المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليتوازن الأسلام


 


الرايق المجنون
28 - 3 - 2006, 11:41 AM
الإسلام السني و الإسلام الشيعي


1
في الأسبوع الماضي كتبت خاطرة الصيف وهي مقالة عفوية فيها نقد مبطن للشيعة في العراق الذين يتزاحمون إلى مقابر الموت وكأنه جزء من عقيدتهم. وقد وردني العديد من الرسائل بعضها وهو القليل يؤيدني فيما ذهبت إليه وبعضها يهاجمني ويتهمني بالتعصب. وهاأنا أتجه هذه المرة بنقد الجانب الآخر للإسلام السياسي معمما في العنوان علما أن ما أقصده هو تلك الفئة التي أساءت للإسلام *****لمين بشكل عام لكن عدم تحديد تلك الفئة من قبل المنتمين إلى الإسلام السني بشكل واضح يجعلني أعمم هنا بالرغم من معرفتي أن الإسلام السني بريء من ذلك. لكن سكوت دعاة وقادة الإسلام السني عن ما يرتكب هذه الأيام باسم الإسلام السني يستحق أن نوجه نقدا عاما كون ما يحدث من جرائم بحق الأبرياء ومن دعوات إلى الطائفية وتمزيق صف الأمة دليل على انهيار أخلاقي وهزيمة نفسية خطيرة يتحملها دعاة وقادة الإسلام السني، حيث لم نسمع يوما أن دعاة الإسلام الشيعي في العراق دعوا إلى قتل أبرياء السنة في العراق حين كان صدام يرتكب المجازر الجماعية ضدهم، ولم نسمع أن حزب الله قد دعا إلى قتل الذين وقفوا ضده من أبناء الشعب اللبناني في قتاله مع إسرائيل، فكيف بمن يدعو إلى قتل الإنسان الشيعي في العراق مهما كان بريئا. وانأ أعتقد أن سقوط الإسلام السني أو فشله لا يعني نجاح الإسلام الشيعي. بالرغم من تطور الفكر الإسلامي الشيعي في العشرين سنة الماضية وتحقيقه انتصارات هامة في المجال الفكري والإنساني. ولكن قبل أن يفرح المنتمون إلى الإسلام الشيعي بعنوان مقالتي التي تتحدث عن فشل الإسلام السني، علما أن سقوط أيا منهما ليس في مصلحة المسلمين بشكل عام والعرب بشكل خاص إلا إذا لم يتقبلوا التغيرات العالمية الجديدة وينهجوا نهج التطوير والتحديث. لكنني أحب أن ابدي وجهة نظر هامة للمنتمين إلى الإسلام الشيعي هي : أن ما حققوه من انتصارات جهادية محترمة ونضالية وتسامح منذ الثورة الإيرانية مرورا ببطولات حزب الله وحتى توجه الأغلبية الشيعية في العراق إلى حكم الديموقراطية وصولا إلى ما بعد سقوط صدام حسين : هي إنجازات تكاد أن تذوب وتنعكس بما يشوه الصورة الجديدة للإسلام الشيعي. بسبب ما خرج عليه العامة من شيعة العراق وربما غيرهم أمام الفضائيات العالمية عبر ممارسة طقوس الجلد بالسلاسل والطعن بالسيوف كتعبير عن حزن قديم على مقتل الحسين. علما أن ذلك لم يكن له علاقة بالدين سواء في ما تحويه كتب الشيعة التي تدعي إتباعها لما يقوله أهل البيت والأئمة من ذريتهم ولا بما تحويه المراجع الإسلامية بشكل عام، ولا يعكس صورة جميلة عن ثورة الحسين واستشهاده. ويجب على الشيعة أن يحتفلوا بثورة واستشهاد الحسين بما يليق بالموقف بشكل احتفالي جميل كأن يتم توزيع الحلوى أفضل من تلك الصور الدموية التي تعكس كآبة مزمنة يجب أن تتوقف.

الإسلام الشيعي : أصبح أكثر تقدما وتحررا باعتناقه قيم الحرية والديموقراطية أكثر من الإسلام السني الذي لا يزال يرفض كل القيم الحضارية الحديثة. حيث نرى الإسلام الشيعي في لبنان يقبل المشاركة في العملية الديموقراطية الانتخابية في الوقت الذي يمارس دوره النضالي في تحرير الأرض. وفي العراق نرى الأغلبية الشيعية تنادي بحكم ديموقراطي حر في الوقت الذي ترفض الأقلية السنية ذلك وتنادي بعودة الاستبداد وحكم الفرد ( كحالة فريدة وغريبة ) حيث المعروف أن تنادي الأقليات بحكم ديموقراطي وليس العكس.

ولا ننسى الإقصاء والتهميش الذي يعاني منه الشيعة بشكل عام تحت حكم الانظمة السنية، بعكس ما يدعو إليه الأغلبية الشيعية في العراق من منح كامل الحقوق لجميع طوائف الشعب العراقي. بل أن الإسلام السني عبر إقصاءه للشيعة وخلق المزيد من النزاعات الطائفية وتشويه الآخر الشيعي حتى عبر الكتب المدرسية هو ما ساعد على تمزيق الأمة وتفريقها وإضعافها وتسليمها لقمة سائغة للمستعمر. وعندما أصبح الخطر يهدد مصلحة الإسلام السني السياسي لم يعترف بأخطائه وتحالفه مع الآخر ضد نصف المجتمعات الإسلامية بل عاد ليتهم الإسلام الشيعي بالتآمر عليه وتحميله ما ارتكبته خطايا الإسلام السني في حق المسلمين عامة والعرب بشكل خاص طبقا للقول ( رمتني بدائها وانسلت ).

والإسلام السني في الدول العربية بوجه الخصوص لم يمارس إقصاءه ضد الشيعة فقط وإنما قام بإقصاء كل الأديان والأعراق الأخرى التي تنتمي إلى الأمة العربية جنسا أو أرضا، مما خلق نوع من التنافر بين فئات المجتمع الواحد، حتى أصبح الباكستاني والأفغاني يشعر في بعض البلدان العربية وكأنه أكثر انتماء إلى الوطن من بعض الفئات العربية.

بل ان الاسلام السني سكت عن ابشع المجازر الارهابية ضد السني الكردي في عهد صدام حسين، كتمييز عرقي عنصري لا يليق بأخلاق الاسلام العظيمة، ولا يليق بأمة يجب ان تكون السباقة في اعتناق قيم التقدم والتسامح والحرية !

كما أنه يبدو لي أن الإسلام السني يملك قيادات فاشلة وغير واعية لحركة التاريخ. مع أنها تملك جماهير أكثر وعيا من قياداتها وأكثر قدرة على التقدم إلى الأمام من الجماهير الشيعية.

أما الإسلام الشيعي : فهو يملك قيادات واعية ومحنكة ومدركة لحركة التاريخ ومتعظة من ماضي الألم، لكنها تقود جماهير اقل وعيا من جماهير الإسلام السني، وربما يكون للقمع والاستبداد الذي تعرض له الإسلام الشيعي تحت حكم الأنظمة السنية دور في ذلك.

لكن... الانتصار يكتب لمن يقوده الأكثر وعيا وحنكة والأجدر على القيادة.

آمل من المؤيدين لما سوف اكتبه في الحلقات القادمة عن سقوط الإسلام السني ومن المهاجمين أن يلجأوا إلى العقل في حوارهم ومجادلاتهم. فالأمة بحاجة إلى النقد العقلاني أكثر من السقوط بتخدير العاطفة... والزمن لايرحم !

الأمة العربية بشكل خاص : تعاني من أزمة عقل قد تؤدي بها إلى الهاوية بل أنها في طريقها الى الهاوية، والإنسان العربي بسبب انتماآته المذهبية التعصبية التي رسخها قادة ودعاة الاسلام السني فقد الانتماء إلى عروبته وأوطانه وأصبح متشرذما ما بين الباكستاني والإيراني والأفغاني على حساب أمنه وأرضه وعروبته ومستقبل أجياله.

