المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 3+3


 


البلابل
13 - 7 - 2006, 09:44 PM
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com75.gif
يقولون أن عجائب الدنيا سبع، وبعضهم يقلل، وبعضهم يزيد على ذلك، والبعض الآخر حينما يرى أمراً عجيباًً يعده من عجائب الدنيا، أو يمنع إضافة الدنيا ويكتفي بقوله من العجائب... ولكن التعجب إما أن يكون ناشئاًً عن خفاء في الأسباب، أو عن جهل بحقائق الأمور، وهناك أمر ربما يكون العامل الأهم الذي ينبغي أن يتعجب منه المرء في حياته كلها ، وهذا الأمر لا يفطن له كثير من الناس ، كما انه لا يُقارن ولا يُعادل بشيء من عجائب الدنيا لأنه أم العجائب ، نعم هو شيء واحد ولكنه ينقسم أم العجائب ، نعم هو شيء واحد ولكنه ينقسم إلى شقين:نفس وقلب...إنهما ليسا أي قلب ونفس ،بل هما نفس وقلب بني آدم ، إنهما لا يقاسان بأي غريبة أو عجيبة في الدنيا ، لان عجائب الدنيا قد تكون محدودة وفي إطار زمني معلوم، وربما تكون أمراً غريباً بالنسبة لجيل دون آخر أو لفترة من الزمن دون أخرى،إما لماذا تميزا عن عجائب الدنيا فلأن منشئ عجائب الدنيا هو الإنسان ، والقلب والنفس من خلق الله لا من صنع البشر ، ولأنهما في تقلب وتنوع يدهش الفطن، ويحير الحليم ، ويبعثان على التعجب ، فلربما في لحظة ترى العجائب من صنعهما في حياة البشر ، ولربما في يوم واحد فقط ترى أو تسمع من أمرهما ما لوعُدّ لتجاوز السبعمائة أعجوبة من تصرفاتهما وهما في مكانهما ، إنهما القلب والنفس والناس فيهما فرق ومذاهب ، وألوان وغرائب ، والكل يصدر موردهما ، والجهل ينهل معينهما ، فلا يكاد المرءَ يخطو خطوة إلا بأمر منهما ، فسبحان من خلق فأودع وأبدع .
 فمنهم من قلبه كرماد ٍاشتدت به الريح في يوم عاصف ، مشتت النوازع ، مشغول الفكر،أسير الخطايا ، سجين الهوى ، تجره ميوله إلى كل مايشتهي ، يهيم في كل واد ٍ، ويسبح في كل بحر، لا يدري بأي قارب ينجو ، ولا على أي شاطئ يرسو ،فيا الله هل له من خلاص!!
 ومنهم من قلبه كالغيوم السوداء التي وقفت إمام أشعة الشمس تحاول إن تمنع وصولها للآخرين ، ولكن هيهات هيهات ، واني لها ذلك وهي سحابة صيف، ونكتة ظريف ، وإقامة ضيف ، تفعل كالذي يضع يده على عينيه ضانا بذلك انه حجب ضوء الشمس عن الكون....
 ومنهم من قلبه كالشمعة تحرق نفسها لتضيء للآخرين نور دربهم ، همها محاربة الظلمة ، وكشف الكربة ، وإيناس الغربة، أملها الحق ، وإبلاغ الخلق ، واللحاق بالسبق ، شعارها الاستمرار للبقاء ، مهما اشتد البلاء ، وطال ليل الأعداء ، حتى ينشق الفضاء ، عن صبحنا الوضاء.
 ومنهم من نفسه : كالذباب يحب الوقوع على كل أثيم ، لا يرضى به بديلاُ، ويموت دونه شهيداً ، يخاطر في الصعاب لينال المطلوب ، ليكون الغالب لا المغلوب ، فما أبلغها من خسة ، وما أشدها من ذلة.
 ومنهم من نفسه كالكلب ، همه نفسه ، وقضاء شهوته ، وان رأى الآخرين يموتون إمام عينيه، الاستئثار وسيلته المثلى لتحقيق أهدافه ، لا يحب إن يشاركه غيره من الكلاب في فريسته ولو كان على الفريسة مائة كلب ، اللؤم طبعه، والدناءة مذهبه ،شبعه طمع ، وجوعه هلع ،صياحه شكوى ، ودموعه زُلفى ، وغنيمته منجى، الوفاء ليس من صفاته ، ولا هو في قاموس حياته ، فهو بذلك قد استكمل صفات الذم الممقوتة.
 ومنهم من نفسه كالأرض تتحمل عبء ما عليها من جبال ووديان، وأنهار وبحار وعمران وإنس وجان ،لا تتضجر من ثقلهم عليها ، ولا تتأفف ممن فوقها ، ولا تمن على الآخرين بالعيش على ظهرها ، وإخراج الماء لها من باطنها ، هدفها راحتهم وسعادتهم على متنها ، وسيلتها الصبر على العتاب ، والرفق بالأحباب ، حتى يفتح ليلج منه الجميع وأولهم الشباب لأنهم سيظهرون الناب لكل مخادع كذاب .
فهذه ثلاث من القلب، وثلاث من النفس، وأنت لو فتشت ـويا حبذا لو بدأت بنفسك ـ في الناس لوجدت أنها ليست 3+3 بل لا نهاية لها ولا عد لحصرها

ربمااا
29 - 4 - 2008, 07:31 PM
مشكووووور
الموضوع حلو
تحليل أكثر من رائع
يسلمو

رمزي
2 - 5 - 2008, 01:59 PM
اشكرك اخي على هذا الطرح الرائع