المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التجويد1


 


عبدالله الصغير
26 - 10 - 2006, 03:59 PM
الدرس الأول :-
الأربعاء 28/ 2 / 1424 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حمدا لله على نعمائه , وشكرا له على مزيد آلائه , وصلاة وسلاما , على سيدنا وحبيبنا محمد القائل : أدبني ربي فأحسن تأديبي , ورضي الله عن الصحابة الكرام الذي لم يألوا جهدا في خدمة القرآن , بل بذلوا وسعهم في تحقيق ما أمروا به , فجمعوه بعد الشتات , ونقلوه من الصدر إلى السطور ,وهذا أمر ليس بالميسور , فجزاهم الله عن هذه الأمة خيرا . وبعد :
فلقد أكرمني الله بأن تم اختياري لإقامة دروس في التجويد , وهي إن شاء خدمة لنشر وتعليم كتاب الله لعباده المؤمنين ,,,,,
فقبل أن أدخل لصلب الموضوع أريد أن أتكلم عن القرآن إجمالا :
أولا : فضل القرآن الكريم :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
وقال صلى الله عليه وسلم ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة , والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه , وهو عليه شاق , له أجران )
وعنه صلى الله عليه وسلم قال ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب , ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لاريح لها وطعمها طيب حلو , ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب , وطعمها مر , ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر )
هذا والأحاديث في هذا الجانب كثيرة
مقدمة
علم التجويد
إن علم التجويد علم توقيفي كله , ولامجال فيه للإجتهاد , بمعنى أنه نزل به الوحي الأمين , فقد قرأ جبريل الأمين قراءة علمه الله إياها , فتلقاها النبي صلى الله عليه وسلم , كما سمعها , وعلم أصحابه القرآن الكريم , كما تلقاه جبريل عليه السلام , وحثهم على قراءته كما أنزل , فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :- ( إن الله تعالى يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل )
إلا أنه لما انتشر الإسلام في أقطار كثيرة لاتعرف اللغة العربية وتكلم بالقرآن أقوام لاتستقيم ألسنتهم بحروفه , كثر اللحن والخطأ , فخاف علماء المسلمين عليه من التغيير والتحريف , فقام بعضهم بوضع أصول وقواعد تتضمن صحة النطق بالقرآن الكريم , وسموها بالتجويد , ولم يقم هؤلاء العلماء بوضع قواعد التجويد وضعا من عند أنفسهم , بل كان غاية مافعلوه النظر في ألسنة القراء المتقنين , وهم يتلونه كما تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ولاريب أن أحكام التجويد ليست بدعا في على لسان العربي , فلقد كانت العرب تخفي وتدغم وتقلب .... الخ .
وقد أفادت قواعد التجويد في المحافظة على كتاب الله تعالى حتى وصل إلينا سليما من التحريف كما أنزل .
تعريف التجويد
التجويد لغة :التحسين
التجويد اصطلاحا : تلاوة القرآن الكريم بإعطاء كل حرف حقه مخرجا وصفة وحركة
ثمرته : صون اللسان عن الخطأ في كتاب الله تعالى وعن التحريف والزيادة والنقصان .
حكمه ودليله : حكمه فرض كفاية ( إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين )
وقد ثبت فرضيته بالكتاب والسنة والإجماع :
قوله تعالى (( ورتلناه ترتيلا ))
أما في السنة :فقوله صلى الله عليه وسلم (( إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل))
أما حكم العمل به ( التجويد ) فهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة عاقلين .
وهو من أشرف العلوم , وليس مستمدا من علم آخر وهو من العلوم الشرعية , وأول من صنف فيه هو الإمام أبو موسى الخاقاني البغدادي
غايته : صون اللسان عن الخطأ في كتاب الله تعالى