لكنني سوف أعود بكم لأتحدث عن تلك الانتماآت المذهبية التي مزقت الأمة موضحا سبب السقوط لأحدهما كما يلوح في الأفق وسبب نجاح الآخر. في الوقت الذي أتمنى أن ينجح الحزبان في التلاحم من جديد ليس كحزبين دينيين وإنما كحزبين ينطوي تحت لواءهما كل الأحزاب والأفكار والأعراق والطوائف في سبيل قيادة الأمة إلى مستقبل أكثر رقيا وازدهارا وحضارة. والله من وراء القصد !!
2

الإسلام : دين جميع المسلمين بمختلف مذاهبهم.

الله رب لا شريك له، ومحمد نبي المسلمين ورسولهم.

والقرآن الكريم : كتابهم الموحى إلى نبيهم من الله.

لكن المسلمين بحكم اختلاف الفكر وحكمة الحياة وسنن التاريخ، اختلفوا إلى مذاهب عدة، انطوت كل تلك المذاهب تحت لواء مذهبين كبيرين هما : المذهب السني و المذهب الشيعي. حتى أصبح المذهبان يمثلان للإسلام تعادلية هامة تحافظ على جدلية الفكر وتجدده وتمنعه من السقوط في بحر الجمود القاتل إذا ما عرف المسلمون كيف يستغلون ذلك الاختلاف المذهبي إلى ما يؤدي إلى النهوض بالأمة وليس إلى الخلاف الذي يؤدي إلى إنهاكها وتخلفها وربما انقراضها.

بل أن المذهبين السني والشيعي، يمثلان توازنا للإسلام السياسي والفكري والاجتماعي مثلما يمثله الحزبان الكبيران (الجمهوري والديموقراطي ) بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

حيث يظل الحزبان (الجمهوري والديموقراطي ) يمثلان التعادلية الجدلية الصحية للحفاظ على التوازن السياسي والفكري والاجتماعي والاقتصادي لشعب الولايات المتحدة ليتبادل الحزبان قيادة أمريكا من مرحلة إلى أخرى عبر جدلية سياسية تخضع لأحكام العقل وفلسفة المنطق أكثر من السير وراء العواطف والفوارق الدينية والعرقية.

لكن ما يهدد المسلمين منذ انتهاء خلافة الإمام علي و انتقال الحكم الإسلامي إلى الدولة الأموية : أن الانقسام السني الشيعي عند المسلمين يقود إلى انهيار الأمة الإسلامية كلما كان الحكم سواء كان سنيا أم شيعيا، حكما طائفيا يفسر الإسلام بما يبرر للطائفة الحاكمة أن تقمع وتلغي الطائفة الأخرى.

وقد ظهر في حياة المسلمين ثلاث دول إسلامية كبرى، حكمت المسلمين لفترات طويلة من التاريخ بعد انتهاء الخلافة الإسلامية. حيث حكم الأمويون انطلاقا من الشام كدولة تمثل التيار الإسلامي السني. وحكم العباسيون من بغداد كدولة تمثل التيار السني في بداية حكمها، وكدولة شبه سنية شيعية قبل زوالها.

ثم قيام الدولة الشيعية الفاطمية (الإسماعيلية ) التي بدأ حكمها في المغرب ثم استقرت دولتها في مصر وقد أصبحت قاهرة المعز لدين الله الفاطمي والجامع الأزهر كأشهر المعالم التي ميزت الحكم الفاطمي الشيعي.

ولم يكتب لأي من تلك الدول الثلاث البقاء سوى عبر ما يمثله الفكر السني ذو المنهج الأموي والعباسي أو ما يمثله الفكر الشيعي الذي يدعي إتباعه انه من نهج أهل بيت الرسول.

لكن منهج الإسلام السني قد أصبح أكثر انتشارا منذ سقوط الدولة الفاطمية وحتى قيام الثورة الإسلامية الإيرانية ذات المنهج الشيعي الجعفري، التي بعد قيامها أعادت للمسلمين توازنا جديدا سنيا شيعيا حيث عاد الإسلام الشيعي للبروز منذ قيام الثورة الإيرانية وازداد رسوخا بسقوط البعث العراقي وبروز الأغلبية الشيعية في العراق، وقبل ذلك ظهور حزب الله الشيعي وحركة أمل الشيعية كحزبين منظمين فكريا وعسكريا، إضافة إلى بروز العديد من المذاهب والقوى الشيعية المختلفة في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي كدليل على وجود توازن شيعي سني داخل البيت الإسلامي الواحد، ويجب علينا أن نعترف انه منذ قيام الثورة الإيرانية وبسبب ذلك التوازن السني الشيعي استطاعت الدول العربية المحتلة أراضيها أن تؤسس لقيام مقاومة للاحتلال في لبنان وفلسطين أدى إلى خلق توازن قوة مع الدولة المحتلة، كدليل على صحة وجود توازن سني شيعي بالرغم من أن هناك الكثير من المحاولات لتحويل ذلك التوازن الشيعي السني إلى تناحر واختلاف مثلما يحدث الآن في العراق ويقف وراء ذلك التحالف قوى أجنبية وأحيانا بمساعدة ودعم قوى عربية داخلية.

إلا أن الفرق بين تعادلية الإسلام السني الشيعي وتعادلية الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديموقراطي :

أن المسلمين لا يزالون غير مدركين ولا واعين لأهمية التعادلية التي يرفضها كل من الإسلام السني والإسلام الشيعي بسبب نزعة بعضهما لإلغاء الآخر وإقصاءه والقضاء عليه.

بينما ارتقى الشعب الأمريكي بوعيه كي يجعل من تعادلية الحزبين ميزانا يحافظ على توازن الدولة العظمى واستقرارها وكرامة إنسانها وحريته.

وتلك براهين تدل على أن أمريكا سوف تمضي في تفوقها كونها تملك آليات النقد والتصحيح والبناء عبر تعادلية الحزبين اللذين لايسعى احدهما لإقصاء الآخر أو إلغاءه مهما اختلف الحزبان في رؤيتهما نحو المستقبل وحول
الحاضر.بينما لايملك المسلمون غير آلية الهدم والقتل والإلغاء على حساب حاضر الشعوب ومستقبلها

3

كلنا يعرف أن انهيار الدول سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية هو نتيجة لانهيار قيمها الأخلاقية، واهم القيم الأخلاقية التي تحافظ على استمرار الدول واستقرارها هي قيم (العدل *****اواة والحرية ).

فالعدل كما يقول العرب أساس الملك، *****اواة جوهر العدالة، والحرية هي أعظم هدايا الرب للإنسانية حيث يستطيع الإنسان الحر أن يشعر بكرامته ووجوده. عندما يمتلك حرية الاختيار والتفكير والتعبير دون إقصاء من احد.

وقد انهارت الدولة الأموية والعباسية والاندلسية والفاطمية نتيجة ما أصاب تلك الدول من انهيارات أخلاقية حيث تفشى الفساد وحورب الشرفاء وسيطرت الخرافات وتم قمع كل رأي حر ومحاربة كل عقل مستنير. وكل ذلك يحدث عندما تقترب الدولة من الهرم دون أن تجد من يجدد لها شبابها.فكان السقوط الحتمي هو النتيجة الحتمية لغياب العقل الذي يعتبر المنبع الرئيسي لكل القيم الراقية.

والإسلام السني السياسي، كان احد مقومات الحضارة الإسلامية عندما يكون الفكر الذي يمثل ذلك الإسلام السني فكرا مستنيرا ومنفتحا مع الآخر، وهو في نفس احد أسباب انهيار الحضارة الإسلامية عندما يلجأ إلى القمع والإلغاء ورفض الآخر والفساد ومحاربة الفكر المستنير وأهله مثلما حدث مع الفيلسوف العظيم ابن رشد.

