المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعوديات على الطرقات!


 


مها ن.
24 - 3 - 2006, 11:04 AM
جرت العادة في معظم دول العالم النامي أن يتغرب الرجل طلبا للرزق و الكسب بحثا عن حياة أفضل لأسرته و غالبا ما تذهب هذه النوعية من الرجال إلى دول أرقى و أغنى من أجل فرص أفضل. و لكن في السعودية الوضع يختلف, و هذا طبعا لأننا سعوديون و لنا خصوصية تميزنا عن باقي البشر. في السعودية تتغرب المرأة و تذهب إلى القرى النائية و التي في الغالب لم يصلها إلا النزر اليسير من مظاهر التقدم و التطور....تتغرب المرأة السعودية لت*** المال لتحسين مستوى المعيشة....تترك زوجها و أولادها و بيتها و إذا لم تكن متزوجة تصطحب معها والدتها أو والدها المتقاعد و في أحيان أخرى لا تصطحب معها أحدا.....تعيش نساء كثيرات بهذه الطريقة يمضين حياتهن إما بين الطرقات ذهابا و إيابا يوميا إلى قرى تبعد آلاف الأميال عن مدنهن أو يقضين الأسبوع أو الشهر بعيدا عن بيوتهن و يفضلن الاستقرار في القرى التي تم تعيينهن فيها و التي لا يمكن السفر إليها إلا بالطائرة.

هذا هو الحال و الواقع المر الذي تعيشه هؤلاء النساء و دعوني أحاول التطرق للموضوع بالتفصيل.
ما هي المشاكل المترتبة على هذه الغربة؟ ما الذي يدفع المرأة للموافقة على هذه الحال؟ ما موقف المجتمع؟ ما موقف الشرع من تغريب المرأة بهذا الشكل؟

المشاكل المترتبة على هذا التغريب كثيرة جدا و لن أناقشها بالتفصيل لأن الجميع يعرفها و يراها أمامه...من أكثر المشاكل شيوعا بسبب التغريب هو التفكك الأسري و ضياع الأولاد و قد تمتد إلى **** الزوج بأخرى (أحيانا تكون الخادمة) و قد تنتهي في بعض الأحوال بالوفاة إثر حادث مروري تتعرض له المعلمة أثناء تنقلاتها اليومية بين طرق غير معبدة! و بعد هذا كله نجد مسؤول في وزارة التربية و التعليم يقول "الوطن قدم لنا الكثير و كله في سبيل الوطن يهون!!!" أيها الوطن الغالي...انظر كم يتلاعبون بحياتنا باسمك!! أتمنى من هذا المسؤول بأن يبدأ بنفسه و يطبق ما يقوله و يرسل زوجته إلى قرية من القرى التي تطفو فيها جماجم جثث الأموات عند المطر و السيل أو إلى إحدى القرى التي تعلق رؤوس الذئاب الميتة على بابها!! (على فكرة هذه الأشياء موجودة فعلا في بعض قرى المنطقة الغربية!)

و لكن السؤال المهم الذي يتبادر إلى الذهن هو لماذا تقبل المرأة بوضع كهذا؟ لو أن كل امرأة رفضت التعيين في غير مدينتها أو منطقتها لما تمادت وزارة التربية و التعليم في قلة إحساسها بآدمية من تتعامل معهم!
و أذكر قصة عن نساء قرية إنجليزية اتفقن على أن لا يشترين من أحد الباعة بضاعته بسبب غلاء سعرها فكانت النتيجة أن أجبرنه باتحادهن على تخفيض السعر!