وفي مسيرتنا في دروس التجويد سوف نتعلم بإذن الله تعالى كل مايتعلق بالتجويد فيجب الصبر حتى تنال مرادك ( لأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة ).
ركائز علم التجويد : ( القواعد والأركان التي يقوم عليها علم التجويد )
1- معرفة مخارج الحروف
2- معرفة صفات الحروف
3- معرفة مايتجدد من الأحكام عند التركيب ( أي أننا نركب حكما على حكم فيعطينا ثمرة . مثل نون ساكنة بعدها همزة فالثمرة إظهار حلقي)
4- رياضة اللسان وكثرة التكرار
وبانتظار استفساراتكم وملاحظاتكم
__________________
{ اللهم صلي على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم }
**** القائد المغوار ****
(((( الدرس الثاني ))) 28 / 2/ 1424 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد أن بدأنا بتعريف التجويد وكيف نشأ التجويد وماهي الركائز التي ترتكز عليها علم التجويد
سأبدأ بأول ركيزة وهي:-
((مخارج الحروف ))
وسنبدأ بعون الله وإرادته بفصل يسمى مخارج الحروف
تعريف المخرج :- وهو المكان الذي يخرج منه الصوت , ويميز به عن غيره , سواء كان على سبيل التحقيق أم على سبيل التقدير
والمقصود بكلمة ( سبيل التحقيق ) هو الذي يكون معتمدا على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين
والمقصود بكلمة ( المخرج المقدر ) هو الذي ليس له حيز معين وهو مخرج حروف المد الثلاثة ,,,,,
وتنقسم المخارج إلى قسمين :-
أ/ كلي : وهو مايخرج منه أكثر من حرف
2- جزئي وهو ما يخرج منه سوى حرف واحد ( ق- م )
وقد اختلف العلماء في عددها فمنهم من قال خمس عشرة مخرج ومنهم من قال ست عشرة مخرج ومنهم من قال سبع عشرة مخرج 0 وهذا قول ابن الجزري-
وفي الحقيقة مخارج الحروف على عدد حروف الهجاء
عدد مخارج الحروف :-
1- الجوف
2- الحلق
3- اللسان
4- الشفتان
5- الخيشوم
أولا : الجوف : وهو الخلاء الداخل في الفم والحلق
والحروف التي تخرج منه :
- الألف الساكنة المفتوح ماقبلها
- الواو الساكنة المضموم ماقبلها
- الياء الساكنة المكسور ماقبلها
وكل هذه الحروف الثلاثة مجموعة في قوله (( نوحيها )) في سورة هود (( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك )) كلها تخرج من الجوف وتنتهي بانتهاء الصوت
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :
للجوف ألف وأختاها وهي حروف مد للهواء تنتهي
ثانيا : الحلق : وفي الحلق ثلاثة مخارج :-
1/ أقصى الحلق : ويخرج منه الهمزة والهاء ( ء – هـ )
2/ وسط الحلق : ويخرج منه العين والحاء ( ع – ح )
3/ أدنى الحلق : ويخرج منه الغين والخاء ( غ – خ )

