المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبر


 


امواج --البحر
5 - 10 - 2007, 01:11 AM
الصبر

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
خاطــرة الصبر
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم أجمعين ثم أما بعد ،،،
فإن من محاسن أخلاق المسلم التي يتحلى بها هو خلق الصبر ، واحتمال الأذى في ذات الله تعالى ، أما الصبر : فهو حبس النفس على ما تكره فالمسلم يحبس نفسه على ما تكرهه من عبادة الله و طاعته ، ويلزمها بذلك إلزاما ، ويحبسها دون معاصي الله عز وجل فلا يسمح لها باقترافها ، ولا يأذن لها في فعلها مهما اشتاقت لذلك بطبعها ، ويحبسها على البلاء إذا نزل بها فلا يتركها تجزع و لا تسخط ، والسخط على الأقدار معاتبة لله الواحد القهار ، وهو في ذلك مستعين يذكر وعد الله بالجزاء الحسن على الطاعات ،وما أعد لأهلها من جزيل الأجر وعظيم الثواب ، ويذكر وعيده تعالى لأهل وأصحاب معصيته من أليم العذاب و شديد العقاب ، ويتذكر أن أقدار الله جارية وأن قضاء الله تعالى عدل وأن حكمه نافذ ، صبر العبد أم جزع ، غير أنه مع الصبر الأجر ، ومع الجزع الوزر .
ولما كان الصبر وعدم الجزع من الأخلاق التي تكتسب و تنال بنوع من الرياضة و المجاهدة ، فالمسلم بعد افتقاره إلى الله تعالى فإنه يدعوه أن يرزقه الصبر ، فإنه يستلهم الصبر بذكر ما ورد فيه من أمر وما وعد عليه من أجر كما قال تعالى :" واستعينوا بالصبر و الصلاة .. " ، وقوله :" وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون " ، وكقول الرسول صلى الله عليه و سلم :" ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خير و أوسع من الصبر " ، وقوله :" إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وأن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " .
وأما احتمال الأذى فهو الصبر و لكنه أشق ، وهو بضاعة الصديقين ، وشعار الصالحين ، وحقيقته أن يؤذى المسلم في ذات الله تعالى فيصبر و يتحمل ، فلا يرد السيئة بغير الحسنة ، ولا ينتقم لذاته ، ولا يثأر لشخصيته ما دام ذلك في سبيل الله ، ومؤديا إلى مرضات الله ، وأسوته في ذلك المرسلون الصالحون إذ يندر من لم يؤذ منهم في سبيل الله ، ولم يبتل في طريقه إلى الوصول إلى الله ، قال عبد الله بن مسعود رضي اله عنه : كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول :" اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " .
وكان عيسى بن مريم عليه السلام يقول لبني إسرائيل :" لقد قيل لكم من قبل إن السن بالسن والأنف بالأنف ، وأنا أقول لكم لا تقاوموا الشر بالشر ، بل من ضرب خدك الأيمن فحول إليه خدك الأيسر ومن أخذ منك رداءك فأعطه إزارك " .

ابو أمجاد
5 - 10 - 2007, 07:30 PM
بارك الله فيك مشرفتنا امواج البحر

الله يعطيك العافية على الموضوع