المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التربية المبكرة


 


ابودانا
30 - 9 - 2003, 07:03 PM
التربية المبكرة
اهميتها في تربية وتأهيل الطفل الاصم
ــــــــــــــــــ

مبادئها وابعادها :
تهدف التربية المبكرة الى تهيئة وتأهيل الطفل والولد الاصم بغية ادخالة في النظام المدرسي المتخصص وذلك منذ لحظة اكتشاف الصمم ( وكما يشير العنوان فالتربية المبكرة تبدأ من لحظة اكتشاف الصمم وقبل سن المدرسة ).
كما تهدف التربية المبكرة الىمساعدة الطفل على توظيف مجمل طاقته التواصلية والعلائقية وترمي الى اشراك الاهل ولا سيما الام في عملية تأهيل الطفل الاصم .
المعلوم ان الاهل عند اكتشافهم الصمم او الاعاقة عند ولدهم يصابون "بصدمة" تدفعهم الى التخلي عن دورهم في تربية ولدهم , فيتراجعون عن التعاطي معه كلاميا وفي ظنهم ان صوتهم لا يصل وكلامهم لا يفهم , يدخلون جميعا حينئذ في عالم الصمت والانزواء.
تعقب هذه الفترة , فترة الذهول والصدمة , مرحلة الاعتراف بالاعاقة وهي مرحلة تتطلب مواجهة مشاكل عديدة وصعوبات عملية على صعد كثير منها طبية , اجتماعية وتربوية وغيرها …
وباعترافهم بالاعاقة يتلاشى عند الاهل الحلم الذي سبق ووضوه بولدهم . كما تسقط الاحلام التي واردتهم طيلة فترة الحمل هذا الشعور يطال الطفل فيتأثر بتأثيرات ا لاهل , ومن هنا اهمية توقيت التربية المبكرة , اذ ان الاهل من خلال الجلسات مع العالم النفساني ومع مجمل الفريق التربوي , يتمكنون من فهم وتقبل امور كثيرة مُم يساعدهم على تجاوز هذه المرحلة التي قد تتصف بشعور بالذنب , والحقد والرفض واليأس وغيرها , فبمساعدة هذا الفريق ومواكبته الاهل وطفلهم يصل هؤلاء الى مرحلة مهمة وهي مرحلة التقبل , تقبل ولدهم "المتخلف" أو "المعاق" ومن هنا يعودون الى امل جديد ويباشرون مرحلة بناء واعده , أي بناء مشروع تربوي لطفلهم فيستعدون دورهم ومكانهم في التربية والتأهيل وينعكس ذلك على الولد ارتياحا نفسيا فيتابع نموه الجسدي والعاطفي ويتقدم ويتطور باتجاه مشروع مدرسي.
فالتربية المبكرة اذن بديناميكيتها تطال الاهل بصورة غير مباشرة غي تاهيل الطفل لياخذ من جديد كل واحد مكانه الملائم نحو مستقبل افضل للطفل كما العائله .

دوافع التربية المبكرة
التربية المبكرة للولد الاصم لها دوافع عديدة اهمها :
أ- الاكتساب اللغوي :
تشير الابحاث العلمية الى ان الاكتساب اللغوي عند الانسان يخضع لتوقيت محدد وفتره معينة أي منذ لحظة الولادة ولغاية السنه الثالثة . هذا التوقيت البيولوجي هو اكثر ملاءمة لتركيز المبادئ اللغوية والتي على اساسها تبني وتتطور اللغة . من الضروري اذن ان نحث الولد الاصم وخلال هذه الفترة المبكرة بالذات على اكتشاف التواصل اللغوي وادخاله في هذا النظام وذلك قبل دخوله المدرسة , فالاستشارات السمعية وترجمة الاصوات تساعد على فهم ما يدور حوله وعلى اعطائه , أي الطفل الاصم , الرغبة في دخول نظام السامع .

