المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خالد البلعاسي يكتب عن المدن والنساء من حبيبته باريس


 


البوينغ
27 - 9 - 2006, 07:34 PM
أحببت المشاركة بهذا المقال نقلا عن صحيفة الحقائق الدولية لأبن القريات الكاتب / خالد البلعاسي :






من لندن إلى إيطاليا مروراً بباريس (1)


خالد البلعاسي
khaled131313@yahoo.com


منذ أكثر من ثمان سنوات وأنا لم أتغيب عن صيف "باريس"..عن جمال وسحر ليالي باريس..عن مقاهي الشانزلزيه والسان جيرمان..وعن جديد وقديم اللوفر وروائعه..عن أصدقاء وأحباء لي في الحي اللاتيني ..عن تناول العشاء في مراكب نهر السين وهي تشق بغنج ودلال طريقها باتجاه كنيسة نوتردام لأشاهد حسناء احدب فيكتور هيجو..وعلى سطح تلك المراكب يأسرك شعور بالغوص في سحر لآلئ أضواء برج ايفل..وأضواء أخرى تسبح بك انعكاساتها على الموج فتتراقص طرباً على أنغام الموسيقى..لم انم مع "باريس" يوماً..ولم أفكر أن أضاجعها لأنني كنت مخلصاً لحب آخر كانت "باريس" صديقتها وجارتها وزميلتها في كل شيء..

صحيح ما يقال أن هناك منافسة وغيرة بينهما إلا أنني كنت وفياً لجمال عشيقتي..وكبرياء جسدها..كنت لا أرى في جمال هذا الكون سوى عذوبة ابتسامتها.. ولم يأسرني شيئاً في هذا الكون سوى عذوبة صوتها..وحدها فقط كانت حبيبتي..ولوحدها فقط تكون نهايات الحب والعشق والغرام..ومهما ابتعدت أو غبت أعود إليها بشوق كبير ولهفة أشد وأقسى..وهذه "حقيقة الرجال"..و"قصيدة الرجال" التي لا تفهمها النساء والمدن على حد سواء..

على مر التاريخ عندما تحب المرأة تريد أن تتملك الرجل..أن تسيطر عليه حتى في عدد مرات أنفاسه، تريد أن تلغي عليه معنى ذاته.. تريد أن تلغي لحظات وثوان يعيشها مستقلاً بذاته مع ذاته.. تريد أن تلغي متطلبات تأملاته وسيكولوجية مشاعره غير مدركة أن الرجال كل الرجال عندما يحبون ويعشقون بصدق يحتاجون لفترات من الشعور بالذات..والتمرد والفوضى والصراخ على رتابة الحياة..يحتاجون حتى للطفولة والشعور بالمراهقة وفترات كانوا فيها يكسرون الأشياء..إلا أن أنانية النساء أغلب النساء..تركيبة الغيرة أعمت عقولهن عن تلك الحقيقة..أعمت قلوبهن عن ضرورة تلك الحاجة،والمطلب لتحقيق حالة التوازن، وتهييج مشاعر اشتياق الحب..وأحاسيس الرغبة بالمودة، والعودة والاطمئنان لدى الرجال..
طوال تجاربي ومعاركي مع المدن والنساء..وعلى مدى معرفتي بالمدن والنساء لم أرى أكثر من المرأة الشرقية والمدن الغربية تجاهلاً لهذه الحقيقة في نفسية الرجل وطبيعته التكوينية..لتأتي النتيجة مع المرأة الشرقية والمدن الغربية حسب أشهر قانون عرفته المدن والنساء والبشرية ذلك القانون الأزلي لنيوتن الذي قال فيه :(لكل فعل رد فعل) فعلى قدر تمسك المدينة والأنثى بالرجل وارتفاع مستوى حدة الصراع على حالة إلغاء شعور الرجال وإحساسهم بذاتهم ..على قدر ما تكون النتيجة عكسية عند نقطة ما..لينكسر كل شيء ويتبعثر كل شيء على ضفاف نهر كل مدينة ،وحب قلب كل أنثى شرقية.

