المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قســـــــــ خاص ــــــــــــــم بمنتدى أطفال الغزالي


 


عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:12 AM
هل أنت مثل الجزر ، أم مثل البيض ؟ ، أم مثل ال... :

--------------------------------------------------------------------------------


ذهبت شابة الى والدتها ، وأخذت تشكو لها عن حياتها وكيف امتلأت
بالصعاب
وأنها لا تعلم كيف تتصرف و ترغب لو تستسلم
لأنها قد تعبت . وبدا الأمر كما لو أنه كلما حُلت مشكلة برزت أخرى بدلا منها .

اصطحبتها والدتها الى المطبخ

حيث ملأت 3 أوانى بالماء ثم وضعتهم على نيران قوية
وبعد وقت قليل أخذ الماء فى الغليان . فوضعت فى الإناء الأول جزر ، وفى الثانى بيض ، ثم وضعت فى الإناء الثالث حبات بن مطحون
وجعلت الأوانى تستمر فى الغليان دون أن تنبس بنت شفة
وبعد حوالى عشر دقائق أغلقت مفاتيح الموقد .... ثم أخرجت الجزر خارج الإناء ووضعته فى طبق ، ثم أخرجت البيض ووضعته هو الآخر فى طبق

، ثم صبت القهوة فى وعاء آخر ثم استدارت لابنتها ، وسألتها

" أخبرينى ، ما الذى ترينه ؟ " .

فقالت" جزر ، بيض ، وقهوة

فقربت الأوعية لها وسألتها أن تمسك بالجزر وتتحسسه ، ففعلت الابنة ولاحظت أن الجزر أصبح لينا .
ثم عادت الوالدة وسألت ابنتها أن تأخذ بيضة وتكسرها ، وبعد تقشيرها لاحظت الابنة كيف جمد البيض المسلوق .
وأخيرا طلبت منها الأم أن ترشف رشفة من القهوة . ابتسمت الابنة وهى تتذوق القهوة ذات الرائحة العبقة الغنية .

وهنا سألت الابنة: " وماذا يعنى ذلك ياأمى ؟ " . ففسرت لها والدتها أن كل من الثلاثة مواد قد وضع فى نفس الظروف المعادية ( الماء المغلى )
ولكن كل واحد منهم تفاعل بطريقة مختلفة .

فالجزر ، كان صلبا لا يلين . ولكنه بعدما وضع فى الماء المغلى ، أصبح طريا وضعيفا
والبيض كان هشا . تحمى قشرته الخارجية الهشة مادته الداخلية السائلة . ولكن بعد بقاءه فى الماء المغلى ، أصبح داخله صلبا
ولكن البن المطحون ، كان مختلفا . لأنه بعد بقاءه فى الماء المغلى ، استطاع أن يغير الماء نفسه

وسألت الأم ابنتها " فمن تكونى أنتِ ؟ "

" عندما تدق أبوابك الظروف الغير مواتية ، كيف تستجبين لها ؟ هل أنت مثل الجزر ، أم مثل البيض ؟ ، أم مثل البن المطحون ؟ .

فكر أنت فى ذلك : من أنا ؟ هل أنا مثل الجزر أبدو صلبا قويا ، ولكن مع الألم والظروف المعاكسة ، أزوى واصبح ضعيفا وأفقد قوتى وصلابتى ؟

أم أنا مثل البيض ، أبدأ بقلب طيع ، ولكنه يقسو بنيران التجارب ؟ هل روحى الداخلية كانت رقيقة كالماء ، ولكن بعد ظرف وفاة ، أو بعد صدمة عاطفية ، أو خسارة مالية ، أو تجارب أخرى ، هل تقست وتحجرت ؟ . هل إطارى الخارجى ما زال له نفس الشكل ، ولكنى فى الداخل صرت ملأنا مرارة وخشنا ، بروح متبلدة ، وقلب قاس ؟ .

أم أنا مثل حبات البن المطحونة ؟ . غيرت فعلا الماء المغلى ، نفس الظروف التى أتت بالألم عندما راح الماء يغلى ، أطلقت من البن الطعم الحلو والرائحة الطيبة . لأنك إذ كنت مثل حبوب البن ، مهما كانت الظروف فى أسوأ حالاتها ، فإنك تصير أفضل وتغير الموقف من حولك . عندما تكون الأوقات هى الأكثر حلكة ، والتجارب هى الأصعب ، ترى هل ترتفع أنت لمستوى آخر ؟

ترى كيف تتعامل مع الظروف المعاكسة ؟

هل أنت جزر

أم بيض

أم حبيبات بن مطحون
منقول

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:19 AM
سيرة قصصية للعالم العربي الحسن بن الهيثم) بقلم سيد نجم
بتاريخ 15-11-1425 ه&#16**;
القسم: قصص


عندما نرى الأماكن أو الأحداث أو الأشياء لأول مرة,كثيرا ما تكون مشاهدتنا مدهشة. وهو بالضبط سر متعتنا أثناء زيارة البلدان والمدن, أو خلال زيارتنا للمتاحف التي تعرض للاكتشافات العلمية ونعرفها لأول مرة. ومهما كانت بسيطة أو غريبة , تبقى في الذاكرة حتى بعد أن نتخطى سن الصغار. ربما لأنها ارتبطت بأوقات سعيدة قضيناها نلعب ونلهو, وإما للدهشة التي وضعتنا فيها أول مرة. هذا بالضبط ما حدث مع العالم العربي الكبير , وهو مؤسس علم الضوء , "الحسن بن الهيثم"..وقد أطلقوا عليه لقب "الرائد" لأنه أول من بحث في مجال "الضوء" , وجعله علما يدرس و يعرفه الناس . وهو المولود في مدينة "البصرة" العراقية" عام 965هجرية (1039ميلادية) , وفى ذلك الوقت لم يكن العالم يعرف إلا القليل جدا عن أسرار "الضوء" الذي يعم البلاد كل صباح جديد بسبب أشعة الشمس. كان "الحسن" كثيرا ما يلعب مع أصدقائه في الحدائق أو عند البحيرة القريبة من مدينتهم, وهى مدينة "البصرة" العراقية. ولأن المدينة قريبة من بعض الجبال المرتفعة , فكثيرا ما كان يصطحب أصدقاءه إلى تلك الجبال , وهم سعداء بتسلق تلك المنطقة الجبلية.
مؤسس علم الض&#16**;وء (سيرة قصصية للعالم العربي الحسن بن الهيثم) عندما نرى الأماكن أو الأحداث أو الأشياء لأول مرة,كثيرا ما تكون مشاهدتنا مدهشة. وهو بالضبط سر متعتنا أثناء زيارة البلدان والمدن, أو خلال زيارتنا للمتاحف التي تعرض للاكتشافات العلمية ونعرفها لأول مرة. ومهما كانت بسيطة أو غريبة , تبقى في الذاكرة حتى بعد أن نتخطى سن الصغار. ربما لأنها ارتبطت بأوقات سعيدة قضيناها نلعب ونلهو, وإما للدهشة التي وضعتنا فيها أول مرة. هذا بالضبط ما حدث مع العالم العربي الكبير , وهو مؤسس علم الضوء , "الحسن بن الهيثم"..وقد أطلقوا عليه لقب "الرائد" لأنه أول من بحث في مجال "الضوء" , وجعله علما يدرس و يعرفه الناس . وهو المولود في مدينة "البصرة" العراقية" عام 965هجرية (1039ميلادية) , وفى ذلك الوقت لم يكن العالم يعرف إلا القليل جدا عن أسرار "الضوء" الذي يعم البلاد كل صباح جديد بسبب أشعة الشمس. كان "الحسن" كثيرا ما يلعب مع أصدقائه في الحدائق أو عند البحيرة القريبة من مدينتهم, وهى مدينة "البصرة" العراقية. ولأن المدينة قريبة من بعض الجبال المرتفعة , فكثيرا ما كان يصطحب أصدقاءه إلى تلك الجبال , وهم سعداء بتسلق تلك المنطقة الجبلية. وبقى "الحسن بن الهيثم " طوال فترة طفولته , حتى شرخ شبابه يلعب ويلهو مع الطبيعة, لكنه لم يكن ينسى أبدا أية ظاهرة يراها أو تلفت انتباهه. عندما بدأ الصغير يتعلم قواعد القراءة والكتابة, بدأ يسأل ويبحث في أية ظاهرة لاحظها, لكنه أحيانا لا يجد الإجابة المناسبة, وحتى عندما سأل معلمه وأباه وجيرانه, لم يسمع الإجابة الشافية التي تقنعه وترضيه. وكيف يعرف الشيخ العجوز, الذي يقوم على تلقينه مبادئ الحساب وأشكال الحروف الأبجدية, الإجابة على أسئلته التي تبدأ دائما ب "كيف"؟؟ ..كيف نرى الأشياء؟ كيف تحرق أشعة الشمس أوراق الشجر الجافة والقش؟ وكيف ..وكيف؟؟ وظلت الأسئلة التي تحيره داخل رأسه, ويوما بعد يوم , يكبر وتكبر معه الأسئلة. لكنه قرر قرارا لا يعرفه غيره..أن يبدأ في البحث عن الإجابة بنفسه. .... ..... .... ذات يوم جرى الصبي إلى سوق المدينة , وهو يصيح ويقول: "يا شيخ "هيثم" .. مبارك. يا شيخ "هيثم" .. مبارك" وما أن انتبه إليه الأب , حتى أخبره الصبي بالبشرى التي أسعدته كثيرا, أخبره بميلاد ولده "الحسن". فأسرع الأب ليتوضأ , وليصلى ركعتين لله حمدا وشكرا على ما أعطاه من نعمة , خصوصا لأنه لم ينجب منذ سنوات طويلة . فلما دخل على زوجته , ابتسمت له بالرغم من شعورها بالإجهاد , والتعب, ثم طلبت منه ألا ينسى ما عاهد الله عليه لو أنجب ولدا, فقال الرجل: "وهبتك يا "الحسن" , للعلم بما ينفع الناس. سوف أجعل دكاني وأنا أكبر الوراقين في مدينة البصرة كلها, تحت أمرك بما فيه من كتب الفقه والشريعة والطب وغيرها" عقبت الأم بسعادة قائلة: "انها حقا سنة مباركة , عامنا هذا 355 هجرية" لحقها الأب قائلا: "اللهم اجعل ولدى هذا من أخير الناس, لتصدق عليه كلمات نبينا الكريم... خيركم من تعلم العلم وعلمه" وبعد فترة صمت قصيرة , انشغلت فيها الأم بوليدها , وهى تضمه إلى صدرها , ثم نظرت إلى زوجها وقالت: "هل سميته ب "الحسن" , كما قلت منذ قليل يا شيخ هيثم؟" ابتسم الأب وهو ينظر إلى الوليد ويقول: "نعم, الحسن بن الهيثم". .... .... ..... كان الصبي "الحسن بن الهيثم" مهذب الخلق, هادئ الطبع, يحب أصدقاءه من الصبية, ويحترم الكبار من الجيران .. فأحبه الجميع. وكلما ذهب للصلاة مع أبيه بالمسجد الكبير كان يسأل شيخ المسجد كثيرا ويناقشه طويلا, فيغضب الأب ويقول له: "تأدب يا ولد.. كيف تناقش شيخنا ومعلمنا؟!" فاعترض الشيخ غاضبا : "دعه يا شيخ "هيثم".. ابنك صبى ذكى, ويسعى دائما لأن يتعلم أكثر, وأن يقتنع بما يسمع.. لا تعترض عليه مرة أخرى يا شيخ هيثم." نال "الحسن" كل الرعاية من شيخ المسجد الكبير, بحيث سبق كل من في سنه لقد حفظ القرآن كله, وحفظ من الأحاديث النبوية. وفى أحد الأيام والشاب الصغير "الحسن" يلعب وينزه مع أصدقائه بجوار البحيرة الكبيرة, تجمعوا حوله يسألونه : "هل ترى ما نرى يا صديقنا؟؟" فرد "الحسن" مطمئنا واثقا: "نعم . أرى بعض الأسماك القريبة من سطح المياه" فلما طلبوا منه أن يقبض عليها بكفيه كما حاولوا هم من قبل, مال "الحسن" بجذعه , وبعد محاولات عديدة فشل في القبض على أي منها. تناقشوا طويلا عن سر ما يحدث, حتى قال أحدهم: "أبى يعمل صيادا , وقد قال لي أن سر ذلك يرجع لأننا نرى الأسماك أقرب من مكانها الحقيقي, وأن الأسماك تسبح بعيدا عما نراها!!" دهش الجميع لهذا التفسير, وأيضا "الحسن", ولكنه لم يترك الأمر هكذا , قال في نفسه: "لكن لماذا نرى الأسماك قريبة من سطح مياه البحيرة؟؟!" فلما عاد إلى المنزل واستقبلته أمه, فهمت على الفور أن ابنها مشغول وحائر في أمر ما , سألته, فأجاب وسرد كل ما سمع, وكل ما حدث مع أصدقائه منذ قليل. هزت الأم رأسها, وأخبرته بأنها أيضا لا تعرف التفسير لتجيب عن أسئلته, لكنها بعد فترة قصيرة قالت: "أكيد سوف تجد التفسير في أحد الكتب الكثيرة التي ينسخها الشيخ هيثم" ..... ..... ..... مضت السنوات سريعة, لم تمض عبثا, فقد نجح الشاب "الحسن" في مطالعة العديد من الكتب في الطب والفلك والرياضيات والكيمياء. اكتشف الشاب أنه كلما قرأ كتابا وعرف معلومة اقترب أكثر وأكثر من هدفه.. ربما ينجح في معرفة سر الأسماك التي يراها في البحيرة, ولا يستطيع القبض عليها. مع ذلك عرف الكثير والكثير من علوم الطب والطبيعة والرياضيات, وهو ما جعله شديد الثقة بنفسه معتزا بشخصيته. فلما بدأ "الحسن بن الهيثم" في ممارسة مهنة الطب , أحبه أهل المدينة لنباهته وقدرته على تشخيص الأمراض وعلاج المرضى , ونال شهرة واسعة. مع ذلك لم ينس "الحسن" هده الأكبر, حتى بدأ يجد التفسيرات العلمية للكثير من الظواهر التي حيرته وهو صغير, زاد عليها أنه بدأ يضع أسس العلم الجديد وهو "علم الضوء". سمع به كل شباب "البصرة" , أسرعوا إليه يتعلمون على يديه , ويبحثون عن التفسيرات الجديدة التي يقولها "الحسن"..وحتى عن معنى تلك المصطلحات أو التعبيرات التي يكررها "الحسن" أثناء حديثه معهم. فقال لهم في كلمات موجزة: " يا أصدقائي ..إن علم الضوء الذي أبحث فيه هو العلم الذي يدرس الضوء!!" فقال أحدهم: "أرجوك فسر أكثر تلك الكلمات التي كثيرا ما ترددها..الضوء, الإشعاع, الأجسام..." فابتسم "الحسن" وقال: "معك الحق.. علم الضوء هو العلم الذي يدرس الضوء ويعرفه, والشعاع ويعرفه, والأجسام والأشياء ويعرفها من خلال علاقتها بالضوء" فنظر الشباب إلى بعضهم بعضا, كأنهم يقولون إننا لم نفهم شيئا!!. لاحقهم متابعا يقول: "أصبروا قليلا.. أما الضوء فهو حرارة نارية تصدر عن كل جسم مضيء بذاته أو مشتعل مثل الشمس أو النار.. والشعاع هو كل ضوء يمتد على خطوط مستقيمة.. وعلى ذلك تنقسم الأجسام بالنسبة للضوء إلى أجسام شفافة مثل الهواء والماء, , وأجسام