لو رجعنا إلى الوراء قليلا إلى الوقت الذي قامت فيه الثورة الإيرانية وبزوغ نجم الإسلام الشيعي من جديد.لوجدنا أن الإسلام الشيعي السياسي حقق انتصارات متتالية بسبب امتلاكه فكرا جديدا أقل طائفية وأكثر احتراما لحقوق الإنسان وحريته وكرامته، ربما لأن المسلمين الشيعة قد عانوا من الطغيان أكثر مما عانوه المسلمين السنة، فاتعظ الشيعي من عبر التاريخ وأدرك انه لن ينتصر بفكر الإقصاء وعقلية الإلغاء مهما امتلك من قوة.

والثورة الإيرانية للحق : لم تكن طائفية بالرغم من شيعيتها، وقد وقفت بجانب الحق الفلسطيني ذو الأغلبية الفلسطينية مثلما وقفت مع المسلمين السنة في أماكن أخرى كالبوسنة والهرسك وغيرها. في الوقت الذي لم يقف الإسلام السني خلف مقاومة حزب الله الشريفة، ولا حتى مع مقاومة الشعب الفلسطيني، وذهب للوقوف خلف طالبان التي استعدت كل طوائف الشعب الأفغاني سنة وشيعة بسبب الاختلاف معها في المذهب. وارتكبت المجازر بتأييد غريب من الإسلام السني بدعاته وقادته حتى دفع الله بأمريكا أن تقضي على الطالبان بتأييد معاكس ومتناقض وغريب من الإسلام السني أيضا !
************************************************** ************************************************** ********
منقول

الرايق المجنون
28 - 3 - 2006, 11:47 AM
الإسلام السني و الإسلام الشيعي


1
في الأسبوع الماضي كتبت خاطرة الصيف وهي مقالة عفوية فيها نقد مبطن للشيعة في العراق الذين يتزاحمون إلى مقابر الموت وكأنه جزء من عقيدتهم. وقد وردني العديد من الرسائل بعضها وهو القليل يؤيدني فيما ذهبت إليه وبعضها يهاجمني ويتهمني بالتعصب. وهاأنا أتجه هذه المرة بنقد الجانب الآخر للإسلام السياسي معمما في العنوان علما أن ما أقصده هو تلك الفئة التي أساءت للإسلام *****لمين بشكل عام لكن عدم تحديد تلك الفئة من قبل المنتمين إلى الإسلام السني بشكل واضح يجعلني أعمم هنا بالرغم من معرفتي أن الإسلام السني بريء من ذلك. لكن سكوت دعاة وقادة الإسلام السني عن ما يرتكب هذه الأيام باسم الإسلام السني يستحق أن نوجه نقدا عاما كون ما يحدث من جرائم بحق الأبرياء ومن دعوات إلى الطائفية وتمزيق صف الأمة دليل على انهيار أخلاقي وهزيمة نفسية خطيرة يتحملها دعاة وقادة الإسلام السني، حيث لم نسمع يوما أن دعاة الإسلام الشيعي في العراق دعوا إلى قتل أبرياء السنة في العراق حين كان صدام يرتكب المجازر الجماعية ضدهم، ولم نسمع أن حزب الله قد دعا إلى قتل الذين وقفوا ضده من أبناء الشعب اللبناني في قتاله مع إسرائيل، فكيف بمن يدعو إلى قتل الإنسان الشيعي في العراق مهما كان بريئا. وانأ أعتقد أن سقوط الإسلام السني أو فشله لا يعني نجاح الإسلام الشيعي. بالرغم من تطور الفكر الإسلامي الشيعي في العشرين سنة الماضية وتحقيقه انتصارات هامة في المجال الفكري والإنساني. ولكن قبل أن يفرح المنتمون إلى الإسلام الشيعي بعنوان مقالتي التي تتحدث عن فشل الإسلام السني، علما أن سقوط أيا منهما ليس في مصلحة المسلمين بشكل عام والعرب بشكل خاص إلا إذا لم يتقبلوا التغيرات العالمية الجديدة وينهجوا نهج التطوير والتحديث. لكنني أحب أن ابدي وجهة نظر هامة للمنتمين إلى الإسلام الشيعي هي : أن ما حققوه من انتصارات جهادية محترمة ونضالية وتسامح منذ الثورة الإيرانية مرورا ببطولات حزب الله وحتى توجه الأغلبية الشيعية في العراق إلى حكم الديموقراطية وصولا إلى ما بعد سقوط صدام حسين : هي إنجازات تكاد أن تذوب وتنعكس بما يشوه الصورة الجديدة للإسلام الشيعي. بسبب ما خرج عليه العامة من شيعة العراق وربما غيرهم أمام الفضائيات العالمية عبر ممارسة طقوس الجلد بالسلاسل والطعن بالسيوف كتعبير عن حزن قديم على مقتل الحسين. علما أن ذلك لم يكن له علاقة بالدين سواء في ما تحويه كتب الشيعة التي تدعي إتباعها لما يقوله أهل البيت والأئمة من ذريتهم ولا بما تحويه المراجع الإسلامية بشكل عام، ولا يعكس صورة جميلة عن ثورة الحسين واستشهاده. ويجب على الشيعة أن يحتفلوا بثورة واستشهاد الحسين بما يليق بالموقف بشكل احتفالي جميل كأن يتم توزيع الحلوى أفضل من تلك الصور الدموية التي تعكس كآبة مزمنة يجب أن تتوقف.

الإسلام الشيعي : أصبح أكثر تقدما وتحررا باعتناقه قيم الحرية والديموقراطية أكثر من الإسلام السني الذي لا يزال يرفض كل القيم الحضارية الحديثة. حيث نرى الإسلام الشيعي في لبنان يقبل المشاركة في العملية الديموقراطية الانتخابية في الوقت الذي يمارس دوره النضالي في تحرير الأرض. وفي العراق نرى الأغلبية الشيعية تنادي بحكم ديموقراطي حر في الوقت الذي ترفض الأقلية السنية ذلك وتنادي بعودة الاستبداد وحكم الفرد ( كحالة فريدة وغريبة ) حيث المعروف أن تنادي الأقليات بحكم ديموقراطي وليس العكس.

ولا ننسى الإقصاء والتهميش الذي يعاني منه الشيعة بشكل عام تحت حكم الانظمة السنية، بعكس ما يدعو إليه الأغلبية الشيعية في العراق من منح كامل الحقوق لجميع طوائف الشعب العراقي. بل أن الإسلام السني عبر إقصاءه للشيعة وخلق المزيد من النزاعات الطائفية وتشويه الآخر الشيعي حتى عبر الكتب المدرسية هو ما ساعد على تمزيق الأمة وتفريقها وإضعافها وتسليمها لقمة سائغة للمستعمر. وعندما أصبح الخطر يهدد مصلحة الإسلام السني السياسي لم يعترف بأخطائه وتحالفه مع الآخر ضد نصف المجتمعات الإسلامية بل عاد ليتهم الإسلام الشيعي بالتآمر عليه وتحميله ما ارتكبته خطايا الإسلام السني في حق المسلمين عامة والعرب بشكل خاص طبقا للقول ( رمتني بدائها وانسلت ).

والإسلام السني في الدول العربية بوجه الخصوص لم يمارس إقصاءه ضد الشيعة فقط وإنما قام بإقصاء كل الأديان والأعراق الأخرى التي تنتمي إلى الأمة العربية جنسا أو أرضا، مما خلق نوع من التنافر بين فئات المجتمع الواحد، حتى أصبح الباكستاني والأفغاني يشعر في بعض البلدان العربية وكأنه أكثر انتماء إلى الوطن من بعض الفئات العربية.

بل ان الاسلام السني سكت عن ابشع المجازر الارهابية ضد السني الكردي في عهد صدام حسين، كتمييز عرقي عنصري لا يليق بأخلاق الاسلام العظيمة، ولا يليق بأمة يجب ان تكون السباقة في اعتناق قيم التقدم والتسامح والحرية !

