المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 10 - 17% من سكان السعودية مصابون بالربو... لماذا؟


 


ابولمى
5 - 12 - 2003, 06:23 AM
يشكل الربو نسبة كبيرة بين مختلف الأمراض على مستوى العالم، ففي المملكة ودول الخليج يشكل وجوده نسبة عالية، ويعاني منه الكثير كبارا وصغارا.
الدكتور طلال المغامسي استشاري أمراض الصدرية في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة يلقي مزيدا من الضوء على هذا المرض.
* بداية... ماذا يقصد علمياً بمرض الربو؟
- الربو يعتبر مرضا من الأمراض المزمنة التي تلعب الوراثة دورا كبيرا فيها، وهو التهاب في الشعب الهوائية لمسببات عدة تؤدي إلى ضيق والتهاب وزيادة إفرازات الشعب الهوائية وهذا الالتهاب يتكرر حدوثه عدة مرات عندما يتعرض المصاب إلى المسببات ويشفى عادة بالأدوية الموسعة للشعب الهوائية، ويصاحب ذلك أحيانا أمراض حساسية أخرى كحساسية الجلد والأنف والعينين.
ويعتبر الربو من الأمراض الشائعة يصيب جميع فئات العمر ومدى الإصابة به تختلف من بلد إلى آخر حسب نوعية المسببات والأمور الوراثية، ففي الولايات المتحدة الأمريكية (5%) من السكان مصابون بهذا المرض بينما (10 - 17) من سكان المملكة يعانون من هذا المرض.
(أعراضه)
من أهم أعراض الربو السعال خاصة في الليل مما يقلق نوم المريض وهذا السعال يحدث في حالة النوبات وكذلك بعد التعرض للمسببات، ويعتمد على شدة النوبة حيث تكون أحيانا مصحوبة بضيق في التنفس وكذلك إصدار صوت أثناء التنفس. وهذه الأعراض تختلف حدتها من شخص لآخر فهناك الحالة البسيطة التي تختفي دون علاج وهناك الحالة الحادة التي تحتاج أحيانا دخول العناية المركزة.
* نسمع أن هناك مسببات كثيرة تؤدي أو تساهم في إصابة الشخص بالربو، هل من الممكن أن نلقي عليها الضوء؟
- تختلف مهيجات الربو والتي تعمل على إحداث أعراض الربو من شخص لآخر، وهذه المسببات هي:
العوامل المثيرة للحساسية: كالريش أو شعر الحيوانات وعث الغبار (ويوجد في السجاد ومكيفات النوافذ التي لا تنظف دوريا) وغبار الطلع.
المثيرات في الهواء: مثل دخان السجائر والمعسل والشيشة ودخان الشوي ورائحة الطلاء والوقود والملوثات مثل عوادم السيارات ومداخن المصانع.
الطقس: كالهواء البارد والجاف والرطوبة العالية أو التغيرات المفاجئة بالطقس والرياح التي تنقل المواد المهيجة.
المواد المهيجة: كالبخاخات والغبار والأبخرة.
المرض: الالتهابات الفيروسية مثل الزكام والتهاب الحلق والجيوب الأنفية.
التمارين الرياضية: وذلك بعد التمارين العنيفة لمدة خمس دقائق، أما السباحة فهي أقل المهيجات.
التغيرات العاطفية: كالضحك والبكاء والخوف والصراخ والسعال.
(طرق العلاج)
أولا: طرق وقائية: مثل الابتعاد عن المهيجات السابق ذكرها.
ثانيا: طرق علاجية: أدوية الربو تنقسم إلى قسمين:
- أدوية السيطرة طويلة المدى مثل الكورتيزون الذي يستنشق أو يعطى عن طريق البخاخات، وهذا فعال جدا في السيطرة على الإصابة بالحساسية.
- هناك أدوية أخرى بخاخات، وكذلك أدوية جديدة تؤخذ عن طريق الفم مثل أكوليت والسنقلير.
وهناك فكرة خاطئة من الأمهات في استخدام بخاخات الكورتيزون التي أثبتت فعاليتها وقلة الآثار الجانبية. كذلك من الأفكار الخاطئة لدى الأهالي أن الطفل سوف يدمن على هذه الأدوية لكن على العكس من ذلك فإذا استخدم الأدوية المسيطرة طويلة المدى فإن حياة الطفل تصبح طبيعية من حيث التحكم في الأعراض والذهاب للمدرسة ولعب الرياضة، أما أدوية السيطرة قصيرة المدى فهي الفنتولين وهو الذي يستخدم عند حالات الربو من السعال أو ضيق التنفس.
* نسمع أن هناك نسبة كبيرة لهذا المرض خاصة في المملكة هل هذا صحيح وما سبب ذلك؟
- كما ذكرت سابقا أن الدراسة التي تمت في المملكة أثبتت أن النسبة عالية وذلك لكثرة المسببات مثل التدخين والعوامل الوراثية كالتزاوج بين الأقارب.
(دور الوراثة)
تعد الوراثة عاملا مهما في انتشار هذا المرض، فإذا كان أحد الوالدين مصابا أو كليهما فإن نسبة إصابة الطفل تزداد.
* والسؤال هنا هل يمكن اختفاء مرض الربو بعد الإصابة به خاصة لمن يبتعد عن المؤثرات مثل التدخين والتعرض للأتربة؟
- إن هذه من البشائر التي نتطمئن بها الأهالي لأن نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بهذا المرض يبدأ يختفي عندهم المرض بعد سن البلوغ. وكما ذكرت أيضا أن العامل المهم في العلاج هو الابتعاد عن المؤثرات حيث يقلل ذلك من حدوث نوبات الربو.
* ولكن هل تؤدي الإصابة بالربو إلى الإصابة بأمراض أخرى، وهل يمكن القول إن الربو من الأمراض الخطيرة؟
- إن الربو يعتبر من الأمراض المزمنة والتي تحدث في حالات حادة تؤدي إذا لم تعالج إلى الوفاة، وكذلك إذا لم يتم التحكم في الأعراض فإنها تؤدي إلى الاعتلال وقلة النوم وعدم الانتظام في العمل أو المدرسة لوجود السعال المزمن وكذلك تؤدي إلى التأخر في النمو الجسمي والعقلي.
لذا فإنني أنصح كل الأهالي ممن لديهم أطفال يعانون من هذا المرض سرعة مراجعة الطبيب المختص لشرح المرض لهم وإعطائهم العلاج اللازم.
وأخيرا أريد أن أوجه كلمة للأهالي ألا يتخوفوا من البخاخات طويلة المدة حيث أثبتت الدراسات فعاليتها وقلة الآثار الجانبية لها وكذلك أهمية معرفة كيفية استخدامها لأن ذلك من أهم النقاط في العلاج.