قريات الملح
9 - 10 - 2003, 11:48 AM
طالما يوجد في السعودية متر مربع لم يكتشف بعد, فإن نفوس بعض المواطنين سوف تتوق إليه مهما بلغت المخاطر). جملة ذكرها جون بينت ضمن تقريره لرحلة اكتشاف كهف " أبو الهول " السعودي. بدأت الحكاية برسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلها قويران الهاجري منقب البترول في شركة أرامكو السعودية جعلته أشهر شخصية في العالم تتحدث عنها مواقع الإنترنت المهتمة بالكهوف والاكتشافات الجيولوجية. كانت الرسالة تقول للمكتشف جون بنيت بشكل مختصر " اكتشفت حفرة هائلة بالقرب من الحرض عرضها ستون مترا ولا يمكن رؤية قاعها ". ومن الرسالة بدأ مكتشفو العالم بالتحدث. عندها اتصل جون بنيت - وهو أشهر أمريكي مهتم بالكهوف السعودية - بالهاجري ليقوما برحلة معا إلى المكان المقصود. سأله بنيت " هل لديك جهاز تحديد المواقع ". أجاب الهاجري ضاحكا " أنا بدوي ولا أحتاج إلى مثل هذه الأجهزة". كانت نقطة الالتقاء بين فريق البحث والهاجري عند محطة الغاز والزيت القريبة من الحرض. ظهر الهاجري للفريق وهو يرتدي الزي السعودي وبدأت الرحلة. يقول الهاجري أثناء السير بالسيارة " خلف حقل النفط هذا تقع صحراء الربع الخالي التي تخلو من أي معالم, حيث إنه لا يمكن حتى رؤية الرمال, هي مجرد سطح منبسط أبيض وصلب". وسأل فريق البحث المكون من جون بينت, مايك جبسون, أرلبين فوس, عن أسباب عدم استخدام الهاجري لأجهزة تحديد المواقع. أجاب ضاحكا كما يقول بينت في تقريره عن الرحلة "إنني الآن أشعر بحساسية نحو التفاصيل الدقيقة للأشياء المحيطة بي, لذا فإن علي المحافظة على ذاكرتي التي هي كحد الموس. ولو أنني استخدمت جهاز تحديد المواقع ربما ضعف حدي". لم تنته الأسئلة الفضولية بالنسبة للفريق الاسكتشافي " ولكن كيف يجمع مثلك بين كونه بدويا يعيش في خيمة, وموظف بمنصب علمي في شركة أرامكو؟". يجيب الهاجري الذي بدت ملامحه شديدة الذكاء وعالمة بخبايا الصحراء أكثر من الأقمار الصناعية " إنني أفعل كل ما بوسعي من أجل أن أعيش على طريقة حياتي التي تعلمتها منذ كنت طفلا صغيرا. كانت حياة صعبة, جعلت مني رجلا قويا. أما في الوقت الحاضر, فالحياة سهلة على الناس ونتيجة لذلك فهم ضعفاء ولهذا فإنني اخترت أن لا أقيم في سكن أرامكو. فأنا أسكن في خيمة سوداء مصنوعة من جلد الماعز قامت والدتي بحياكتها بنفسها. وفي ذلك المكان المهجور الذي أسكن فيه حفر جدي بئرا منذ زمن بعيد ". وأثناء الحديث كان الفريق المرافق مندهشا لكيفية معرفة قويران للطريق على الرغم من عدم وجود أي معالم يمكن الاهتداء بها. وفجأة وصلوا إلى حائط ابيض وحيد وسط صحراء شاسعة. وقفوا فوقه ليجدوا فوهة الحفرة التي بدت كقبة سوداء عظيمة من شدة عمقها. وفي اليوم التالي بدأت عملية النزول إلى رابع أعمق كهف في السعودية وفق الحسابات المبدئية التي قدرته بـ 70 مترا. عملية النزول وصفت في التقارير المكتوبة عن الرحلة بأنها كانت مخيفة لأنها تعطي شعورا وكأن المتسلق معلق في الفضاء. انقضت الرحلة وانتهت بتسمية الكهف بـ "أبو الهول" لأنه عظيم وضخم مثل ضخامة " أبو الهول المصري ".