كما أنه يبدو لي أن الإسلام السني يملك قيادات فاشلة وغير واعية لحركة التاريخ. مع أنها تملك جماهير أكثر وعيا من قياداتها وأكثر قدرة على التقدم إلى الأمام من الجماهير الشيعية.

أما الإسلام الشيعي : فهو يملك قيادات واعية ومحنكة ومدركة لحركة التاريخ ومتعظة من ماضي الألم، لكنها تقود جماهير اقل وعيا من جماهير الإسلام السني، وربما يكون للقمع والاستبداد الذي تعرض له الإسلام الشيعي تحت حكم الأنظمة السنية دور في ذلك.

لكن... الانتصار يكتب لمن يقوده الأكثر وعيا وحنكة والأجدر على القيادة.

آمل من المؤيدين لما سوف اكتبه في الحلقات القادمة عن سقوط الإسلام السني ومن المهاجمين أن يلجأوا إلى العقل في حوارهم ومجادلاتهم. فالأمة بحاجة إلى النقد العقلاني أكثر من السقوط بتخدير العاطفة... والزمن لايرحم !

الأمة العربية بشكل خاص : تعاني من أزمة عقل قد تؤدي بها إلى الهاوية بل أنها في طريقها الى الهاوية، والإنسان العربي بسبب انتماآته المذهبية التعصبية التي رسخها قادة ودعاة الاسلام السني فقد الانتماء إلى عروبته وأوطانه وأصبح متشرذما ما بين الباكستاني والإيراني والأفغاني على حساب أمنه وأرضه وعروبته ومستقبل أجياله.

لكنني سوف أعود بكم لأتحدث عن تلك الانتماآت المذهبية التي مزقت الأمة موضحا سبب السقوط لأحدهما كما يلوح في الأفق وسبب نجاح الآخر. في الوقت الذي أتمنى أن ينجح الحزبان في التلاحم من جديد ليس كحزبين دينيين وإنما كحزبين ينطوي تحت لواءهما كل الأحزاب والأفكار والأعراق والطوائف في سبيل قيادة الأمة إلى مستقبل أكثر رقيا وازدهارا وحضارة. والله من وراء القصد !!
2

الإسلام : دين جميع المسلمين بمختلف مذاهبهم.

الله رب لا شريك له، ومحمد نبي المسلمين ورسولهم.

والقرآن الكريم : كتابهم الموحى إلى نبيهم من الله.

لكن المسلمين بحكم اختلاف الفكر وحكمة الحياة وسنن التاريخ، اختلفوا إلى مذاهب عدة، انطوت كل تلك المذاهب تحت لواء مذهبين كبيرين هما : المذهب السني و المذهب الشيعي. حتى أصبح المذهبان يمثلان للإسلام تعادلية هامة تحافظ على جدلية الفكر وتجدده وتمنعه من السقوط في بحر الجمود القاتل إذا ما عرف المسلمون كيف يستغلون ذلك الاختلاف المذهبي إلى ما يؤدي إلى النهوض بالأمة وليس إلى الخلاف الذي يؤدي إلى إنهاكها وتخلفها وربما انقراضها.

بل أن المذهبين السني والشيعي، يمثلان توازنا للإسلام السياسي والفكري والاجتماعي مثلما يمثله الحزبان الكبيران (الجمهوري والديموقراطي ) بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

حيث يظل الحزبان (الجمهوري والديموقراطي ) يمثلان التعادلية الجدلية الصحية للحفاظ على التوازن السياسي والفكري والاجتماعي والاقتصادي لشعب الولايات المتحدة ليتبادل الحزبان قيادة أمريكا من مرحلة إلى أخرى عبر جدلية سياسية تخضع لأحكام العقل وفلسفة المنطق أكثر من السير وراء العواطف والفوارق الدينية والعرقية.

لكن ما يهدد المسلمين منذ انتهاء خلافة الإمام علي و انتقال الحكم الإسلامي إلى الدولة الأموية : أن الانقسام السني الشيعي عند المسلمين يقود إلى انهيار الأمة الإسلامية كلما كان الحكم سواء كان سنيا أم شيعيا، حكما طائفيا يفسر الإسلام بما يبرر للطائفة الحاكمة أن تقمع وتلغي الطائفة الأخرى.

وقد ظهر في حياة المسلمين ثلاث دول إسلامية كبرى، حكمت المسلمين لفترات طويلة من التاريخ بعد انتهاء الخلافة الإسلامية. حيث حكم الأمويون انطلاقا من الشام كدولة تمثل التيار الإسلامي السني. وحكم العباسيون من بغداد كدولة تمثل التيار السني في بداية حكمها، وكدولة شبه سنية شيعية قبل زوالها.

ثم قيام الدولة الشيعية الفاطمية (الإسماعيلية ) التي بدأ حكمها في المغرب ثم استقرت دولتها في مصر وقد أصبحت قاهرة المعز لدين الله الفاطمي والجامع الأزهر كأشهر المعالم التي ميزت الحكم الفاطمي الشيعي.

ولم يكتب لأي من تلك الدول الثلاث البقاء سوى عبر ما يمثله الفكر السني ذو المنهج الأموي والعباسي أو ما يمثله الفكر الشيعي الذي يدعي إتباعه انه من نهج أهل بيت الرسول.

لكن منهج الإسلام السني قد أصبح أكثر انتشارا منذ سقوط الدولة الفاطمية وحتى قيام الثورة الإسلامية الإيرانية ذات المنهج الشيعي الجعفري، التي بعد قيامها أعادت للمسلمين توازنا جديدا سنيا شيعيا حيث عاد الإسلام الشيعي للبروز منذ قيام الثورة الإيرانية وازداد رسوخا بسقوط البعث العراقي وبروز الأغلبية الشيعية في العراق، وقبل ذلك ظهور حزب الله الشيعي وحركة أمل الشيعية كحزبين منظمين فكريا وعسكريا، إضافة إلى بروز العديد من المذاهب والقوى الشيعية المختلفة في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي كدليل على وجود توازن شيعي سني داخل البيت الإسلامي الواحد، ويجب علينا أن نعترف انه منذ قيام الثورة الإيرانية وبسبب ذلك التوازن السني الشيعي استطاعت الدول العربية المحتلة أراضيها أن تؤسس لقيام مقاومة للاحتلال في لبنان وفلسطين أدى إلى خلق توازن قوة مع الدولة المحتلة، كدليل على صحة وجود توازن سني شيعي بالرغم من أن هناك الكثير من المحاولات لتحويل ذلك التوازن الشيعي السني إلى تناحر واختلاف مثلما يحدث الآن في العراق ويقف وراء ذلك التحالف قوى أجنبية وأحيانا بمساعدة ودعم قوى عربية داخلية.

إلا أن الفرق بين تعادلية الإسلام السني الشيعي وتعادلية الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديموقراطي :

أن المسلمين لا يزالون غير مدركين ولا واعين لأهمية التعادلية التي يرفضها كل من الإسلام السني والإسلام الشيعي بسبب نزعة بعضهما لإلغاء الآخر وإقصاءه والقضاء عليه.

بينما ارتقى الشعب الأمريكي بوعيه كي يجعل من تعادلية الحزبين ميزانا يحافظ على توازن الدولة العظمى واستقرارها وكرامة إنسانها وحريته.

وتلك براهين تدل على أن أمريكا سوف تمضي في تفوقها كونها تملك آليات النقد والتصحيح والبناء عبر تعادلية الحزبين اللذين لايسعى احدهما لإقصاء الآخر أو إلغاءه مهما اختلف الحزبان في رؤيتهما نحو المستقبل وحول
الحاضر.بينما لايملك المسلمون غير آلية الهدم والقتل والإلغاء على حساب حاضر الشعوب ومستقبلها

3

كلنا يعرف أن انهيار الدول سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية هو نتيجة لانهيار قيمها الأخلاقية، واهم القيم الأخلاقية التي تحافظ على استمرار الدول واستقرارها هي قيم (العدل *****اواة والحرية ).

