المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعوقون بعد أن أحبطتهم نظرة المجتمع ورفض الآباء:


 


ريما
4 - 8 - 2006, 07:17 PM
المعوقون بعد أن أحبطتهم نظرة المجتمع ورفض الآباء:
نريد ال****



* تحقيق - د.عمر اللحيان:
يواجه المعوقون تحديات عديدة خلال مراحل عمرهم المختلفة وبقوة وإصرار يحاولون تجاوزها، و(ال****) أحد تلك التحديات التي تواجه المعوق سواء كان فتى أو فتاة. (الجزيرة) استطلعت الآراء حول هذا الموضوع:
بداية تحدث أمين عام جمعية الأطفال المعوقين عوض بن عبدالله الغامدي فقال: إن درجة الوعي في المجتمع في عصرنا الحاضر أصبحت تقاس بحقوق واحتياجات المعوق ومدى استيعاب أفراد المجتمع أن المعوق مثله مثلهم له ما لهم وعليه ما عليهم، ومن الأهمية مساندته في الدمج في المجتمع منذ أن كان طفلاً يعالج ويتعلم أو أثناء استكمال مراحله التعليمية أو عندما يريد العمل، كلها حلقات متواصلة متصلة يجد خلالها الدعم *****اندة بصور وأشكال مختلفة سواء من الدولة أو المؤسسات والجمعيات الخيرية أو الأفراد.
وأضاف الغامدي: إن لدى جمعية الأطفال المعوقين إستراتيجية شاملة لمواجهة قضية الإعاقة وقاية وعلاجاً من خلال تثقيف وزيادة وعي المجتمع وأفراده بهذه القضية الحيوية وامتداداً لدورها المتكامل في مساندة المعوق علاجياً وتعليمياً وتأهيلياً من سن الميلاد حتى 12 سنة تواصل دورها التربوي والاجتماعي في متابعة ومساندة منسوبيها من الأطفال المعوقين عند التحاقهم بالمدارس أو الجامعات لاستكمال مراحل تعليمهم بالإضافة إلى مساعدتهم في إيجاد وظائف لهم بعد تخرجهم سواء داخل الجمعية أو خارجها، كما أن الجمعية تحاول من خلال مبادرات شخصية مد يد العون للتوفيق بين أي فتى أو فتاة من المعوقين وتزويجهم، وقد نجحت في ذلك ولله الحمد وسوف تسعى إلى مساندة المعوقين في تجاوز هذه المشكلة وتوعية المجتمع بكافة الوسائل الممكنة تجاه هذه المشكلة لأن المعوق إنسان له حق ال**** وأن يعيش حياة أسرية سعيدة كغيره من المواطنين.
واختتم الغامدي حديثه مؤكداً أهمية تضافر الجهود كافة تجاه قضية الإعاقة والمعوقين وتذليل كل الصعوبات التي تقف أمامهم ومن بينها ال****.
لماذا تتوقف
كما تحدث مدير العلاقات العامة بجمعية الأطفال المعوقين الأستاذ صالح الأشقر فقال: إن هذه من أهم المشكلات والصعوبات التي يعاني منها المعوقون. متسائلاً لماذا غالباً نتوقف عندما يريد المعوق (أو المعوقة) ال****؟
وقال الأشقر إن الجمعية تولي هذا الجانب اهتمامها باعتبار **** المعوقين واحدة من المشكلات الكبيرة التي تواجه منسوبي الجمعية وغيرهم من المعوقين ويأتي ذلك استكمالاً لدور الجمعية في دعم المعوقين وقضاياهم.
وذكر الأشقر أن الجمعية نجحت في إتمام **** معوق ومعوقة كانا من أبناء الجمعية وتخرجا منها وهما (عبدالعزيز) و(دلال) حيث تمكنا من تكوين أسرة وبدآ حياة اجتماعية جديدة يملؤها الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل.