ب- النضوج العاطفي النفسي

في الواقع , ان جميع الاطفال يتبعون بالمطلق نمطا واحدا في النمو العاطفي والنفسي اذا توفرت لهم الشروط اللازمه لهذا النمو : الطمأنينه والمحبة والحضور …
اما بالنسبة للولد الاصم فتنعدم علاقته بالاهل عند اكتشافهم الصمم كما سبق وذكرنا ويختصر دورهم بعد ذلك على تأمين الاكل والنوم والشرب لولدهم فيعيش الولد في عزلة غير مرادة ويدخل الطرفين في دوامة السكوت فيفتقر رغبة الاتصال ينزوي وينطوي على نفسة فتصعب بعد ذلك عملية التأهيل لاحقا .
لذلك ننصح الاهل بل ندفعهم الى القيام بتربية طفلهم باكرا لمساعدته وانتشاله من عزلته وصمته .

ج- المستقبل التاهيلي والتربوي

منذ سنين غير بعيدة كان الولد الاصم يأتي الى المدرسة المتخصصة في سن متقدم من عمره وفي اكثر الاحيان ما بين الثامنه والعاشره ( او اكثر ) فكانت عملية التاهيل والتدريب تبدأ اولا بإزالة اكتساباته العشوائية وجعله اهلا للتعاطي والتكييف مع البرامج المعده له مما يؤخره عن انطلاقته في رحلته الدراسية .
وقد اكدت التجارب ان النتائج المدرسية للولد الاصم الذي حظي بتربية مبكرة تأتي متقدمة جدا على تلك التي يحصل عليها ولد اصم حرم من هذه التربية .
كما دلت هذه التجارب على قدرة استيعاب وادراك للحقائق والمبادئ الجردة عند الال أي عند الذي تابع التربية المبكرة وكذلك قدرة على الاستثمار والاستفادة من باقي سمعه مما يسهل عليه تحصيله الدراسي لاحقا وهي امور تتعذر عند الثاني وتبقى ضعيفة كي لا نقول معدومه.

شروط التربية المبكرة

وتيرة ونمط التربية : من المستحسن ان تبدا جلسات التربية المبكرة منذ لحظة اكتشاف الصمم , ولو حصل ذلك في الاشهر الاولى من عمره .
انما نمط الجلسات فهو غير مرتبط بدرجات السمع او الصمم فكلما تعددت الجلسات كلما حظى الولد بتقدم ملموس وتطور سريع
تحدد عدد الجلسات اسبوعيا , وفق حالة كل طفل على الا تقل عن مرة واحدة في الاسبوع . ويؤخذ في عين الاعتبار مدى استعداد الاهل وامكانيتهم. اما فترة الجلسة فتتراوح بين 30 دقيقة وساعه .

كيفية سياق الجلسة : على الزوجين ان يصطحبا معهم الولد الى الجلسات الاولى , على ان تتابع الام او الشخص الاقرب الى الطفل الجلسات اللاحقة.
يقوم المدرب على النطق والسمع واحيانا مع مرب خاص , وقد لاحظنا منذ سنين قليله ان اشتراك مرب اصم في في هذه الجلسات يساعد كثيرا على اطفاء جو مميز لها , ووجوده , له مردود ايجابي على الطفل او الولد الاصم والام معا .

المكان : تجري جلسات التربية المبكرة ضمن عيادة خاصة او في مدرسة متخصصة , مع فريق متعدد الاختصاصات. وتبقى الافضلية للمكان الثاني لما له من ايجابيات نذكر منها :
· امكانية للاهل الاجتماع بالفريق التربوي ومحاورته .
· تصور الاهل مستقبل ولدهم عند رؤية التلاميذ في المدرسة .
· لقاء الاهل بالتلاميذ كانوا قد مروا باختبار مماثل …

تقام الجلسات داخل غرفة معزولة عن الضجيج والاصوات , ومعدة خصيصا لهذا النشاط. مزودة بتجهيز سمعي والعاب رنينية وتربوية وغيرها من الالعاب ملائمه لعمر الاولاد .