فالعدل كما يقول العرب أساس الملك، *****اواة جوهر العدالة، والحرية هي أعظم هدايا الرب للإنسانية حيث يستطيع الإنسان الحر أن يشعر بكرامته ووجوده. عندما يمتلك حرية الاختيار والتفكير والتعبير دون إقصاء من احد.

وقد انهارت الدولة الأموية والعباسية والاندلسية والفاطمية نتيجة ما أصاب تلك الدول من انهيارات أخلاقية حيث تفشى الفساد وحورب الشرفاء وسيطرت الخرافات وتم قمع كل رأي حر ومحاربة كل عقل مستنير. وكل ذلك يحدث عندما تقترب الدولة من الهرم دون أن تجد من يجدد لها شبابها.فكان السقوط الحتمي هو النتيجة الحتمية لغياب العقل الذي يعتبر المنبع الرئيسي لكل القيم الراقية.

والإسلام السني السياسي، كان احد مقومات الحضارة الإسلامية عندما يكون الفكر الذي يمثل ذلك الإسلام السني فكرا مستنيرا ومنفتحا مع الآخر، وهو في نفس احد أسباب انهيار الحضارة الإسلامية عندما يلجأ إلى القمع والإلغاء ورفض الآخر والفساد ومحاربة الفكر المستنير وأهله مثلما حدث مع الفيلسوف العظيم ابن رشد.

لو رجعنا إلى الوراء قليلا إلى الوقت الذي قامت فيه الثورة الإيرانية وبزوغ نجم الإسلام الشيعي من جديد.لوجدنا أن الإسلام الشيعي السياسي حقق انتصارات متتالية بسبب امتلاكه فكرا جديدا أقل طائفية وأكثر احتراما لحقوق الإنسان وحريته وكرامته، ربما لأن المسلمين الشيعة قد عانوا من الطغيان أكثر مما عانوه المسلمين السنة، فاتعظ الشيعي من عبر التاريخ وأدرك انه لن ينتصر بفكر الإقصاء وعقلية الإلغاء مهما امتلك من قوة.

والثورة الإيرانية للحق : لم تكن طائفية بالرغم من شيعيتها، وقد وقفت بجانب الحق الفلسطيني ذو الأغلبية الفلسطينية مثلما وقفت مع المسلمين السنة في أماكن أخرى كالبوسنة والهرسك وغيرها. في الوقت الذي لم يقف الإسلام السني خلف مقاومة حزب الله الشريفة، ولا حتى مع مقاومة الشعب الفلسطيني، وذهب للوقوف خلف طالبان التي استعدت كل طوائف الشعب الأفغاني سنة وشيعة بسبب الاختلاف معها في المذهب. وارتكبت المجازر بتأييد غريب من الإسلام السني بدعاته وقادته حتى دفع الله بأمريكا أن تقضي على الطالبان بتأييد معاكس ومتناقض وغريب من الإسلام السني أيضا !
************************************************** ************************************************** ****************

الرايق المجنون
28 - 3 - 2006, 11:51 AM
فلم يعرف عن الإسلام السني السياسي منذ عقوده الأخيرة تحريره لأرض بجهاد حقيقي، غير محاربته للغزو السوفيتي بدعم ورغبة أمريكية كأحد الحروب الباردة بين القوتين العظميين.ولم يعرف عنه الدفاع عن الحق الإنساني والنضال من أجل الحرية. بقدر ما أصبح عائقا أمام كل تطور حضاري وأمام تحرر الإنسان ونيل حقوقه. بل أن الإسلام السني السياسي أصبح في وقتنا الحاضر وسيلة لكل من يريد قمع الإنسان ومصادرة حريته وحقوقه.

وهل هناك دليل أنصع مما يحدث في العراق من محاولة الإسلام السني السياسي لإعاقة تحرره ومنعه من تأسيس دولة القانون والعدالة بعد أن كان منتمو الإسلام السني السياسي مؤيدين لطاغية العراق ضد الشعب العراقي وحريته وكرامته ؟!

وهناك فئتان تنتمي كل منهما إلى الإسلام السني والإسلام الشيعي هما افرازان لفكر كل من الحزبين السني والشيعي، كدليلين على تفوق الإسلام الشيعي خلال العقود الأخيرة الماضية من جهة، وربما لا قدر الله على انهيار الإسلام السني السياسي من جهة أخرى، لو استمر على ما هو عليه عبر ما يمارسه من ممارسات لا تخدم الإسلام السني بشكل خاص والإسلام بشكل عام، بقدر ما تصور الإسلام كدين لايحترم الإنسان وتصور المسلمين كمصاصي دماء وقتلة وطغاة وكارهين للحياة وللإنسانية. حتى اعتقد الآخر أن الإسلام السني كان يمارس تقية أخطر من التقية التي كان الإسلام السني يتهم بها أخيه الآخر الذي ينتمي إلى الإسلام الشيعي. حيث أتضح أن تقية الشيعي عبارة عن عدم ممارسة لبعض معتقداته الدينية من أمور صلاة وغيرها بسبب قمع أخيه السني له عن ممارستها. بينما يبدو من خلال ممارسة المنتمين إلى الإسلام السني أن الإسلام دين غير دين التسامح والرحمة كما يدعي المسلمون بشكل عام. هكذا يرى الذين لا ينتمون إلى الإسلام ومعهم حق مادام أن فتأوي الزرقاوي بذبح الأبرياء من المسلمين تجد التأييد الكامل من مختلف النخب السنية بمفكريها ودعاتها وقادتها

4

يقول نيتشه ( الطفل مرآة لأبيه

وقد كانت طالبان مرآة للإسلام السياسي السني مثلما كان ولايزال حزب الله مرآه للإسلام السياسي الشيعي. أو فلنقل أن طالبان صوره للفكر السني وحزب الله صورة للفكر الشيعي.

ما أن استولت طالبان على السلطة في أفغانستان حتى عكست الفكر الحقيقي الذي تمثله. حيث ذهبت لقتل المختلفين معها في الفكر والمذهب والعقيدة من المذاهب السنية والشيعية الذين كانوا السباقين في الجهاد الأفغاني والشركاء في الأرض، ناهيك عن تلك الصور التي أساءت للإسلام عندما ذهب الطالبان لهدم الآثار البوذية التي تمثل حضارة الشعوب الأخرى. كدليل على ما يمثله الفكر الطالباني من كراهية واحتقار للآخر وهو النظام الذي لا ينتمي إلى حضارة العصر الحديث في شيء. وقد وجد الطالبان كل الدعم والتشجيع والمؤازرة من كل الفئات السنية المسلمة.

أما حزب الله : الذي يعتبر احد افرازات الفكر السياسي والديني للإسلام الشيعي والذي بدأ بزوغ نجمه مع ظهور الثورة الإيرانية وأصبح أكثر شهرة عبر نضاله الشريف في جنوب لبنان فقد سطر ذلك الحزب أعظم الملاحم البطولية في الدفاع عن أرضه وتحريرها، ثم أعطى أجمل صور التسامح الدينية والحضارية حينما حرر أرضه ولم يسفك أي من جنوده قطرة دم واحدة بعد الانسحاب الإسرائيلي ضد الذين تعاملوا مع المحتل من اللبنانيين. وقد تفاخر زعيمه حسن نصرالله في ذلك اليوم الشهير بالانتصار قائلا : لقد سالت الدماء بغزارة في شوارع فرنسا بعد قيام الثورة الفرنسية ضد العملاء والخونة، بينما لم يرتكب جنود حزب الله جريمة واحدة وأحالوا العملاء والخونة إلى عدالة القضاء. وعندما سأله الصحفي عن السر وراء ذلك وكيف تحكم جنود حزب الله في أنفسهم كي يمنعوها من معاقبة الذين خانوا وطنهم قال : تلك تربية وثقافة المنتمين إلى حزب الله.

