المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لوعة مدرس


 


كاره الشر
17 - 3 - 2007, 12:44 AM
مدرس في غرفة الصف = يشرح درس النحو والصرف
من عينه تجري دموع الأسى = من هول مايلقاه من عسف
أصيب بالقرحة حتى غدا = يعبد مولاه على حرف
صبحا مساء يرتجي رباه = رباه عجل ساعة الحتف
يحكي لنا أحواله قائلاً = لم يبق من همي سوى طيفي
قد كنت في الناس مهاباً وما = أرغم يوماً فيهم أنفي
إن جئت شوقاً قام كل امرئ = مصافحاً بالقلب والكف
كلٌ ينادي جاء أستاذنا = مدرس الإعراب والصرف
يهوى لسان العرب المنتقى = في كفه سفر شذا العرف
يعيد أيام ابن جني لنا = والبحتري رائد الوصف
وخالويه وابن معطي ومن = جاراه في منظومة الألف
شكرتهم جازيتهم وفق ما = حكته حقاً سورة الكهف
يعرف قدري كل ذي فطنةٍ = لم يركن الكتب على الرف
لكنني لم ألق لي عاشقاً = في البيت أوفي غرفة الصف
ماإن أزور الصف حتى ترى = وجهي كالليل من السخف
هذا على ظهر زميل له = وذاك في ضحكٍ وفي لف
رقصاً على الأدراج في ضجة = ومن إهاب الأرض للسقف
كأنهم سرب قطا فزعوا = أوعسكر جاء ليستشفي
إن آت بالنكته قالوا معاً : = هل من مزيدٍ ذاك لايكفي
وإن بدأت الدرس ناموا سوى = شخص ,ولكن ليس في الكشف
جاء لكي يرتاح في حصتي = فقام يبكي قائلاً : أف
مالي وللفاعل والمبتدأ = والنعت والتوكيد والعطف
طلاسم ليس يعيها فتى = هام بعشق الخصر والردف
قلت له أغرب لاوقيت الردى = كلا ولا وفقت في إلف
جوزيت كفا من يدي أخرس = أقوى من الرعود والقصف
أهنت أسمى لغة في الورى = ألا ترى ذاك من السخف
قم أنت ياخالد قل لي أهل = فهمت أمس حصة الظرف ؟
قال : ظروفي لن تنال المنى = مادمت أمشي دونما خوفي
وآخرُ سألته فانزوى = ثم بكى من شدة الخوف
حتى غدا يرقص من خوفه = كرقصة الكف على الدف
وذات يوم كنت مسترسلا = أشرح في هون وفي عطف
إذ أبصرت عيناي شخصاً ثوى = منشغلاً بالعزف والعلف
زجرته فقال ماتشتهي = فاصنع ولاتقطع صدى عزفي
طردته فعاد لي قائلاً = عد المديرُ ذا من الضعف
أردت أن أصفعه صفعةً = فقد ثوبي ولوى كفي
وجاءني موجهُ قائلً = لاتفسد التعليم بالعنف
فقلت لاحول ولا قوة = إلا برب البيت والسقف
كسرتم أجنحتي كلهل = أريتموني ساعة الحتف[/POEM][/POEM]