ثالثا : اللسان
وفيه أربعة مخارج تنطوي على عشرة مخارج تفصيلية
1- أقصى اللسان : وفيه مخرجان تفصيليان :
أ / مما يلحق الحلق مع مايحاذيه ( أي مايقابله ) من الحنك الأعلى , في حيز اللهاة ويخرج منه حرف القاف
ب/ ومخرج الكاف ينزل قليلا عن مخرج القاف , وهو حرف مستفل
2- وسط اللسان : وفيه مخرج واحد لثلاثة حروف وهي ( الجيم والشين والياء غير المدية )( ج – ش- ي ) فالجيم بإلصاق وسط اللسان باللثة العليا إلصاقا معتدلا , والياء والشين بتجاف
3- حافة اللسان : وفيه مخرجان تفصيليان :
أ / الضاد (ض ) وتخرج من إحدى حافتي اللسان مع مايليها من الأضراس العليا أو من الحافتين , وإخراجها من الأيسر أسهل وأكثر استعمالا
ب/ اللام ( ل) وتخرج من حافة اللسان ومايحاذيها من اللثة أي ( لثة الضاحكيم والنابين والرباعيتين والثنيتين )
4- طرف اللسان الأمام : وفيه خمس مخارج تفصيلية :
أ/ النون ( ن) من طرف اللسان تحت اللام بقليل
ب/ الراء (ر ) تحت مخرج النون إلاأنه أدخل إلى ظهر اللسان (أعلاه)
ج/ الطاء والدال والتاء (ط – د –ت ) وتخرج من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا أي جذورها إلى جهة الحنك الأعلى . ( الطاء أبعد الجميع ثم تحتها الدال ثم تحتها التاء )
د/ الصاد والزاي والسين ( ص – ز – س )
( أحرف الصفير )
وتخرج من طرف اللسان وفويق الثنايا السفلى ( مقدمة اللسان تكون بالقرب من حافة الأسنان السفلى , وفي نفس الوقت يمر الهواء هاربا من حيز ضيق بين سطح اللسان والحنك الأعلى )
هـ / الثاء والذال والظاء ( ث – ظ – ذ ) وتخرج من اللسان وأطراف الثنايا العليا وهي على الترتيب من الأسفل إلى الأعلى .
• فالثاء تخرج بضغط اللسان على طرف الثنيتين العلييين .
• والذال تخرج بضغط اللسان على وسط الثنيتين العلييين .
• والظاء تخرج بضغط اللسان على ملتقى الثنيتين باللثة العليا .
رابعا : الشفتان : وفيهما مخرجان تفصيليان :
أ/ بطن السفن السفلى وأطراف الثنايا العليا .ويخرج منه حرف الفاء ( ف )
ب/ من بين الشفتين وتخرج :
1- الواو الغير المدية : وتخرج بانفتاح الشفتين
2- الميم : وتخرج بانطباق الشفتين واشتراك الخيشوم (م)
3- الباء : وتخرج بانطباق الشفتين انطباقا قويا ( ب)
خامسا : الخيشوم :
وهو أقصى الأنف , وقيل هو الفتحة التي تصل مابين الأنف والفم وتخرج منه الغنة , وهي صوت رخيم لاعمل للسان فيه , وترافق الغنة :
- النون المشددة . والنون الساكنة ( ونون التنوين ) : حال إدغامهما بغنة أو إخفائهما
- الميم المشددة , والميم المدغمة بميم , والميم المخفاة عند الباء .

فائدة : إن عدد أسنان الإنسان اثنان وثلاثون سنا غالبا :
1- أربع تسمى ثنايا , وهي مايبدو من الإنسان من مقدم الفم من فوق ومن أسفل
2- أربع تسمى رباعية , وهي المحيطة بالثنايا من الجانبين من أعلى ومن أسفل
3- وأربع تسمى أنياب وهي المحيطة بالرباعية من الجانبين من فوق ومن أسفل
4- وأربع تسمى الضواحك , وهي المحيطة بالأنياب من الجانبين من فوق ومن أسفل
5- اثنا عشر تسمى طواحن أي أضراس وهي المحيطة بالضواحك من الجانبين من أعلى ومن أسفل من كل جانب ستة , ثلاثة من أعلى وثلاثة من أسفل .
6- أربع تسمى نواجذ وتسمى ضرس الحلم أو العقل .

وبانتظاركم ,,,,,,
__________________
{ اللهم صلي على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم }
**** القائد المغوار ****
الدرس الثالث
التاريخ : 6/ 3 / 1424 هـ