هل تذكرون عندما أقدمت طالبان على ذبح الدبلوماسيين الإيرانيين ؟

الم تكن تلك الخطوة دليل على جر إيران في حرب أخرى مع أفغانستان بعد أن فشل صدام في الاستمرار في الحرب ضد ايران ؟

ومن المستفيد في الحرب الأولى بين العراق وإيران ؟

ومن سوف يكون المستفيد في الحرب الأخرى بين الطالبان وإيران لو لم يكن الإيرانيون أكثر دهاء وحنكة ؟

الم تعترف الأمم المتحدة بان العراق هو المعتدي في حربه ضد إيران ؟

في الوقت الذي كان فيه الإسلام السياسي السني يطبل عبر طبوله لقادسية صدام ليعيدنا ذلك الأعلام المأجور إلى عصور غابرة انتهت بدخول الفرس إلى الإسلام ؟ في الوقت الذي كان يذبح فيه الشيعة والأكراد دون أن نسمع صوتا عربيا يرفض ما يحدث للشعب العراقي من مجازر ؟

الم يقل الإمام علي ( إن الساكت عن الحق شيطان اخرس ) ؟

فلم سكت الشياطين ولا يزالون يمارسون فضيحة السكوت حتى اللحظة مبررين للجرائم في العراق الآن مثلما كانوا يبررون لجرائم صدام في العراق والكويت وإيران ؟

منذ الثمانينات الميلادية والإسلام السياسي السني يرتكب أخطاء كبيرة تسيء للإسلام بشكل عام وتصور المسلمين وكأنهم عالة على الحضارة الحديثة وكارهين لمنجزاتها !

ففي الوقت الذي وقف فيه الإسلام السياسي السني بجانب صدام حسين مدعوما بحليفة الإسلام السني (أمريكا) ومعها الغرب ضد الثورة الإيرانية، تلك الحرب التي كلفت المسلمين بلايين الدولارات التي تصب في خزائن الغرب وأمريكا (التي أصبحت كافرة فيما بعد ).

كان الإسلام الشيعي يقاتل إسرائيل في جنوب لبنان عبر حزب صغير يسمى حزب الله.

وفي الوقت الذي يرسل الإسلام السني أمواله وجنوده تحت قيادة المخابرات الأمريكية لمحاربة الإيرانيين المسلمين، لم يذهب عربي واحد إلى جنوب لبنان ولا إلى فلسطين لتحرير الأراضي العربية المحتلة.

وفي الثمانينات الميلادية : ذهبت جماهير الإسلام السني تحت مسمى الجهاد في أفغانستان لمحاربة إحدى الدولتين العظميين (الاتحاد السوفيتي) إرضاء لأمريكا، في الوقت الذي كان الاتحاد السوفيتي يعتبر الدولة الكبرى المناهضة للغرب والداعمة لقضايا العرب في فلسطين وفي جميع الحروب العربية.(بالرغم من فرحي العارم بسقوط دولة شمولية كالاتحاد السوفيتي وانتصار الليبرالية الغربية ).

وفي ذلك الوقت الذي كان الإسلام السني السياسي يرسل اموااله ورجاله للوقوف خلف أمريكا في حربها المجانية ضد الاتحاد السوفيتي وفي حربها الخفية خلف صدام حسين ضد إيران، كانت إيران تدعم مقاومة الفلسطينيين وحزب الله وهي على خط النار تحارب كل أموال العرب وجيوش صدام وطائرات الغرب ومع ذلك رجع صدام بلا شط العرب مهزوما ذليلا خانعا واختلف الرفاق أن يعطوه ثمن الهزيمة فغزا الكويت ؟

لكننا كمسلمين لو أننا حقا نؤمن في قول الله ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) لما كررنا الخطأ بالعودة دائما إلى نفس السلاح الذي به مكرنا وفشلنا وانهزمنا.

الم يتفكر المنتمون إلى الإسلام السياسي السني قليلا والله يدعوهم إلى التفكر كيف عادت أمريكا التي حاربت إيران بحليفها صدام حسين لتحارب حليفها نيابة عن إيران دون أن تدرك ذلك ؟

الم يتفكر المنتمون إلى الإسلام السياسي السني كيف عادت أمريكا عدوة إيران تقضي على الطالبان التي حاولت التحرش بالإيرانيين وقتلت دبلوماسييهم ؟

ثم عادت لتطرد صدام حسين عدو إيران وتنهي خطره على إيران للأبد !

لا يعني ذلك أن الإيرانيين ملائكة... أو أن الله يفضلهم على سائر البشر.. لكنهم ظلموا وانتصروا في الأخير بسلاح من ظلمهم. فإذا كان للعقل من عبرة فعليه أن يعرف أن للظلم حدودا بغض النظر عمن يكون المظلوم.

فهل نتعظ من الدروس ونرحم هذا الشعب العراقي الذي تآمر الجميع عليه كي يذبحوه ؟

إني أخاف أن يستيقظ هذا الشعب وهو يستيقظ بالفعل، حينها سيذبح كل الذين ذبحوه إلا من رحمه ربي وعرف على نفسه.... الآن !! وليس غدا.....!!

ملحوظة : هذا اليوم حسب الاخبار تم قتل فلسطيني في بغداد يدعى ابو عزام متهم بقتل العديد من العراقيين الابرياء..

ماذا يعمل في العراق هذا الفلسطيني ؟ اين الفلسطينيون ؟

لماذ لا يرفضون هذا العبث ؟ وكيف يريدون ان يتعاطف الناس مع قضيتهم وهم لا ينصرون المظلوم ولا ينطقون بالحق ؟ وما رأيكم ايها العقلاء في ذلك ؟! اليس ذلك جنونا ؟!

القدس... هنـــــاك... صح النوم يابو عزام.. اقصد صح الموت !

انه... انحدار القيم الاخلاقية... علامة السقوط الحتمي !
5

قبل أن انتقل بكم إلى الحلقة الخامسة، أود أن الفت انتباهكم إلى الردود والتعليقات على الحلقات الماضية. حيث لايزال البعض يعتقد أن النقد ضد الفكر الذي يعتنقه نتيجة عداء مسبق. بل أنه يرد ويعلق بحكم مسبق دون أن تهمه الحقيقة التي تنتصر للحق. ويظن أن مدح الآخر هو إهانة له.

هذا النوع من البشر عاش يفكر هكذا، أنه على حق وغيره على باطل.

ولايزال ذلك البعض يعجز عن الرد والتعليق بمنطق وبالحجة، لأنه لا يملك المنطق ولا الحجة، وكلما تعلمه في الحياة هو : كراهية الآخر وبغضه وسبه وشتمه سواء اتفق معه الآخر او اختلف معه.

هذا النوع من البشر يعاني في عصرنا الحاضر من صدمتين عنيفتين ليس للآخرين ذنب فيها،

الصدمة الأولى : حضارية.

والصدمة الثانية : وهي نتيجة للصدمة الحضارية.. صدمة إيمانية.

أما كيف تكون الصدمة إيمانية وهي أخطر الصدمات : فإنها تكون عندما يتربى الإنسان على انه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة بصفته الوحيد الذي يملك مفاتيح الجنة. وعندما يرى أن الآخرين بمختلف أديانهم ومذاهبهم يعبدون الله بإيمان أقوى من إيمانه دون أن يكفروه، حينها يقع في حبائل الصدمة الإيمانية، فيكفر بنفسه بعد أن كفر بالآخر.

ويصبح مرفوضا من نفسه ومن الآخر!

أما كيف تكون الصدمة الإيمانية نتيجة للصدمة الحضارية : فان هذا النوع من البشر قد تلقى تلقينا على رفض الآخر وكراهيته، قبل أن يعرف الملقن (بكسر القاف ) انه سوف يأتي اليوم الذي تفضحه فيه الحضارة وتعريه مثلما يتعرى الناس على شواطيء ميامي بفلوريدا !