التجهيز الفردي : الى جانب تجهيز الغرفة بأجهز سمعية ملائمة لطبيعة العمل , فان التجهيز الفردي السمعي للولد الزامي خلال جلسات العمل حتى يتسنى له الاستفادة من الاستثارات السمعية وتسهل عليه ترجمة الاصوات التي يسمعها .
فالتجهيزات السمعية الفردية متعددة الانواع ونجدها حاليا في الاماكن المختصة وهي تلائم مختلف درجات الصمم .

الفريق العامل :
يتألف الفريق الذي يعمل الى جانب الطفل الاصم من اشخاص ذوي اختصاصات مختلفة :
1- المختص في التخطيط السمعي
2- المختص في التجهيز
3- المدرب على السمع والنطق
4- العالم النفساني
5- المربي الخاص
6- المربي النفساني الحركي

هذا الفريق يعمل وفق مشروع يررسم لكل طفل ويقوم باجتاعات دورية لتقييم العمل وتوجيه الاهل الاهل لاشتراكهم في عملية التربية المبكرة .

استعادة العائله لدورها التربوي قرب الطفل الاصم :

من اهم اهداف التربية المبكرة هو مساعدة العائله على استعادة دورها التربوي الذي فقدته او تخلت عنه عند لحظة اكتشاف الصمم لدى طفلها . وهذا الدور مهم وحساس في مجال نمو وتطور امكانية الطفل التواصلية واكتسابه تدريجيا امكانية الكلام ومفهومه اللغوي كما انه اساسي في نموه العاطفي – النفسي عند الطفل من جراء العلاقات لثنائية بين الولد واهله .

الارشادات والتوعية والاعلام : تساهم التربية المبكرة في ارشاد العائله حول المستجدات التي تطال الصمم ونتائجه . كما نساعد على الاطلاع على سبل مواجهه الاعاقة من خلال حوارم من المختصين . وتساعد التربية المبكرة كذلك على ابقاء الهل على بينه تامة بالنسبة للنتائج النفسية التي قد تحصل لدى الولد الاصم من جراء اعاقته السمعية والتي تترجم غالبا بالقلق والوحدة والغيظ والحرمان وعدم الثقة وغيرها …

توعية الطفل والولد الاصم : النتيجة التي ينتظرها المربي هي حال انفتاح وارتياح عند الطفل الاصم , وتأهب مبكر على التعاطي مع الغير من خلال اكتسابه الكلام ومعنى الحوار والتحاور الذين يشكلان العنصر الاساسي للتواصل مع الغير اللذين في اندماجه في مجتمعه الضيق اولا ( العائله ) ثم الواسع لاحقا .

اندماج الطفل في الوسط المدرسي : اتت النتائج لتؤكد ان اندماج الطفل في الوسط المدرسي تأتي اسرع واسلم عندما يكون قد تابع التربية المبكرة.
ومع التجهيزات الفردية يدخل في العالم السامع ويتحول من عنصر مستسلم الى عنصر فعال يستعيد مكانه في عائلته ومستقبلا في المجتع.

اكتساب لغوي مبكر
· الحفاظ على الثقة عند الطفل او مساعدته على استرجاعها.
· اكتساب واستيعاب لغوي ولو ضئيلا.
· استعمال عفوي للكلام ولجمل قصيرة ولكن واضحة.
· الحفاظ على صوته الجميل والطبيعي.
· نمو طبيعي ومنسجم يؤهله لدخول المدرسة ويساعده في تحصيله الدراسي

في النهاية لايسعنا الا ان يتم الكشف المبكر للاعاقة السمعية ليسمح ويقود الاطفال والاولاد الصم نحو التربية المبكرة التي تتيح لهم الاوفر لسلوك درب المدرسة والعلم , حتى حتى يكون الاصم من عداد المواطنين ذوي الطاقة البناءة اسوة بالدول الغربية . فالطفل الغربي الاصم لا يختلف عن طفلنا الا بنوعية الفرص التأهيلية التي سنحت له وهذا ما نعمل لبلوغه جميعا في مجتمعاتنا .

بندر الغضيان
30 - 9 - 2003, 07:40 PM
يعطيك العافية خالد3
على هذه المعلومه .
تحياتي لك