تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المعلمون في يومهم العالمي: مناسبة غابت عن الأذهان


 


عبدالله بن علي السعيد
16 - 10 - 2007, 06:32 AM
المعلمون في يومهم العالمي: مناسبة غابت عن الأذهان

ناصر بن محمد العمري - المخواة مشرف تربوي بإدارة التربية والتعليم ص.ب 270

مرّ قبل أيام قلائل بهدوء اليوم العالمي للمعلم دون أن يشعر الكثيرون بأن هناك مناسبة تسمى اليوم العالمي للمعلم، وكان واضحاً أن تكريم المعلم والاحتفاء به فعل يقوم به المعلمون أنفسهم فيما غاب الآخرون رغم أن منسوبي كل القطاعات والمرافق يفترض أن يهبّوا لتكريمه لأن المعلم له الفضل بعد الله فيما هم فيه ورغم أن هذا من أبسط حقوقهم إلا أني لست مع أولئك المتباكين على هذا الحال وإيماني الشديد أن المعلمين يستحقون ذلك لأنهم يلعبون دوراً مهماً جداً في حياة الأجيال القادمة ويجب أن يكون المعلمون أنفسهم مستعدين للعب هذا الدور العظيم ويجب أن يظهروا للجميع أنهم رغم التجاهل ورغم هذا التعاطي الضعيف ليومهم على المستوى المحلي كل هذا يجب أن لا يفتت عضدهم ولا يثني من عزيمتهم ولا يقفون كالثكالى يندبون سوء وضعهم وانحطاط قدْرهم رغم أن هذه حقيقة دامغة يكشفها كثير مما حولنا ويجب أن تكون نظرتهم لأنفسهم أكثر إيجابية وأعمق وأشمل من نظرتهم الحالية ومن يكون قائداً يجب أن لا يتلفت لمثل هذه الأحداث حتى وإن كانت موجعة والنفس تحتاج إلى التقدير والإنسان جبل على أنه يحب الثناء ويعتز بأنه يجد التقدير لدى الآخرين وتحقيق الذات مطلب مهم للنفس البشرية وتحقيقه غاية وسبيل للمزيد من الإنجاز إلا أن كل هذه المبررات وكل هذا الواقع المؤلم يجب أن يكون مبعث احترام وتقدير فالتجاهل لدور المعلم لا يجب أن يجعل هذا المعلم عبارة عن ردة فعل لما يجري وهذا من شأنه أن يجعل المعلم يرتد على نفسه فيفتش عن مواطن قوته وعن حقائق تمنحه الريادة وتخوله قيادة الركب والقوة تنبع من الداخل دائماً ولا تكون دخيلة لأن من كانت جبهته الداخلية مهزوزة فإنه سرعان ما ينهار ويخرج من ماراثون الحياة خاسراً أما القادة والعظماء والمؤثرون فهم ولاشك لا يتأثرون بالأحداث العابرة ولا يطأطئون رؤوسهم أمام ما يجري من أحداث حتى وإن كانت في مجملها تعبر عن حالة من الجحود والنكران والجفاء لهذا الدور ومن هنا يجب أن ينظر المعلمون إلى أنفسهم على أنهم هم من يتسلم زمام الأمور وهم من يقود هذه الجحافل وهم من يعول عليهم الوطن والقادة الكثير وينتظرهم الكثير من العمل الجاد وتقديرهم لأنفسهم وموقفهم من عملهم يحدد مدى نظرة الآخرين لهم فالشعور بالضعف وقلة الحيلة مثير للشفقة وغير جدير بالمعلمين لأن هناك في أوساط المعلمين حقائق تجعل منهم قادة حقيقيين وصناع حضارة ومستقبل الأمة لا يليق بهم الركون إلى الشكوى أو التحول إلى مجموعة من الأشخاص لا يكفون عن الشكوى من تدني الرواتب ومن ضعف التقدير لهم من أفراد المجتمع ومن تدني إيمان المجتمع بدورهم ويجب أن يدرك الإخوة المعلمون أنني هنا واحد منهم يتمنى زيادة الرواتب ويود لو أن المجتمع يحتفل بشريحة المعلمين ويقدرهم حق قدرهم وينظر إليهم بعين الأكبار والرضا والإعجاب ولكن يجب أن يكون لدينا كمعلمين مجموعة من القيم البناءة تسهم في تقديرنا لأنفسنا وما نملكه وتجعلنا نفاخر بعملنا ونتاجنا وما نملكه من قدرات وخبرات وما ندركه من حقائق حول أنفسنا كمعلمين فالمعلمون اليوم هم الأعلى شهادة بين مجموع السكان وهذا مصدر فخر والمعلمون هم أعلى نسبة تحرص على الحصول على الدرجات العليا بين مجموع الموظفين في مختلف المهن ويتم ذلك طوعاً وهذا مصدر فخر واعتزاز لنا كمعلمين لأن هذه مؤشرات على أن مجتمع المعلمين يضم بين أفراده شريحة كبيرة من الأذكياء والطموحين وهذا يدعونا لأن نعرض شهاداتنا ودرجاتنا العلمية بعد تأطيرها بشكل جميل على حوائط غرف المعلمين وإدارات المدارس ومكاتب المشرفين لأنها تمثل إنجازاً والإنجاز يجب أن يحتفى به وأن يراه الآخرون وهذا الأمر ليس بدعة فهو ممارسة عملية يفعلها المهندسون والأطباء وغيرهم في مختلف دول العالم لأنه جرت العادة أن يعرض الإنسان الناجح شهاداته بفخر كعرف حضاري يجعل النظرة لصاحب هذه المهنة نظرة إجلال وإكبار وفوق هذا فالمعلمون كقادة وكنماذج يحتذى بها يفترض أن يكونوا نماذج تتسم بقوة الشخصية والقدرة على التأثير ويجب أن تتسم شخصياتهم بالقيادة والقادة والمؤثرون يبدأون خطوات النجاح بإعطاء أنفسهم ما تستحق من التقدير ويكفينا كمعلمين أن نتذكر حقائق تتعلق بمهنة التدريس هي كافية لأن تجعل المعلم يفخر بمهنته ويزهو بها وبالتالي يمنح نفسه ما تستحق من التقدير ولا يسمح للملل واليأس والشكوى والتذمر بأن تتسلل إلى داخله ومن هذه الحقائق أن المعلمين يمتهنون المهنة التي تمهد للمستقبل ورسالتهم في هذه الحياة أن يكونوا نماذج حقيقية في العلم والمعرفة وقوة الشخصية وتحمل المسؤولية وتجاوز الصعاب وعدم التأثر بالأحداث العابرة وأن يقدموا نماذج حقيقية في النجاح وقوة الشكيمة والصبر والتأثير والقيادة



http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=2445&pubid=1&CatID=79&articleid=1019826