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:26 AM
عندما نرى الأماكن أو الأحداث أو الأشياء لأول مرة,كثيرا ما تكون مشاهدتنا مدهشة. وهو بالضبط سر متعتنا أثناء زيارة البلدان والمدن, أو خلال زيارتنا للمتاحف التي تعرض للاكتشافات العلمية ونعرفها لأول مرة. ومهما كانت بسيطة أو غريبة , تبقى في الذاكرة حتى بعد أن نتخطى سن الصغار. ربما لأنها ارتبطت بأوقات سعيدة قضيناها نلعب ونلهو, وإما للدهشة التي وضعتنا فيها أول مرة. هذا بالضبط ما حدث مع العالم العربي الكبير , وهو مؤسس علم الضوء , "الحسن بن الهيثم"..وقد أطلقوا عليه لقب "الرائد" لأنه أول من بحث في مجال "الضوء" , وجعله علما يدرس و يعرفه الناس . وهو المولود في مدينة "البصرة" العراقية" عام 965هجرية (1039ميلادية) , وفى ذلك الوقت لم يكن العالم يعرف إلا القليل جدا عن أسرار "الضوء" الذي يعم البلاد كل صباح جديد بسبب أشعة الشمس. كان "الحسن" كثيرا ما يلعب مع أصدقائه في الحدائق أو عند البحيرة القريبة من مدينتهم, وهى مدينة "البصرة" العراقية. ولأن المدينة قريبة من بعض الجبال المرتفعة , فكثيرا ما كان يصطحب أصدقاءه إلى تلك الجبال , وهم سعداء بتسلق تلك المنطقة الجبلية.


