المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان الحرمين بعيون صديقة


 


إسماعيل إبراهيم
13 - 10 - 2007, 08:56 PM
الحقيقة أنني سعدت غاية السعادة حينما لاحظت حالة حراك لمقاومة ظاهرة التسول في المسجد المجاور لسكني في حي البديعة الهادئ بعد مقالي ( رمضان الرياض بعيون صديقة ) فقد ترك المتسول مكانه الثابت على باب المسجد ووقف بعيداً وجلاً يترقب وجلس مقعد بعد الصلاة خلف المصلين دون إعلان ولم نسمع من أحد تلك البيانات المأساوية المتكررة ويبدو - والله أعلم - أن منتدى الإمام الغزالي يؤمه كثير من الغيورين على وطنهم و وفقني الله أن أقضي الأسبوع الأخير من شهر رمضان في مكة والمدينة واستمتعت كما استمتع الملايين بليلة القدر وختم القرآن الكريم وعيد الفطر المبارك وأطمأن أخي الذي أخبرني بأن ما يحدث حول الحرم مايشيب له شعر الرأس بالنسبة لظاهرة التسول وأقول له أن ما لاحظته شيئ مذهل فقد ولت تلك الظاهرة بنسبة كبيرة فلم أقابل في شارع أجياد طوال الأسبوع سوى إمرأتين : إحداهن مصرية - يبدو أنه لم تلاحظ أنها الوحيدة التي تتسول في الشارع - فنصحتها أنه قد - يقفشوكي - أي بالعامية المصرية يقبضوا عليكي ففرت هاربة والثانية من إحدى جنسيات شمال آسيا فلم تفهم ما أقول وأعجبت أيما إعجاب بتنظيم جمع زكاة الفطر بكوبونات من إصدار المستودع الخيري بمكة المكرمة فاختفت أكوام الأرز وأرتال المتسولين والمتسولات الذين كانت عيونهم مصوبة على تلك الأكياس وكنا نحن المقيمين نعيب على إخواننا تلك الطريقة في دفع الزكاة لملاحظتنا أن المرء يشتري كيس الأرز بـ 10 ريالات ويدفعه لتلك المترقبة المنتظرة وسرعان ما تعاود بيعه بـ 8 أو 9 ريالات للتاجر ويكون المستفيد الأكبر هو التاجر وزكاة الفطر يجب أن يستفيد بها الفقير فقط ونعرف أن جهوداً كبيرة بذلت لكي لا يحدث ذلك علناً وعلى مشهد من دافعي الزكاة وقد كان ولكن كانت تعود تلك الأكياس إلى التجار مجمعة إلى مستودعاتهم والجميل أن هؤلاءالشباب الجباة للزكاة
يرتدون زياً خاصاً بهم في منظر حضاري جميل وهذا يدل على أن هناك من الجنود المجهولين لا ينامون وهم يبحثون ويفكرون كيف يكون الحرمين من أنظف وأطهر بقعة في العام الإسلامي ولكن اصبت بخيبة أمل كبيرة من الأخوة المعتمرين الذين لم يعرفوا ولم يسمعوا بمشروع المستودع الخيري وذلك للحق والحقيقة لم تعمل له الدعاية الكافية وكذلك لم يجدوا المتسولين لكي يدفعوا لهم زكاة الفطر فتفتقت أذهان بعضهم أن يدفعوا الزكاة لعمال البلدية البنغاليين وللحقيقة والحق فلم أر واحداً منهم يمد يده أو يطلب شيئاً ولكنني وجدت على الصفين في شارع أجياد الذي أقمت فيه طابورين كبيرين من العمال البنغال يرتدون البدلات البرتقالية المحلاة بأشرطة فسفورية ويمسك كل منهم بمكنسة طويلة وجاروف طويل وحينما يخرج المصلون بعد كل صلاة يقفون على جانبي الطريق طبعاً متوقفين عن العمل ميممين شطر المصلين العائدين لمقار سكناهم وبعض هؤلاء المعتمرين هداهم الله يدسون لهم في أيديهم ولربما لم يكن في حسبان هؤلاء العمال هذا الأمر ولكن ضعف الرقابة عليهم جعلهم يقبلون ذلك والذي أعرفه أن مراقبي عمال النظافة في مدينة الدوادمي تلك المدينة النجدية الجميلة وهي من أحب البلاد على قلبي بعد مسقط رأسي والحرمين الشريفين طوافون طوال الوقت وفي أي وقت ولا تجد
عاملاً متوقف عن العمل ولم ألاحظ عاملاً يتحدث مع أحد سوى تبادل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولقد زرت مساكنهم التي لا يمكن دخولها فهي غاية في الراحة ومكتملة المرافق ومكيفة الهواء ونظيفة وأعتقد أن ما يقدم لعمال العاصمة المقدسة لا يقل عما يقدم لعمال نظافة الدوادمي فأين أنتم يا مراقبي نظافة أمانة العاصمة المقدسة ؟ وأنا لا أحرم عمال النظافة من الزكاة ولكنني أحب المظهر الجيد والنظام و أخلص المسلمين البسطاء مثلي من حيرة العطاء والمنع وأساعد في تجميع أموال الزكاة وهي أضخم مما نتصور - وأذكر أن أحد المشايخ المصريين في قناة مصرية أن زكاة مال المصريين حوالي 14مليار جنيه مصري ويمكن أن تستغل في مشاريع ضخمة يعمل فيها أبناء الفقراء وتحول مستحق الزكاة خلال عام واحد إلى دافع للزكاة ولكننا بكل أسف نفتتها نتفاً نتفاً أي 10 جنيه - 10 جنيه ونعطيها للفقير فيشترى بها نصف كيلو لحم فيتعشى به هو وأولاده وخلاص ويظل كل عام من مستحقي الزكاة . فلو رأى رجال المستودع الخيري أن عمال النظافة البنغال أو غير البنغاليين أنهم من
