المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العدل بين الأبناء


 


ام بيان
19 - 5 - 2006, 09:24 PM
العدل بين الأبناء

]قال تعالى )) إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآىء ذي القربى ))
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم )) رواه البخاري ..[/COLOR]

]إن الأبناء هم نعمة رب العالمين علينا وهم زينة الحياة الدنيا كما وصفهم سبحانه وتعالى ,
ولحكمة يعلمها الله حرم منها البعض وأعطى البعض إناثاً فقط والبعض الأخر ذكور فقط ,
ومنهم من أكرم بالنوعين من الخلق ,ولكن مع الأسف أننا نرى من لا يقدر هذه النعمة ولا يعطيها حقها ,
ولا يتبع أوامر الله ورسوله في أساليب التعامل مع هذه النعمة العظيمة ,بل يتصرف حسب هواه الشخصي ومحبته وميوله التي قد تكون وراثية أو اجتماعية أو حتى نفسية ,
ومنها عدم العدل بين الأبناء والتفرقة والتي تظهر في أشكال كثيرة ,لأن لها أسباب ودوافع عديدة منها ما يكون ظاهر ومنها ماهو خفي حتى عن الشخص الذي لا يعدل فهم أحياناً لا يدركون أنهم يقومون بهذا التصرف المدمر لنفسية الطفل والذي قد يؤدي أحياناً في بعض الحالات إلى العدوانية وربما الجريمة بما يزرعه بين الإخوة من الغيرة بدايةً التي تتطور إلى كراهية ونفور ثم إلى حقد ورغبة في الانتقام أو الإيذاء على اقل تقدير ,

لأن الأبناء كما تقول د.عبلة كحلاوي ((يرون الدنيا من خلال آبائهم ,وهم في أعين أبنائهم رمز الفضيلة والشرف والعدل والرحمة والحنان ,فإذا وجد الابن ما يناقض ذلك في سلوكيات أبويه كان ذلك مبدأ لأول شرخ في نفسية الطفل ,وأول ما يلتفت إليه الأبناء من هذا السلوك ما يتعلق به مباشرة كالتفرقة بينهم في المعاملة ,وإذا تعمق هذا الشعور في النفس كانت له آثاره السيئة التي لا تتحملها الطفولة البريئة ,, )) [/B[/COLOR]


][B]أسباب التفضيل أو (عدم العدل ) :


1- من أكثرالاسباب شيوعاً (وخصوصاً في العالم العربي ) وأهمها في التفضيل عند الوالدين ,تفضيل الذكور على الإناث , على الرغم من كل ما جاء في أحاديث رسولنا الكريم من توصية بالبنات خاصة والأجر العظيم في إكرامهن لقتل هذه العادة الرذيلة التي كانت في أسوأ صورها قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وبالرغم من تحسنها بدرجة كبيرة إلا انه ظل أثر منها إلى يومنا هذا ,ومن أقواله صلى الله عليه وسلم فيما يخص العدل بالذات ((من ولدت له ابنة فلم يئدها ولم يهنها ,ولم يؤثر ولده عليها –يعني الذكور- أدخله الله عز وجل بها الجنة )) ...رواه الحاكم في المستدرك...

2- قد يفضل بعض الآباء أبناء الزوجة الجديدة وفي بعض الحالات رأيتها حتى الأمهات قد يفعلن ذلك ,(بعد الطلاق ) ويكون الإهمال واللامبالاة من نصيب الأبناء المساكين وكأنهم يدفعون ثمن أشياء ليس لهم فيها ذنب وخصوصاً إذا كانت العلاقات سيئة بين الطرفين ....

3- من الآباء من يفضل الصغير صحيح أن هذا جائز ( فقد قال بجوازه عدد من الفقهاء ومنهم د.عبلة ) ولكن له حدود وشروط وأهمها أن لا يكون فيه جور وتعدي على الباقيين أو أن يكون ظاهراً بشكل يؤدي إلى التأثير السيئ على نفسيا تهم أو يكون التفضيل مادي كالهبات والعطايا ,, لان الرسول نهى عن ذلك كما جاء في الحديث الذي رواه ال***ان ))عن النعمان بن بشير –رضي الله عنه – أن أباه أتى به لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إني نحلت {أي أعطيت } ابني هذا غلاماً كان ليِ , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أكل ولدك نحلته مثل هذا ؟ فقال :لا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأرجعه – وفي رواية (قال رسول الله :يا بشر , أفعلت هذا بولدك كلهم ؟ قال :لا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {اتقوا الله واعدلوا في أولادكم }فرجع أبي فرد تلك الصدقة .....