وهل أعظم من أن تتعرى الحقيقة ؟!

وعندما يعجز المفضوح عن مقارعة الحجة بالحجة يلجأ إلى الاتهامات والتجريح. لكنني أقول للجميع أنني انتمي إلى دين الإسلام واعتنق مذهب الحقيقة أيا كان ذلك المذهب، ولا أملك عقدة تاريخية أو إيمانية ضد أي دين أو مذهب، وأحب كل الناس بمختلف أديانهم وأعراقهم ومذاهبهم، وأناضل من أجل أن يكون كل إنسان حرا في اختيار ما يوفر له الأيمان والطمأنينة. قد يكون لتاريخ مدينتي (نجران ) سبب في أن لا أكون طائفيا أو عنصريا، كونها احتضنت كل الأديان السماوية، يهودية، ومسيحية، فمسلمة. ولا ضير أن يفتخر الإنسان بانتمائه ولكن المخزي أن يتفاخر بأشرار قومه.. يقول الرسول الكريم (ص) :

(ليست العصبية أن يتفاخر الإنسان بقومه، وإنما العصبية أن يرى الإنسان أشرار قومه خير من أخيار قوم آخرين ).

ولنبدأ في الحلقة الخامسة :

حينما كان صدام حسين وحزبه البعثي الفاشي، يرتكب المجازر ضد الأغلبية من الشعب العراقي (أكرادا سنة) وعربا (شيعة )، التزم الممثلون للإسلام السياسي السني الصمت وكأن شيئا لم يكون.

وعندما تم تحرير الشعب العراقي من طغيان ذلك النظام القمعي بمساعدة أمريكا (الحليف الأول للإسلام السياسي السني ) انقلب الإسلام السياسي السني ضد أمريكا، وضد الشعب العراقي المحرر من الطغيان الصدامي، واعتبروا الحرب على أمريكا جهادا وهم الذين حاربوا لصالحها عدوها اللدود (الاتحاد السوفيتي ).

الرايق المجنون
28 - 3 - 2006, 11:59 AM
ولم نشاهد سوى الجثث البريئة تسيل دماءها في الشوارع العراقية كنتيجة لذلك الجهاد الغريب.

علما أن الإسلام السياسي السني قد أفتى بشرعية دخول القوات الأمريكية إلى الخليج وتحرير الكويت من الغزو الصدامي.

وبينما كانت فلسطين تنتفض، وتحترق، ولبنان يتعرض للضرب كل يوم، كان الإسلام السياسي السني يجاهد في أفغانستان، حيث لا قدس أقدس من كابول، ولا بريق يغري كما يغري بريق الدولار.

حتى صدام حسين الذي يتباكى عليه الإسلام السياسي السني ومجاهدوه الأشاوس الذين يحاربون في بغداد لسفك المزيد من دماء الأطفال والنساء والشيوخ ( الذين أوصى الخليفة أبو بكر بعدم قتالهم في الحرب الحقيقية ).

كان.. أي صدام.. يتعرض للحصار والضرب لأكثر من ثلاثة عشر عاما ولم نسمع عن جهاد لتحرير العراق من حرب الأمريكان وحصارهم، ولم نقرأ فتاوى تدعو إلى محاربة الكفار إلا حين اختلفت المصالح وقالت لهم صديقتهم القديمة أمريكا : انتهــــت اللعبة !

بل ربما أن ما نسمعه من جهاد هذه الأيام ليس إلا جهاد (البعث السلفي) أو (السلف البعثي ) الذي لاهم له سوى أن يخرب العراق ويدمره حتى لايكون للشيعة دور فيه حسب أغلبيتهم الساحقة.

أي لنكون صريحين ونعود للفكر الذي يقول: أن الشيعة اخطر على الأمة من كل أعدائها.

علما إنني اكره ذلك الوصف وارفضه الذي يصور العالم كله وكأنه عدو لنا فكيف بمن يعلم نصف المجتمعات العربية والإسلامية أن نصفها الآخر خطير عليها. وبدلا من أن نعلم أبناءنا كيف يصنعون الحضارات ويؤسسون الدول الحرة، نشغلهم بالخطر الذي يمثله الشيعة.

فلا نكسب جيلا إسلاميا أو عربيا قويا وحضاريا بغض النظر عن دينه أو مذهبه، ولا ننتهي من نلك اللعبة القذرة التي سموها ( فرق تسد ). حيث تظل أجيالنا وقودا للحروب الطائفية وأسلحة بيد المتاجرين بالدماء البريئة التي يزج بها في الفخاخ قتقتل بريئا انتحاريا (جاهلا ) وتقتل بريئا آخر يسير في الشارع يبحث عن لقمة العيش.

ويظل ذلك الذي ينظر للموت جالسا في كهفه أو قصره يتلذذ برؤيته للدماء وهي تسيل.

ومع ذلك يقبض مالا ومفاتيح الجنة !

الحقيقة مرة... خاصة عندما تكون وجها للهزيمة !!

ملحوظة : الذين يخافون على العراق من التدخل الايراني عليهم الا يحشروا أغلبيته في زاوية ليس لها من مخرج الا عبر الحدود الايرانية


6

قبل أن أختم حلقاتنا التي وجدت تفاعلا من المتابعين سواء عبر الردود والتعليقات المباشرة، أو عبر ما يصلني بالبريد الالكتروني. أود أن أشكر كل من شارك برأيه متفقا أو مختلفا. وليعرف الجميع أن الأمة بحاجة إلى النقد أكثر مما هي بحاجة إلى الثناء والمديح. وأن ألأكثر أخلاصا وأمانة هو من يكشف عيوب الأمة ويفضح المتآمرين عليها من الداخل. يقول الشاعر :

قسى ليزدجر ومن يكو راحما فليقسوا أحيانا على من يرحم.

جاءني عدة تعليقات من كل الأطراف المنتمية إلى الحزبين الإسلاميين الكبيرين. بالنسبة للمنتمين إلى الإسلام الشيعي فقد علق الكثير على ما كتبته عن التزاحم الشيعي على الموت في بعض المناسبات الدينية الشيعية وخاصة الضرب بالسلاسل. وقد ذكر الكثير منهم أنهم لايحبذون تلك الصور التي يطلقون عليها (التطبير) وان بعض فقهاء المذهب الشيعي قد أفتوا بحرمتها. وأن ذلك ليس من عقيدة المذهب الشيعي. إلا أن معلقا يدعي انتماءه للمذهب الشيعي اتهمني بالجهل بالمذهب الشيعي قائلا : إن التزاحم على الموت الذي تدعيه (يقصدني) هو شعيرة دينية، ثم سألني قائلا : أليس التزاحم في الحج شعيرة ؟!

وأنا أوجه سؤاله إلى من يفهم في المذهب الشيعي أكثر مني ومنه : هل حقا ذلك الضرب المبرح بالسلاسل شعيرة دينية ؟!

أما بعض تعليقات المنتمين إلى المذهب السني، فإنها أكثر حدة ولا زالت بعض الأصوات ترفض الاختلاف في الرأي وتعتقد أن النقد الموجه إلى أخطاء البشر يمس بالعقيدة.

لقد كان الشيعة متهمين في الماضي بتأليه الدعاة والأئمة أكثر من السنة. لكنه يبدو أن التهمة تنطبق على السنة أكثر من الشيعة.

على العموم : أنا أحب الناس جميعا أيا كان دينهم أو مذهبهم. وليعلم الجميع أن أجمل لحظة عندي هي تلك اللحظة التي اقرأ فيها كتابا لجبران خليل جبران أو لميخائيل نعيمة وهما العربيان المسيحيان اللذان تفتخر الأمة بانتماءهما إليها. لكنني لو كنت يوما طائفيا أو عنصريا لما قرأت ذلك الفكر العظيم الذي أبدعه الأديبان الكبيران والذي تم ترجمته إلى كل لغات العالم.