و لكن للأسف المرأة عندنا عدوة نفسها و هذا الاتحاد لا يمكن أن يحدث من نساءنا لأن كل واحدة لديها ألف دافع. و دعوني أكون صريحة صراحة جارحة فيما يتعلق بذكر الأسباب و هي (ليست من عندي أو من تحليلي الخاص) بل كما أراها من واقع النساء المتغربات اللواتي أعرفهن تتلخص في الآتي:
المتزوجات مبرراتهن واحدة أو أكثر مما يلي:
- عدم توفير زوجها ما يكفيها من المتطلبات أو الكماليات فبالتالي تجبره على قبول وضع لا يريده بحجة أنه فقير و لا يلبي طلباتها فهي لا ترضى بأن تلبس زميلاتها أغلى الماركات و تظل هي تتحسر على حالها....و هذا النوع عادة ما يمل منها زوجها بعد مدة و يبدأ "يلعب بديله" و إذا كان يخاف الله و يخاف على نفسه من الفتنة فسوف يتزوج بأخرى و هنا تكون صدمة الموظفة الكبرى و تبدأ بكيل الاتهامات له و بعدم الوفاء و بسيطرة الغرائز عليه! (سبحان الله و كأنه تزوج ليعيش أيامه و لياليه أعزباً!)
- إجبار الزوج لها على العمل بحجة تحسين المعيشة (هذا بدل أن يبحث هو عن عمل إضافي بعد الظهر....رجال آخر زمن يغتنون على ظهور النساء!!)
- الحاجة المادية الماسة لأي وظيفة بسبب الفقر الشديد و هنا طبعا (ما شاء الله) تستغل الوزارة هذه الحاجة أحسن استغلال!
- "الطفش" أو الملل و الرغبة في الخروج من المنزل بسبب و بدون سبب!
- الرغبة في الارتياح من مسؤولية الزوج و الأولاد و هي رغبة لا تعلن عنها المرأة عادة لكنها تخلق الحجج لتتغرب و تبعد عن جو الالتزامات الأسرية و ما تحمله من هموم!
- تحقيق الذات ....و هذه أكبر كذبة تكذبها المعلمة التي تعمل في قرى نائية و كلنا نعرف الأسباب جيدا و لا داعي للفضائح التي لها أول و ليس لها آخر!!!

أما الغير متزوجات فوضعهن مختلف تماما و مبرراتهن أقوى.... و الحقيقة أتعاطف معهن أكثر من المتزوجات فهن على الأقل لا يتركن ضحايا خلفهن في البيت...
تتخرج الفتاة فتجد نفسها في فراغ هائل بدون عمل و تبدأ رحلة البحث عن وظيفة في مؤسسة أو مدرسة خاصة إلى أن تأتي وظيفة الحكومة و عادة ما تُرفض السعودية في المدارس الخاصة لأسباب مختلفة و حتى إن قُبلت تُفاجأ بنظام العمل الصارم الذي لم تعرف عنه شيئا طوال حياتها في الكلية أو الجامعة....و النتيجة أن الأمر ينتهي بالفتاة في البيت حبيسة الفراغ و الملل في انتظار العريس الذي قد يجيء أو لا يجيء (هذا في أحسن الأحوال) أما في أسوأ الأحوال فقد يدفعها الفراغ أو الحاجة المادية إلى الانحراف (و هذا واقع مؤلم في حياتنا يصعب علينا جدا أن نعترف به!).... لذا نجد الفتاة المتدينة الخلوق في معظم الأحيان تقبل بالعمل في قرية نائية و تتعاطف معها أسرتها فتعينها على غربتها....و كما أسلفت, وزارة التعليم محترفة في استغلال حاجات الناس المادية و المعنوية للعمل!

و قد يترتب على تغريب الفتاة الغير متزوجة بعض المشاكل (البسيطة) في نظر البعض و التي يمكن التغاضي عنها....أول هذه المشاكل هو تشتيت (خفيف) للأسرة التي يبقى معظم أفرادها في المدينة و يذهب البعض مع الفتاة لمكان عملها...
مشكلة أخرى قد تنشأ....ازدياد عدد العرسان الراغبين في الفتاة طمعا فيها و في مالها لا حبا لها و لشخصها...و هذا يسبب جروحا بليغة في نفوس فتياتنا الرقيقات (كان الله في عونهن) فيفقدن الثقة في أنفسهن و في من حولهن...