4- ومن أسباب التفضيل عند بعض الآباء والتافهة للأسف من يفضل الابن الأجمل أو الشبيه بأحد الأبوين ,أو الأذكى والأشطر ,وفي بعض الحالات رأيتها من يبدأ بتفضيل الأغنى والأكثر عطاء عندما يكبروا ,وإلى غير ذلك من الأسباب الشخصية التي ليس لها قيمة في ميزان الحق ونهى عنها الشرع ومن يفعلها عاصي لأمر الله أثم في حق أبنائه والمجتمع لما لهذا السلوك من نتائج سيئة عليهما ......


نتائج عدم العدل بين الأبناء أو تفضيل احدهما على الأخر :


كما ذكرت سابقاً أن لهذا السلوك نتائج سيئة كثيرة وتتفاوت درجاته حسب شخصية الطفل أو الابن ومدى درجة التفرقة , وهي تبدأ بالغيرة السيئة التي يدخل فيها الحسد والغل ثم تتطور إلى كره ونفور من الأشخاص المعنيين , فإما أن ينطوي الطفل على نفسه ويبعد عنهم ويلجأ إلى الانعزال وينسحب من هذه المنافسة الغير عادلة بهدوء ,ويكون في هذه الحالة دماره داخلياً أكثر منه ظاهرياً ,إذ أنه يفقد الثقة في نفسه ويكره الناس ويميل إلى الوحدة وبالتالي يمكن أن ينشأ عن ذلك مشاكل نفسية عديدة منها التأتأه في الكلام أو الخوف الشديد من بعض الأشياء ,وغيرهم كثير ,,,

أو إما أن يبدأ في محاولات للفت ألانتباه لاسترجاع حقه المفقود ظلماً ببعض الأفعال التي تبدأ بسيطة بالنسبة لما بعدها لو لم يلتفت إليها وتؤخذ بعين الاعتبار وبجدية ,ففي البداية ممكن تكون تبول لاإرادي أو بكاء مستمر ثم يتطور إلى ضرب وعنف سواء تجاه الإخوة وأحيانا تجاه الأبوين شخصياً وطبعاً عدم طاعة وعقوق والذي تتفاوت أيضاً درجاته و قد تصل في بعض الأحوال في النهاية إلى الجريمة للانتقام لحقه المسلوب ,,

لذلك نرى دائماً ولنتأكد أن ديننا الإسلامي العظيم ما أمرنا بشيء أو تصرف أوسلوك إلا وهو أفضل ما يناسب النفس البشرية لتنشأ في أفضل الظروف ولتكون كاملة وسوية ,ولكن السؤال كم من الناس يطبق هذا المبدأ بين أبنائه ,وماهو السبيل للتغلب على هذه العادة الرذيلة التي لا تدمر شخص واحد فقط بل إنها تدمر اسر بكاملها وبالتالي طبعاً تدمر المجتمع ,
فالمجتمع ماهو إلا عبارة عن مجموعة اسر ,


وفي الختام أحب أن اذكر لكم بعض الأحوال التي يجوز فيها التفضيل ((قليلاً )) حسب رأي الفقهاء لاعتبارات خاصة ,ومنها الصغير كما ذكرت ,والمريض أو العاجز ,*****افر , وطالب العلم ...... .

.وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ..والحمد لله رب العالمين .....

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ........

نبع الوفاء
31 - 5 - 2006, 07:10 PM
جزاك الله خير الجزاء ...

على ادراجك هذا الموضوع القيم ..

وهذا التوضيح المفيدة ..

ان مسؤولية التربية مهمة صعبة يجب أن يحسن القيام بها ...

أسأل الله لك التوفيق في الدارين ..