إلا أنني منذ أكثر من ثلاث سنوات وقعت لي قصة هنا في باريس..حين أنقذتني الجميلة من موت محقق،ولحظة نهاية حينها احتضنت "باريس" جسدي المنهك والخائر، وهو يهوي سقوطاً في أعماق قاع اليأس عند اكتشافه لخيانة عشيقته..لقد أنقذتني واحتوتني بعد أن كنت بين جحيم الحياة، وانتظار لذة الموت والخلاص..لقد كنت أشعر بقشعريرة وببرودة الموت تتفشى في أطرافي ، لكن إحساس جسدي بنبضات الدم في عروقها، وشعوري بالحرارة ولهيب أشواق انتظارها لي كل تلك السنين التي أمضيتها حباً وإخلاصاً ووفاءاً لمن كانت تعلم الجميلة باريس أكثر من غيرها أنها ماكرة وخائنة..وأنها لا تستحق ذلك الحب مني إلا أن الضباب الذي كان يحيطها أعمى رؤيتي لحقيقتها..إلا ان أنوثة "باريس" وواقعيتها حذرتها من جارتها منذ ولادتهما ونشأتهما معاً "فالأنثى أعرف بالأنثى"..لذا كانت "باريس الأنثى" تفهم معنى مواقف صديقتها التي دوماً ما تتمرد عليها غيرة منها في كل شيء ، في أناقتها،وروعة جمالها وسحر عينيها،ولعنايتها بالنساء والموضة، وبالفن وأهله..تلك الصديقة التي تغار من إنجاب "باريس" لفولتير وبودلير،حتى اللعبة التي ابتدعتها "مدينة الضباب" فكانت العشق الأول لأهلها أخذتها منهم "باريس" زيدان وهنري دون رجعة من بين قدمي "بيكام" وزميله "أوين"..

أعاننا الله نحن الرجال من غيرة المدن والنساء..من كيد المدن والنساء..لقد أعادت لي "باريس" الحياة منذ ثلاث سنوات وعالجت نزيف قلبي من جروح غدر وخيانة صديقتها ومن كانت حبيبتي.

إلا إنني هذه السنة قررت أن أمازح فاتنتي وأداعبها ،قررت أن أتجه هذه السنة إلى بلد الآثار وعظمتها والجمال والأناقة إلى قلاع وصروح "روما" حيث كان في استقبالي أخ وصديق يعرف جيداً كيف يفقدني السيطرة على أعصابي واستمتاعي بـ "روما" لكرمه وحرصه على بذل كل ما يرى فيه سعادة ضيفه.. فالضيف لا رأي له عند "أبو عايض" الأستاذ/ محمد عايض العتيبي الملحق في السفارة السعودية بـ "روما" هذا الشخص الذي لا يشفع لحالات الغضب التي كان يقودني لها في احتفائيته بنا وبضيافتنا سوى روح النكتة التي يمتلكها في مداعباته ومداخلاته.أما صاحباي في تلك الرحلة فقد كانا نعم رفقاء السفر ، وقديما قال الحكماء لتعرف الرجال على حقائقها لا يوجد أكثر من السفر اختبار لتتبين معادنهم .آه يا أبا سطام ويا أبا فارس لقد أنسيتموني ما كنت احمله بين جوانحي من شوق ولهفة لأماكن محددة كانت تعني لي الارتياح والعذاب في آن ، حتى أن أغنية "الأماكن" لفنان العرب والتي كنت اسمعها بأحاسيس مضطربة أصبحت اطرب لها خصوصاً عندما ترتسم تلك الابتسامة على محيا أبو سطام.. وكلما تذكرت ذلك المقلب من قبل أبو فارس في "تورينو" والذي جعل اسم هذه المدينة يرتبط بالانشراح والضحك فينا.

ثم اتجهنا إلى سحر"فينيسيا" وعلى أنغام موسيقاها الأوبرالية كانت القوارب تتراقص بنا على أمواج طرقها وشوارعها المائية،أما في "فيرونا" مدينة خلود الحب والعشق ..مدينة "روميو وجولييت"..تلك المدينة التي جعلت من المستحيل ممكن ومن الممكن مستحيل حين أثبتت لعالم الحرب والدمار..لعالم المحافظين الجدد وغزواتهم.. أن الحب والخلود يلتقيان وبالإمكان أن يتلاقحان..الصفوف والطوابير البشرية التي تتقاطر على مدينة "فيرونا" تتجه إلى صريعي الحب "المستحيل الممكن" "روميو و جولييت" . إلا أنني قررت العودة هرباً من كرم "أبا عايض" في "ديار الطليان"..قررت أن احزم حقائبي وأعود إلى "الشرق الأوسط" الذي لا أدري لماذا تصر ممشوقة القوام وست الحسن والدلال السمراء "رايس" على تجديده بالطريقة الأمريكية.

* خاص - الحقائق الدولية
http://alhaqaeq.net/defaultch.asp?action=showarticle&secid=5&articleid=60356

عمر سلمان
28 - 9 - 2006, 04:31 PM
http://alhaqaeq.net/newsimages/khalid-msayer2**5.gif

استلهمت ثقافة غاصت في اعماقك ياخالد
وفتنت..بسحر مدن.... ودور عروض ....
فياليت شعري.....
ان تعود سالم غانم لأهلك.... وتعود.... لصفاء النفس ... وروعة الفطرة البشرية
ورمل بلادنا الذهبية.... وشموخ جبالها البهية...
ونقاء... ابناءنا..... وعفاف نساءنا.....وشرف المكان... بوجود الحرمين الشريفين

اخيك/ عمر سلمان

البادي
29 - 9 - 2006, 03:32 PM
مبدع ياأبا وليد . . !!
قد تكون الحروف احيانا وهجآ آخر . . لروعة تسكن في وجدان خفي !