مؤسس علم الض&#16**;وء (سيرة قصصية للعالم العربي الحسن بن الهيثم) عندما نرى الأماكن أو الأحداث أو الأشياء لأول مرة,كثيرا ما تكون مشاهدتنا مدهشة. وهو بالضبط سر متعتنا أثناء زيارة البلدان والمدن, أو خلال زيارتنا للمتاحف التي تعرض للاكتشافات العلمية ونعرفها لأول مرة. ومهما كانت بسيطة أو غريبة , تبقى في الذاكرة حتى بعد أن نتخطى سن الصغار. ربما لأنها ارتبطت بأوقات سعيدة قضيناها نلعب ونلهو, وإما للدهشة التي وضعتنا فيها أول مرة. هذا بالضبط ما حدث مع العالم العربي الكبير , وهو مؤسس علم الضوء , "الحسن بن الهيثم"..وقد أطلقوا عليه لقب "الرائد" لأنه أول من بحث في مجال "الضوء" , وجعله علما يدرس و يعرفه الناس . وهو المولود في مدينة "البصرة" العراقية" عام 965هجرية (1039ميلادية) , وفى ذلك الوقت لم يكن العالم يعرف إلا القليل جدا عن أسرار "الضوء" الذي يعم البلاد كل صباح جديد بسبب أشعة الشمس. كان "الحسن" كثيرا ما يلعب مع أصدقائه في الحدائق أو عند البحيرة القريبة من مدينتهم, وهى مدينة "البصرة" العراقية. ولأن المدينة قريبة من بعض الجبال المرتفعة , فكثيرا ما كان يصطحب أصدقاءه إلى تلك الجبال , وهم سعداء بتسلق تلك المنطقة الجبلية. وبقى "الحسن بن الهيثم " طوال فترة طفولته , حتى شرخ شبابه يلعب ويلهو مع الطبيعة, لكنه لم يكن ينسى أبدا أية ظاهرة يراها أو تلفت انتباهه. عندما بدأ الصغير يتعلم قواعد القراءة والكتابة, بدأ يسأل ويبحث في أية ظاهرة لاحظها, لكنه أحيانا لا يجد الإجابة المناسبة, وحتى عندما سأل معلمه وأباه وجيرانه, لم يسمع الإجابة الشافية التي تقنعه وترضيه. وكيف يعرف الشيخ العجوز, الذي يقوم على تلقينه مبادئ الحساب وأشكال الحروف الأبجدية, الإجابة على أسئلته التي تبدأ دائما ب "كيف"؟؟ ..كيف نرى الأشياء؟ كيف تحرق أشعة الشمس أوراق الشجر الجافة والقش؟ وكيف ..وكيف؟؟ وظلت الأسئلة التي تحيره داخل رأسه, ويوما بعد يوم , يكبر وتكبر معه الأسئلة. لكنه قرر قرارا لا يعرفه غيره..أن يبدأ في البحث عن الإجابة بنفسه. .... ..... .... ذات يوم جرى الصبي إلى سوق المدينة , وهو يصيح ويقول: "يا شيخ "هيثم" .. مبارك. يا شيخ "هيثم" .. مبارك" وما أن انتبه إليه الأب , حتى أخبره الصبي بالبشرى التي أسعدته كثيرا, أخبره بميلاد ولده "الحسن". فأسرع الأب ليتوضأ , وليصلى ركعتين لله حمدا وشكرا على ما أعطاه من نعمة , خصوصا لأنه لم ينجب منذ سنوات طويلة . فلما دخل على زوجته , ابتسمت له بالرغم من شعورها بالإجهاد , والتعب, ثم طلبت منه ألا ينسى ما عاهد الله عليه لو أنجب ولدا, فقال الرجل: "وهبتك يا "الحسن" , للعلم بما ينفع الناس. سوف أجعل دكاني وأنا أكبر الوراقين في مدينة البصرة كلها, تحت أمرك بما فيه من كتب الفقه والشريعة والطب وغيرها" عقبت الأم بسعادة قائلة: "انها حقا سنة مباركة , عامنا هذا 355 هجرية" لحقها الأب قائلا: "اللهم اجعل ولدى هذا من أخير الناس, لتصدق عليه كلمات نبينا الكريم... خيركم من تعلم العلم وعلمه" وبعد فترة صمت قصيرة , انشغلت فيها الأم بوليدها , وهى تضمه إلى صدرها , ثم نظرت إلى زوجها وقالت: "هل سميته ب "الحسن" , كما قلت منذ قليل يا شيخ هيثم؟" ابتسم الأب وهو ينظر إلى الوليد ويقول: "نعم, الحسن بن الهيثم". .... .... ..... كان الصبي "الحسن بن الهيثم" مهذب الخلق, هادئ الطبع, يحب أصدقاءه من الصبية, ويحترم الكبار من الجيران .. فأحبه الجميع. وكلما ذهب للصلاة مع أبيه بالمسجد الكبير كان يسأل شيخ المسجد كثيرا ويناقشه طويلا, فيغضب الأب ويقول له: "تأدب يا ولد.. كيف تناقش شيخنا ومعلمنا؟!" فاعترض الشيخ غاضبا : "دعه يا شيخ "هيثم".. ابنك صبى ذكى, ويسعى دائما لأن يتعلم أكثر, وأن يقتنع بما يسمع.. لا تعترض عليه مرة أخرى يا شيخ هيثم." نال "الحسن" كل الرعاية من شيخ المسجد الكبير, بحيث سبق كل من في سنه لقد حفظ القرآن كله, وحفظ من الأحاديث النبوية. وفى أحد الأيام والشاب الصغير "الحسن" يلعب وينزه مع أصدقائه بجوار البحيرة الكبيرة, تجمعوا حوله يسألونه : "هل ترى ما نرى يا صديقنا؟؟" فرد "الحسن" مطمئنا واثقا: "نعم . أرى بعض الأسماك القريبة من سطح المياه" فلما طلبوا منه أن يقبض عليها بكفيه كما حاولوا هم من قبل, مال "الحسن" بجذعه , وبعد محاولات عديدة فشل في القبض على أي منها. تناقشوا طويلا عن سر ما يحدث, حتى قال أحدهم: "أبى يعمل صيادا , وقد قال لي أن سر ذلك يرجع لأننا نرى الأسماك أقرب من مكانها الحقيقي, وأن الأسماك تسبح بعيدا عما نراها!!" دهش الجميع لهذا التفسير, وأيضا "الحسن", ولكنه لم يترك الأمر هكذا , قال في نفسه: "لكن لماذا نرى الأسماك قريبة من سطح مياه البحيرة؟؟!" فلما عاد إلى المنزل واستقبلته أمه, فهمت على الفور أن ابنها مشغول وحائر في أمر ما , سألته, فأجاب وسرد كل ما سمع, وكل ما حدث مع أصدقائه منذ قليل. هزت الأم رأسها, وأخبرته بأنها أيضا لا تعرف التفسير لتجيب عن أسئلته, لكنها بعد فترة قصيرة قالت: "أكيد سوف تجد التفسير في أحد الكتب الكثيرة التي ينسخها الشيخ هيثم" ..... ..... ..... مضت السنوات سريعة, لم تمض عبثا, فقد نجح الشاب "الحسن" في مطالعة العديد من الكتب في الطب والفلك والرياضيات والكيمياء. اكتشف الشاب أنه كلما قرأ كتابا وعرف معلومة اقترب أكثر وأكثر من هدفه.. ربما ينجح في معرفة سر الأسماك التي يراها في البحيرة, ولا يستطيع القبض عليها. مع ذلك عرف الكثير والكثير من علوم الطب والطبيعة والرياضيات, وهو ما جعله شديد الثقة بنفسه معتزا بشخصيته. فلما بدأ "الحسن بن الهيثم" في ممارسة مهنة الطب , أحبه أهل المدينة لنباهته وقدرته على تشخيص الأمراض وعلاج المرضى , ونال شهرة واسعة. مع ذلك لم ينس "الحسن" هده الأكبر, حتى بدأ يجد التفسيرات العلمية للكثير من الظواهر التي حيرته وهو صغير, زاد عليها أنه بدأ يضع أسس العلم الجديد وهو "علم الضوء". سمع به كل شباب "البصرة" , أسرعوا إليه يتعلمون على يديه , ويبحثون عن التفسيرات الجديدة التي يقولها "الحسن"..وحتى عن معنى تلك المصطلحات أو التعبيرات التي يكررها "الحسن" أثناء حديثه معهم. فقال لهم في كلمات موجزة: " يا أصدقائي ..إن علم الضوء الذي أبحث فيه هو العلم الذي يدرس الضوء!!" فقال أحدهم: "أرجوك فسر أكثر تلك الكلمات التي كثيرا ما ترددها..الضوء, الإشعاع, الأجسام..." فابتسم "الحسن" وقال: "معك الحق.. علم الضوء هو العلم الذي يدرس الضوء ويعرفه, والشعاع ويعرفه, والأجسام والأشياء ويعرفها من خلال علاقتها بالضوء" فنظر الشباب إلى بعضهم بعضا, كأنهم يقولون إننا لم نفهم شيئا!!. لاحقهم متابعا يقول: "أصبروا قليلا.. أما الضوء فهو حرارة نارية تصدر عن كل جسم مضيء بذاته أو مشتعل مثل الشمس أو النار.. والشعاع هو كل ضوء يمتد على خطوط مستقيمة.. وعلى ذلك تنقسم الأجسام بالنسبة للضوء إلى أجسام شفافة مثل الهواء والماء, , وأجسام معتمة وهى التي لا ينفذ الضوء فيها" استأذن أحد الشباب للحديث , وأذن له, فتحدث الشاب عن سر الأسماك التي رآها أستاذه من قبل في البحيرة, وكانت سببا في البحث والقراءة. رد "الحسن" بثقة قائلا: "نعم وجدت التفسير, التفسير هو ..إن الشعاع الضوئي عندما ينتقل من وسط شفاف مثل الهواء إلى وسط آخر شفاف مثل الماء..ومختلفين في الكثافة..ينكسر الإشعاع ولا يسير في خطوط مستقيمة ..." تململ الشباب الصغار..أعربوا عن عدم فهمهم. ففكر العالم "الحسن بن الهيثم" قليلا, ثم طلب من خادمه إحضار وعاءين: أحدهما فارغ والآخر ممتلئ بالماء..ثم وضع عملة معدنية في كل من الوعاءين.. ثم وضعهما على المنضدة وطلب من الشباب النظر إليها. فقال أحد الشباب: " أننا لا نرى العملة المعدنية في الوعاء الفارغ من المياه.. بينما نرى العملة في الوعاء الممتلئ بالمياه قريبة من السطح, تماما مثل الأسماك"!! ابتسم الشيخ العالم, بينما شعر الشباب بالاقتناع بتفسير الشيخ. قبل أن يترك الشباب جلسة العالم "الحسن بن الهيثم", طلب أحدهم تفسيرا عن كيفية رؤية الإنسان بالعين . فرد العالم ورد بهدؤ الواثق قائلا: "إن شعاع الضوء المنعكس من على الأجسام , يتجمع في بؤرة البصر بالعين, فنرى الأجسام والأشياء" اعترض أحدهم قائلا: "لكنني قرأت ذات مرة أن العين هي التي تصدر شعاعا فنرى الأشياء" كرر العالم ما قاله , ثم زاد عليه: "إن ما تقوله , هو ما ردده كل السابقين على, أما أنا فقد أثبت عكس ما رددوه.. وعندي الدليل, لو كان الشعاع الضوئي يخرج من العين على الأشياء, لماذا لا نرى في الظلام؟؟ سواء في الحجرات المظلمة أو في الصحراء بعد أن يغيب القمر " بسرعة وقف الشيخ, اصطحب معه مجموعة الشباب, دخلوا جميعا إحدى الغرف المغلقة, فلم ير أحدهم تفاصيل ما بداخل الحجرة. وشعر الجميع بالسرور والامتنان على كل ما عرفوه من العالم ابن بلدتهم "الحسن بن الهيثم". .... .... .... وفى مساء يوم جديد.. اجتمع شباب البصرة حول الشيخ "الحسن", وقد انتشر خبر سفره إلى مصر في فجر اليوم الجديد.. قال أحدهم: "أننا نريد أن نودع الليلة بالطريقة التي تناسب العلماء من أمثالك يا شيخنا. وربما أفضل طريقة أن نسمع منك آخر آراءك في علم الضوء" علق آخر قائلا: "أرجوك اشرح لنا بالطريقة السهلة المبسطة التي تحدثنا بها" فقال العالم الشيخ "الحسن" : "لقد تأكدت أن شعاع الضوء يسير في خطوط مستقيمة , ولكي أثبت لكم ذلك, ادخلوا معي تلك الحجرة" كانت الحجرة المخصصة لتجارب العالم ..فسيحة, وممتلئة بالعديد من الأجهزة والمعدات البسيطة, والتي يمكن أن تؤكد وجهة نظره. هذه المرة استخدم الشيخ : شمعة, لوحا خشبيا مثقوبا في المنتصف, لوحا خشبيا آخر غير مثقوب. بدأ تجربته بإشعال الشمعة, فوضعها أمام اللوح الخشبي المثقوب – الشعلة أمام الثقب, ثم وضع خلفهما اللوح الخشبي الآخر..ولأن الحجرة مظلمة فبدت شعلة الشمعة قوية الإضاءة. كما اتضحت بقعة ضوء واضحة على اللوح غير المثقوب (الخلفي). بدأ الشيخ يشرح فكرته: هكذا ترون أيها الأصدقاء , انتقل الشعاع من الشمعة خلال الثقب, ثم صنع بقعة ضوئية على اللوح الخلفي, مما يؤكد أن الشعاع يسير في خطوط مستقيمة.ولو كان الشعاع يسير في خطوط معوجة أو دائرية ما كان مر من خلال الثقب. بقدر سعادة الشباب , حزنوا كثيرا لفراق ابن بلدتهم العالم في صباح اليوم الجديد. كان الحال مع رجال البصرة مختلفا, وقد اجتمعوا بعد صلاة العشاء في المسجد الكبير يشكونه لشيخ المسجد , الذي دهش قائلا: "لماذا يا رجال البصرة, إني أعرفه رجلا تقيا؟!!" فقال أحدهم: "لأن هذا الرجل يفسد عقول شبابنا وأولادنا" دهش الرجل أكثر, فسأل: " هل كان الرجل يفتى بغير ما أمر الله؟!" رد آخر منفعلا: "انه يعلم أولادنا بعكس ما نعرف..انه يقول أننا نرى الأجرام السماوية من حولنا عن أشعة تعكس عليها وعلى كل الأجسام من حولنا ثم تقع على العين.." لحقه آخر بانفعال: "يكفى أنه يقول أننا نرى الأجرام السماوية عند خط الأفق عند البحر أو الصحراء لأنها تعكس الضوء الساقط عليها أيضا.. وأن ما نراه من هذه النجوم ليست هي النجوم بل صورتها المنعكسة.." تابع

