قريات الملح
15 - 10 - 2003, 08:54 PM
إلى وزير التربية والتعليم!!
المصدر : عبدالله عبدالرحمن الجفري
* لأن (حديدة) الحوار مع (وزارة التربية والتعليم) ساخنة هذه الأيام على صفحات كل الجرائد, ربما تزامناً مع بدء العام الدراسي... فإنني أجد -عبر إيميلي- عشرات الرسائل التي يخصّ مُرسلوها هذه الوزارة بحواراتهم ومداخلاتهم, ولن أطيل (الدَّهْلزة) لواحدة من هذه الرسائل التي آثر (كاتبها) أن يُوجِّهها من خلال عمودي هذا إلى معالي/ د.محمد أحمد الرشيد, وزير التربية والتعليم.. لعلنا -جميعاً- نحظى بتوضيح, بردٍّ, بتقدير للحوار النابع من صدق المواطن:
* * *
* معالي وزير التربية والتعليم/ د.محمد أحمد الرشيد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أكتب إليكم رسالة بحروفٍ حبرها المعاناة, وقلمها إحساس يتجرعه الألم, وورقها قد جفَّ من كثرة النسيان الذي بدأنا نُحسه/ معاشر المعلمين, وقد بُحَّت أصواتنا مما ننادي به لتحسين مستوياتنا التي هي أساساً حق مشروع قد سُلب منا نحن الذين دائماً ما نطالب بأن نكون قدوة للجميع, لأننا مسؤولون عن أجيال, وعن أمة... وإذا كان حقاً وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة, فكيف يُربِّي المعلمون المُحبطون والمنسيَّة حقوقهم جيلاً قادراً على دفع الظلم عن نفسه, والمعلمون لم يستطيعوا أن يدفعوا ظلماً حلَّ بهم فجأة ليس له أسباب مباشرة منهم, وإنما هم فقط قد وقعوا ضحية, وسواهم ظل حاله كما هو إن لم يتغير للأفضل.
* يا وزير التربية والتعليم: ألا من لفتة أو نظرة, بل وقفة صادقة تجاه من تعتبرهم شمعة تحترق لإضاءة الطريق للجميع.. فكم طالبنا بإعطائنا حقوقنا وليس تحسين مستوياتنا أو إعطائنا مميزات كالدول الأخرى والتي ظلَّت فيها وظيفة (المُعلِّم): طموحا وأملا يصعب تحقيقهما إلا لمن لديه القدرة على ذلك, بينما نجد أنفسنا هنا, وقد أُمِرنا بانتظار تحسين المستويات, كالطالب الذي ينتظر نتيجة امتحانه, بل لم يقف الأمر على المستويات فقط ولكن أصبح المعلم هو الملزم بتنجيح الطلاب بأية طريقة كانت, وأصبح مُلاماً في كل شيء إذا حصل ما لم تُرِده الوزارة وتُحقِّقه من أهداف وقتية ينتج عنها الكثير من السلبيات, والتي بلا أدنى شك سوف تؤثر على المجتمع بأسره, لأن وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة, ولأن التعليم ليس بمهنة من لا مهنة له, ولكن التعليم مهنة المظلومين المكافحين والذين لن ينسوا أبداً حقوقهم!
كيف أصبح المُعلم يُعيَّن على بند لم يعين عليه سواه... وكيف أصبح المعلم يتقاضى أول مرتَّب له كمرتب طالب عُيِّن حديثاً بعد أن تخرج من الثانوية على وظيفة حكومية مدنية ونحن معاشر المعلمين نحمل درجة البكالوريوس... ولم أصبحت مخرجات التعليم سيئة جداً?!
فأين التخطيط والدراسات... ألم يكن هناك مخرج من هذه الأزمات التي تواجه الوزارة من عجز في إيجاد المستويات?!
لو أننا دافعنا يوماً عن حقوق المعلمين لما وجدنا هذا العجز في الوزارة أساساً, ولو وجد عجز في الوزارة لما كان هناك داع لتطبع الكتب كل سنة بدون تغيير في المضمون, بل فقط في الشكل... والأدهى والأمرَّ من ذلك: أننا نضع اللوم على وزارة المالية والاقتصاد الوطني في تحسين المستويات!!
لو كان ذلك صحيحاً لتوفَّر العجز في جميع الوزارات, لكننا لم نسمع بأن وزارة المالية لم تستطع إيجاد وظيفة لضابط براتبه الأساسي عند التعيين, ولم نسمع لطيار يطالب بتحسين مستواه, ولم ينتظر الطبيب الصحف ليل نهار ليرى اسمه وقد ترقى أو بالأصح هو ممن تمت مباشرته بتاريخ....!!
لماذا يا معالي الوزير/ المعلمون فقط.. وهم من يُخرِّج الضابط والطيار والطبيب?!!
* * *
* آخر الكلام:
* من كلمات الصحافي الكبير/ أحمد بهاء الدين -رحمه الله:
- المبادئ: ليست شيئاً ميتاً يرقد في بطون الكتب.
لكنها شيء حي يسكن في كيانك دون أن تدري!!
