الرسالة
6 - 5 - 2006, 10:33 AM
■ المفاسد المترتبة على تناقل الصور الإباحية:
والمفاسد المترتبة على هذا العمل القبيح عديدة، أهمها ثلاث مفاسد كبرى تكفي إحداها لرد من فعل ذلك عن غيه، وإعادته إلى رشده، ولأن كثيراً ممن يقارف هذا المنكر لا يدرك عواقبه، ولا يعي مخاطره عليه هو قبل الناس والمجتمع، وعلى من أهدى إليه هذه المواد المحرمة؛ فإنني سأذكر المفاسد الثلاث لتناقل هذه الصور أو الأفلام أو القصص الجنسية، مع ذكر الأدلة التي تبين حجم هذا الضرر:
المفسدة الأولى:
أن من أرسل الصور أو الأفلام أو القصص الجنسية إلى غيره فإنه يبوء بإثم صاحبه مع إثمه من غير أن ينقص من إثم من أُرسلت إليه شيء، ومن أدلة ذلك: قول الله عز وجل: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل: 25]. وهذه المواد الإباحية من أعظم الضلال، ومن أرسلها إلى غيره فهو يضله، ويدعوه لمشاهدة المحرم، ويعينه عليه.
المفسدة الثانية:
أن في إعطاء هذه المواد المحرمة للغير مجاهرة بالذنب، وخروجاً من المعافاة التي يُحرَم منها المجاهرون.
ودليل ذلك حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه»رواة البخاري و مسلم.
المفسدة الثالثة:
إن في تناقل الصور أو الأفلام أو القصص الجنسية إشاعة للفاحشة في الذين آمنوا؛ وقد قال الله ـ تعالى ـ: {إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور: 19].
وقال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: «هذا إذا أحبوا إشاعتها وإذاعتها؛ فكيف إذا تولوا هم إشاعتها وإذاعتها؟».
■ التكفير عما سلف:
كثير من الفتيات والشباب قد يعزمون على التوبة من هذا الإثم العظيم، لكن يبقى في صدورهم حرج مما فعلوا في السابق من توزيع لهذه المواد المحرمة، ونشر للفاحشة على أوسع نطاق، وقد يكون ذلك سبباً في صدودهم عن التوبة، واليأس من عفو الله ـ تعالى ـ ورحمته؛ وهذه وسوسة من الشيطان ليرد بها المقبل على التوبة عن توبته، ومكافحة هذه الوسوسة بما يلي:
1 - ليعلم أن الله ـ عز وجل ـ تواب رحيم يفرح بتوبة عبده إذا تاب، ويمحــو ذنـــوبه مهما كانت، والتائب من الذنب كمــن لا ذنب له.
2 - أنه إذا صدق في توبته بدَّل الله ـ تعالى ـ سيئاته إلى حسنات، وهذا فضل من الله ـ عز وجل ـ على عباده، وهو من أكثر الحوافز التي تحفز المذنب إلى المبادرة بالتوبة، وقـد قال أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: «إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، وآخر أهل النار خروجاًِ منها: رجل يؤتى به يوم القيامة، فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا منه كبارها، فتعرض عليه صغار ذنوبه، فيقال: عملت يوم كذا وكــذا كــذا؟ وعمـلت يـوم كــذا وكذا كذا وكذا؟ فيقـول: نعــم! لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه، فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول: رب! قد عملت أشياء لا أراها ها هنا! فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه»رواة مسلم.
3 - أن يجعل من ندمه على ما وزَّع من صور أو أفلام أو قصص جنسية قبل توبته سبباً لنشاطه في مكافحتها بكل الوسائل الممكنة، ومراسلة كل من أرسلها إليهم يرجوهم أن يزيلوا ما وصلهم منها عن طريقه، مع نصيحتهم بالإقلاع عن اقتنائها أو توزيعها، ويجتهد في هذا السبيل؛ ليكفـر عـن ماضـيه، فلعل الله ـ تعالى ـ يعافي على يديه كثيراً ممن ابتُلوا بهذا الداء الخبيث.
وعلى كل أب وأم أن يتعاهدوا أولادهم ذكوراً وإناثاً بالنصيحة والتوجيه بالرفق واللين، والكلمة الطيبة، مع بيان مخاطر سوء استخدام التقنيات المعاصرة، وإقناعهم بذلك؛ ليكون الواحد منهم رقيباً على نفسه، مراقباً لله ـ تعالى ـ في سره وعلنه، عسى الله أن يصلح أولادنا وأولاد المسلمين، وأن يكفيهم شرور أنفسهم وشرور شياطين الإنس والجن، إنه سميع مجيب.
ولا سبيل لحفظ المسلمين من هذا البلاء الماحق إلا بتحصين أبنائهم وبناتهم بالدين القويم، وملء قلوبهم بمحبة الله ـ تعالى ـ ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم - ومحبة ما يحبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم - ، وبُغض ما يبغضه الله ورسوله، مع تقليل وسائل الشر والفساد قدر الإمكان، وتحصين البيوت منها، وإيجاد البدائل النافعة، وإشغال الفتيات والشباب بما يعود عليهم بالنفع عاجلاً وآجلاً.