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:32 AM
آخر وآخر....منم من يعترض على ما قاله "ابن الهيثم" من أن انكسار الضوء هو سبب رؤيتنا للأسماك القريبة من السطح في مياه البحيرة, وأن ضوء الشمس ينكسر و كأنه من الزجاج, و..... قاطعهم أحدهم يأمرهم بالصمت حتى يحدثهم عما شاهده بعينه.. ثم قال: "لقد رأيته ومعه مجموعة من الشباب , يتجهون إلى خارج المدينة. فلما تابعتهم, رأيتهم يحملون المرايا الكبيرة.زمنها المقعرة والمحدبة والأسطوانية. ورأيتهم يضعون المرايا في اتجاه الشمس, ثم تنعكس الأشعة نحو كومة من أوراق الأشجار الجافة ..فتشتعل فيها النار.. وإذا بالشباب يهللون فرحا !! اعترض أحدهم : " لكنى أعلم أن الإغريق عندهم تلك المرايا التي تحرق" تبعه الرجل : "وأنا أيضا اعلم.. لذا أسرعت وذهبت إليه أخبره بما أعلم, رد على بثقة قائلا:"أنا أيضا أعلم ما تعلمه.. لكن ما تراه أقوى عشرات المرات من مرايا الإغريق!!" علق الشيخ إمام المسجد وسأله: " هل انتهى الحديث إلى هذا الحد وحسب؟" تابع الرجل: " بل تابع الحسن بن الهيثم وقال : الأهم مما رأيت أنني نجحت في إثبات ما أسميته ب"قضية الحسن" وهى قضية جديدة لم يعرفها من قبلنا." أسرع الشيخ مستفسرا: "وهل أخبرك بها؟؟" رد الرجل: "نعم, نعم..قال أنه على كل أنواع المرايا نقطة تنعكس عندها الأشعة إلى موضع معين في العين, ومهما كان موضع الجسم من العين فأنها تراه" ففوجئ الجميع بتعليق شيخ المسجد الكبير معلقا على كل ما دار قائلا: "إلى أين سيذهب ابن البصرة البار, المخلص لدينه وربه وعلمه وتلامذته؟ أن كل ما سمعت يحتاج إلى شرح أكثر وأكثر منه, لكننا سنفقده وهو رجل العلم!!" اعترض أحدهم: "يبدو أن سيدنا شيخ المسجد يحب الحسن لأنه من تلاميذه القدامى؟" فعلق الشيخ بسؤال يستفسر: "هل أنت متأكد من خبر رحيله؟!" رد الرجل : "نعم, لقد كتب الحسن رسالة إلى الخليفة الحاكم بأمر الله بمصر, يخبره فيها أنه يملك حيلة ستمكنه من السيطرة على مياه نهر النيل. فأمر الخليفة بإحضاره إلى مصر لتنفيذ فكرته.. وها هو ذا يسافر غدا" طأطأ الشيخ رأسه, ثم طلب من الجميع أن يدعوا لابن بلدتهم بالتوفيق في مهمته الشاقة, لأن أرض الله واحدة, وبلاد المسلمين لا فرق بينها. وفى صباح اليوم الجديد بدأ "الحسن" رحلته إلى مصر , وهو أمام باب منزله همس في أذن أمه التي كانت في وداعه قائلا: "أن السر في السمكة, هي التي جعلتني أبحث وأفكر , حتى انتهى الأمر اليوم برحلة جديدة إلى مصر.. أرجو أن دعاءك لي لا ينقطع.. مهمتي في مصر ثقيلة, ولا أدرى إن كنت سأنجح فيها أم لا, لأنني في حاجة إلى معدات وآلات تساعدني في بناء السد الذي أحلم به على مجرى نهر النيل. فعانقته أمه ودعت له بالتوفيق وبطول العمر .. ثم قالت: "فكرة غريبة يا ولدى.. تبنى سدا ..سدا يمنع جريان المياه؟؟!!" ابتسم العالم في هدؤ , ثم همس في أذنها: " أريد أن أنظم كمية المياه , حتى نوفرها طوال السنة.. ومع ذلك لا تشغلي بالك أكثر من هذا.. هكذا دوما الأفكار الكبيرة تبدأ بحلم كبير" لم تجد أمه ما تقوله, ولكنها لم تكف الدعاء له بالتوفيق, حتى بعد أن اختفى بعيدا عنها. .... .... .... عند حدود مدينة القاهرة, دهش الشيخ العالم "الحسن بن الهيثم". فقد وجد في استقباله موكبا رسميا وجنودا كثيرين. تقدم كبيرهم وسأله: "أنت الشيخ العلامة الحسن بن الهيثم" البصري؟" رد بأن قدم نفسه إليه, فرحب به الرجل طويلا, وأخبره بأن الخليفة "الحاكم بأمر الله" في انتظاره. فلما دخل موكب الشيخ القاهرة, وقد مل صمت الرجل المرافق له, فسأله أن يحدثه عن الخليفة. فقال الرجل: "انه خليفة مصر.. لا يرى في الدنيا إلا الأمانة والصدق..ومن يخالف ذلك يقطع رقبته بالسيف" فعلق الحسن, بأنه سمع أن للخليفة بعض الأطوار الغريبة, حتى أنه يأمر الناس بغلق الأسواق نهارا وفتحها بالليل, ومنع الناس من أكل الملوخية والقرع, كما أنه قتل كل كلاب القاهرة. فعلق الرجل بشيء من التهكم: " ألم تسمع أنه رفع مقالب القمامة بعيدا عن قلب القاهرة, ثم أقام المساجد, كما أنه يسمع شكوى الفقير قبل الغنى..." فابتسم الحسن صامتا. خلال فترة قصيرة من وصول الشيخ , كان كل شئ معدا لاستقبال الخليفة له. لم يسمع من الخليفة سوى تحذيرا واحدا لو فشل في إنجاز المهمة التي جاء من أجلها إلى القاهرة, ولم تفلح الحيلة التي تحدث عنها "ابن الهيثم" فى السيطرة على جريان مياه نهر النيل..!! بات الحسن بن الهيثم قلقا أشد القلق , ولا يدرى ماذا يفعل؟ كل ما يخشاه أن يفشل في إنجاز المهمة, حتما سوف يقرر "الحاكم بأمر الله" قطع رقبته!! كانت حياة الشيخ داخل قصر "الزمرد", القصر الذي يعيش فيه الخليفة, شاقة وجادة. حيث كان يقضى وقته في القراءة والتجهيز لتنفيذ الفكرة. قرأ

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:33 AM
لمراجعة النظريات الهندسية في الرياضيات, وراجع المعلومات المتاحة في الفلك والطبيعة..وغيرها. ومضى الوقت ثقيلا وطويلا, وتحددت بعض المشاكل التي سمع بها الخليفة, فطلب مقابلته حتى يفهم منه ويناقشه. تمتم الحسن بالبسملة, وقرأ الفاتحة, ثم بدأ حديثه قائلا: "يا مولاي الخليفة... لقد نجحت حتى الآن في عدة أمور .." وقبل أن يتابع , سأله الخليفة: " ما هي؟؟" عقب الحسن فخورا بما أنجز وقال: "بدأ الجيش المصري في استخدام المرايا التي تحرق الأعداء.. وأيضا عالجت العديد من رعايا الخليفة, هنا في القصر.. ولم أبخل بعلمي على الشباب, وبدأت ألقن بعضهم في الأزهر العلوم مما أعرف.... وهو ما يجعلني مسلما صالحا, أدعو إلى الله بالعلم الذي علمني الخالق إياه..." فكر الخليفة طويلا, ثم قال: "اسمع يا شيخ الحسن, أعطيتك مهلة سنة كاملة , إن أنجزت المهمة الأساسية التي جئت مصر من أجلها, وحضرت لتنفيذها على النهر..أجزيت لك العطاء.. وان فشلت , قطعت رقبتك!! ..ولا أريد مقابلتك إلا بعد سنة !!" .... .... .... اقتربت السنة المهلة التي أعطاها له الخليفة على الانتهاء, كلما تذكر الحوار الذي دار بينه وبين الخليفة , يشعر بالرعب والخوف. أخيرا انتهى إلى القرار الصعب, فقد فشل في إنجاز المهمة بسبب قلة الإمكانيات المتاحة لبناء ما يشبه السدود الضخمة على مجرى النهر, وهى فكرته التي لم يجد المعدات والآلات اللازمة لتشيد هذا البناء العظيم على النهر, لعله يحتجز المياه خلفه, وبالتالي لا تغرق الأراضي بسبب مياه الفيضان كل عام, وحتى يمكن توظيف تلك المياه خلال أيام التحاريق وقلة منسوبها في مجرى النهر. أصابه القلق ونالت منه الحيرة, فقل تناوله للطعام, وضعف جسمه حتى أصيب بالنحافة والهزال, ولا يقوى على شئ. فلماء جاء الطبيب وسمع منه ما يدور برأسه, وكان من أصدقائه. قال له: "نصيحتي إليك , أن تدعى الجنون, وليس على المجنون حرج! وبذلك لن يقتلك الخليفة!!" تحير الشيخ أكثر, لكن إلى أين يذهب ؟ وكيف يتصرف؟ تابع الصديق: "إذن لتهرب ليلا إلى الأزهر..وهناك تتبدل أحوالك بعيدا عن الخليفة ورجاله" فلما حان الميعاد, وقد انقضت السنة, سأل عنه الخليفة, وعرف بما أصاب الشيخ. فما كان منه إلا أن أمر برعاية العالم المريض, وأن يجزلوا له العطاء حتى يشفى. وفى إحدى الأيام, تسلل الشيخ إلى الجامع الأزهر, كنصيحة صديقه. وهناك لم بعرفة الناس, وبدأ يجلس إلى جوار أحد الأعمدة, وتجمع حول التلامذة وطلاب العلم..وعرف بالشيخ المعلم, وذاع صيته ولقبوه بالحكيم "بطليموس الثاني أو بن الهيثم" لسنوات طويلة بعد موت الخليفة الحاكم بأمر الله. يوم وفاته خرجت القاهرة كلها خلفه , من الجامع الأزهر حتى المدفن, وقد حزن عليه الجميع حزنا شديدا , جزاء ما أعطاه للعلم ولطلاب العلم وللناس من علم وإخلاص. وفور أن انتهى الجميع من واجب العزاء, اجتمع تلامذته في مجموعات , وقال أحدهم: "إن عزاء العلماء لا يكون بالبكاء عليهم, بل بالدعاء لهم على ما قدموه من خير وعلم نافع للناس" فرد آخر: "صدقت يا صديق , أليس أفضل الناس هو من علم العلم وعلمه.. وأستاذنا "ابن الهيثم علمنا الكثير, وخدم الناس أكثر." فتابع الأول قائلا: "دعوني أذكر لكم قصة علاجه لضعف البصر لأول مرة في الدنيا كلها!!" فتعالت الأصوات : "حقا.. ما هي تلك القصة؟" "وهل استطاع أن يستخدم أبحاثه في علاج ضعف البصر؟؟!" عاد وقال الرجل بثقة الواثق فيما عرفه عن العالم "ابن الهيثم": "ذات يوم حضر إليه "أبو منصور الثعالبى" أو المشهور بلقب "النيسابورى" وهو الأديب المعروف, ثم أخبره بأنه يشكو من ضعف في بصره حتى أنه لم يعد يستطيع القراءة.. فما كان من العالم "ابن الهيثم" إلا أن أحضر آلة مركبة من زجاجتين شفافتين, ويبدلهما بأخرى حتى نظر "الثعالبى" من خلالها وقرأ جيدا...." صاح أحدهم: "وما تلك الآلة؟؟!" رد تلميذ "ابن الهيثم قائلا": "انه نفس سؤال الثعالبى, إنها "نظارة" تصلح لذوى الإبصار الضعيف" فتابع الجميع يرددون ثانية الدعاء بالرحمة للعالم المخلص لأهله ولتلاميذه , بل لدينه وأمته, كما أمن الجميع مرددين: "آمين يا رب العالمين". ........................ Mb_negm@hotmail.com Ab_negm@yahoo.com