A_Aljifri@hotmail.com
كاتب في جريدة عكاظ 19/8/1424
المصدر : عبدالله عبدالرحمن الجفري
* لأن (حديدة) الحوار مع (وزارة التربية والتعليم) ساخنة هذه الأيام على صفحات كل الجرائد, ربما تزامناً مع بدء العام الدراسي... فإنني أجد -عبر إيميلي- عشرات الرسائل التي يخصّ مُرسلوها هذه الوزارة بحواراتهم ومداخلاتهم, ولن أطيل (الدَّهْلزة) لواحدة من هذه الرسائل التي آثر (كاتبها) أن يُوجِّهها من خلال عمودي هذا إلى معالي/ د.محمد أحمد الرشيد, وزير التربية والتعليم.. لعلنا -جميعاً- نحظى بتوضيح, بردٍّ, بتقدير للحوار النابع من صدق المواطن:
* * *
* معالي وزير التربية والتعليم/ د.محمد أحمد الرشيد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أكتب إليكم رسالة بحروفٍ حبرها المعاناة, وقلمها إحساس يتجرعه الألم, وورقها قد جفَّ من كثرة النسيان الذي بدأنا نُحسه/ معاشر المعلمين, وقد بُحَّت أصواتنا مما ننادي به لتحسين مستوياتنا التي هي أساساً حق مشروع قد سُلب منا نحن الذين دائماً ما نطالب بأن نكون قدوة للجميع, لأننا مسؤولون عن أجيال, وعن أمة... وإذا كان حقاً وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة, فكيف يُربِّي المعلمون المُحبطون والمنسيَّة حقوقهم جيلاً قادراً على دفع الظلم عن نفسه, والمعلمون لم يستطيعوا أن يدفعوا ظلماً حلَّ بهم فجأة ليس له أسباب مباشرة منهم, وإنما هم فقط قد وقعوا ضحية, وسواهم ظل حاله كما هو إن لم يتغير للأفضل.
* يا وزير التربية والتعليم: ألا من لفتة أو نظرة, بل وقفة صادقة تجاه من تعتبرهم شمعة تحترق لإضاءة الطريق للجميع.. فكم طالبنا بإعطائنا حقوقنا وليس تحسين مستوياتنا أو إعطائنا مميزات كالدول الأخرى والتي ظلَّت فيها وظيفة (المُعلِّم): طموحا وأملا يصعب تحقيقهما إلا لمن لديه القدرة على ذلك, بينما نجد أنفسنا هنا, وقد أُمِرنا بانتظار تحسين المستويات, كالطالب الذي ينتظر نتيجة امتحانه, بل لم يقف الأمر على المستويات فقط ولكن أصبح المعلم هو الملزم بتنجيح الطلاب بأية طريقة كانت, وأصبح مُلاماً في كل شيء إذا حصل ما لم تُرِده الوزارة وتُحقِّقه من أهداف وقتية ينتج عنها الكثير من السلبيات, والتي بلا أدنى شك سوف تؤثر على المجتمع بأسره, لأن وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة, ولأن التعليم ليس بمهنة من لا مهنة له, ولكن التعليم مهنة المظلومين المكافحين والذين لن ينسوا أبداً حقوقهم!
كيف أصبح المُعلم يُعيَّن على بند لم يعين عليه سواه... وكيف أصبح المعلم يتقاضى أول مرتَّب له كمرتب طالب عُيِّن حديثاً بعد أن تخرج من الثانوية على وظيفة حكومية مدنية ونحن معاشر المعلمين نحمل درجة البكالوريوس... ولم أصبحت مخرجات التعليم سيئة جداً?!
فأين التخطيط والدراسات... ألم يكن هناك مخرج من هذه الأزمات التي تواجه الوزارة من عجز في إيجاد المستويات?!
لو أننا دافعنا يوماً عن حقوق المعلمين لما وجدنا هذا العجز في الوزارة أساساً, ولو وجد عجز في الوزارة لما كان هناك داع لتطبع الكتب كل سنة بدون تغيير في المضمون, بل فقط في الشكل... والأدهى والأمرَّ من ذلك: أننا نضع اللوم على وزارة المالية والاقتصاد الوطني في تحسين المستويات!!
لو كان ذلك صحيحاً لتوفَّر العجز في جميع الوزارات, لكننا لم نسمع بأن وزارة المالية لم تستطع إيجاد وظيفة لضابط براتبه الأساسي عند التعيين, ولم نسمع لطيار يطالب بتحسين مستواه, ولم ينتظر الطبيب الصحف ليل نهار ليرى اسمه وقد ترقى أو بالأصح هو ممن تمت مباشرته بتاريخ....!!
لماذا يا معالي الوزير/ المعلمون فقط.. وهم من يُخرِّج الضابط والطيار والطبيب?!!
* * *
* آخر الكلام:
* من كلمات الصحافي الكبير/ أحمد بهاء الدين -رحمه الله:
- المبادئ: ليست شيئاً ميتاً يرقد في بطون الكتب.
لكنها شيء حي يسكن في كيانك دون أن تدري!!
A_Aljifri@hotmail.com
كاتب في جريدة عكاظ 19/8/1424