المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة معبرة


 


البلابل
12 - 6 - 2006, 11:53 AM
كنت في الطريق عائدة إلى بيتنا فتوقفنا في أحد الشوارع الفرعية لزحمة هناك ..
فإذا بجوارنا ( صندوق القمامة ) أعزكم الله وتقف عليه إمرأة عجوز ومعها عربة وبيدها عصا تنبش بها
مافي تلك القمامة بحثاً عن العلب المعدنية ..

شعرت بالألم لحالها .. وقوفها .. ما تقوم به كل يدعو للرثاء .. والبكاء ..
ترى ماذا لو كنت مكانها .؟؟!!
لو كانت أمي أو جدتي تقف موقفها ؟


ولكِ أن تبحري يا حبيبة في خيالاتك !!


تقول ..:

في زحمة الأفكار .. قلت في نفسي لأعطيها نقوداً علها تأكل بها لقمة تسد جوعها ..
فتحت حقيبتي .. نثرتها .. لاشي فيها .. !!
يا الله ريالان فقط .. هي كل ما فيها ..
تبسمت .. على الأقل ستشتري بها خبزاً او عصيراً .. لن أحقر تلك الريالين لأنها قد تسد بها حاجة ..

في تلك اللحظات كنا قد مشينا ..
فعاتبت نفسي عتاباً بسيطاً .. ليتك استعجلتي وألقيتي بها من النافذة ..
وماذا أفعل نويت لكن لم يقدر الله لي ..


وصلنا لآخر الشارع .. وتوقفنا كذلك ..
وطال وقوفنا ..
في اثناء الوقوف .. تمر ذات المرأة العجوز بجواري لدرجة أني أستطيع لمسها ..
تدفع عربتها المحملة بعلب البيبسي و الديو و و و

كنت قد أعدت الريالين لداخل الحقيبة لم يسعفني الوقت لأخرجها وأعطيها تلك العجوز ..
فأنبت نفسي كثيراً ..

قد أتتك الفرصة أفضل من المرة السابقة .. !!
ولو أنك كنتِ جادة في دفعها إليها ما كان لك هذا البرود ولما بقيت داخل حقيبتك .. !!
ولو أنك صادقة ليسّر الله لك عطاءها ..!!
النية وحدها لا تكفيك هنا لو أقدمتِ لكان خيراً لك ..


تقول :
فقلت في نفسي حسناً سأمسك هذه الريالين في يدي
وساترك قليلاً من النافذة مفتوح على أن أكون متأهبة لأي هدف ..
قدر الله لي أن أراها مرتين ..
وفي ذلك حكمة وما يدريني لعلي أراها المرة الثالثة ولن تفلت مني بإذن الله هذه الفرصة ..

ثم مشينا ..
ودخلنا شوارع اخرى ..
وأنا مستعدة .. تماماً ..
أقول في نفسي وأين ستأتيني هذه المرأة هنا .. لكنني أثق بالله ربي ..

سبحان الله ..
في منعطف لأحد الشوارع خففنا السرعة فإذا في ذلك المنعطف إمرأة عجوز جداً
تجلس على كرسي متحرك حرمها الله كذلك من نعمة المشي فهي بلا ساقين ..
ألقيت بالريالين بسرعة من تلك النافذة ..
في لحظات سريعة كانت العجوز تنظر إلينا وتنظر للأرض وتبتسم ..

وقتها ..
شعرت بأنني ابتسمت من أعماق قلبي ..
سبحان الله وصلت لهذه المرأة لعلها أحق من تلك ..
هي ريالان فقط ..
أعلم أنها لا تساوي شيئاً لكن هي ما كانت عندي ..
ولو أنني كل يوم أخرجت ريالين لأمثال هؤلاء لكان خيراً لي ..

منقول

احمدال بجاد
13 - 6 - 2006, 01:10 AM
بارك الله فيك على هذا الطرح الرائع
تقبلى تحياتى

البلابل
13 - 6 - 2006, 01:04 PM
مشكور أخي أحمد ال بجاد
على المرور وتقبل تحياتي