منقول

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:34 AM
الحياة ساااعه والودااع لحظه!!!!!
________________________________________
تمضي الايام وتسير .. تبتعد عنا ونحن نقترب .. من وداع ابدي اخير ..
مهما التأم الشمل واجتمعنا فالدروب لا بد وان تقطع اوصال حبالنا و تشق الارض بيننا فتبعدنا المسافات وتضيعنا الازقة والطرقات .. كل منا لا بد وان يرحل .. لكن لمن الغلبة في النهاية .. من سيبقى ليعاصر ايام وداعنا واحدا تلو الاخر .. من سيبقى للنهاية .. ليضع الورود على قبورنا .. ويقرأ لنا سورة الفاتحة كلما مر طيفنا على ذكراه .. ومرت ذكرانا على قلبه مرور الكرام ..؟
هل سنبقى احياءا ً في القلوب ام بمجرد ان يوضع علينا التراب تذهب ذكرياتنا وهمساتنا واصواتنا في مهب الرياح التي تتطاير معها ذرات من غبار القبر بعد الدفن ...؟!
هل ستبقى الدموع في المآقي ام ستنزل على الوجنات ؟؟
هل ستكتب احرف اسمائنا في القلوب ام على صخور القبور فقط ؟
هل سنجد من يؤرخ ذكرى طيبة بعد ان كانت طبيبة تداوي الجروح ؟؟ ام انها مجرد دفاتر صغيرة تكتب فيها الملاحظات ثم ترمى بعد ان نتخرج من هذه الحياة الى حياة الاخرة ؟؟
هل سننسى ام لنا في كل موقف حروف وكلمات قد تزرع البسمة وتداعب الروح ؟..
هل سنجد من يحزن لفراقنا ويحفظ ايامنا ؟؟

هل ادخرنا من يبكي في مماتنا ويروي تراب منامنا بدمعه المتصبب ؟
هل سنجد من يبكي كلما فتح صندوق الذكريات وانبعثت منه رائحة تلك الايام الحلوة والمرة ؟
هل ادخرنا من يشيعنا في جنازة وداع الحياة ومن يتأجج قلبه بالألم ؟؟
هل جمعنا من اذا اجتمعوا ذكرونا بذكرى حسنة وترحموا علينا بواسع الرحمة والمغفرة ؟
ام انقضت ايامنا وانقضينا معها واخرجنا كل واحد من قبله بعد ان انتهت مدة اقامتنا ؟؟قد نقسو احيانا ًلكنه ينبع من محبتنا لمن نقسو عليه .. ولا يقسو عليك من يحبك الا وهو يقاسي اكثر مما انت تقاسيه ..
قسونا كثيرا لكننا نعتذر حينها ونعتذر فيها ونعتذر في ثنايا كلماتها فلا يوجد من يقسو على اخيه من امه حواء وابيه آدم
لا يوجد من يحقد او يكره بل لا يوجد الا من يحب ..

الحياة لا بد وان تنتهي ويودع كل منا الاخر وداعا ً لا رجوع من بعده .. في كل لحظة وكل دقيقة نودع ونودع فمن يدري لعلنا نغفو فلا نستيقظ ثانية .. ..

الحياة ساعة ..والوداع لحظة
منقول

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:35 AM
الزعيم لا يصافح طفلا حافي القدمين
بتاريخ 15-8-1425 ه&#16**;
القسم: قصص

أخفاء
اظهار
اشترى لي أبي حذاءً جديدا صباح يوم 26 يوليو عام 1964، فلبسته وخرجت مع أفراد الأسرة إلى السلسلة لنصطف مع الجماهير المصطفة بطريق الكورنيش الذي سيمر منه الزعيم، ونصفق له، ونهتف باسمه عندما يمر موكبه المهيب احتفالا بذكرى رحيل الملك على يخت المحروسة مغادرا الإسكندرية بعد ثورة 23 يوليو 1952.


الزعيم لا يصافح طفلا حافي القدمين بقلم: أحمد فضل شبلول اشترى لي أبي حذاءً جديدا صباح يوم 26 يوليو عام 1964، فلبسته وخرجت مع أفراد الأسرة إلى السلسلة لنصطف مع الجماهير المصطفة بطريق الكورنيش الذي سيمر منه الزعيم، ونصفق له، ونهتف باسمه عندما يمر موكبه المهيب احتفالا بذكرى رحيل الملك على يخت المحروسة مغادرا الإسكندرية بعد ثورة 23 يوليو 1952. قطعنا المسافة من حي محرم بك إلى السلسلة سيرا على الأقدام مع الجماهير الغفيرة المتجهة إلى أماكن مختلفة على طول الكورنيش. شعرت ببعض الآلام بمؤخرة القدمي اليمنى لكون الحذاء الأسود جديدا، ولما وصلنا إلى حيث الزحام الشديد تخيرت مكانا ضيقا على سور الكورنيش قفزت إليه، ولما أحسست أن موكب الزعيم قد تأخر بسبب هذا الزحام الشديد، خلعت حذائي الجديد اللامع، وحشرته بجانبي بيني وبين الشخص المجاور لي. فجأة حدث هرج ومرج وقام الناس واشرأبت أعناقهم إلى موكب الزعيم، ورفع الرجال أبناءهم الصغار عاليا. جرى أبي إلى مكاني ليرفعني عاليا كي أرى الزعيم في الحقيقة، بعد أن كنت أرى صوره الكثيرة في الجرائد والمجلات، بل أنه أرسل لي صورته الشخصية، بعد أن أرسلت له خطابا أشرح فيه حبى الشديد له وإعجابي الكبير به. بعد أسبوع واحد وصلني خطاب من رئاسة الجمهورية على عنوان مدرستي. قامت ناظرة المدرسة باستدعائي من الفصل لتبلغني أن ديوان عام رئاسة الجمهورية أرسل لي خطابا، وطلبتْ أن أفض المظروف الأزرق أمامها لترى ما بداخله. لم أكن أعرف مدى أهمية أن يصل خطاب من ديوان رئاسة الجمهورية إلى أحد من تلاميذ المدرسة. فتحتُ المظروف بناء على أوامر الأبلة الناظرة، فوجدت خطابا أزرق باسم حسن صبري الخولي، أرفق به صورة للزعيم مبتسما كعادته، وبالرسالة ما يفيد أن الزعيم اطلع على خطابي الذي أرسلته له، وأنه يهديني صورته. تنفست الأبلة الناظرة الصعداء، بعد أن قرأت معي الخطاب، وفرحت معي بصورة الزعيم، ورأيتها تبتسم &#16**; في شموخ &#16**; مثله. بعد أن انتشلني أبي من بين الواقفين المبهورين بشخصية الزعيم الحقيقية الماثلة أمام عيونهم في موكبه الهادر، أحسست أن شيئا يسقط من جانبي ويرتطم بالصخور الرابضة أسفل الكورنيش، ولكن لم أهتم بما سقط، ويكفيني أن الزعيم الآن يمرُّ أمام عيوني. عندما لوحتُ للزعيم، وهتفت باسمه كثيرا، وقلت له: بالروح بالدم .. تخيلت أنه سمعني ونظر لي وابتسم، وتخيلت أنه عرف أنني ذلك التلميذ الذي أرسل له رسالة يطلب فيها صورة له، وأنني ذلك التلميذ الذي كلف مدير مكتبه الخولي أن يرسل لي رسالة نيابة عنه. لذا عندما رآني أهتف له، ابتسم لي ولوح بيد الزعامة العربية. أما فكرة أن يأمر موكبه بالتوقف ثم أن يترجَّل ويشق كل هذا الزحام الجماهيري ويأتي إليَّ ويصافحني، فقد كانت مستبعدة تماما، لأنني كنت ساعتها حافي القدمين، والزعيم يعرف ذلك، لذا لم يشأ أن يترجل ليصافح طفلا حافي القدمين أمام جماهير مصر الغفيرة، وجماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، وأمام دول عدم الانحياز، وشعوب العالم المحبة للسلام. بدأ موكب الزعيم يبتعد قليلا قليلا، وأخذ الطوفان البشري يهدأ قليلا قليلا، وبدأ الناس ينفضون من حولنا رويدا رويدا، فتلفت حولي وأنا على سور الكورنيش، فلم أجد إلا فردة واحدة من حذائي الأسود الجديد، هي الفردة اليسرى، أما اليمنى فلم أجدها، فأخذت أبحث عنها فوق كل حجر من أحجار الكورنيش، وفي الأماكن المحيطة بنا، وأنا في خوف وهلع شديدين من معاقبة والدي على إهمالي. عندما قرر والدي أن نبدأ في المسير، لم أذعن لأمره، فتلفت لي، وسألني: مالك؟ قلت له في خوف: فردة حذائي سقطت في البحر. سألني: ليه؟ أجبته: لما شلتني لتحية الزعيم، وقعت الفردة في البحر. على غير ما توقعته قال لي: علشان خاطر الزعيم بس حاسامحك النوبادي، وحاشتريلك جزمة جديدة، ولكن على دخول المدارس. فكرت أن أكتب للزعيم أشرح له الموقف، ولكن تراجعت خشية أن يظن أنني أشحذ منه ثمن حذاء جديد. أحمد فضل شبلول &#16**; الإسكندرية
منقول

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:36 AM
السمكة الحائرة موسى نجيب موسى
بتاريخ 29-5-1425 ه&#16**;
القسم: قصص