مستحقي الزكاة فلن يدخروا وسعاً في تخصيص سهم لهم فيها .
الشيء الذي أنبه به إخواني المعتمرين أن مكة كلها حرم وأن واجب نظافتها يقع على كاهلنا كلنا ولا أدري كيف تأكل وتترك مخلفات طعامك على الأرض وبجوارك ليس صندوق قمامة واحد بل العشرات فلما لا تقوم وتجمع بقايا طعامك وتلقيها في تلك الصناديق ألا تشعر بقدسية المكان ؟ ألا تعرف أن دينك الحنيف يحثك على النظافة ويخبرك أن النظافة من الإيمان ؟ ألا تشعر أن تلك البقايا تثير الإشمئزاز ومقززة للنفس ؟ ألا تحس أنك تؤذي الآخرين وقد تضرهم وقد تتسبب في حوادث إنزلاقات للعجائز منهم وضعيفي البصر ؟ ألا تعرف إن من شعب الإيمان هو إماطة الأذى عن الطريق وهذا الأذى هو منك وأنك المتسبب فيه ؟ ألا تجيد قراءة اللوحات الإرشادية المكتوبة بكل لغات المسلمين من عرب وعجم وتركمان وتتر ؟ ألا تشعر بذنب أو شيء يحيك في صدرك وأنت تترك بقايا طعامك وشرابك على الأرض وتنتظر العمال ليزيلونها لك ؟ ألا تعرف أنك قد تنال الأجر لو نظفت مكانك ألم يقل لك أحد أن من مهور الجنة نظافة المسجد فما بالك بالمسجد الحرام ؟ أتريدون أن تفكر السلطات في إتخاذ إجراءات عقابية ؟ - وحاشا لله وهذ ليس من ديدنهم - كما فعلت مصر في المحافظة على نظافة مترو الأنفاق من التدخين فمجرد أن تشعل سيجارة تجد من يقص لك غرامة عشرة جنيهات ويأمرك بإطفائها وتضعها في جيبك ولو فعلوا ذلك في ساحات الحرم لكانت عملية تنظيف الحرم مرة واحدة في الشهر .
والشيء الذي ترددت في كتابته وأحس بالخجل من ذكره هو الإختفاء المتعمد لأحذية - أعزكم الله - المعتمرين وأقول متعمداً لأنني جربت وضعها في كيس مميز في إحدى الصناديق المرقمة فضاعت وفكرت في وضع علامة مميزة فضاعت وذلك واضح بشكل جلي في الحرم المدني أكثر من الحرم المكي وضياع الحذاء لا يعد ضرراً ماديا ولكنه مربكاً للمعتمر العائد لمقر سكنه فعليه أن يمشي فترة حافياً حتى يجد محلاً والضرر الصحي واقع لا محالة للذي استحل حذاء أخيه وخاصة إذا كان أخيه مصاباً بأحد الأمراض الجلدية ومعظم الميكروبات والجراثيم والفطريات تعيث فساداً في منطقة القدم وهذه ليست عادة ولا خطأ غير مقصود فلو أنك أخطأت مرة وأنت خارج من مسجدك ولبست حذاءاً يشبه حذاءك سرعان ما تجد إشارات سرت في جسدك تنبهك أن هذا ليس حذاءك ولكنني فكرت في المرة القادمة سوف أحضر معي سلسلة معدنية صغيرة وقفل من محلات أبو ريالين وأكلبش فردتي الحذاء ولربما أساهم بفكرة للقضاء على هذه الظاهرة و أقي المسلمين من خطر الأمراض الجلدية فما رأي الأخوة
أعضاء المنتدى المحترمين ؟
ولا أنسى أن أشيد بجهود المسؤولين في القضاء على ظاهرة الباعة الذين كانوا يفترشون الأرصفة ولكن يحتاج الأمر لمراقبة الأسعار في المحلات في مكة المكرمة فإن إقبال الناس على الباعة كان بسبب رخص اسعارهم وللحقيقة فإن ذلك متوفر في المجمع التجاري المواجه للحرم المدني وبصفة عامة كل عام من حسن إلى أحسن والله أسأل أن يجازي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الكريم والأسرة السعودية العظيمة والشعب السعودي الكريم خير الجزاء وأجزل الثواب وأن يديم عزهم ويسدد خطاهم وينصرهم نصراً مؤزراً وأن يفيض عليهم من الخيرات من الأرض والسماء آمين آمين .
الأخوة أعضاء المنتدى المحترمين كل عيد وأنتم بخير وسوف أواصل معكم سلسلة عيون صديقة إلى ما شاء الله أن يكون .

بنت الازور
20 - 11 - 2007, 06:25 PM
انتظر المواصله

ألم الزمن
21 - 11 - 2007, 04:09 PM
مشكولر إخوي وكل من ساهم في إبعاد المتسولين

الملعقة
21 - 11 - 2007, 04:19 PM
الله يكثر من خير الناس