المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفات المربي الناجح


 


الحريف
27 - 9 - 2007, 11:18 AM
هناك صفات أساسية تلزم كل مرب يباشر التربية والتعليم لأبنائه أو لغيرهم ، من ذلك :
1- الحلم والأناة : وهما من الصفات التي يحبها الله ، ولهما تأثير تربوي كبير . أخرج مسلم عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم لأشبج عبد قيس : (( إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة )) .

2- الرفق واللين : أخرج مسلم عن عائشة - رضي الله عنها – قالت : قال r (( إن الله رفيق يحب ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على سواه )) .

3- الرحمة : صفة من صفات المربي الناجح ، وهي من الوالدين لأبنائهما أخص ، ورحمة الأولاد من أهم أسس نشأتهم ، ومقومات نموهم النفسي والاجتماعي نمواً قوياً سوياً ، فإذا فقد الأولاد المحبة نشئوا منحرفين في المجتمع ، لا يتعارفون مع أفراده ، ولا يندمجون في وسطه
روى الإمام البخاري في صحيحه عن قتادة قال : (( خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامه بنت أبي العاص على عاقته ، فصلى ، فإذا ركع وضعها ، وإذا رفع رفعها )) .
وفي صحيح البخاري أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبَّلت منهم أحداً ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : (( من لا يَرْحم ولا يُرْحم )) .

4- البعد عن الغضب : وذلك لما لها من آثار سلبية في العملية التربوية ؛ فقد جاء في الحديث المتفق عليه أن رجلاً طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوصيه فقال له : (( لا تغضب )) ثلاث مرات ، يكررها عليه .

5- المرونة ولين الجانب والأخذ بالتيسر : الذي أباحه الشرع ، ففي الحديث الذي رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا أخبركم بمن يحرم النار أو بمن تحرم عليه النار ؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل )) .

6- الأخذ بأيسر الأمرين ما لم يكن إثما : لما ورد في الحديث المتفق عليه : (( ما خُيّر رسول الله r بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه . وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه من شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم الله تعالى )) . وأيسر الأمرين يكون في الأمور المباحة والمشروعة ، فيتخير المربي في تعامله مع أبنائه وطلبه أحسن الأساليب وأفضل الأوقات وأحسن الألفاظ والعبارات وأرق التوجيهات ؛ ليصل إلى عقولهم بأقل جهد وأقصر طريق .

7- الاعتدال والتوسط في التوجيه والتربية والتعامل : لأن الغلو والتطرف والتشدد لا مكان له في دين الإسلام ؛ ففي الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا ، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قط أشد من غضب يومئذ ، فقال : يا أيها الناس ، إن منكم منفّرين ، فأيكم أمَّ الناس فليوجز ، فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة )) .

8- القصد في الموعظة وتقليل الكلام وعدم الإطالة : وقد أدرك الصحابة - رضي الله عنهم – هذه الصفة من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة المسلمين ؛ ففي الحديث المتفق عليه عن أبي شقيق بن سلمة قال : كان ابن مسعود رضي الله عنه يذكرنا في كل خمس مرة ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن : لوددت أنك ذكرتنا كل يوم فقال : أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أَمِلَّكُم ، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا ) .

9- القدوة الحسنة وعدم محافظة الفعل للقول : قال الله تعالى في حق الرسول r : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً )) ( الأحزاب : 21) .
وقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * {كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )) ( الصف : 2-3) .

هذه أهم الصفات الأساسية التي ينبغي أن يتحلي بها المربي المسلم ، وما حازها أحد من المربين إلا كان قدوة حسنة يبني الرجال ويصنع الأبطال .

وها هي أمثلة حية من اهتمام السلف الصالح بأبنائهم:
لقد كان المثل الأعلى للسلف الصالح – رضي الله عنهم – رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فعن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه – رضي الله عنهما – أنه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ، فجاء الحسن والحسين – رضي الله عنهما – وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل صلى الله عليه وسلم فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثم قال ك صدق الله – عز وجل - : (( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ )) ( التغابن : 15) ؛ نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان يعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتما )) ( رواه الترمذي )) .
وفي حديث مسلم ، عن عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتي بالصبيان فيبرك عليهم – أي يدعو لهم بالبركة – ويحنكهم ، ومنهم من بال في حِجْره ، فإذا استحيا آباؤهم من ذلك وهَمُّوا أن يأخذوا الطفل من حجره قال لهم : (( لا تزرموا الصبي بوله )) ؛ أي لا تقطعوا عليه بوله .
وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على تربية البنات خاصة فقال :
(( ما من مسلم يكون له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه – أو صحبهما – إلا أدخلتاه الجنة )) . ( رواه ابن ماجه وغيره ) .
وقد أدرك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الاهتمام بالأبناء ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
كان إذا نهى الناس عن أمر دعا أهله فقال : إني نهيت الناس عن كذا وكذا ، وإنما ينظر الناس إليكم نظر الطير إلى اللحم ، فإن وقعتم وقع الناس ، وإن هبتم هاب الناس ، وإنه والله لا يقع أحد منكم في شيء نهيت الناس عنه إلا أضعف له العقوبة لمكانه مني ) .
قال سعيد بن المسيب : إني لأصلي فأذكر ولدي ، فأزيد في صلاتي : ( قصد بذلك أنه يكثر من الدعاء لولده في الصلاة ) .
وقال أحد الصالحين : ( يا بني ، إني لأستكثر من الصلاة لأجلك ) . وكان سهل التستري يتعهد ولده وهو في صلبه ، فيباشر إلى العمل الصالح رجاء أن يكرمه الله تعالى بالولد الصالح فيقول : (( إني لأعهد الميثاق الذي أخذه الله تعالى عليَّ في عالم الذَّرِّ ، وإني لأرعى أولادي من هذا الوقت إلى أن أخرجهم الله تعالى إلى عالم الشهود والظهور )) .
هكذا كان السلف الصالح – رضي الله عنهم – يتعهدون أبناءهم رجاء أن يكونوا طائعين لله ، وخير خلف لهم .

منقول

ابو أمجاد
27 - 9 - 2007, 07:57 PM
بارك الله فيك على النقل

الله يجزاك الخير

معلمة تربيةخاصة
27 - 9 - 2007, 11:26 PM
بارك الله فيك اخي الكريم

يعطيك ألف عافية

gezzlan
27 - 9 - 2007, 11:47 PM
جزاك الله خير

يعطيك العافيه

سلمت يداك اخوووي موضوع تشكر عليه

الحريف
1 - 10 - 2007, 06:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا فيكم جميعاً
أنتم تستاهلون الشكر لإطلاعكم على الموضوع..