أخفاء
اظهار



السمكة الحائرة
الشمس ترسل أشعتها الذهبية لتشع النور والدفء في كل مكان ومع وصول أول هذه الأشعة إلي الأرض .. يخرج عم « حامد » لكي يصطاد … يحمل على كتفه شباكه الكثيرة … يصل إلى النهر ويركب مركبه الراسي على الضفة الغربية للنهر، يبسمل بسملته المعتادة ،بعدها يلقي بشباكه في النهر .. ثم ينتظر قليلاً وبعدها يسحب الشباك مرة أخرى ممنياً نفسه بصيد وفير .. لكن يخيب أمله وتخرج الشباك خاوية تماماً من أي نوع من أنواع الأسماك التي يزخر بها النهر اللهم إلا قليلاً من صغار السمك الذي لا يصلح للبيع ،أو حتى للطعام فيرده مرة أخرى للنهر علّه عندما يكبر يصطاده .. يكرر عم « حامد » محاولاته في طرح الشباك وسحبها-يتذكر أبيه حينما قال له "يا بني الصيد مهنة الصبر فتحلى به يرزقك الله" - لكن في كل مرة تخرج الشباك كما هي ليس بها إلا قليل من صغار السمك .. انتصف النهار والحال كما هو الحال ففكر عم« حامد »في إلقاء الشباك بالقرب من الشاطئ ويذهب ليتناول طعام (الغداء)ثم يعود إلى شباكه لعل يجد بها شيئاً . في تلك الأثناء كان « مصطفى » يستعد ليواصل رحلة صيده اليومية حيث أنه يصطاد الأسماك لكي يأكلها هو وأمه وأخوته أو يبيعها ويشترى بثمنها طعاماً آخر .. فأبوه توفى منذ زمن وهو أكبر أخوته وكان يجب عليه أن يترك مدرسته ويعمل حتى يستطيع أن ينفق على نفسه وأمه وأخوته … أبوه لم يترك لهم شيئاً وهو لم يتعلم أي مهنة يستطيع من خلالها أن ينفق على نفسه وأسرته كما أن المهن التي عمل بها بعد وفاة أبيه لم يفلح فيها؛ فلذلك اتجه للصيد فهو هوايته منذ صغره وحبه الأثير. أخذ مصطفى سنارته وطعوم السمك التي يصطاد بها وذهب إلي النهر وجلس في مكانه المفضل على حافة النهر بعدها ألقى سنارته ، وعندما شعر بهزة في يده أسرع واخرج السنارة لكنه لم يجد بها شيئاً. عاد وألقى السنارة مرة أخرى وإذا به يشعر بهزة عنيفة في يده فأخرج السنارة على الفور فرأى مقدمة سمكة كبيرة جداً . حاول إخراج السمكة لكن جسده الضئيل لم يساعده على إخراج السمكة وخاصة بعد أن رأى أن هناك خيوط شباك ملقاة في النهر تعوقه هي الأخرى عن إخراج السمكة وعندما مال على حافة النهر وحاول تخليص السمكة من خيوط الشباك هاجمه من الخلف صوت أجش قال له :- - ماذا تفعل هنا يا فتي؟ وما هذا الذي أراه في يدك ؟! - إني أصطاد والتي في يدي هذه سنارتي . توقف برهة وعاد يقول:- - أيوجد قانون يمنع الناس من الصيد ؟ - حتى الآن لا يوجد لكن يوجد أناس أقوياء مثلي يبلعون أناس ضعفاء مثلك . لوح صاحب الصوت الأجش بيده ناحية النهر وعاد يقول :- - مثل الأسماك التي في النهر فإن كبيرها يأكل صغيرها . - لكن هناك قانون ،وهناك قضاة وحكام فلسنا في غابة ، ولسنا كالأسماك بلا هوية لا تعرف إلا الماء وطناً لها. - على رسلك يا فتي .. فأنت مازلت صغيراً على كل هذا . - صغير .. صغير على ماذا أيها الرجل ؟ - أراك تعارضني وأنت فتي صغير .. اذهب يا بني لأمك أنت بحاجة لكي تطعمك فتتها الشهية . السمكة تبدل نظرها بين الفتي والرجل وتحاول الهروب من خيوط الشباك اللعينة التي تحكم قبضتها عليها . اغتاظ « مصطفى » من الرجل ورد عليه بلهجة عنيفة :- - لم أعد صغيراً حتى تطعمني أمي بيدها أو من فتتها . - حسناً … حسناً وماذا تريد مني الآن ؟ - أريد سمكتي التي اصطدتها بسنارتي . إن أمي وأخوتي في انتظاري حتى أعود إليهم بما رزقنا به الله لكى تمتلئ بطونهم الخاوية . - وإذا لم أعطك السمكة التي تزعم أنها ملكك . ماذا ستف&#16**;… ؟ قاطعه « مصطفى » قائلاً : - - لا تقل أني أزعم بل هي ملكي بالفعل وسوف تعطيها لي شئت أو لم تشأ . - يا بنيّ تلك السمكة هي ملكي وأنت وجدتها في شباكي فهل تريد أن تأخذ شيئاً ليس من حقك؟ بلغ الضيق بالسمكة مداه وصرخت فيهما :- - خلصاني من هذا الأسر أما أن تتركاني أعود لأولادي في النهر وتأخذاني وتريحاني أفضل من هذا العذاب الذي أنا فيه . نظر الفتي إلى السمكة ثم عاود النظر إلى الرجل وقال :- - فلنذهب إلى قاضي المدينة هو الوحيد الذي يستطيع أن يفصل بيننا ،وما سيحكم به سوف يسري على كلينا . وافق عم « حامد » على فكرة الفتى ووافقت عليها أيضاً السمكة وذهبوا جميعاً للقاضي لعرض المشكلة عليه وبعد أن وصلوا إلى "دار الحكم" طلب القاضي منهم أن ينتظروا قليلاً حتى ينتهي من الفصل في إحدى القضايا المنظورة أمامه . انتظروا … مر الوقت بطيئاً .. القلق يكاد يقتل الفتى …… فأمه وأخواته ينتظرون عودته لهم بالطعام … الخوف يملأ قلب الفتى الصغير فماذا لو لم يحكم له القاضي بأخذ السمكة ؟ إنها لطامة كبري سينام هو وأخوته وأمه بدون طعام هذه الليلة مثلها مثل ليالي كثيرة مضت . استيقظ على صوت الحاجب الصاخب وهو ينادى :- - قضية السمكة . دخل الفتى وعم « حامد » ومعهما السمكة إلي ساحة القضاء التي يتوسطها رجل في العقد السادس من عمره … وجهه كثير التجاعيد … تطل بعض الشعيرات البيضاء من أسفل عمامته الكبيرة … يرتدي ملابس فاخرة مزركشة … بعد أن سمح للمتقاضيين بالمثول أمامه نظر إليهما في عجب وقال :- - أني في عجب من أمركما فما هو الشيء الذي تنازعان عليه لكي تأتيا إلى دار الحكم حتى نفصل لكما فيه . ثم نظر إلى الرجل وعاد يقول :- -وأنا أري إنك رجل كبير والذي تقاضيه فتي صغير في عمر ابنك…!! حاول الرجل أن يتكلم ليوضح للقاضي المشكلة وفي نفس الوقت حاول الفتى أن يتكلم أيضا لكن الحديثين تداخلت كلماتهما في بعضهما البعض ولم يصل إلى أذن القاضي سوى كلمات مشوشة فأمرهما بالسكوت ، وبعد برهة من الوقت أمر القاضي الرجل الكبير بالحديث فقال عم « حامد » :- - سيدي القاضي .. أنا كما ترى صياد ، ورزقي ورزق أولادي يعطيه الله لي يوماً بيوم ، واليوم خرجت كعادتي للصيد ، ولكني لم اصطد شيئاً حتى موعد الغداء فكرت بيني وبين نفسي بأن ألقي الشباك وأذهب لتناول طعام الغداء وأعود لكي أخرجها وأخرج ما فيها من أسماك فهي رزقي ورزق أولادي .. لكن عندما عدت إلى النهر وجدت هذا الفتى يحاول أن يخرج تلك السمكة ويخلصها من خيوط شباكي ، وعندما سألته لماذا تصطاد في هذه المنطقة مع أن هناك علامات طافية على سطح الماء توضح أنه يوجد شباك ملقاة لشخص أخر … لم يجبني وأصر على أخذ السمكة وعندما حاولت منعه قال لي لنحتكم إلي ( دار الحكم ) وثقة مني يا سيدي في نزاهة حكمكم المشهود بها في طول البلاد وعرضها أثرت اللجوء إليكم لتحكم بيننا . حمحم القاضي وقال : - مفهوم .. مفهوم . ثم نظر إلى الفتي الصغير وقال له :- - وأنت أيها الفتى ماذا عنك وعن قصتك ؟!! رد الفتى بصوت حزين وقال :- - مولاي القاضي .. أنا أخ لأربعة أخوة غيري ، وأيضا عائل أسرتي كلها بعد أن مات أبي،ومرضت أمي .. ولم أجد أمامي بابًا للرزق سوى الاصطياد لأنه كما ترى يا سيدي أنا فتي صغير ولم يشتد عودي بعد وقد طفت بكثير من المهن والحرف ، ولكني لم أفلح في الالتحاق بأحد منها أو تعلم أى صنعة أو حرفة تعيينني على تحمل المسئولية الملقاة على عاتقي وقد عملت بنصيحة أمي بأن أتوجه إلى النهر لكي أصطاد وأن كل ما يرزقني به الله هو رزقنا وكل ما قاله عم « حامد » هو كلام كله صحيح ، ولكن ليس له الحق في أخذ السمكة … قاطعه القاضي بحزم وشدة :- - كيف .. كيف ليس له الحق في أخذ السمكة وأنت تقول أن كلامه كله صحيح ؟ أليست هذه السمكة هي نفسها تلك السمكة التي وجدتها في شباكه ؟!! رد الفتى في هدوء وثقة : - نعم إنها هي السمكة نفسها ، ولكنّي أطلب من سيدي القاضي أن يفسح صدره لي ويسمعني جيداً . نظر إليه القاضي باستغراب وقال :- - قل ما عندك .. فكلّى آذان صاغية . قال الفتى :- - ذات مرة كنت أسير في الطريق وإذ بي أشعر بالعطش الشديد ؛ فانزويت ناحية إحدى القدر الموضوعة على جانب الطريق كي أروي عطشي منها وبعد أن شربت ورويت عطشي وجدت تحت قدمي شيخ عجوز … ابتر القدمين ولا يستطيع الوصول إلى كوب الماء لكي يملأه ويشرب منه وعندما رأيت عجزه الظاهر وعدم قدرته على الوصول إلى كوب الماء الموجود أعلى القدر قمت بملء الكوب وأعطيته ليشرب ، بعد أن فرغ من الشرب .. شكرني ودعا لي بالخير والسلامة؛ فقل لي يا سيدي يا ترى لمن يكون أجر الثواب ؟ هل للذي وضع القدر وتعب في ملئه أم لي أنا الذي سقى الشيخ العجوز؟ رد القاضي قائلاً :- - لك جزاء يا فتى ولصاحب القدر جزاء ، ولكن قل لي أنت ما علاقة كل هذا الكلام بموضوع قضيتنا تلك ؟ رد الفتى مسرعاً :- -سيدي القاضي أنت تعلم أن النهر ملكاً للجميع وليس حكراً على أحد وأن ما به من خيرات هي ملك للناس جميعاً وهذا النهر يشبه في حكايتي الطريق الذي كنت أسير فيه ، والشباك التي ألقاها عمي « حامد » ما هي إلا أداة لإخراج السمك من النهر وهي تشبه القدر في حكايتي الذي هو أداة لتوفير قدر كبير من المياه للناس … قاطعه القاضي وقال له :- - والكوب ماذا يمثل في حكايتك ؟! رد الفتى بنفس هدوئه وثقته :- - الكوب يا سيدي في حكايتي يمثل السنارة التي بواسطتها استطعت أن أخرج هذه السمكة من النهر ولذا فإن هذه السمكة هي ملكي أنا لأني الذي تعب في استخراج طعوم السمك وأيضاً الذي تعب في إخراج السمكة من النهر. قال له القاضي:- - لكن في حكايتك كان الثواب لك ولصاحب القدر فلماذا تريد أن تأخذ السمكة كلها لك فقط ؟ رد الفتى:- - نحن أمامك يا سيدي وما تحكم به سوف يرضينا. نظر القاضي إلى الرجل وقال له :- - ما رأيك ؟ رد الرجل في تردد :- -نحن أمامك يا سيدي وما تحكم به سوف يرضينا. نظر القاضي إلى السمكة وقال لها :- - وما رأيك أنت ؟ قالت السمكة :- - يا سيدي أنا في حيرة شديدة فكما ترى كل واحد فيهما له ظروفه القاسية وأنا لا أستطيع أن أكون لأحد منهما على حساب الآخر فارجوا أن تأمر بعودتي مرة أخرى إلى النهر حتى أرى زوجي وأولادي . ضحك القاضي ضحكة عالية وقال :- - يا لك من سمكة شقية .. لقد حكمنا بأن تنصف السمكة نصفين .. نصف للرجل والنصف الآخر للفتى . أُعجب الرجل بكلام الفتى « مصطفى » وتنازل له أمام القاضي عن نصف السمكة وبعدها خرجا من دار الحكم متصافيين وتعاهدا على الود والصداقة والتعاون بينهما

