المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : :: ماذا بعد رمضان ؟؟!! ::


 


أسيرة محبة الله
11 - 10 - 2007, 07:18 PM
:: م&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;اذا بع&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;د رم&#16**;&#16**;&#16**;&#16**;ضان ؟؟ ::

ونحن ما زلنا نعيش في آثار نفحات رمضان يجب علينا أن نقف لنتساءل ماذا بعد؟ ماذا بعد أن انقضى رمضان؟ ماذا بعد شهر الرحمة والمغفرة؟ وماذا بعد شهر التوبة والرضوان؟ ماذا بعد أن اكتحلت عيوننا بدموع المحبة والخوف والرجاء، وعزت جباهنا بالخضوع والذلة لرب الأرض والسماء؟ بعد أن عاينا القرب والإقبال وشاهدناه، القرب من الله لعباده، والقرب من العباد إلى الله، ماذا بعد شهر الجد والاجتهاد والتشمير، بعد أن كان القرآن حياتنا، والصلاة والوقوف بين يدي الله لذتنا، وذكر الله غذاءنا.

بعد أن عايشنا كل ذلك وشاهدناه، كان ولا بد أن يأتي هذا السؤال، وهو ماذا يجب علينا بعد رمضان، بل وبعد كل موسم من مواسم الطاعة؟

والإجابة أجاب بها النبي الأمين - صَلى الله عليه وسلم - على السائلين الطالبين العلاج الناجع والدواء النافع، منذ مئات السنين فقال: "قل آمنت بالله ثم استقم". الاستقامة هي العلاج.



إذا كان الله قد حباك بشجرة الإيمان، فيلزمك أيها الموحد معها وتحت ظلها أن تستقيم وأن تعتصم بالسير على الطريق، وأن لا تحيد عنه. الاستقامة إنها السبيل، كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)[فصلت:30].
قال أبو بكر: استقاموا فعلاً كما استقاموا قولاً.
قال عمر بن الخطاب: "لم يروغوا روغان الثعالب".

فيا من رفعت كفيك في رمضان طالبًا الهداية، راغبًا في الإنابة، زاعمًا الرجوع، مدعيًّا الإقبال، هل صدقت في زعمك، ووفيت مع ربك بعد رمضان؟ أم أنك رغت روغان الثعلب فتعاملت مع الله بذمتين: ذمة رمضانية، وذمة غير رمضانية، ولقيت الله بوجهين و"شر الناس ذو الوجهين" .

إن بعض الناس بمجرد أن انقضى رمضان عادوا إلى سالف عهدهم وسابق زللهم، وكأنهم كانوا في رمضان محبوسين مكبوتين مكبلين، فبمجرد انتهائه انطلقوا من محبسهم وغرقوا في الذنوب والمعاصي فهدموا ما بنوا ونقضوا ما غزلوا فكانوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا .. وهي امرأة خرقاء كانت بمكة تظل تغزل يومها غزلا قويا رقيقا دقيقا فإذا كان آخر النهار أخذت بطرف الخيط فنقضت ما غزلت وأفسدت ما فعلت فأضاعت عمرها وأفسدت عملها فحذرنا الله أن نكون مثلها (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (النحل:92) .

إن من علامات قبول العمل المداومة عليه، ومن علامات قبول الطاعة الطاعة بعدها.. ومن أعظم علامات قبول رمضان ألا تنقطع أعمالك فيه بمجرد ظهور هلال شوال.. وخلاصة القول إن الاستقامة على العمل هي أكبر علامات قبول العمل، وأن الاستقامة أعظم كرامة.

أسباب تحصيل الاستقامة :
وإذا كانت الاستقامة هي الحل وهي السبيل كما جاء في الحديث السابق، فينبغي أن يعلم أن هذه الاستقامة لا تتأتى بالأماني، وإنما لها شرائط وأسباب.

أولا: الاستعانة بالله: أن تعلم أن الذي أقامك لعبادته في رمضان هو الله، وهو وحده القادر على أن يعينك على المداومة والاستمرار، فليست الاستقامة فتوة منك ولا قدرة فيك، وإنما هي محض منة الله وفضله أن يوفق عباده للطاعة ثم يتقبلها منهم، وهذا الاعتراف منك هو بداية الاستقامة. أما الناظر إلى عمله المحسن الظن بنفسه الذي يظن أن عبادته إنما هي بقدرته وقوته؛ فهذا يكله الله إلى نفسه، ومن وكله الله لنفسه هلك، ولذلك كان من دعاء النبي – صَلى الله عليه وسلم -: "ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدًا"[أبو داود: 4426]، وقال : "إنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة"[أحمد 20678].



ثانيا: المجاهدة: فليست الاستقامة نعيما يرتويه الإنسان وينتعش به وهو نائم على فرش الراحة والبطالة.. بل هي الجد في العبادات، والتشمير في الطاعات، والعنت والتعب في ترك الملذات والمشتهيات والمحبوبات، فتترك الطعام وأنت تشتهيه لتصوم لله كما صمت في رمضان، وتترك النوم وأنت تهواه لتقوم الليل كما قمت في رمضان، وتخرج المال وأنت تحبه لتتصدق لله كما تصدقت في رمضان.

إنها مجاهدة النفس، ومجاهدة أعداء الله من الشياطين ومن إخوانهم الظالمين، وتصبير النفس على أذاهم لعباد الله المؤمنين، فحياة الاستقامة كلها تعب ونصب وجد واجتهاد، ولا يستوي عند الله من جاهد نفسه في جنبه ومن أراح نفسه واستراح ..