(دلال) معوقة متزوجة
دلال نموذج مشرف للفتيات المعوقات وقد شقت طريقها في الحياة ولم تأبه بالإعاقة حيث استفادت من البرامج العلاجية والتعليمية والتأهيلية بجمعية الأطفال المعوقين حتى أصبحت موظفة بالجمعية وأخيراً تزوجت.
(دلال) عبرت عن شكرها وتقديرها لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين لما يبذله سموه من جهد تجاه قضية الإعاقة والمعوقين ولكل رجال الأعمال وأهل الخير الذين ساعدوا الجمعية حتى تمكنت من إنقاذ آلاف الأطفال وتأهيلهم من الإعاقة مشيرة أنها كانت واحدة منهم.
وقالت: إنه بفضل الله ثم الجمعية تم علاجي وتعليمي وأعمل الآن بالجمعية وعندما طلبني (عبدالعزيز) لل**** لم يكن هناك مانع أن أبدأ مرحلة جديدة وأنا كلي ثقة بنفسي وبالحياة.
لابد من حلول
كما تحدث وكيل عمادة شؤون الطلاب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأستاذ علم الاجتماع المساعد الدكتور سعود بن عبدالعزيز الرشود وقال إن قضية **** المعوقين من القضايا الهامة والتي ينبغي الاهتمام بها وإيجاد الحلول اللازمة لها خصوصاً مع تزايد حالات المعوقين في مجتمعنا وأشار إلى أن من أهم الأسباب هي نظرة المجتمع للمعاق وعدم تفهم احتياجاته والتي من أهمها ال**** باعتباره من أهم الحاجات للإنسان. وأكد د.الرشود على أهمية الدور الذي يجب أن تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية باعتبارها الجهة المسؤولة عن رعايتهم، مقترحاً في هذا الصدد إنشاء جمعية للمعوقين الكبار تتولى الاهتمام بهم بصورة مباشرة أسوة بالأطفال المعوقين الذين تقدم لهم جمعية الأطفال المعوقين برامج وجهوداً مميزة، كما شدد على دور وزارة الإعلام ووزارة التربية في الاهتمام بإبراز مشكلات المعوقين وتبصير الطلاب والطالبات بحقوقهم ومشكلاتهم.
أفكر في ال****
من جهته يقول (أحمد البحيري) معوق من المدينة المنورة: بالتأكيد ال**** جزء من تفكيري ولدي الرغبة لتكوين أسرة في المستقبل، ولكن تواجهني عقبات كثيرة منها قبول الأسر والناس في المجتمع، وعلى سبيل المثال.. فإنني أبحث عن زوجة منذ فترة، ورغم ذلك لم أجد الأسرة التي توافق، ولا حل أمامي إلا أن أجد زوجة غير سعودية أو أسراة متواضعة لا تقبل بالمهور العالية، من جهة أخرى فإن أسرتي أيضاً غير موافقة على ****ي المبكر، ولكنني أراه راحة نفسية بالنسبة لي وخاصة أن المعوق يحتاج إلى من يرعاه ويخدمه في أشياء كثيرة. ويناشد أحمد في ختام كلامه أولياء الأمور وخصوصاً للبنات إعادة النظر في رفضهم دائماً ارتباط ابنتهم بال**** من معوق؛ وذلك لأن المعوق طالما يعمل ولديه قدرة على ال**** فهو مثل غيره.
أما محمد عائض الحربي فيرى أن **** المعوق جزء من أساسيات الحياة، ولابد لأي مجتمع متطور من أن يتفهم المعوق أو المعوقة، فكلاهما إنسان له احتياجاته، وأرى أن عقبات تأخر **** المعوقين سببه نظرة المجتمع لمعوق، وعدم الوعي بمعنى كلمة المعوق؛ فالكل يرى أنه شخص انتهى اجتماعياً ويعيش بيئة اصطناعية؛ ولذلك اضطررت لل**** من خارج المملكة، رغم أنه كان يوجد فتيات متفهمات ويقبلن ال**** من معوق، ولكن المشكلة كانت مع أولياء الأمور، ولهذا لابد من مشاركة أهل الفكر والعلماء والمؤسسات الاجتماعية لزيادة الوعي بالمعوق.
