متميز
26 - 11 - 2007, 11:55 PM
السعادة ـ أمر لا يُقاس بالكمّ ولا يُشترى بالمال، لا يملك بشر أن يعطيها، كما أنه لا يملك أن ينتزعها ممن أوتيها.
السعادة دين يتبَعه عمل، ويصحبه حمل النفس على المكاره وجبلها على تحمل المشاق والمتاعب وتوطينها لملاقاة البلاء بالصبر والشدائد بالجلد، والسعيد من آثر الباقي على الفاني، إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدًّا [مريم:96].
السعادة هي الرضا بالله والقناعة بالمقسوم والثقة بالله واستمداد المعونة منه، من ذاق طعم الإيمان ذاق طعم السعادة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ((ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً)) رواه مسلم.
السعادة هي الرضا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم رسولاً، وإتباع هذاالرضا بركعات وسجدات وخضوع وتسليم لله.
السعادة والفلاح ـ عباد الله ـ في الإسلام الذي هو الاستسلام الكامل لله جل وعلا والخضوع له والخلوص له من الشرك والأنداد والخروج عن داعية الهوى إلى داعية الرحمن، مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:97].
السعادة وجدها نبي الله يونس بن مَتّى وهو في ظلمات ثلاث، في بطن الحوت، في ظلمة اليم، في ظلمة الليل، حين انقطعت به الحبال إلا حبل الله، وتمزقت كل الأسباب إلا سبب الله، فهتف من بطن الحوت بلسان ضارع حزين: لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87]، فوجد السعادة.
السعادة وجدها موسى عليه السلام وهو بين ركام الأمواج في البحر، وهو يستعذب العذاب في سبيل الواحد الأحد، كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:62].
السعادة وجدها محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهو يُطوّق في الغار بسيوف الكفر، ويرى الموت رأي العين، ثم يلتفت إلى أبي بكر ويقول مطمئنًا: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40].
السعادة وجدها يوسف عليه السلام وهو يسجن سبع سنوات، فيسألونه عن تفسير الرؤى فيتركها، ثم يبدأ بالدعوة فيقول: يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف:39]، فيعلن الوحدانية فيجد السعادة.
السعادة وجدها أحمد بن حنبل في الزنزانة وهو يجلد جلدًا، لو جُلده الجمل لمات كما قال جلاّدوه، ومع ذلك يصرّ على مبدأ أهل السنة والجماعة فيجد السعادة.
السعادة وجدها *** الإسلام ابن تيمية وهو يُكبّل بالحديد، ويُغلِق عليه السجان الباب، داخل غرفة ضيّقة مظلمة، فيقول ابن تيمية: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ [الحديد:13]، ثم يلتفت إلى الذين هم خارج السجن، فيرسل لهم رسالة، وينشد لهم نشيدًا، وينقل لهم نبأً وخبرًا من السجن فيقول: "ما يصنع أعدائي بي؟! أنا جنتي وبستاني في صدري، أنّى سِرت فهي معي، أنا قتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وسجني خلوة".
هذه هي السعادة، وهذه بعض أحوال السعداء، ولا يكون ذلك إلا في الإيمان والعمل الصالح الذي بُعث به الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فمن سكن القصر بلا إيمان كتب الله عليه: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124]، ومن جمع المال بلا إيمان ختم الله على قلبه: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124]، ومن جمع الدنيا وتقلد المنصب بلا إيمان جعل الله خاتمته: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124].
أيها المسلمون، من أراد السعادة فليلتمسها في المسجد صلاةً وجلوسًا وتعلّقًا، من أراد السعادة فليلتمسها في المصحف قراءةً وتدبرًا وحفظًا، من أراد السعادة فليلتمسها في السنة اتباعًا وتطبيقًا ومنهجًا، من أراد السعادة فليلتمسها في الذكر، في التلاوة، في الهداية، في الاستقامة، في الالتزام، في اتباع محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
إن السعيد من سعد بطاعة الله، والشقي من شقي بمعصيته لله، قال الله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود:104-108
كل التقدير
وآسف عالاطالة
اخوكم
متميز
منقول من إيميلي
السعادة دين يتبَعه عمل، ويصحبه حمل النفس على المكاره وجبلها على تحمل المشاق والمتاعب وتوطينها لملاقاة البلاء بالصبر والشدائد بالجلد، والسعيد من آثر الباقي على الفاني، إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدًّا [مريم:96].