إن الله لا يَمُنُّ عيك بالاستقامة ويذيقك لذتها ويعطيك ثوابها، إلا إذا ثابرت عليها وعملت لها ودعوت الناس إليها، وجاهدت حتى تصل إليها. قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[العنكبوت:69]، (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ)[السجدة:24].
قيل للإمام أحمد: متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: إذا وضع قدمه في الجنة.
وقال الشافعي: لا ينبغي للرجل ذي المروءة أن يجد طعم الراحة، فإنما هو في هذه الحياة الدنيا في نَصَبٍ حتى يلقى الله.

فما أحراك أيها الغيور الطالب للجنة أن تصبر وتصابر. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا)[آل عمران:2**].

علامات على طريق الاستقامة
الاستقامة والفتور: وأكبر ما يصيب الاستقامة الفتور والضعف والتقصير في بعض الأحيان، وهو أمر لازم دلَّ عليه ما رواه الإمام أحمد بسند حسن أن رسول الله – صَلى الله عليه وسلم – قال: "إن لكل عمل شرّة ولكل شرّة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتى فقد نجا ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك" .. وقال عمر رضي الله عنه: "إن لهذه القلوب إقبالاً وإدبارًا، فإن أقبلت فخذوها بالنوافل، وإن أدبرت فاعتصموا بها على الفرائض".



فالفرائض والواجبات وترك المحرمات، حدود ينبغي أن يلزمها المستقيم حتى يكون مستقيمًا، وحتى في فترات الضعف وخور العزيمة لا يجوز له تجاوز هذه الحدود، فإذا فرط في بعض النوافل، بعض الأوقات، فلا يقدح ذلك في استقامته، ولكن عليه بالمجاهدة حتى يعود إلى قوته، وينتقل من فترته إلى شرته. ونسأل الله أن يقيمنا على طاعته، ويديمنا على محبته، ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

الاستقامة والذنوب: ثم إن من الواجب أيضا أن يُعلَم أن هذه الاستقامة لا تعصم صاحبها أن ينكب ببعض الذنوب وأن يصاب ببعض الزلل في لحظة ضعف أو غفلة، فإن هذا حال لابد منه كما جاء في الحديث: "والله لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم". وكما روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر عن رسول الله – صَلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: "يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم.. يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم.. يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم.. يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم".
فالاستقامة قد يصيبها ما يصيبها، فما دورك أنت إذا نيلت توبتك بذنب أو أصيبت بثلم ؟!
إن دورك هو المعاودة، وإعادة المحاولة: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ)[الزمر:54]. فلا تيأسن من الله ولا تقنطن من رحمته سبحانه، فإن القنوط باب من أبواب الكفر.





الاستقامة مطلب دائم: ثم اعلم – رحمني الله وإياك – أن هذه الاستقامة لا يجوز أن تكون في البدايات دون النهايات، ولا ينبغي أن يظن أن البحث عنها وطلبها يكون في أول الطريق دون آخره، بل هي لازمة مستمرة معك حتى وأنت في أوج ولايتك وفي عظيم قربك ووصلك مع الله. كيف لا وقد أمر بها أقرب المقربين، سيد الأولياء الصالحين، نبينا محمد صَلى الله عليه وسلم، حين أنزل الله عليه: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ)(هود:1121]، فكانت أشد آية نزلت عليه حتى قال: "شيبتني هود" فهي مكية، نزلت عليه وهو يقيم الليل كله، ويجاهد المشركين ويصدع فيهم بالحق ويلاقي منهم العنت والعذاب والأذى هو وأصحابه، وفي هذا الخضم تنزل (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)، فإن الاستقامة تكون مع معالي المجاهدات.

وانظر إلى موسى عليه السلام، الذي جاهد في الله حق جهاده، وهو في قمة المقارعة لفرعون يقول: (رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...)[يونس:88] (...فَاسْتَقِيمَا)[يونس: 89].
(أجيبت دعوتنا) نقعد، نتكاسل، ننام؟.. لا.. قد أجيبت دعوتكما.. فاستقيما.

أجيبت دعوتكم في رمضان فاستقيموا.. تقبلت طاعتكم فأديموا.. رضِي الله عنكم فاستمروا.

اللهم إنا نسألك يا أكرم الأكرمين، كما مننت علينا بالطاعة في رمضان، أن تمن علينا بها بعد رمضان..
اللهم إنا نسألك يا أرحم الراحمين، كما وفقتنا للقرآن في رمضان أن توقفنا له بعد رمضان.
اللهم إنا نسألك يا أرحم الراحمين، كما وفقتنا للقيام في رمضان، أن توفقنا له بعد رمضان

..

< منقول من موقع الشبكة الإسلامية >

نوال 111
11 - 10 - 2007, 07:36 PM
شكرا (أسيرة محبة الله)

الموضوع جدا رائع

تقبلي مروري

ابو أمجاد
11 - 10 - 2007, 08:50 PM
بارك الله فيك اسيرة محبة الله

الله يجزاك الخير ان شاء الله

emannabil
11 - 10 - 2007, 10:47 PM
جزاك الله خيرا

غيور
12 - 10 - 2007, 12:17 AM
جزاك الله الف خير

نسأل الله الهداية لنا ولجميع اخواننا