**** أنشرها عسى الله أن ينفع بها المسلمين *****
منقول
والمفاسد المترتبة على هذا العمل القبيح عديدة، أهمها ثلاث مفاسد كبرى تكفي إحداها لرد من فعل ذلك عن غيه، وإعادته إلى رشده، ولأن كثيراً ممن يقارف هذا المنكر لا يدرك عواقبه، ولا يعي مخاطره عليه هو قبل الناس والمجتمع، وعلى من أهدى إليه هذه المواد المحرمة؛ فإنني سأذكر المفاسد الثلاث لتناقل هذه الصور أو الأفلام أو القصص الجنسية، مع ذكر الأدلة التي تبين حجم هذا الضرر:
المفسدة الأولى:
أن من أرسل الصور أو الأفلام أو القصص الجنسية إلى غيره فإنه يبوء بإثم صاحبه مع إثمه من غير أن ينقص من إثم من أُرسلت إليه شيء، ومن أدلة ذلك: قول الله عز وجل: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل: 25]. وهذه المواد الإباحية من أعظم الضلال، ومن أرسلها إلى غيره فهو يضله، ويدعوه لمشاهدة المحرم، ويعينه عليه.
المفسدة الثانية:
أن في إعطاء هذه المواد المحرمة للغير مجاهرة بالذنب، وخروجاً من المعافاة التي يُحرَم منها المجاهرون.
ودليل ذلك حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه»رواة البخاري و مسلم.
المفسدة الثالثة:
إن في تناقل الصور أو الأفلام أو القصص الجنسية إشاعة للفاحشة في الذين آمنوا؛ وقد قال الله ـ تعالى ـ: {إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور: 19].
وقال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: «هذا إذا أحبوا إشاعتها وإذاعتها؛ فكيف إذا تولوا هم إشاعتها وإذاعتها؟».
■ التكفير عما سلف:
كثير من الفتيات والشباب قد يعزمون على التوبة من هذا الإثم العظيم، لكن يبقى في صدورهم حرج مما فعلوا في السابق من توزيع لهذه المواد المحرمة، ونشر للفاحشة على أوسع نطاق، وقد يكون ذلك سبباً في صدودهم عن التوبة، واليأس من عفو الله ـ تعالى ـ ورحمته؛ وهذه وسوسة من الشيطان ليرد بها المقبل على التوبة عن توبته، ومكافحة هذه الوسوسة بما يلي:
1 - ليعلم أن الله ـ عز وجل ـ تواب رحيم يفرح بتوبة عبده إذا تاب، ويمحــو ذنـــوبه مهما كانت، والتائب من الذنب كمــن لا ذنب له.
2 - أنه إذا صدق في توبته بدَّل الله ـ تعالى ـ سيئاته إلى حسنات، وهذا فضل من الله ـ عز وجل ـ على عباده، وهو من أكثر الحوافز التي تحفز المذنب إلى المبادرة بالتوبة، وقـد قال أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: «إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، وآخر أهل النار خروجاًِ منها: رجل يؤتى به يوم القيامة، فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا منه كبارها، فتعرض عليه صغار ذنوبه، فيقال: عملت يوم كذا وكــذا كــذا؟ وعمـلت يـوم كــذا وكذا كذا وكذا؟ فيقـول: نعــم! لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه، فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول: رب! قد عملت أشياء لا أراها ها هنا! فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه»رواة مسلم.
3 - أن يجعل من ندمه على ما وزَّع من صور أو أفلام أو قصص جنسية قبل توبته سبباً لنشاطه في مكافحتها بكل الوسائل الممكنة، ومراسلة كل من أرسلها إليهم يرجوهم أن يزيلوا ما وصلهم منها عن طريقه، مع نصيحتهم بالإقلاع عن اقتنائها أو توزيعها، ويجتهد في هذا السبيل؛ ليكفـر عـن ماضـيه، فلعل الله ـ تعالى ـ يعافي على يديه كثيراً ممن ابتُلوا بهذا الداء الخبيث.
وعلى كل أب وأم أن يتعاهدوا أولادهم ذكوراً وإناثاً بالنصيحة والتوجيه بالرفق واللين، والكلمة الطيبة، مع بيان مخاطر سوء استخدام التقنيات المعاصرة، وإقناعهم بذلك؛ ليكون الواحد منهم رقيباً على نفسه، مراقباً لله ـ تعالى ـ في سره وعلنه، عسى الله أن يصلح أولادنا وأولاد المسلمين، وأن يكفيهم شرور أنفسهم وشرور شياطين الإنس والجن، إنه سميع مجيب.
ولا سبيل لحفظ المسلمين من هذا البلاء الماحق إلا بتحصين أبنائهم وبناتهم بالدين القويم، وملء قلوبهم بمحبة الله ـ تعالى ـ ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم - ومحبة ما يحبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم - ، وبُغض ما يبغضه الله ورسوله، مع تقليل وسائل الشر والفساد قدر الإمكان، وتحصين البيوت منها، وإيجاد البدائل النافعة، وإشغال الفتيات والشباب بما يعود عليهم بالنفع عاجلاً وآجلاً.
**** أنشرها عسى الله أن ينفع بها المسلمين *****
منقول