المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سبب العنف والعدوان عند الاطفال


 


aboresh
22 - 10 - 2003, 07:19 PM
سبب العنف والعدوان عند الاطفال
أجرت تغريد الجليدان مساعدة تدريس في كلية التربية للبنات في المدينة المنورة بحث مفيد
عن ألعاب الكمبيوتر المنزلية وعلاقاتها بالاتجاه نحو العدوان لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية حيث استنتجت الدراسة بأن الذكور من سن (10-12) سنة هم أكثر ممارسة لألعاب الكمبيوتر المنزلية من الذكور في الأعمار الأخرى ومن الإناث.
إلى أن متوسط عدد الساعات التي يقضيها التلاميذ في ممارسة ألعاب الكمبيوتر المنزلية للصف الرابع كانت (3.25ساعات يومياً ) وللصف الخامس (3.25 ساعات يومياً ) وللصف السادس (3.5 ساعات يومياً).
بينما بلغ متوسط الأيام التي تمارس فيها الصفوف الثلاثة هذه الألعاب (21 يوماً في الشهر)، وبلغ متوسط عدد سنوات ممارسة التلاميذ في الصف الرابع لألعاب الكمبيوتر (2.5 سنة) والصف الخامس (3 سنوات) والصف السادس (4 سنوات).
وبينت الدراسة أن متوسط "معدل الوقت" الذي قضاه التلاميذ في ممارسة ألعاب الكمبيوتر المنزلية للصف الرابع بلغ (2491) ساعة، وللصف الخامس هو (2664) ساعة، بينما بلغ لدى الصف السادس (3265) ساعة.
وأوضحت الدراسة بشكل دقيق خيارات طلاب الابتدائية عند شراء اللعبة حيث قالت الدراسة (يفضل التلاميذ من الصفوف الرابع والخامس والسادس ألعاب الضرب والقتال تليها ألعاب الرياضة والسباق، بينما أجمعت الصفوف الثلاثة على أن أقل الألعاب تفضيلاً هي مغامرات الفضاء). وتفاوتت اختيارات العينة لألعاب الألغاز والمغامرات، ولألعاب الحروب حيث احتلتا تارة المركز الثالث وتارة المركز الرابع.
علاقة دالة
توجد علاقة ارتباط دالة بين ممارسة ألعاب الكمبيوتر المنزلية وبين الاتجاه نحو العدوان لدى تلاميذ الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي. وأوضحت الدراسة فروقا للدلالة الإحصائية في درجة تجاه نحو العدوان بين مجموعة التلاميذ الذين يمارسون ألعاب الكمبيوتر المنزلية قليلاً وبين مجموعة التلاميذ الذين يمارسونها كثيراً لصالح المجموعة الثانية. وفي ضوء النتائج التي تم التوصل إليها لمعرفة العلاقة بين ممارسة ألعاب الكمبيوتر المنزلية وبين الاتجاه نحو العدوان توصي الدراسة "بأن الأسرة من أهم وأقوى المؤثرات على صحة الطفل الجسمية والنفسية والانفعالية والاجتماعية، وذات تأثير قوي على أفكاره ومبادئه واتجاهاته في الحياة سواء بطريق مباشر أو غير مباشر فكلما كانت الأسر مترابطة ومتعاونة ومهتمة بكيفية قضاء أطفالها لأوقات فراغهم كلما أدى ذلك إلى ابتعاد الأطفال وبكثرة في مجتمعنا، وهي لا تعتبر وسيلة بناء أو هدم مطلق، إنما يتفاوت ضررها أو نفعها على حسب طريقة استخدامها وممارستها". وتوضح الدراسة أنه على الأسرة أن تراعي عدة أمور عند السماح لأطفالها اللعب به وذلك لكي تجعل منها وسيلة بناء وليست وسيلة هدم، وهذه الأمور هي: الحرص على مرافقة الأطفال إلى محلات بيع ألعاب الكمبيوتر المنزلية والاختيار الصائب لنوع الألعاب الممارسة وانتقاء الأنواع التي تتناسب مع جنس وسن الطفل والتي تنمي لديه مختلف القدرات والمهارات وفي نفس الوقت لا تنمي لديه حب العدوان والعنف والقتال, إلى جانب الحرص على تحديد وقت لممارسة الألعاب حتى لا تؤذي الطفل جسدياً أو نفسيا أو اجتماعياً، فيحدد لهم عدد معين من الساعات موزعة على أيام الأسبوع، على ألا يتخطاها الطفل بأي حال من الأحوال.بالإضافة إلى متابعة الطفل للتعرف على هواياتهم المختلفة والسعي إلى تشجيعها ومحاولة تنميتها وذلك في إطار البحث عن بديل لألعاب الكمبيوتر والتقليل من الوقت الذي يقضيه الأطفال في ممارستها، وفي نفس الوقت تشجيع الأطفال على القيام بالأنشطة الحركية المختلفة وإتاحة الفرصة لإبراز مواهبهم وتشجيعها.