُسلم على يديه ، وفي بعض أمثال الشعوب « الأعمال تتكلّم بصوت أعلى من الأقوال » .
ومن المؤسف هنا ، أنّ بعض شبّاننا وشاباتنا يتّخذون أحياناً من الأمثلة والنماذج السيِّئة قدوة لهم ، فيفقدون بذلك اعتبارهم الاجتماعي بين الناس ويرتضون لأنفسهم التبعية السلبية المرفوضة والمذمومة ، فقول « حشر مع الناس عيد » هو قول «الإمّعة» الذي يقول : أنا من الناس وأنا واحد من الناس ، وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون المسلم إمّعة لا يعرف نجد الخير من نجد الشرّ ، فالامّعة هو أخو ذاك الشاعر الجاهلي الذي يقول :
وما أنا إلاّ من غُزيّة إنْ غوتْ***غويتُ وإن ترشد غُزيّة أرشدِ
فمن بين اُصول هذا الفن (فنّ التعامل مع المجتمع) أن تكون قدوة غيرك في الخير ، وإذا كان لك أن تتأسّى فبأولئك الذين هداهم الله ، وأحسن خُلقهم ، وطيّب معاشرتهم ، ونفع بصحبتهم ، ودعا إلى الاهتداء بهديهم (أُولئِكَ ا لَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )() .
عن معاوية بن وهب ، قال : قلت لجعفر الصادق (عليه السلام) : « كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممّن ليسوا على أمرنا ؟ قال : تنظرون إلى أئمّتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون ، فوالله إنّهم يعودون مرضاهم ، ويشهدون جنائزهم ، ويقيمون الشهادة لهم وعليهم ، ويؤدّون الأمانة إليهم
يقول مدير معهد العلاقات الإنسانية الأهلي في نيويورك (جيمس بندر) : « القاعدة الاُولى التي وصفها الحكماء هي تلك التي تمثّلت في القول الخالد : أحبب لأخيك ما تحبّ لنفسك »، فهو يصدّر بها لائحة القواعد التي تساعد على اجتذاب الناس ، ويعتبرها الخطوة الاُولى والمهمّة في الطريق إلى «الشخصية الجذّابة» .
ولقد نهى الإسلام عن استعمال العبارات المرذولة، والإسفاف في الحديث واستخدام الألفاظ التي لا تليق بالمستوى العلمي والثقافي والاجتماعي للمسلم العادي، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء) فاللعان كثير اللعن والشتم، والطعان كثير السب والذم، والفاحش الذي يتحدث عن الفحش والكلام السيء الساقط، والبذيء الجريء على ما لا يصح ذكره ولا ينبغي تناوله، كل ذلك حفاظاً على معنى اللياقة والفن الاجتماعي الذي حرص الإسلام على أن يتحلى أتباعه المسلمون بهذا السلوك المحمود، ويقول أنس رضي الله عنه: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، لا والله ما سبّني سبة قط، ولا قال لي أفٍّ قط، ولا قال لي لشيء فعلته: لِمَ فعلته؟! ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته؟!
فانظر إلى دقة النبي صلى الله عليه وسلم في مراعاة الأحاسيس، وانتقاء، واختيار وانتقاء العبارات، فهو يمر على الشيء لا يسأل ولا يدفعه الفضول ولا التدخل ولا الرغبة في التعليم على أن يمس شعوراً دقيقاً لأصحابه عليه السلام، فكان يعلمهم حتى بالابتسامة والحركة اليسيرة من يده الشريفة، في مستوى عال من الأدب والتعامل والأخلاق.
ومن المؤسف هنا ، أنّ بعض شبّاننا وشاباتنا يتّخذون أحياناً من الأمثلة والنماذج السيِّئة قدوة لهم ، فيفقدون بذلك اعتبارهم الاجتماعي بين الناس ويرتضون لأنفسهم التبعية السلبية المرفوضة والمذمومة ، فقول « حشر مع الناس عيد » هو قول «الإمّعة» الذي يقول : أنا من الناس وأنا واحد من الناس ، وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون المسلم إمّعة لا يعرف نجد الخير من نجد الشرّ ، فالامّعة هو أخو ذاك الشاعر الجاهلي الذي يقول :
وما أنا إلاّ من غُزيّة إنْ غوتْ***غويتُ وإن ترشد غُزيّة أرشدِ
فإذا كان المحيي المميت والرزاق هو الله , فلماذا الخوف من الناس والقلق منهم وطلب رضاهم ؟ إن أكثر ماي*** الهموم والغموم التعلق بالناس والحرص على ثنائهم والتضرر بذمهم وهذا من ضعف التوحيد
فليتك تحلو والحياة مريرةٌ *** وليتك ترضى والأنام غضاب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب


مـــنـــقـــــــــول بتصرف

عاشق القريات
3 - 1 - 2008, 02:01 AM
يعطيك العافية على الموضوع الرائع


تحيتي لكي

A.K.S
3 - 1 - 2008, 07:42 AM
موضوع في قمة الروعة ويدل على روعة كاتبه :)

ومثل ما قد ذكر سابقا ...

أنه شيء مؤسف ومحزن للغايه أن ترى شبابنا يتقلدون

ويقتدون بنماذج سيئة والعياذ بالله :( .

وجزيتي خيرا أختي فاطمة بنت زيد على هذا الطرح

ومنتظرين المزيد من الابداع والتميز

وتقبلي مروري :) ...

ابو أمجاد
3 - 1 - 2008, 01:50 PM
موضوع في قمة الروعة

ولنا في رسول الله اسوه حسنة

بارك الله فيك اختي فاطمة

تقبلي مروري

فاطمة بنت زيد
3 - 1 - 2008, 01:55 PM
مرورك أكثر روعة
شكراً أخوي عاشق القريات
دمت بخير

فاطمة بنت زيد
3 - 1 - 2008, 02:00 PM
أخي العزيز A K S

إن قمة الروعة في إشادتك بالموضوع

عطرت الصفحة بمرورك شكراً جزيلاً لك ..

فاطمة بنت زيد
3 - 1 - 2008, 02:02 PM
مشرفنا الغالي

قد كسبت قلوبنا بذوقك ومتابعتك

أسعدني مرورك وتعليقك على الموضوع

jaaar
4 - 1 - 2008, 10:56 PM
اللهم اجعله في موازين حسناتك ...... وجزاك الله خير (يافاطمه بنت زيد) .

فاطمة بنت زيد
5 - 1 - 2008, 07:22 PM
شكراً ياجارتي العزيزة

من زمان عنك والله

مرورك (( أفرحني ياورد الجوري ))