المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحجة اكتساب الخبرة اللازمة للعمل مستقبلاً معلمات بالمجان في مدارس أهلية في جدة


 


ابولمى
4 - 10 - 2003, 04:48 AM
يرفض خريجون سعوديون التدريس في المدارس الأهلية بسبب سوء تعامل طلاب تلك المدارس مع معلميهم من جهة، وضغط إدارة المدرسة عليهم من جهة أخرى بضرورة مراعاة أن هؤلاء الطلاب يدفعون مرتباتهم، وأنهم إذا ما أغضبوا طالبا فإنه سوف يشتكي لولي أمره الذي قد يقوم بنقله إلى مدرسة أخرى.
تجربة مريرة للأحمري
ماهر الأحمري معلم، ترك العمل في التعليم الأهلي بعد تجربة مريرة، مفضلاً العمل في محلٍ لبيع الأدوات الكهربائية، على أن يستمر في العمل في المدارس الأهلية، وكره أن يستمر فيما يسميه أخطاء لا يتسنى له معالجتها، تؤدي إلى ضياع مستقبل شباب بلده، بمباركة من مالك المدرسة ومعلميه الأجانب. يقول الأحمري "لقد تخرجت منذ سنتين، متخصصاً في الجغرافيا، ولم أجد وظيفة بهذا المؤهل، لأنه تخصص غير مرغوب فيه، وبعد معاناة في البحث عن عمل، تم تعييني في إحدى المدارس الأهلية، لأقوم بتدريس التاريخ والتربية الوطنية، ولم تكن هذه هي المشكلة في الأساس، وكانت بداية المشكلة منذ لحظة المقابلة الشخصية، التي كانت فيها الأسئلة عشوائية، ولا تمت لتخصصي بصلة، بل اتسمت بالتعجيزية حتى يتم التعيين وفق مزاج الوكيل والموجه الطلابي والمحاسب أو أي من أبناء جلدتهم، وعادة ما يكون المظهر العام ولين العريكة هو المؤهل الأهم عند التعيين".
الأجانب يتحكمون
ويضيف الأحمري "بعد أن تجاوزت هذه المرحلة صدمت بما شاهدته، حيث ثبت أن الإخوة الأجانب الذين لا يعلمون عن مناهجنا أي شي، هم المتحكمون لأن الهدف الأساس من إنشاء هذا المشروع، وأنا أقول مشروع وليس مدرسة، هو الربح فقط ولو كان على حساب أي شيء آخر بل إن مصير المعلم السعودي في يد أي من هؤلاء أو حتى الطلاب، أما المدير المعين من قبل إدارة التربية والتعليم فليس له أي دور".
السماح بالخروج من المدرسة للتدخين
ويقول الأحمري "إن تساهل وتدليل الطلاب خوفاً من تركهم للمدرسة، وصل بالطلاب إلى تحدي المعلمين، والابتهاج عند التهديد بإحالتهم للإدارة لمعاقبتهم، حيث يبتهجون، لأننا بذلك نتيح لهم فرصة للهروب من الحصص".
ويقول "إن ما يزيد الطين بلة أن تكرار تحويل الطلاب للإدارة يواجه بلوم للمعلم، واتهامه من قبل الإدارة بالتقصير، وتزداد المشاكل مع الطلاب عندما تصطحبهم في رحلة مدرسية، حيث يتعاملون مع المعلمين وكأنهم يعملون لديهم".
والطامة الكبرى، كما يصفها الأحمري، هو سماح الإدارة للطلاب بالخروج من المدرسة للتدخين، ومن ثم العودة، على الرغم من أن المعلم لا يستطيع مغادرة المدرسة حتى لشراء وجبة إفطار، خلال الدوام الدراسي".
ويواصل الأحمري رصد معاناته مع تجربته في التعليم الأهلي، فيتناول نقطة أخرى، تتضمن تعارضاً تربوياً حاداً، وتتعلق بتكليف الإدارة للمدرسين بالإثقال على الطلاب بالواجبات المنزلية، بحجة أن ذلك يجعل الطالب يراجع دروسه في المنزل، ولكنها لا تتعامل مع المقصرين بشكل تربوي، "حيث إننا كمدرسين لا نستطيع توبيخ الطالب، وإنما نحيله للإدارة، التي تسجل على مذكرة الواجبات عدد مخالفات الطالب في حل الواجبات، ويقوم الطلاب بتبديل مذكراتهم خشية أولياء أمورهم، وإذا ما تكرر إنزار الطالب للإدارة، يتعرض المعلم نفسه للتوبيخ واللوم".
تدليل الطلاب لنيل الرضا