تربية الأطفال وتعويدهم على أسلوب النقد لما يرونه ويسمعونه مما يقلل من سهولة اكتسابهم للعادات والسلوكيات والاتجاهات التي تعرض عليهم.كما أوصت الدراسة على ضرورة توعية الأسرة من قبل وسائل الإعلام المختلفة، فتوضح لهم من خلال برامج تثقيفية توجيهية العلاقة بين الإفراط في ممارسة ألعاب الكمبيوتر وبين الاتجاه نحو العدوان، وتبين لهم أن هذه الألعاب سلاح ذو حدين، وأن لها أضراراً إذا أسيء استخدامها وأن لها فوائد إذا أحسن استخدامها.
تجارب أسرية
تحكي والدة عبد العزيز أحمد" 15 سنة " الطالب في الصف الأول الثانوي بأن هواية ابنها وطموحه وتفكيره بالمستقبل منصب على مدى قدرته في الفوز بلعبة "بلاي ستيشن". ويعتبر, كما تقول أمه, بأن أجمل يوم لديه عندما يوافق أبواه على اصطحابه لشراء المزيد من برامج الألعاب, بل إنه يستميت أحياناً في سبيل الحصول على إحداها لاغياً بذلك كل روافد العلم والمعرفة التي يمكن أن يستفيد منها طفل في مثل سنه أو ممارسة لأنواع الرياضة والتي يقوي بها جسده وتنير بها عقله ولكن دون جدوى وهي محاولات كثيرة من قبل والدته ولكن دون أي حل فمعظم أوقاته يمضيها في غرفته منعزلاً عن كيان الأسرة جالسا أمام هذه التقنية التي يتعلق بها يوما بعد يوم وعند مخاطبته دائماً يردد "أنا ناجح وأفوز بكل الألعاب وأقدر أن أقتل المجرمين والأشقياء والمخيفين فكيف تكرهين يا أمي أن يكون لديك بطلا". تجربة أخرى ترويها السيدة وداد حامد "لدي ابن يبلغ من العمر 14 عاماً في الصف الثاني المتوسط يمضي معظم أوقاته في ممارسة تلك الألعاب حتى اكتشفنا بأنه لا يمكن أن يستغني عنها بل أحياناً يضطره الأمر إلى البكاء لو أصر والده على تركها لفترة لمتابعة دروسه والتزاماته المدرسية بل يغضب لدرجة أنه يصرخ ويبكي ويضرب إخوانه كثيراً مما جعلنا نعرضه على طبيب نفسي". ولكن هل المسألة يمكن أن تصل نتائجها إلى ضرورة مراجعة طبيب نفسي؟. يقول الدكتور حسان المالح استشاري الطب النفسي (مما لاشك فيه أننا نعيش في عصر الكمبيوتر والتقنية الحديثة ونعيش أيضا في عصر القلق والتنافس والفردية ويؤثر الإنسان فيما حوله ويتأثر به مهما حاول العزلة والدفاع عن عالمه الخاص.والتقدم التقني كما هو معروف لم يرافقه تقدم أخلاقي وروحي مما جعل العالم يغرق في مشكلات اجتماعية وأخلاقية ونفسية تبرز أسئلة عديدة حول ماهية التقدم وجوانبه الإيجابية والسلبية) ويرى المالح أن اللعب والتسلية هي من الأمور الفطرية الغريزية عند بني البشر وغيرهم من المخلوقات وهي تصف مرحلة طويلة من الحياة الطفولية ولكنها ليست قصراً على الأطفال فالبالغون أيضا يمارسون أنواعاً عديدة من اللعب خلال سنوات الحياة كالرياضة وأساليب الترفيه واللعب مع الأطفال وغير ذلك. ويضيف (يعكس اختيار الألعاب من الناحية النفسية جوانب من شخصية الإنسان وعواطفه وخيالاته ودوافعه ويساهم في تطوير المهارات البدنية والحركية والذهنية لدى الأفراد إضافة للمهارات الاجتماعية والتبادلية في الألعاب الجماعية). ويرى المالح من خلال خبرته النفسية من واقع الأطفال بأن الألعاب الفردية تثير في الإنسان غرائز النرجسية (حب الذات) والتنافس والعدوانية كما أنها تشجع الانطوائية والذاتية والاستغراق في خيالات العظمة والنجاح والانتصار. ويقول (مما لا شك فيه أن الإغراق في نمط معين من اللعب يطبع الإنسان بطابع اللعبة نفسها وهذه حقيقة منطقية بسيطة والتأكيد المفرط على العنف والتدمير والقتل مثلاً والذي يلقاه الإنسان مما حوله من وسائل مرئية أو مسموعة أو مقروءة أو من خلال الألعاب بأنواعها يؤثر حتماً على إثارة خيالات العنف وأساليبه في ذاته وفي سلوكه. وينطبق ذلك على الطفل والبالغ ولكن تأثيره على الطفل أعمق وأشد لأنه لا يزال في مرحلة النمو العقلي والنفسي ولا تزال آليات التحكم بالنفس والمحاكمة العقلية وأساليب الدفاع النفسية ضعيفة وغير مكتملة مقارنة مع البالغ) وبما أن الطفل يتقبل الإيحاء بسهولة أكثر فإنه يمكنه أن يقلد النماذج المعروضة أمامه وحوله بدءاً من السلوك الأبوي وأفراد الأسرة إلى ما يجري في مسلسلات التلفزيون والقصص والألعاب المرئية وغيرها.