بينما يقول عبدالحميد خليف الرشيدي (19 سنة) من المدينة المنورة: إن استمرار نظرة المجتمع للمعوق، باعتباره إنساناً غير عادي وإنه عاجز ويحتاج إلى الشفقة، يعمق مشكلة أولياء الأمور. ويرى أن المعوق أكثر الناس احتياجاً إلى ال**** في كل ظروفه، ولاسيما في سن مبكرة وخاصة أن ذلك يساعده على الإنجاب مبكراً، وبالتالي يمكن لأولاده مساعدته في المستقبل.
زوال الفجوة
أما الدكتور أحمد بن علي السديس المحاضر في الجامعة الإسلامية وإمام وخطيب جامع عبداللطيف آل ال*** بالمدينة المنورة فيقوال إن الله جل وعلا بيتلي عباده بالسراء والضراء والعافية والبلاء؛ لحكمة بالغة وعلة باهرة، والله يحكم لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه.
ومن جملة ابتلاء الله تعالى للعبد وجود إعاقة في بدنه قد تمنعه في بعض الأحيان من اللحاق بركب الأصحاء الأسوياء من البشر في كثير من ميادين الحياة والعمل على اختلافها وتنوعها، وهذه القضية - الإعاقة والمعوقين - محل اهتمام، ومناط تكريم عند أهل الإسلام؛ وذلك أن أهم ميزة يمتاز بها المجتمع المسلم أنه مجتمع تسوده المحبة والوئام، وترفرف على بنائه المودة والإكرام، ولا غرو فهذا الأمر هو دعاية هذا الدين وقد قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، وقال عليه الصلاة والسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
ومن هذا المنطلق الكريم والهدف النبيل ظهرت العناية في أحلى صورها وأبهى حللها بهذه الطائفة المباركة في بلادنا بحمد الله تعالى، وهذا أمر مشاهد للعيان، ولكن المسألة لا تقف عند هذا الحد بل لها أبعاد أخرى فإن حبيس الإعاقة البدنية لا تقتصر حاجته على توفير مأكل ومشرب وتأمين وسائل علاج فحسب، بل لنا ولهم جميعاً هدف أسمى وغاية أسنى؛ وهي جعله عضواً بارزاً نافعاً في مجتمعه؛ وذلك بإشراكه في كثير من ميادين حياتنا وحقول تجاربنا.
ومن هنا أثيرت هذه القضية الهامة - إشكالية **** المعوقين المشكلة والحل - وإننا بالنظر إلى أحوال مجتمعنا الكريم لا نجد بداً من التسليم بهذا الأمر؛ أعني به إشكالية **** المعوقين، وهذه في الحقيقة مسألة في غاية الخطورة؛ ووجه ذلك حاجة أصحاب الإعاقة الماسة إلى ممارسة حقوقهم الشرعية والاجتماعية في تكوين أسرة، وبناء بيت والتمتع بالذرية الصالحة وانتفاعه بهم في الحياة وبعد الممات، ومن هنا ظهرت الإشكالية الكبيرة في الحيلولة بينهم وبين أهدافهم السامية ومقاصدهم النبيلة. وبعد التسليم بوجود هذه الإشكالية يتعين البحث عن حلول ناجعة تضمن لهم الحق المشروع، وتوصلهم بسلام إلى رغبتهم وأهدافهم، ونحن بذلك نسعى إلى سلامة صدورهم وتحسين نظرتهم للمجتمع، وهو من الإعانة على البر والتقوى.