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:37 AM
الشحاذ الصغير،
________________________________________


حدثني أحدهم انه كان مسافرا الى احد البلاد الخارجية، ويقول:

خطر لي وقد مللت من المكوث الطويل في الفندق أن أتجول في تلك المدينة على أقدامي...
وعندما خرجت سائرا في الشارع اعترضني صبي صغير لا يتجاوز عمره التاسعة، وأخذ يحدثني بلغتهم التي لا افهمها، وكان لحوحا بطريقة أزعجتني بعض الشيء...
غير أني فهمت من حركاته انه يريد (إحسانا)، فأعطيته قطعة صغيرة من النقود، التقطها من يدي بسرعة وهو يبتسم، ويردد بضع كلمات اعتقد انه كان يشكرني بها ويدعو لي!!!

أخذت أتجول في أنحاء المدينة من شارع إلى شارع أكثر من ساعتين، وبعد أن أعياني السير، قررت أن ارجع إلى الفندق، ولكنني للأسف ضللت الطريق...
وكلما شحذت ذاكرتي، كنت ابتعد أكثر!!!
وبحكم أنني إنسان عنيد فقد صممت على أن أوصل نفسي بنفسي مهما كان الثمن!!!
ومرت عليّ وأنا على هذه الحال من (التوهان) أكثر من ثلاث ساعات، فوق الساعتين اللتين كنت اتمخطر بهما!!!


وفجأة وإذا بي وجها لوجه مع ذلك الشحاذ الصغير!!!
فابتسم لي وبادلته الابتسامة بأكبر منها، كيف لا وأنا حينما رأيته تخيلت انني قابلت صديقا، أو أحد الأقرباء من عائلتي، خصوصا وأنا الغريب التائه في هذه المدينة التي لا اعرف فيها أحدا والتي أزورها لأول مرة...


أوقفت الصبي وأخذت استخدم معه لغة الإشارة حتى فهم منها أنني ضائع وأريد الوصول إلى الفندق...
فما كان منه إلا أن تفوه بعدة كلمات خمنت منها انه يقول: اتبعني...
وفعلا انطلقنا هو أمامي يحث الخطى كالغزال...
وأنا خلفه أجرجر أقدامي (كأبو جلمبو)!!!
ومن شارع إلى ميدان إلى زقاق إلى جسر، إلى حديقة، إلى تقاطعات لا أول لها ولا آخر، إلى أن وصلنا أخيرا إلى الفندق بعد ساعة تقريبا، عندها تنفست الصعداء...
ومددت يدي الى حافظة نقودي، وأخرجت مبلغا لا بأس به وقدمته للشحاذ الصغير غير انه رفض!!!
وظننت انه طامع في مبلغ أكبر، وفعلا زدت، بل ضاعفت المبلغ، غير انه رفض مرة أخرى وارتسمت على وجهه علامات الغضب، وعجبت من موقفه هذا، وناديت على (الكونسيرج)، وهو الموظف الذي يكون في العادة عند الاستعلامات لخدمة زبائن الفندق، لكي اعرف منه سبب غضب الصبي...
وفعلا اخذ يتحادث الاثنان بعبارات حامية، ثم التفت نحوي الموظف وقال: إن الصبي يقول: انه لا يريد منك مالا، فإن قبوله الإحسان منك شيء، وقيامه بخدمة بسيطة نحو صديق شيء آخر لا يليق أن يؤجر عليه...


وفي خجل شديد اعدت المحفظة إلى جيبي، والتفت وإذا بالشحاذ الصغير، عاقدا يديه خلف ظهره يحث الخطى مبتعدا عن الفندق!!!


... أسعد الله اوقاتكم ...
__________________
منقول

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:37 AM
الشمس الغاضبة
بتاريخ 2-11-1425 ه&#16**;
القسم: قصص

أخفاء
اظهار
يحكى أن عمدة الفرية البعيدة, اشتهر بقوته. وبينما كان يراقب الأطفال يلعبون على ضفاف النهر , سأل نفسه :
" ما مصير هؤلاء الأطفال عندما يكبرون ويحاربون؟"
ثم أرسل رسول إلى عمدة القرية القريبة , فقد كان الصراع بينهما شديدا. وطلب الشاب المكلف بالمهمة إبلاغ العمدة بضرورة إلقاء الأسلحة بالقريتين.. ولا يتحاربان ثانية.
وافق العمدة الآخر , وقال:
"سوف أخرج مع سكان قريتي , لنقابل أهل القرية البعيدة , عند منتصف الطريق
بين القريتين.. وهناك نحطم كل الأسلحة"


بقلم:السيد نجم
يحكى أن عمدة الفرية البعيدة, اشتهر بقوته. وبينما كان يراقب الأطفال يلعبون على ضفاف النهر , سأل نفسه :
" ما مصير هؤلاء الأطفال عندما يكبرون ويحاربون؟"
ثم أرسل رسول إلى عمدة القرية القريبة , فقد كان الصراع بينهما شديدا. وطلب الشاب المكلف بالمهمة إبلاغ العمدة بضرورة إلقاء الأسلحة بالقريتين.. ولا يتحاربان ثانية.
وافق العمدة الآخر , وقال:
"سوف أخرج مع سكان قريتي , لنقابل أهل القرية البعيدة , عند منتصف الطريق
بين القريتين.. وهناك نحطم كل الأسلحة"
أعلنت الأفراح في القريتين, وتقابل الجميع عند منتصف الطريق . تصافح الحكمان , وبدأت خطوات تنفيذ الاتفاق .
بسرعة تحطمت كل الأسلحة , وأخفوا الحطام تحت الأرض..بعيدا. وبالسرعة نفسها ظهرت الآلات الموسيقية , وعلت أصوات الجميع يغنون في نشوة وانتصار.
ومن شدة الفرحة, رقصت معهم الحيوانات البرية التي جاءت من الصحراء القريبة, وأطلت الأسماك من صفحة مياه النهر , ولم تشأ الشمس أن تغيب, ولأول مرة تقبل الشمس وجود القمر الى جوارها.
لولا حادثة بسيطة جدا حدثت , لاستمرت الأفراح إلى اليوم. لولا أن تصادم شابين يرقصان مع بعض الفتيات .. لولا أن سال الدماء من رأسيهما.!!
بسبب شدة الاصطدام , لم يستطع الشابان التعبير عن غضبهما. لكن ما حدث أن تولى أهل القريتين كل المهمة, ظلوا يتقاتلون معا لفترة طويلة.
وعرفوا السبب فيما بعد.. لأن الشمس غضبت وذهبت بعيدا, كما انزوى القمر خجلا, فأظلمت السماء والأرض, ولم يعرف أحدهم من يقتل من ؟؟!.
منقول

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:38 AM
الضفدع الفنان
بتاريخ 9-11-1425 ه&#16**;
القسم: قصص

أخفاء
اظهار
بقلم: عزة أحمد أنور
يحكي أن ضفدعا صغيرا كان يحيا في مملكة للضفادع، كان يحلو له مراقبة الصباح وهو يخرج رويداَ رويداَ من قلب الليل ، فيقفز هنا وهناك علي ورقة شجر ، يدور معها علي صفحة الماء ، يظل هكذا إلي أن تشرق الشمس فيحييها بصوته : نق..نق ..نق.
كان يقود زملاءه دعدع ، وضفدوع وفيفي... في هذا الحفل كل يوم حتي أطلقوا عليه قائد الأوركسترا.


يحكي أن ضفدعا صغيرا كان يحيا في مملكة للضفادع، كان يحلو له مراقبة الصباح وهو يخرج رويداَ رويداَ من قلب الليل ، فيقفز هنا وهناك علي ورقة شجر ، يدور معها علي صفحة الماء ، يظل هكذا إلي أن تشرق الشمس فيحييها بصوته : نق..نق ..نق.
كان يقود زملاءه دعدع ، وضفدوع وفيفي... في هذا الحفل كل يوم حتي أطلقوا عليه قائد الأوركسترا.
ذات يوم كان أحد الطيور يبحث عن مكان لاتكسوه الثلوج لكي يقضي فيه الشتاء ، لم يجد أمامه سوي هذه الجزيرة التي وصل إليها منهكاَ ، كانت جزيرة دافئةََََََََ حقاَ جعلته يطمئن للأيام الجميلة القادمة ، ماكاد يحط علي أحدي الأشجار حتي غرق في النوم .
قبل أن ينتشر نور الصباح كان قد استيقظ بحثاَ عن أي شئ يقيه من الجوع ، فوجد الثمار التي أشبعته وماء البحيرة الذي روي عطشه فانطلق بعدها مغردا .
لفت صوت العصفور نظر الضفدع وأصدقائه، وتساءلوا عن مصدره ؟!اندفع ضفدوع بسرعة وقال: ليس جميلا علي أي حال.
رددت بقية الضفادع نفس الكلمة واندفعوا يرددون معا نق..نق..نق أي ما أجمل صوتنا نحن.
الضفدع الفنان غرق في صمته ، وجلس بعيدا يفكر ، تردد الصوت مرة أخري ولكن أقوي فهمس الضفدع وقال: ياله من صوت رائع حقا!
ومنذ تلك اللحظة لم يعد الضفدع قادراَ علي أن يقود الأوركسترا أو يدعي أن صوته أجمل الأصوات .
وفي أحد الأيام ، أثناء جلوسه أمام البحيرة ، حدث نفسه قائلا :أناأدرك أن صوتي ليس جميلاَ كما كنت أتصور ، لكن من حقي أن أفرح بالقمر والنجوم والشمس والزهور ، أريد أن أعلن حبي للحياة بطريقتي .
ظل الضفدع علي تلك الحال أياما إلي أن وصل إلي حل، قال إذا كان صوت العصافير يزين الصباح الجميل ، فأنا سأغني لليل والقمر والنجوم ، وصارت الضفادع من بعدها علي مبادئه ، لاتدعي ماليس فيها ، ولاتزعج أحدا لكن لاتخفي فرحتها بالحياة.