السعادة هي الرضا بالله والقناعة بالمقسوم والثقة بالله واستمداد المعونة منه، من ذاق طعم الإيمان ذاق طعم السعادة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ((ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً)) رواه مسلم.
السعادة هي الرضا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم رسولاً، وإتباع هذاالرضا بركعات وسجدات وخضوع وتسليم لله.
السعادة والفلاح ـ عباد الله ـ في الإسلام الذي هو الاستسلام الكامل لله جل وعلا والخضوع له والخلوص له من الشرك والأنداد والخروج عن داعية الهوى إلى داعية الرحمن، مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:97].
السعادة وجدها نبي الله يونس بن مَتّى وهو في ظلمات ثلاث، في بطن الحوت، في ظلمة اليم، في ظلمة الليل، حين انقطعت به الحبال إلا حبل الله، وتمزقت كل الأسباب إلا سبب الله، فهتف من بطن الحوت بلسان ضارع حزين: لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87]، فوجد السعادة.
السعادة وجدها موسى عليه السلام وهو بين ركام الأمواج في البحر، وهو يستعذب العذاب في سبيل الواحد الأحد، كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:62].
السعادة وجدها محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهو يُطوّق في الغار بسيوف الكفر، ويرى الموت رأي العين، ثم يلتفت إلى أبي بكر ويقول مطمئنًا: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40].
السعادة وجدها يوسف عليه السلام وهو يسجن سبع سنوات، فيسألونه عن تفسير الرؤى فيتركها، ثم يبدأ بالدعوة فيقول: يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف:39]، فيعلن الوحدانية فيجد السعادة.
السعادة وجدها أحمد بن حنبل في الزنزانة وهو يجلد جلدًا، لو جُلده الجمل لمات كما قال جلاّدوه، ومع ذلك يصرّ على مبدأ أهل السنة والجماعة فيجد السعادة.
السعادة وجدها *** الإسلام ابن تيمية وهو يُكبّل بالحديد، ويُغلِق عليه السجان الباب، داخل غرفة ضيّقة مظلمة، فيقول ابن تيمية: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ [الحديد:13]، ثم يلتفت إلى الذين هم خارج السجن، فيرسل لهم رسالة، وينشد لهم نشيدًا، وينقل لهم نبأً وخبرًا من السجن فيقول: "ما يصنع أعدائي بي؟! أنا جنتي وبستاني في صدري، أنّى سِرت فهي معي، أنا قتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وسجني خلوة".
هذه هي السعادة، وهذه بعض أحوال السعداء، ولا يكون ذلك إلا في الإيمان والعمل الصالح الذي بُعث به الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فمن سكن القصر بلا إيمان كتب الله عليه: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124]، ومن جمع المال بلا إيمان ختم الله على قلبه: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124]، ومن جمع الدنيا وتقلد المنصب بلا إيمان جعل الله خاتمته: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124].
أيها المسلمون، من أراد السعادة فليلتمسها في المسجد صلاةً وجلوسًا وتعلّقًا، من أراد السعادة فليلتمسها في المصحف قراءةً وتدبرًا وحفظًا، من أراد السعادة فليلتمسها في السنة اتباعًا وتطبيقًا ومنهجًا، من أراد السعادة فليلتمسها في الذكر، في التلاوة، في الهداية، في الاستقامة، في الالتزام، في اتباع محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
إن السعيد من سعد بطاعة الله، والشقي من شقي بمعصيته لله، قال الله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود:104-108
كل التقدير
وآسف عالاطالة
اخوكم
متميز
منقول من إيميلي