ويشير المالح إلى خصوصية المجتمعات المصدرة لهذه الألعاب وما يجري فيها من مشكلات وعنف وغير ذلك،حيث يتأثر المؤلف بما يجري حوله ويعكسه في إنتاجه.وأن بعض الألعاب العنيفة لها دورها في تفريغ الانفعالات السلبية والتعبير عنها ومن ثم السيطرة عليها وربما يكون (قليل من العنف لا بأس به) لأنه يتوافق مع طبيعة الإنسان والحياة عموماً.
ويرى المالح أن المشكلة في جوهرها تكمن في الإفراط والمبالغة والاستغراق في عالم غريب من العنف وخيالاته بشكل إدماني وسلبي بدلاً من توظيف وتوجيه الدوافع الذاتية الطبيعية بشكل منتج وفعال يساعد الإنسان على أن يكون قوياً شجاعاً في الموقف المناسب كما يساعده على أن يضبط نفسه في المواقف الأخرى.
أطفال أمريكا وألعاب العنف
ألعاب الكمبيوتر المنزلية بدأ ظهورها أيام السبعينيات من هذا القرن، وبنهاية العقد الأول منه أصبحت ألعاب الكمبيوتر من الألعاب المفضلة أكثر من غيرها لدى الأطفال في الدول المتقدمة. وأظهرت الأبحاث أن حجم العائد من مبيعاتها في أمريكا وحدها قد ارتفع من حوالي (1**) مليون دولار في عام (1985م)، إلى حوالي (4) بلايين دولار عام 1990م، وفي عام (1992) بلغت حوالي (6) بلايين دولار.
وأظهرت الدراسات المسحية في أمريكا أنه يوجد جهاز ألعاب كمبيوتر في منزل من بين كل ثلاثة منازل، وفي اليابان يوجد في منزل من بين كل منزلين، وفي أوروبا تتزايد تجارة ألعاب الكمبيوتر حيث ملئت بها الأسواق في بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا.
وفي عواصم تلك الدول، شغلت عناوين الصحف باهتمام العامة حول آثار ألعاب الكمبيوتر على الأطفال، وفي روسيا والصين تنتشر كذلك ألعاب الكمبيوتر، وأظهرت أبحاث أنه يوجد على الأقل (70) مليون لاعب لها في الولايات المتحدة، وحوالي (180) مليون لاعب لها حول العالم وأصبح حجم مبيعاتها السنوي العالمي لعام (1994م) حوالي (12) بليون دولار، وأصبحت ألعاب الكمبيوتر اليوم تحتل من ربع إلى ثلث المنازل التي تحتوي على جهاز تلفاز في العالم.
وكشفت دراسة مسحية في الولايات المتحدة الأمريكية أجرتها منظمة الصحة النفسية الأمريكية على ألعاب الكمبيوتر المفضلة أكثر من غيرها حيث وجدت الدراسة إقبالاً على ألعاب العنف والعدوان. وبلغت نسبة هذه الألعاب حوالي 49% من مجموع ألعاب الكمبيوتر المفضلة، بالإضافة إلى وجود الألعاب الرياضية والتي لا تخلو من العنف كموضوع فرعي حيث بلغت نسبتها حوالي 29.4%، وأظهرت كذلك أن 31.9% من ألعاب العنف تحتوي على عدوان بشري كذلك وجدت أن الذكور أكثر استخداماً لألعاب الكمبيوتر العدوانية من الإناث.
كذلك في دراسة مسحية للمنظمة المحلية للعدوان في التلفاز وجدت أن نسبة الألعاب ذات المحتوى العدواني في تزايد مستمر وفي عام 1985م بلغت نسبتها 53% وفي عام 1988م بلغت حوالي 82% وأشارت الدراسة بأن من بين 47 لعبة مفضلة لدى الأطفال هناك 40 منها تحتوي على نسبة عنف.

منقول من موقع د / عمر المديفر
...

قريات الملح
23 - 10 - 2003, 10:39 AM
شكرا لك اخي على المشاركة الرائعة

سيف الاسلام
30 - 10 - 2003, 09:59 AM
الاخ العزيز aboresh
مشكووووووووور على هذة المواضيع المفيدة للجميع
تقبل خالص تحياتي