واليكم الحلقة الأخيرة :

الإسلام السياسي السني في العقود القليلة الماضية أنجب رجال متطرفين ينادون نهارا جهارا إلى تمزيق الأمة العربية والإسلامية، حيث كفروا كل من يخالفهم من المسلمين وغير المسلمين. واستعدوا كل العالم والأديان والثقافات ضد الشعوب المغلوبة على أمرها.

ولنعود إلى المقارنة بين افرازات الإسلام السياسي السني والإسلام السياسي الشيعي عبر الممثلين لكلا الحزبين :

لقد اختار الإسلام االسني : الأفغاني الملا محمد عمر أميرا للمؤمنين السنة، دون أن نقرأ أو نسمع اعتراضا من احد على ذلك الاختيار.

وتم اختيار : الزرقاوي مفتيا، وقائدا، وبطلا.... !

وفي الجانب الشيعي : قدم لنا مفكرا وفلسوفا اسلاميا هو(محمد حسين فضل الله) كمنظر للإسلام الشيعي في لبنان وقت المقاومة الحقيقية التي ناضلت من اجل تحرير الأرض وتقاتل الجنود ولاتقتل الأطفال والشيوخ والعزل.

وقدم لنا الإسلام الشيعي : قائدا بطلا حقيقيا كحسن نصر الله يدافع عن أرضه من جهة ويستضيف المقاومين الفلسطينيين والمهجرين من إخوانه السنة الذين لم ينتبه لهم الإسلام السني سوى عبر الشعارات العاطفية حين يلعب الإسلام السني عليها كي يجيش الجماهير الغلبانه لأهداف لاعلاقة لها بفلسطين.

وقد أرسل حسن نصرالله ابنه إلى القتال الحقيقي دفاعا عن الأرض وطلبا للشهادة الحقيقية. ولم يرسل قادة الإسلام السني أبناءهم لتفجير الطائرات، بل اختاروا شبابا مغررا بهم في العراق ولندن وشرم ال*** ونيويورك للقيام بعمليات لاعلاقة لها بالجهاد.

كان الغرب يكره حزب الله وقائده حسن نصرالله، لكنهم كانوا يعترفون بأنه قائد حقيقي وينطلق في نضاله من مباديء عظيمة. وبالرغم من شيعيته المحافظة إلا انه لم يكن يوما طائفيا في خطبه وتعامله مع بقية الفئات اللبنانية.

بينما لم نسمع من منظري الإسلام السني : سوى إثارة الفتنة بين مذاهب المسلمين وطوائفهم. عبر الفضائيات وتأليف الكتب التي تكفر الآخر وتشوه سمعته وتسيء إلى تاريخه ومعتقده.

كنت أشاهد يوما أحد المنظرين للإسلام السني على قناة فضائية سأله المذيع : هل تكفر الشيعة ؟

قال ذلك المكفراتي : أكفر من يعتقد من الشيعة أن جبريل نزل على علي بن أبي طالب !

وقد قرأت لرجل دين شيعي ردا على ذلك يقول : لماذا لا يخبرنا ذلك ال*** أين يتواجد أولئك الذين يعتقدون أن جبريل نزل على علي ؟!

وكأن هدف ذلك المكفراتي أن تبقى الناس تكره بعضها ولا تقترب من بعضها البعض كي لا تكشف تزييف التاريخ الذي شارك فيه ذلك المكفراتي.

والغريب أن ذلك ال*** وأمثاله يتهمون كل من يختلف معهم في الفكر بالخيانة ، فهل هناك خيانة اكبر من تفريق الأمة ؟!

لقد كفر بعض المنتمين للإسلام السياسي السني كل المبدعين في الأمة العربية وحاربوهم حتى خلت الساحة من المبدعين والصادقين وأصبحت وكرا للمعتوهين والجهلة.

ولنا فيما حدث وما يحدث في العراق منذ سقوط النظام البعثي عبرة.

حيث اتجه الشيعة إلى إخوانهم السنة يمدون لهم أيادي الصفح والتسامح بالرغم مما ارتكب في حقهم من مظالم ومجازر على يد الطاغية صدام الذي ينتمي إلى السنة. وينادون بدولة حرة ديموقراطية. إلا انه حتى اللحظة يرفض المنتمون إلى الإسلام السني الاستقرار لبلدهم ويحولونه إلى مجزرة كبيرة باسم الجهاد الذي لايحصد غير الأبرياء.

تلك حقائق، أردت بها أن أدق جرس الإنذار كي يصحوا عقلاء الإسلام السني من غفوتهم. حيث يبدو أن الدماء البريئة التي تسال هنا وهناك قد أشبعت غرورا أو نقصا، لكنهم يخسرون الكثير من التقدير والاحترام سواء من قبل الشرفاء الصامتين المنتمين إلى الإسلام السني العظيم وهم بالملايين، أو من إخوانهم المنتمين إلى الإسلام الشيعي، أو من إخوانهم العرب الذين ينتمون إلى الديانات الأخرى، أو من جميع شعوب العالم الذين بدل ان يعيدون قراءة الإسلام بشكل عام واتهامه بالإرهاب والعنصرية وكراهية الآخر ومعاداة الإنسان وحريته وكرامته.

الإسلام السني : يتراجع نتيجة فشل الذين يمثلون ذلك الإسلام السني، وذلك ليس في صالح الإسلام ولا المسلمين، ومن يعتقد أن الانتحار سوف ي*** نصرا لقضيته فهو واهم ولم يتعلم من عبر التاريخ. ومن يعتقد أن قتل الأبرياء يمثل بطولة فهو لا ينتمي إلى تاريخي بطولي.

إن ما لايدركه منظرو الإسلام السياسي السني الفاشلون : أن العالم يعي أن الانتحار ذروة اليأس والهزيمة، وان قتل الأبرياء في الشوارع يهزم الضعفاء والفقراء، لكنه لا يهزم أصحاب القوة.

الانتحار : مؤشر على السقوط الكبير.

فهل يرضى عقلاء الأمة أن ينتحر شطرها المهم ؟!

أليس في الإسلام السني من قيادات عاقلة وعظيمة تستطيع أن تنتشل الأمة من السقوط.

ولكن يجب أن يعلموا : أن لادين ولا حضارة يدعو إلى قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق سواء عبر الانتحار اوعبر التفجير والتفخيخ. ولا دين ولا قيم عظيمة تحتقر حرية الإنسان وكرامته !

ومن يؤمن في النضال والتحرير فليحمل سلاحه ويخرج إلى الشوارع كي يقاتل... أليست الشهادة مطمح كل جهادي ؟!

فلم يخاف المجاهد من الموت من العدو ويفجر نفسه في الأبرياء طلبا للشهادة ؟

أنه دين جديد... ذلك الذي يمنح الجنة للذين يقتلون الأبرياء !

أليس من العيب أن يفخر الاسلام السني بمن يذهبون لقتل ألاطفال والعمال في العراق ويجبنون على الذهاب الى أرضهم المحتلة فلسطين ؟!

لماذا عميت أعين الفلسطنيين وبصائرهم فذهب ابو عزام الاول الى افغانستان ينجد امريكا... وذهب ابوعزام الثاني ليذبح اطفال العراق ؟!

أيعقل أن يعادي الإسلام السني حرية القرن الواحد والعشرين وخليفته العظيم عمر بن الخطاب يقول قبل أربعة عشر قرنا : متى استعبدتم الناس وقد خلقتهم آماتهم أحرارا ؟!

قد يقول قائل : ذلك ما يناضل من اجله الإسلام السني... الحرية.

فأقول : بل أن ما يدفعه الإسلام السني من ثمن : أنه لم يرفع شعار عمر بن الخطاب رمزا للحرية الحقيقية !!