المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر حول الدعاء


 


فرحان الكاتم
29 - 11 - 2006, 09:34 AM
خواطر حول الدعاء :
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ
1- يعرض بعض الناس عن الدعاء لتلبسه بالمعاصي ولو تدبر هذا العاصي كتاب ربه لعلم أن الله استجاب لإبليس ولهذا يقول سفيان بن عيينة (لايمنعن أحدكم مايعلم من نفسه أن يسأل ربه فإن الله قد استجاب لشر خلقه إبليس ( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ).
2- يصاب بعض الناس بالهموم والغموم بسبب ديون لزمته أو مرض نزل به أو خوف لحقه ثم تراه ينزل حاجته بكل أحد يطلب من هذا تفريج كربته ومن ذاك شفاعة ومساعدة ويلح في طلبه ويتوسل ويذل نفسه ويحاول ولاييأس رغم أنه لايجد نتيجة ومع كل هذا لاينزل حاجته بالكريم الذي لايغلق بابه ولاتنفد خزائنه وهو يدرك أنه لو جاء إلى رجل يملك الأموال الطائلة وهو موصوف بالكرم والشهامة والنخوة ثم شكى له الحال واستعطفه بالمقال وبين له مالحقه من ذل وإذلال لبادر هذا الكريم إلى مد يد العون له ولأعطاه ما يقضي دينه ويغنيه عن سؤال الناس يفعل هذا وهو من كرماء بني آدم فكيف بأكرم الأكرمين وأرحم الراحمين الذي يده ملائ لا تغيضها نفقة سحاءُ الليلَ والنهار . يقول عليه الصلاة والسلام (أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم ينقص ما في يمينه ) البخاري
ويقول جل جلاله في الحديث القدسي الذي رواه مسلم (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)
3- نسمع من الناس أدعية كثيرة لكن قل أن تسمع من يدعو أن يجنبه الله الشرك مع أن إمام الحنفاء إبراهيم خليل الرحمن كان يدعو كما أخبر الله ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ).
4- للمرء أن يدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة سواء كان الدعاء مما ورد أو مما لم يرد بشرط ألا يكون فيه اعتداء ولكن لاشك أن الدعاء بما ورد أفضل وأحرى بالإجابة ولهذا كان الصحابة يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم بم يدعون يقول الصديق يارسول الله (علمني دعاء أدعو به في صلاتي . قال ( قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي من عندك مغفرة إنك أنت الغفور الرحيم ) متفق عليه.
وعن العباس بن عبد المطلب قال قلت : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله عز وجل قال سل الله العافية فمكثت أياما ثم جئت فقلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله فقال لي يا عباس يا عم رسول الله سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة وغير ذلك مما يطول ذكره.
5- بعض الناس لايدعو إلا في الشدائد ومثل هذا حري ألا يستجاب له قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكَرْبِ فَلْيُكْثِرْ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاء ) الترمذي وقد نص أهل العلم أن من آداب الدعاء :ِ المحافظة عليه في الرخاء دون تخصيص حال الشدة و البلاء .
6- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم ) رواه الطبراني
وعند مسلم (لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) وفي هذا إشارة إلى أن كل لحظة تمر على الإنسان قد تكون ساعة إجابة فالعاقل من أكثر من ذكر الله وسؤاله كل لحظة وقد كان هدي السلف كذلك .
7- إذا علمت أن دعاءك مستجاب فبم ستدعو عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي سل فقلت أسألك مرافقتك في الجنة قال أو غير ذلك ؟ قلت هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود ) مسلم
وفي رواية عند أحمد (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلني أعطك قلت يا رسول الله أنظرني أنظر في أمري قال فانظر في أمرك قال فنظرت فقلت إن أمر الدنيا ينقطع فلا أرى شيئا خيرا من شيء آخذه لنفسي لآخرتي فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما حاجتك فقلت يا رسول الله اشفع لي إلى ربك عز وجل فليعتقني من النار فقال من أمرك بهذا فقلت لا والله يا رسول الله ما أمرني به أحد ولكني نظرت في آمري فرأيت ان الدنيا زائلة من أهلها فأحببت ان آخذ لآخرتي قال فأعني على نفسك بكثرة السجود )
8-من طريف مايروى عن الامام أحمد أنه قال : دعوت الله أن أحفظ القرآن فحفظته في السجن فكنت إذا دعوت في شيء بعد قلت في عافية .