وفي رحلة أخرى, تم اكتشاف "كهف إبريق الشاي الصافر" في الرياض مع مجموعة من المغامرين السعوديين العاملين في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية.كان الهدف أساسا من الرحلة محاولة اكتشاف عوالم تقع تحت هضبة "الصلب" البعيدة عن العاصمة مسافة 3 ساعات. وعلى الرغم من المسافة التي يعدها البعض قريبة الا أنها من أكثر الأماكن المهجورة في السعودية. وعند الاقتراب من الهدف حيث هضبة " الصلب " نزل أفراد الفريق الجيولوجي ضيوفا في خيمة عائلة بدوية. وأثناء تناول التمر والشاي, سأل جون بينت الذي كان يترأس الرحلة الاستكشافية عن حفر يخرج منها هواء. وعند الانتهاء من السؤال قام بدوي بالإشارة إلى مكان يبعد مئات الأمتار عن موقع الخيمة. وبعد التوجه إليه, قام فريق الاكتشاف بإزاحة برميل صغير من موقع الحفرة, وعندها هبت عاصفة قوية من فتحة لا يتجاوز قطرها 35 سنتيمترا. وبعد الاكتشاف الذي بدا سهلا جدا بالنسبة للفريق العلمي بسبب قدرة البدوي على تحديد الأماكن بذكاء, نزل بعض أفراد الفريق إلى داخل الكهف بشكل سهلته الجاذبية الأرضية على الرغم من ضيق الفتحة المؤدية إلى الكهف. وعند التجول داخل الكهف الذي ظهر لهم وكأنه عملاق يختبئ داخل الأرض, سمع أفراد الفريق صوتا غريبا قادماً من مكان يؤدي إليه ممر. ماذا عسى أن يكون هذا الصوت ؟ وكلما اقترب أفراد الفريق كلما زاد الصوت صفيرا مقتربا بنغماته إلى " العويل ", حتى *** لهم الصوت حكايات الأشباح والجن الذين يسكنون الكهوف المهجورة. لم تكتمل دهشتهم من الصوت الغريب حتى اكتشفوا أن فتحة صغيرة على جدار الكهف تدخل منها الرياح مسببة الصوت. وأثناء ذلك كانت إشعاعات الكشافات تضيء جدران الكهف الذي بدا لهم مثل لوحة تشكيلية حيث التموجات الصخرية الممزوجة برمال الدهناء الحمراء. وعند الخروج وجد أفراد الفريق أن الدخول كان اسهل بسبب الجاذبية الأرضية, في حين الخروج من فتحة ضيقة مساحتها 35 سنتمتر كان مستحيلا لولا الأيادي البدوية التي مدت لهم. وعندما أصبحوا في الخارج اتفق أفراد الفريق أن يسموا الكهف في قواميس الجولوجيا بـ "إبريق الشاي الصافر". ويأتي مسمى إبريق تكريما للبدو الذين استضافوهم وقدموا لهم الشاي والتمر, في حين جاءت كلمة الصافر بسبب الفتحة التي سببت لهم الدهشة.