وقبل أن أذكر ما يجول في خاطري من حلول تجاه هذه المسألة، أشير إلى أمرين أحدهما: أن وجود المعوقين بيننا نعمة من نعم الله علينا وباب من أبواب الخير والإحسان قد فتحه الله لنا برعاية أحوالهم، وتحقيق مطالبهم، والوقوف معهم وأن الله لا يضيع أجر المحسنين، ناهيك أنهم بالجملة سبب لحصول الرزق واستجلاب النصر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) رواه البخاري.
فما بالنا نتناسى هذه النعمة المهداة، والمنحة المسداة، وتتوارى محاسنها في ظل اعتبارات لا حظ لها من نظر صحيح، ولا دليل صحيح.
الأمر الآخر: إن الإعاقة كما يعلم أهل الاختصاص وكما هو مشاهد على درجات متباينة من حيث شدتها وخفتها، ووصف الإعاقة من حيث هو لا يعد مانعاً من مزاولة العمل ونفع المجتمع في مختلف ميادين الحياة، وهذا في نظري مدخل مهم لتخفيف الحساسية التي قد يشعر بها البعض حينما يسمع وصف (معوق) وها نحن نرى كثيراً من إخواننا المعوقين برزوا في كثير من مجالات الحياة العلمية والعملية، ومازالت أخبارهم السارة تصل إلينا من كل حدب وصوب، فلله الحمد رب العالمين.
أما الحلول تجاه هذه المشكلة فيلخصها د.السديس في ستة أمور هي:
أولاً: إزالة الفجوة الكبيرة بين المعوقين وبين سائر أفراد المجتمع،
ثانياً: قيام أصحاب الفضيلة العلماء وفرسان المنابر الخطباء وحملة الأقلام بواجبهم تجاه هذه القضية والتذكير بحقوق إخواننا المعوقين، والتأكيد عليها وبيان أنهم لحمة من هذا المجتمع، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ومثل هذا كفيل - إن شاء الله تعالى -
رابعاً: على وسائل الإعلام المختلفة دور مهم في إظهار الوجه المشرق لإخواننا المعوقين وعرض إبداعاتهم وطموحاتهم وتضحياتهم. وأقترح في هذا الشأن على القائمين على جمعية الأطفال المعوقين - أعانهم الله - أن يقوموا مشكورين بإصدار سلسلة مطبوعة ومسموعة توزع على أوسع نطاق بين قنوات المجتمتع تظهر لنا بفخر واعتزاز إبداعات إخواننا المعوقين ومواهبهم الفذة ومشاركاتهم المتميزة الفعالة في خدمة دينهم ومجتمعهم فمثل هذا الأمر جدير بتحقيق تواصلهم مع المجتمع بطبقاته كافة.
خامساً: على أهل اليسار وأصحاب الأموال كذلك دور فعال في حل هذه المشكلة ورعاية هذه القضية؛ وذلك بتأمين كافة احتياجات إخواننا المعوقين التي تكفل لهم العيش السعيد والاستقرار الأسري.
سادساً: ضرورة التنسيق مع الجهات الخيرية والمعتبرة ذات العناية بالتوفيق بين الجنسين بال**** الشرعي، ومثل هذا التنسيق يكفل لهم وصول صوتهم واتساع دائرة البحث لتحقيق رغبتهم.
وختاماً فجماع الأمر تقوى الله، وإحساس الشعور بالجسد الواحد والأمة الواحدة الذي هو شعار هذه الأمة، وبتطبيق ذلك تتلاشى كافة الفروق والمقارنات الفاشلة، ويتحقق للأمة ما أرادت بتحقيق مصالح أفرادها على السواء. والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
لا موانع طبية
فيما يقول استشاري الأطفال الدكتور محمد فواز الفقير المدير الطبي بمركز الأطفال المعوقين في مركز مكة: لا مانع من أن يتزوج رجل معوق أو امرأة معوقة. وقد يكون لهذا ال**** بعض الإيجابيات منها: أن يشعر كل منهما بأنه مكمل للآخر، وبنفس الوقت أن لا يكون شعوره نظرة دونية للآخر، أو أن الآخر ينظر إليه نظرة دونية بسبب إعاقته، وهذا الأمر من الأهمية بمكان لدعم الثقة بالنفس خاصة في مجال الحياة الزوجية، حيث العلاقة صحيحة ووجدانية بين الطرفين.