ثانيا : صفات الحروف :-
وبعد أن عرفنا أول الركائز التي يرتكز عليها علم التجويد ننتقل إلى الركيزة الثانية ألا وهي صفات الحروف :
ومعنى كلمة الصفة : هي كيفية عارضة للحرف عند حصوله في المخرج ,,,
وعددها سبعة عشرة صفة , وقال الشاطبي عددها ست عشرة صفة , وقال الفراء أنها أربع عشرة صفة إلا أننا نأخذ بقول الإمام الجزري وهي أنها سبع عشرة صفة
وتنقسم صفات الحروف إلى قسمين هما :
1- صفات متضادة : وهي خمسة والضد خمسة = عشرة
2- صفات غير متضادة : وهي سبعة
أولا : الصفات المتضادة :
وهي :
الجهر وضدها الهمس
الشدة والرخاوة وبينهما البينية
الإنفتاح والإطباق
الإستعلاء والإستفال
والإذلاق والإصمات
أولا : الجهر والهمس
الجهر :
تعريفه : حبس النفس عند النطق بالحرف لضعف الإعتماد على المخرج .
حروفه : جميع حروف الهجاء ما عدا حروف الهمس .. وهي : ( فحثه شخص سكت )
الهمس :
تعريفه : جري النفس عند النطق بالحرف لضعف الإعتماد على المخرج .
حروفه : مجموعة في : ( فحثه شخص سكت )
ثانيا :الرخاوة والجهر والبينية :
الشدة :
تعريفها : وهي حبس الصوت عند النطق بالحروف لكمال الإعتماد على المخرج .
حروفها : مجموعة في قولنا (( أجد قطن بكت ))
البينية :
تعريفها : وهي صفة متوسطة بين الشدة والرخاوة
حروفها : مجموعة في قولنا (( لن عمر ))
الرخاوة :
تعريفها : جري الصوت عند النطق بالحروف لضعف الإعتماد على المخرج .
حروفه : جميع حروف الهجاء ماعدا حروف الشدة والبينية ,,,
تنبيهات :
اعلم أن الشدة تحدث إنزعاجا في جهاز النطق بحروفها , وحروفها كما ذكرت سابقا : ( الهمزة والجيم والدال والقاف والطاء والنون والباء والكاف والتاء ) , فلو أردت أن تعرف ذلك أدخل الهمزة على أي حرف من الحروف السابقة , وسترى ماذا سيحصل ؟؟
سيحصل انزعاجا شديدا من أجل ذلك تخلصت العرب من شدة هذه الحروف بطرق مختلفة وهي :
1- التخلص من الشدة بالهمس :
** يكون في الكاف والتاء ,,, انطق الحرف سيحدث انزعاجا , فارق بين طرفي عضو النطق فسيخرج الهواء المحبوس بالداخل , ولاتتكلف في إخراج الهمس , بل عليك أن تأتي بالشدة , لأنك إذا أتيت بالشدة أتى الهمس رغما عنك ولذلك قال الإمام ابن الجزري (( وراع شدة بكاف وبتا ))
2- التخلص من الشدة بالقلقلة :
وحروف القلقلة (( قطب جد )) وهي مشتركة مع حروف الشدة , باعد بين طرفي عضو النطق حتى تتخلص من شدتها , وهذا مايسمى بالقلقلة ,,,,
3- أما الهمزة فتتخلص العرب من شدتها بالطرق الآتية :
أ/ بالحذف : مثل ( السما ) بحذف الهمزة ,
ب/ بالإبدال : مثل (يومنون ) بإبدال الهمزة بحرف مد مجانس لحركة ماقبلها .
ج/ بالنقل : مثل ( من امن ) بنقل حركة الهمزة الساكن قبلها , مع حذف الهمز .
د/ أو بالسكت : مثل : ( من ءامن ) – فوق النون من كلمة من (س) – وتكون بالسكت على الساكن قبل الهمزة
هـ / بال***** : مثل ( أأعجمي ) ب***** الهمزة بينها وبين الألف إن كانت مفتوحة , وبينها وبين الواو إن كانت مضمومة ( أو نزل)
وبينها وبين الياء إن كانت مكسورة ( أينك ) .... ,,,
ثمرة معرفة صفة الشدة والرخاوة والبينية :
اعلم أن الشدة حق ومستحقها – أي مايترتب عليها – قصر زمن الحرف عند النطق به ,,, وعكسها الرخاوة ومستحقها طول زمن الحرف ,,,,