منقول

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:38 AM
الطائر الاخضر
بتاريخ 2-3-1425 ه&#16**;
القسم: حكايات

أخفاء
اظهار
هيام شلاعطه – سخنين – طالبه
كلية دار المعلمين العرب – حيفا .
حكايا شعبيه على لسان جدتي فاطمه شلاعطه - سخنين


كان يا ما كان رجل وامرأه متزوجان وعندهم ولد وبنت وكانوا سعيدون جداً بحياتهم – ولكن فرحتهم لم تدم طويلاً واذ توفيت الام فجأه وتركت وراءها زوجاً وطفلين . ونظراً لصعوبة العيش دون ام ( للاولا د ) وزوجه ( للاب) قرر الاب الزواج فتزوج من امرأه كانت قاسيه على الاولاد ولا تعاملهم معامله حسنه . وفي احد الايام قرر الاب ان يدعو جميع رجال البلد بما فيهم الخطيب لتناول طعام الغداء احتفالاًًًًًًًً بزواجه . فأحضر خروفاً وطلب من زوجته ان تطبخه ليكون وجبه لذيذه للضيوف . فطبخته الزوجه – وكانت هذه المرأه معروفه بشراهتها في الاكل – فبقيت تأكل من الخروف لقمه بعد لقمه ولقمه بعد لقمه حتى اكلته كله فوقفت حائره تفكر فيما تفعل – وكيف ستواجه زوجها والضيوف عندما يحضروا لتناول وجبة الغداء . فقالت : لقد وجدتها . فأخذت " تنكه " وملأتها بالماء ووضعتها على النار – وأخذت السكينه وبدأت " تسن " بها . وطلبت من الطفله (ابنة زوجها ) ان تذهب وتنادي اخاها . الطفله رأتها وهي" تسن " السكينه وعندما اوقدت النار فخافت حالاًً وفهمت ان هنالك امراًًً خطيراًًً سيحدث – فاجبرتها على الذهاب لتنادي اخاها فذهبت وهي متردده خائفه فقالت له : " يا خي تعال ومتجيش , المي بتغليلك والسكينه بتمضيلك " فقال لها المسكين : ماذا تقوليين , لم افهم .فقالت له : تعال معي الى البيت . فذهبا معاً الى البيت – وقامت زوجة ابيهما بذبح الولد وطبخته . فأخذت اخته تبكي عليه بكاءاًًً شديداً وحزنت لاجله كثيراً . فجاء الاب والضيوف وبدأوا بتناول طعام الغداء والبنت تجلس على عتبة الدار تأخذ كل عظمه يرمونها وتضعها في حضنها – والاب يسأل عن ابنه اين ذهب فتقول زوجته : انه يلعب , او ذهب الى عمته , وغيرها من الاكاذيب ... وأصر الاب علىابنته بتناول طعام الغداء فرفضت ان تأكل وقالت انها لا تأكل اللحم . وبقيت تجلس على العتبه وتجمع بعظام اخاها حتى انتهوا من الاكل. فقامت بأخذ العظام وذهبت الى مكان بعيد لا يراها فيه احد فحفرت حفره ووضعت بداخلها العظام وسمت هذه الحفره بحفرة " الخماتي " ( الحفره على شكل جرن وغطاءه مصنوع من الطين ) .
ومرت الايام وكان فرح في الحاره فذهبا الاب وزوجته واصرا على البنت ان تذهب معهم( حيث كانت تلبس اللباس الاسود – الحداد على اخيها ) فذهبت معهما رغماً عنها حيث تزينت الزوجه بالمجوهرات الجميله والفريده ولبست فستانها وتزين الاب كذلك وذهبوا جميعاً الى العرس. في المكان الذي وضعت فيه البنت العظام انطلق من الحفره طائر اخضر وحوم فوق حلقة الرجال في العرس وأخذ يقول : " كوكو كوكو انا الطير لخضر – لمزين المحضر , خالتي ذبحتني , وابوي اكل من لحماتي واختي هالحنونه - حن الله عليها لملمت اعظماتي وحطتهن بجورة الخماتي " فقال له الرجال : " قول قول يا طير ما احلى قولك " فقال لهم : " والله ما بقول غير تيفتح فمه هاذاك الرجل ( والده ) " ففتح فمه ووضع في فمه رزمه مسامير فمات حالاً . وذهب الطائر الاخضر فوق حلقة النساء وأخذ يقول : " كوكو كوكو انا الطير لخضر لمزين المحضر – خالتي ذبحتني وابوي اكل من لحماتي واختي هالحنونه حن الله عليها , لملمت اعظماتي وحطتهن بجورة الخماتي " . فقلن له النساء : " قول قول يا طير ما حلى قولك " فقال لهن : " والله ما بقول غير متفتح فمها هذيك المرأه ( زوجة ابيه ) ففتحت فمها ووضع في فمها رزمة ابراً فماتت حالاً . وذهب الطائر الاخضر فوق حلقة الاولاد والبنات واخذ يقول : " كوكو كوكو انا الطير لخضر لمزين المحضر – خالتي ذبحتني وابوي اكل من لحماتي واختي هاالحنونه حن الله عليها لملمت اعظماتي وحطتهن بجورة الخماتي " فقالوا له الاولاد : " قول قول يا طير ما احلى قولك " . فقال لهم : " والله ما بقول غير ما تفتح حضنها هاذيك البنت ( اخته ) " فوضع لها الهاديا والالعاب والفساتين والمجوهرات . فأخذ الاولاد يقولون لها يا ليتنا مكانك يا ليت لدينا كل هذه الالعاب والهدايا الجميله فأخذت تبكي وتقول لهم اسكتوا جميعاً انا لا اريد شيئ سوى اخي. وفجأه نزل الطائر الاخضر ووقف بجانب البنت وانتفض فعاد الى طبيعته ( الولد الذي ذبحته زوجة ابيه) فتفاجأ الجميع كيف عاد اخ هذه البنت ففرحت البنت كثيراً وحضنت اخوها وبكوا بكاءاً حاراً وعادوا سوياً الى البيت .
منقول

عبدالله الصغير
12 - 1 - 2007, 12:40 AM
الغضب والمسامير

أهديها لكل عصبي

لكل من أساء إلي يوما وعلى رأسهم ** هو كان هنالك ولد عصبي وكان يفقد صوابه بشكل مستمر ، فأحضر له والده كيسا

مملوءا بالمسامير وقال له : يا بني أريدك أن تدق مسمارا في سياج حديقتنا

الخشبي كلما اجتاحتك موجة غضب وفقدت أعصابك

وهكذا بدأ الولد بتنفيذ نصيحة والده ..

فدق في اليوم الأول 37 مسمار ، ولكن إدخال المسمار في السياج لم يكن

سهلا . فبدأ يحاول تمالك نفسه عند الغضب وبعدها

وب&#16**;&#16**;عد مرور أيام كان يدق مسامير أقل ، وفي أسابيع تمكن من ضبط نفسه

وتوقف عن الغضب وعن دق المسامير .

فجاء إلى والده وأخبره بإنجازه ففرح الأب بهذا التحول .

وقال له : ولكن عليك الآن يا بني باستخراج مسمار لكل يوم يمر عليك

لم تغضب به !

وبدأ الولد من جديد بخلع المسامير في اليوم الذي لا يغضب فيه حتى انتهى

من المسامير في السياج

فجاء إلى والده وأخبره بإنجازه مرة أخرى ، فأخذه والده إلى السياج

وقال له : يا بني إنك حسنا صنعت ولكن انظر الآن إلى تلك الثقوب في

السياج ، هذا السياج لن يكون كما كان أبدا !!

وأضاف : عندما تقول أشياء في حالة الغضب فإنها تترك آثار مثل هذه الثقوب

في نفوس الآخرين .

تستطيع أن تطعن الإنسان وتخرج السكينة ولكن لن يهم كم مرة تقول : أنا آسف



لأن ال&#16**;ج&#16**;رح س&#16**;ي&#16**;ظ&#16**;ل ه&#16**;ن&#16**;&#16**;&#16**;اك...

منقول

ابومنار
12 - 1 - 2007, 06:56 AM
ما شاء الله تبارك الله

قصص رائعة أتمنى لك التوفيق

عبدالله الصغير
28 - 1 - 2007, 11:40 AM
:cool: :cool: :cool: رياض الأطفال
جميل وممتع

عبدالله الصغير
28 - 1 - 2007, 11:41 AM
دمت بحفظ الرحمن
جزاك الله خير على المرور

الجعيد
28 - 1 - 2007, 01:38 PM
أخوي عبد الله الله يعطيك العافيه على ها المجهود الحلو والجبار
ورحم الله والديك
لك شكري بكل لغات العالم

المـــدرعـــمه
10 - 8 - 2008, 09:32 PM
مشكوووره ع الموضوع الجميل و الرائع

شيماء11
11 - 8 - 2008, 02:45 PM
قصص كثيرة ونقل جيد :p

صغير الفهد
11 - 8 - 2008, 05:47 PM
اخي عبدالله الصغير لقد امتعتنا بهذه القصص الجميلة والمعبرة

اتمنى لك التوفيق بما تطرحه من مواضيع وبانتضار جديدك

تقبل مروري وتحياتي لك ,,,,,





أخوك ( صغير الفهد )

صغيربس خطير
8 - 10 - 2008, 08:16 PM
الف الف الف شكرر وفقك لله

صغيربس خطير
9 - 10 - 2008, 05:45 PM
الف شكر عبدالله علي المجهوددددد

صغيربس خطير
9 - 10 - 2008, 05:47 PM
مشالله ماشالله اللهههههههههههههيوفقك

صغيربس خطير
18 - 10 - 2008, 01:27 PM
رحما الله والديك

توتة2
1 - 11 - 2008, 04:16 PM
شكرا على القصص الحلوة ;)