ويثير محمد الغامدي نقطة خطيرة أخرى تتمثل في تفريق إدارة المدرسة في المعاملة بين أبناء الأثرياء *****ؤولين وغيرهم على اعتبار أنهم زبائن مرتقبين للدروس الخصوصية، وغيرها من الأمور وتحقيق رغبات صاحب المدرسة الذي ينافقه المعلمون الأجانب بترغيب الطلاب في الانتساب لهذه المدرسة أو تلك".
وعن التلاعب في الدرجات وإنجاح الطلاب عن طريق الغش يضيف الأحمري "لم نلحظ أي تلاعب في الدرجات، ولكن إذا ما هددنا الطلاب بالخصم من الدرجات أو غيرها من الأساليب التربوية لحثهم على الاجتهاد، فإنهم يواجهون المعلم بتحدٍ بأنهم سوف ينجحون رغم عنا".
ويؤكد الغامدي أن هذه المحاباة للطلاب من إدارة المدرسة، إنما لكسب رضا الطالب، وليس لكسب رضى ولى الأمر، الذي يحرص بكل تأكيد على حسن مراقبة المدرسة لسلوك ابنه وتقييمه، ولكنهم يخشون من كذب الطلاب على أولياء أمورهم، بما يسيء لسمعة المدرسة، مما قد يضطر أولياء الأمور لترك المدرسة إلى غيرها.
ولاحظ الغامدي أن درجات السلوك والانضباط ليست في يد المعلم بل هي في يد الإدارة، ولا يملك المعلم التصرف من خلال هذه الدرجات لضبط سلوك الطالب.
مدارس البنات لا تقل سوءاً
الوضع في مدارس البنات لا يختلف كثيراً، حيث تقول نسرين عبد الله سنان "تخرجت في كلية التربية في 1422، بتقدير جيد في تخصص علم النبات، ورغبة في تطوير قدراتي، التحقت بأحد معاهد الحاسب الآلي الأهلية، وحصلت على تقدير ممتاز، ونظرا لصعوبة الحصول على وظيفة في المدارس الحكومية، تقدمت للعمل بإحدى المدارس الأهلية، التي اشترطت شهادة خبرة، لم أكن أملكها بطبيعة الحال، وبناء على اقتراح إدارة المدرسة، عملت فصلاً دراسياً كاملاً بالمجان، للحصول على الخبرة، حتى بدون بدلات للمواصلات، التي تكبدتها كاملة، ولكن للأسف لم يتم تعيني ولا أعرف سببا لذلك".
العمل دون مقابل
وأضافت نسرين "أنه بغض النظر عن أي ممارسات خاطئة قد تحدث في المدارس الأهلية، فإنني أرى أنه يجب أن تعطى المعلمة السعودية فرصة حتى تقوم بدورها في خدمة مجتمعها.
أما زينب الظافري فقد تخرجت في معهد إعداد المعلمات منذ عام 1417 بتقدير جيد جداً، وكانت تتوقع أن تحصل بهذا التقدير على وظيفة حكومية فوراً، ولكن خاب ظنها، فيما كانت تأمل فيه، وعندما سمعت عن البدء في سعودة مدارس القطاع الأهلي، توجهت إلى عدة مدارس، ولكنها لم تجد من يهتم بقبولها في أي من تلك المدارس التي تقدمت للعمل بها، متعللين بعدم وجود خبرة سابقة في العمل، ويقومون بعرض العمل بدون مقابل لعام دراسي كامل لاكتساب هذه الخبرة، ثم يستطيعون بعدها تعيينها، ويحدث بعد العام الدراسي المجاني، ألا يتم تعيينها، والتعامل مع المتقدمات الجدد بنفس الأسلوب، وهكذا كل عام، وتحت إغراء إعطاء فرصة لاكتساب الخبرة، يتم استغلال الخريجات الجدد في ملء الوظائف دون تحميل أعباء مالية على إدارة المدرسة، التي تضاعف أرباحها بالتشغيل المجاني لهؤلاء الخريجات.
وتقول زينب إنها تحاول منذ 5 سنوات الحصول على وظيفة، وتخشى أن تنسى ما تعلمته خلال سنوات الدراسة، قبل أن تلتحق بعمل تستفيد فيه مما تلقته طوال سني تعليمها، وتقول "إني أتعجب من تفضيل أصحاب المدراس للمعلمات الأجنبيات، على بنات وطنهم، ولا أعرف لذلك سبباً وجيهاً".
وبمحاولة التعرف على رأي وزارة التربية والتعليم بفرعيها للبنين والبنات، لم نتلق أي رد منهم، وإن كنا نأمل في هذا الرد بعد النشر، إن شاء الله.

سيف الاسلام
4 - 10 - 2003, 04:58 PM
مشكوووووووووووور ابو لمى على جهودك تقبل تحياتي