ومن الرحلات المميزة في ذاكرة العديد من المكتشفين داخل السعودية, ما قامت به هيئة المساحة الجيولوجية من رحلة اكتشاف إلى كهف " المربع " الذي يعتبره المكتشفون غريبا من نوعه في المنطقة بسبب كونه أكثر برودة من الكهوف الأخرى, كما أنه يمتد إلى أعماق أكثر من بقية الكهوف الأخرى. وقد اكتشف السعوديون الثلاثة محمد حلواني, سعيد العمودي, وديع قشقري المنتسبون لهيئة المساحة, بقايا عظام اتفقوا على أن تاريخها يعود إلى ألف سنة وفق رؤية جريغ جريغوري, ومارك لامننوتاجن, وجون بينت المرافقين للبعثة.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**3-10-09/Pictures/0910.mis.p35.n10.jpg
وفي رحلة أخرى, تم اكتشاف "كهف إبريق الشاي الصافر" في الرياض مع مجموعة من المغامرين السعوديين العاملين في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية.كان الهدف أساسا من الرحلة محاولة اكتشاف عوالم تقع تحت هضبة "الصلب" البعيدة عن العاصمة مسافة 3 ساعات. وعلى الرغم من المسافة التي يعدها البعض قريبة الا أنها من أكثر الأماكن المهجورة في السعودية. وعند الاقتراب من الهدف حيث هضبة " الصلب " نزل أفراد الفريق الجيولوجي ضيوفا في خيمة عائلة بدوية. وأثناء تناول التمر والشاي, سأل جون بينت الذي كان يترأس الرحلة الاستكشافية عن حفر يخرج منها هواء. وعند الانتهاء من السؤال قام بدوي بالإشارة إلى مكان يبعد مئات الأمتار عن موقع الخيمة. وبعد التوجه إليه, قام فريق الاكتشاف بإزاحة برميل صغير من موقع الحفرة, وعندها هبت عاصفة قوية من فتحة لا يتجاوز قطرها 35 سنتيمترا. وبعد الاكتشاف الذي بدا سهلا جدا بالنسبة للفريق العلمي بسبب قدرة البدوي على تحديد الأماكن بذكاء, نزل بعض أفراد الفريق إلى داخل الكهف بشكل سهلته الجاذبية الأرضية على الرغم من ضيق الفتحة المؤدية إلى الكهف. وعند التجول داخل الكهف الذي ظهر لهم وكأنه عملاق يختبئ داخل الأرض, سمع أفراد الفريق صوتا غريبا قادماً من مكان يؤدي إليه ممر. ماذا عسى أن يكون هذا الصوت ؟ وكلما اقترب أفراد الفريق كلما زاد الصوت صفيرا مقتربا بنغماته إلى " العويل ", حتى *** لهم الصوت حكايات الأشباح والجن الذين يسكنون الكهوف المهجورة. لم تكتمل دهشتهم من الصوت الغريب حتى اكتشفوا أن فتحة صغيرة على جدار الكهف تدخل منها الرياح مسببة الصوت. وأثناء ذلك كانت إشعاعات الكشافات تضيء جدران الكهف الذي بدا لهم مثل لوحة تشكيلية حيث التموجات الصخرية الممزوجة برمال الدهناء الحمراء. وعند الخروج وجد أفراد الفريق أن الدخول كان اسهل بسبب الجاذبية الأرضية, في حين الخروج من فتحة ضيقة مساحتها 35 سنتمتر كان مستحيلا لولا الأيادي البدوية التي مدت لهم. وعندما أصبحوا في الخارج اتفق أفراد الفريق أن يسموا الكهف في قواميس الجولوجيا بـ "إبريق الشاي الصافر". ويأتي مسمى إبريق تكريما للبدو الذين استضافوهم وقدموا لهم الشاي والتمر, في حين جاءت كلمة الصافر بسبب الفتحة التي سببت لهم الدهشة.
ومن الرحلات المميزة في ذاكرة العديد من المكتشفين داخل السعودية, ما قامت به هيئة المساحة الجيولوجية من رحلة اكتشاف إلى كهف " المربع " الذي يعتبره المكتشفون غريبا من نوعه في المنطقة بسبب كونه أكثر برودة من الكهوف الأخرى, كما أنه يمتد إلى أعماق أكثر من بقية الكهوف الأخرى. وقد اكتشف السعوديون الثلاثة محمد حلواني, سعيد العمودي, وديع قشقري المنتسبون لهيئة المساحة, بقايا عظام اتفقوا على أن تاريخها يعود إلى ألف سنة وفق رؤية جريغ جريغوري, ومارك لامننوتاجن, وجون بينت المرافقين للبعثة.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**3-10-09/Pictures/0910.mis.p35.n10.jpg