المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنة وأوصافها


 


حمامة الحرم
11 - 2 - 2007, 06:21 PM
مقدمـــــــــــــة
الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها . فلم يتخذوا سواها شغلاً .
والحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً ، وباعث الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل .
والحمد لله الذي رضي من عباده اليسير من العمل وتجاوز عن الكثير من الزلل وأفاض عليهم النعمة وكتب على نفسه الرحمة. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . واشهد أن محمداً عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه . أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد أجمعين. بعثه للإيمان مناديا ولدار السلام داعيا وللخليقة هاديا.
أما بعد : فإن الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً ولم يتركهم سدى ، بل خلقهم لأمر عظيم ، وخطب جسيم ، قال الله عز وجل ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) سورة الذاريات آية 56 تلك هي الغاية الحقيقية من الخلق وتلك هي الأمانة التي عرضها الله سبحانه وتعالى على السموات والأرض والجبال ، فأبين وأشفقن منها أشفاقا ووجلاً ، وقلن ربنا إن أمرتنا فسمعا وطاعة وإن خيرتنا فعافيتك نريد لا نبغي بها بدلا ، وحملها الإنسان على ضعفه وعجزه عن حملها، إنها أمانة إخلاص العبادة لله وحده .
فحينما يدرك المخلوق حقيقة وجوده ويؤدي الأمانة التي حملها خير آداء ، فإن خالقة قد أعد له من النعيم مالا يخطر بباله مهما صور له خياله،ولكن أكثر الناس ألقوا عن ظهورهم تلك الأمانة، فصحبوا الدنيا صحبة الأنعام السائمة لا ينظرون في معرفة موجدهم وحقه عليهم ، ولا في المراد من إيجادهم وإخراجهم إلى هذه الدار التي هي طريق ومعبر إلى دار القرار . فغاب عنهم داعي العقل ، وشملتهم الغفلة وغرتهم الأماني الباطلة والخدع الكاذبة فخدعهم طول الأمل وران على قلوبهم سوء العمل .
ومن أراد الله بهم خيراً علموا ما خُلقوا له وما أُريد بإيجادهم . رفعوا رؤسهم فإذا علم الجنة قد رفع لهم فشمروا إليه . وإذا صراطها المستقيم قد وضح لهم فاستقاموا عليه . فيا عجباً لمن آثر الحظ الفاني الخسيس على الحظ الباقي النفيس وباع جنة عرضها السموات والأرض ، بسجن ضيق بين أرباب العاهات ، والبليات . ومساكن طيبة في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار ، بأعطان ضيقة آخرها الخراب والبوار . وسماع الخطاب من الرحمن ، بسماع المعازف والغناء والألحان ، والجلوس على منابر اللؤلؤوالياقوت والزبرجد يوم المزيد ، بالجلوس في مجالس الفسوق مع كل شيطان مريد .
ولعلي في هذه الأسطر التي تحوي بعضاً من أوصاف الجنة إذا نظر فيه الناظر زاده إيماناً ، وسار في الطريق الذي يوصل إليها .فأوصاف الجنة هي للمحزون سلوة . وللمشتاق إلى تلك العرائس جلوة . محرك للقلوب . إلى أجل مطلوب . حاد للنفوس . إلى مجاورة الملك القدوس . هذا وقد اعتمدت في كتابة هذه الأسطر على كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ، للإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي المعروف بابن القيم الجوزية . . فما كان من الصواب فمن الواحد المنان . وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان . والله برئ منه ورسوله .
كاتبته
حمامة الحرم
في :23/1/1428هـ

حمامة الحرم
11 - 2 - 2007, 06:30 PM
أولا : مكان وجود الجنة

--------------------------------------------------------------------------------

أولاً
مكان وجود الجنة
قال الله تعالى  ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى  وقد ثبت أن سدرة المنتهى فوق السماء وسميت بذلك لأنها ينتهي إليها ما ينزل من عند الله فيقيض منها وما يصعد إليه فيقبض منها . وفي الأقوال عن مكان الجنة ما قاله مجاهد ( قلت لابن عباس أين الجنة؟ قال فوق سبع سموات . قلت : (( فأين النار قال تحت سبعة أبحر مطبقة )) . وقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه و أنه قال : (( الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض )) . وهذا يدل على أنها في غاية العلو والارتفاع والله أعلم . وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم (( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة )) يدل على أن الجنة تحت عرش الرحمن والعرش سقفها فإن الكرسي وسع السموات والأرض والعرش أكبر منه .
ولعظم سعة الجنة وغاية ارتفاعها يكون الصعود من أدناها ‘لى أعلاها بالتدريج سيئاً فشيئاً درجة فوق درجة كما يُقال لقارئ القرآن اقرأ وأرق فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها .
وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى عن أسماء الجنة ومعانيها