المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دقـائق وإذا أنتَ في السمــاء ..!


 


MOHAMMAD-M
21 - 3 - 2007, 06:02 PM
دقـائق وإذا أنتَ في السمــاء ..!

موجة نشوة غامرة تحسها تغمر قلبك في لحظة ربانية

وأنت مجموع القلب تصغي إلى كتاب الله ،

أو تتلوه بصوت متدبر خاشع ..
موجة تحسها تسري في عروقك ، لتفتح مسام روحك كلها ،

لتتلقى أنغاما سماوية شجية عذبة ، غير أنها أنغام تعلو بك ولا تسفل

.. وتصنع منك إنساناً متألقا ، ولا تحيلك إلى حيوان يتنزى بالشهوة

_ كما تفعل أنغام صعاليك الأرض _

أيات قليلة .. ربما لم يستغرق سماعها سوى دقائق معدودة ..
غير أنها تحرك في النفس حماسة ، وتلهب في القلب أشواقا ..
وتفجر في غور الروح ينابيع صرفة ،

وتشعل في الفؤاد بلابل تشدك إلى السماء ..

حتى غير المسلم .. الذي لا يحسن حرفا من العربية ..
حين يعرّض لها قلبه في لحظة صفاء ، فإنه يجد صداها قويا في نفسه ..
تمنحه المعنى ، وإن كان لا يعرف قراءة الحروف ..
ويجد لها نكهة ولذة خاصة ، لا يدري من أين ..
ويشعر أنها ترفعه إلى الأعلى ، وهو لا يدري كيف ؟
وتنساب في عروقه أنوارها لتهزه من أعماق الأعماق ..
حتى أنه قد يجهش بالبكاء فجأة ..

شعور يداهمه رغبة في البكاء لحظتها ..
فيمنح نفسه هذه اللحظات السماوية الصرفة

لتعبر عن نفسها بفيض دموعها ..

قصص كثيرة جدا لغير المسلمين الذين لم يجدوا مناصاً

إلا الاستسلام لهذا الفيض النوراني الرباني الذي غمر الله به قلوبهم

وهم تحت شلال القرآن الكريم
فلم يجدوا أروع من أن يترجموا هذه المشاعر التي تتأجج في قلوبهم


إلا بأن يعلنوها صريحة واضحة تدوي في أذن الزمان ،

أنهم ... أنهم الساعة ولدوا فقط !
وأنهم أخيرا عثروا على ينبوع السعادة الحقيقي..
السعادة التي تعبوا وهم يبحثون عنها في الملاهي والحانات

والمراقص والأغاني وغيرها ..

ساعة في رحاب القرآن كل يوم .. وبين أحضان أجوائه السماوية :


تجدد في خلاياك دماءها ، لتصبح وتمسي وأنت تتوثب إلى الخيرات


حيثما انفتح لك باب من أبوابها طرت إليه ، منافسا فيه ..

يضع القرآن الكريم يدك على مفاتيح التعامل مع الحياة والأحياء ..
ويأخذ بيدك إلى آفاق رحبة ممتدة ،

ليطلعك على ما لا يمكن أن تتطلع عليه في غير القرآن
ويفتح أمام عينيك مغاليق لأمور كثيرة في حياتك وحياة الناس ..
ويوقفك على قواعد ربانية تنطلق منها ،

وتعود إليها ، لتحيا آمنا مطمئنا ..
ويصحح لك تصورات ، ومفاهيم ، وموازين ، وقيما ، وأفكارا ..
ويجدد في نفسك الرغبة فيما عند اله تعالى ..
ويسوقك إلى رحابه سوقا حثيثاً رائعا ..
ويشدك إلى السماء شدا محكما عجيبا ..
ويوقد في قلبك مجامر الخوف من الله ومن عقابه ..
ويفجر في نفسك ينابيع متنوعة من وجوه العطاء ..
ويكشف لك الستار عن مسرح أحداث مهولة تدير الرأس ..
ويريك مصارع الغابرين ، وكيف فعل الله بالظالمين ..
ويذيقك ألواناً من المتعة النفسية والقلبية والعقلية والروحية ..
وغير هذا مثله ، وأكثر منه .. وقد قصر القلم عن التعبير ..

وأنا على تمام الثقة .. أن أكثرنا لو وجد ( بعض ) هذه الثمرات
في قصص وكتابات ( صعاليك ) الخلق .. لطار إليها وشمر لها ، وتعب من أجلها
وسهر معها ، وأعاد قراءتها ، وبذل لأجها من نفسه وجهده وماله الكثير ..!!

بل إننا نرى ملء عيوننا أن أكثر الناس للأسف الشديد

يفعلون هذا كله في سبيل قصص تافهة ، وكتب سمجة ،

ومقالات سخيفة ، لعلها تدمر دنياهم وأخراهم معا !!!

فما بال هذه الهمم المتوثبة.. ترهلت عند كتاب الله تعالى ؟؟
ما بال همتك لم تنشط إلى كتاب الله مع أن فيه الخير كله ،

والهدى كله ، والشفاء كله ، والرحمة كلها ، والعلم كله ،

والإبداع كله ، والإعجاز كله ، والروعة كلها ، والمتعة كلها ،

والأدب كله ، والتربية في قمتها ..؟؟


وأسفاه على همة تناطح النجوم من أجل السفاسف ،

التي تجعله أشبه بالهيمة التي لا هم لها إلا فرجها وضرسها !!!
ثم هي تخور إذا دعيت لكتاب الله ليسمو بها ،

ويسمو ولا يزال يسمو بها ويسمو ...
أدعو نفسي ابتداء ..

وأدعوكم جميعا للعيش في رياض القرآن الكريم
تقطفون من ثماره الدانية ، وتتنعمون بظلاله الورافة ،

وتهنأون بروائعه السماوية
ساعة من يومكم أو ليلكم .. تقسمون هذه الساعة كما تشاؤون ..
المهم أن لا تسمحوا لأنفسكم بأقل من ساعة

تخصصونها لكتاب ربكم ..
أما أصحاب الهمم ، والشوق الصادق إلى الله ،

فإنهم يقرأون خمسة إلى عشرة أجزاء من القرآن كل يوم ..

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ..
إن كتاب ربكم رسائل من الله إليكم ..

رسائل خاصة لكل واحد منا ..
فهل يغفل المحب عن رسائل ****** ..

ونحن نزعم أننا نحب الله حبا جما ..!!
أما باللسان فنعم ..

وأما أن نترجم هذا الحب إلى عمل تراه عيون الدنيا .,...
فهاهنا تغدو القصة محزنة ، وينكشف غطاء الدعاوى العريضة ..
ولقد قالوا وصدقوا :

إذا أردت أن تعرف مكانك من الله ، فانظر إلى مكانة القرآن عندك ..


نسأل الله أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ، نور صدورنا ،
وأن يعلمنا منه ما جهلنا ، وأن يذكرنا منه ما نسينا ..
وأن يجعله حجة لنا ، لا حجة علينا .. اللهم آمين ..
وصلى الله وسلم على رسوله الكريم الأمين محمد صلى الله عليه وسلم