ونبه د.الفقير إلى الأمور التالية: أولاً التأكد من سبب الإعاقة المسببة لكل منهما، فإن كان السبب مرضاً وراثياً ويجب التأكد من أن لا يكون هو نفس نوع الإعاقة عند كليهما، فمثلاً هناك بعض حالات مرض الصمم والبكم من نوع الوراثة المتنحية، فإذا تزوج رجل بامرأة عندها نفس هذه الإعاقة عندئذ قد يؤدي ذلك إلى إصابة كل أطفالهما بنفس المرض ذكوراً وإناثاً. أما إن تزوج هذا الرجل الذي لديه صمم وبكم بامرأة لديها إعاقة شلل دماغي بسبب ولادة بأسرة، فإنه يتوقع أن يكون كل الأطفال سليمين بإذن الله.
ثانياً: إذا كان أحد المتزوجين لديه إعاقة عقلية معروفة مسبقة،
ثالثاً: إذا كان كلا الخطيبين لديهما إعاقة عقلية فيجب مراعاة النقطة الأولى أيضاً،
رابعاً: من المفيد اختيار نوع الإعاقة عند أحدهما بأن تكون معدلة للإعاقة عند الآخر، ليتمم أحدهما الآخر،
استطلعنا رأي فضيلة ال*** أحمد بن عبدالله العمري، من الناحية الشرعية في **** المعوقين فقال إنه لا مانع من هذا ال**** إذا ارتضى كل منهما الآخر واكتملت شروط ال**** الصحيح، مشيراً فضيلته إلى أن أخلاق الإسلام تحثنا على أن لا نحتقر المعوقين وألا ننظر إليهم نظرة الشفقة وإنما نساعدهم وندعوا لهم بأن يوفقهما الله إنه لا سبيل لحل مشكلة **** المعوقين إلا من خلال رعايتهم وإعانتهم والوقوف بجانبهم.
معاناة المعوقين
المعوق (عبدالله محمد الفيفي) من مكة المكرمة يقول: واجهت مشكلة كبيرة عندما أردت ال**** حيث لم أجد الأسرة التي ترضى بي زوجاً لابنتهم. ويرى حلاً لهذه المشكلة في الرضاء بالواقع وتقدير الموقف ومساعدة المعوق على مشكلته، و***** الطريق الأنسب لوضعه الذي قد يختلف من شخص لآخر. ويدعوا أولياء الأمور إلى اتخاذ ما يرونه مناسباً مع مراعاة كل شيء بتقدير من رب العباد.
المعوقة (س - ح) تروي مشكلتها مع ال**** قائلة: كنت مخطوبة لشاب به كل الصفات التي تتمناها الفتاة وكانت علاقته بي قوية حتى علاقة أهله معي كانت قوية جداً، وفي يوم من الأيام وقع لي حادث جعلني معوقة بطرف سفلي أثناء رقودي في المستشفى أتلقى العلاج وأنا بين الحياة والموت، فقررت أم خطيبي أنني لا أصلح لاستمرار حياتي معه وأكون مسؤولة عن بيت وأولاد ولم تنتظر أن أخرج من المستشفى وتم الانفصال!!.. ولا أنكر أنني عانيت بشدة نفسياً وجسدياً من ذلك، والآن أعيش بدون أمل، وقد تقدم لخطبتي أكثر من شاب من عائلتنا ولكنني أرفض خائفة من تكرار نفس التجربة السابقة مرة أخرى وأواجه نفس الموقف من قبل أهل العريس.
ترى والدة الطفلة المعوقة (أنوار صالح الخزاعي)، إن المعوق فرد من أفراد المجتمع له كل الحقوق التي يجب أن تعطى له، لكي يكون عنصراً فعالاً في مجتمعه باستثمار كل طاقاته العقلية والجسدية، ف**** المعوق يتوقف بالدرجة الأولى على نوع إعاقته ومدى تأثيرها في قدرته وعطائه. فإن كانت إعاقة جسدية بسيطة ويمكن له بقوة إرادته أن يتخطاها فلا مانع من ****ه وجعله عنصراً فعالاً، ولكن إذا كانت إعاقته شديدة أو عقلية فإنه من الصعب ****ه بما يترتب على ذلك من مشكلات عديدة للأسرة التي سوف تكون ناتجاً لهذا ال****.
وتقول إن أي أسرة تسعى إلى سعادة أفرادها وتحقيق كل سبل الحياة المضيئة لهم وبذل كل ما من شأنه إسعادهم وتحقيق الأمان النفسي والاجتماعي لهم، ومما لا شك فيه أن الأسرة تخاف على ابنها المعوق وتشعر نحوه بالعطف والشفقة وتخاف أن يتأثر بأي جانب في حياته وتعمل على تذليل الصعاب التي تواجه الأسرة حينما ترفض **** ابنها أو ابنتها المعوقة، وذلك مردوده إلى عامل الخوف بأن يفشل هذا ال****، وبالتالي تحدث انتكاسة لديه. وعوامل فشل هذا ال**** في نظر الأسرة تتمثل في عدم قدرة هذا الابن على الاندماج في الحياة الزوجية وعدم قدرته على تكوين أسرة جديدة والانفصال عن أسرته الحقيقية التي منحته الحب ووفرت له كافة سبل الراحة والطمأنينة نتيجة لإعاقته؛ ليكون المجتمع بما يحتويه من مؤسسات مختلفة له دور في أن يتخطى المعوق إعاقته ويصبح شخصاً له فاعلية كبيرة فيه. ف**** المعوق بالدرجة الأولى ليس مشكلة في ذاته ولكن مدى تعامل الأفراد في المجتمع مع هذا المعوق وتأثيرهم في حياته هذا هو في نظري المشكلة، فلابد من نشر الوعي وتثقيف المجتمع بأهمية المعوق وإنه شخص ليس له ذنب في ما حصل له ولابد من مساعدته على تخطيها والعيش بسعادة.
وترى (أم أنوار) أن حل هذه المشكلة عن طريق تحديد عدة محاور ومعرفتها وهي نوع الإعاقة، وتأثير هذه الإعاقة في قدرة المعوق الجسمية والعقلية، ومدى نظرة المجتمع للمعوق؛ فنوع الإعاقة يحدد مدى قدرة المعوق الجسدية أو العقلية على تكوين حياة أسرية يتحمل متاعبها، فهناك أنواع من الإعاقة البسيطة التي يمكن التغلب عليها بالإرادة وقوة العزيمة، ولابد من تثقيف المجتمع بأهمية الفرد المعوق كشخص له حقوق وواجبات لابد من القيام بها، ويكون ذلك عن طريق الأسرة التي تلعب دوراً مهماً في حياة المعوق، فهي قادرة على جعله شخصاً منتجاً وأيضاً هي قادرة على عزله وجعله حبيساً لإعاقته.
فيما يرى والد الطفلة (هناء الفيفي) أنه لا توجد مشكلة في **** المعوق على شرط أن يكون أحدهما سليماً غير معوق، وعن سبب رفض الأسر **** المعوق - المعوقة من أبنائها أو بناته يرى أن خوف الأسرة من انتقال الوراثة، فتصبح العائلة كلها معوقة ويتوسع نطاق المعوقين، مؤكداً أن حل هذه المشكلة يكمن في وجوب الإيمان بالقضاء والقدر.



http://www.al-jazirah.com/622553/th1d.htm