و لكن مما يثير العجب فعلا في هذا الموضوع هو تشجيع بعض فئات المجتمع لهذه الغربة التي لا داع لها في دولة غنية و متقدمة مثل بلادنا ******ة..... المشجعين لهذا الموضوع يرونه من منطلق أن "وظيفة في اليد خير من رجل قد يخون و يتخلى أو عريس قد لا يأتي أو قد يأتي و يطمع!"...للأسف بات المجتمع ينظر لخيانة الرجل و طمعه في مال المرأة على أنه قاعدة.....منذ زمن ليس ببعيد كنت أسمع من نساءنا الكبيرات و الحكيمات وعظا كله يتركز حول "كوني له أمة يكن لكِ عبدا" أما الآن فنساءنا ذوات الخبرة و النضج يحرضن الفتيات على العمل من أجل أن يتخلصن من سيطرة الرجل أو من أجل أن لا يخضعن لذل الرجل الذي سيرميهن في الشارع في آخر المطاف! أنا لن أحلل هنا و لن أضع اللوم على أحد و لكني أذكر واقعا غريبا أصبحنا نعيشه...واقع أصبح التعامل فيه بين الرجال و النساء مبني على عدم الثقة! و لكني أتساءل....هل من المنطق أن تتغرب المرأة لسبب قد لا يحدث؟ هل من المنطق أن تعمل بسبب توقعها لخيانة الرجل لها أو طمعه بها؟ هل هذا سبب وجيه للعمل و للاغتراب؟ و السؤال الأهم...أي نوعية من الإنتاج ممكن أن نجنيه من نساء يعملن بهذه النفسية و هذه العقلية؟

و نأتي للنقطة التي يفترض أن تكون حاسمة في هذا الموضوع: موقف الشرع من تغريب المرأة و موقف وزارة التربية و التعليم من التشريعات الإسلامية....
من المعروف أن وزارة التربية و التعليم تحرص على اتباع أحكام الشريعة الإسلامية اتباعا شديدا و لا تتنازل أبدا فيما يتعلق بمخالفة الشرع خصوصا فيما يتعلق بتعليم النساء...مثلا...تشدد الوزارة كثيرا على عدم استقدام أي موظفة أجنبية بدون محرم .... مثل آخر ....يكاد لا يخلو يوم في مدارسنا و جامعاتنا بدون أن تأتينا تعميمات من الوزارة تشدد على موضوع حجاب الطالبات و المعلمات على حد سواء.....و الأهم من هذا أن الوزارة تصر دوما في معظم تصريحاتها أن "يكون عمل المرأة بما يتوافق مع طبيعتها كأنثى و بما يتفق مع التعاليم الإسلامية"....هل الغربة و السفر اليومي و البعد عن الأب أو الزوج يتوافق مع طبيعة الأنثى؟ هل يتفق ما تتعرض له المرأة المغتربة من فتن مع الشرع؟ هل وضع المرأة بدون محرم في بلد غير بلدها يتفق مع الشرع؟ لماذا يحق للمرأة السعودية أن تتنقل من بلد إلى آخر بدون محرم و أن تعيش بدون محرم و لا يحق لغيرها؟ هل يرضى الله عن وضع امرأة متزوجة تعيش بعيدة عن زوجها و لا تعطيه حقوقه الشرعية؟ هل يرضى الله أن تترك المرأة بيتها و أولادها لتعيش في مدينة أخرى أم أن هذا الوضع "شرعي" بالنسبة للوزارة؟ أتساءل هنا و أتمنى من شيوخنا الأفاضل أن يجيبوني بصراحة: هل من واجب المرأة أن تعمل لتعيل أسرتها أو لتعين زوجها؟ و إذا كان واجبا, فهل يصح شرعا أن تتغرب المرأة لتعين زوجها؟ هل الأولى أن تعين المرأة زوجها ماديا أم أن تكون له السكن و المأوى و أن تربي أولادها؟
متى تفيق وزارة التربية و التعليم و تعامل المرأة على أنها إنسان قبل أن تكون عاملة؟! متى تتخلى الوزارة عن "حيلة" الوطنية و المواطنة؟ متى تنتهي تناقضات وزارة التربية و التعليم الفادحة؟ متى نرى حلولا لمشاكلنا التي تعرفها الوزارة جيدا أم أن الوزارة تفضل أن تبقى "ودن من طين و ودن من عجين" كما يردد دائما أحد كتابنا الكبار؟

AMR_AMR
24 - 3 - 2006, 07:30 PM
موضوع مهم ويلفت الانتباه والمطلوب حل له

المتمكن
24 - 3 - 2006, 09:41 PM
بارك الله فيك اخي الكريم وهذه مشكلة كبيرة لا يستطيع حلها الا رجال

مثلك وشرواك وكلها كلمة بسيطة ماابغاك تشتغلي وبس مهما كانت الظروف والمبررات

ماابغاك تشتغلي يمكن تعسف او تسلط ولكن هذا اخف الاضرار مكان المراة بيتها

وعلى قولتهم من خرج من داره قل مقداره

وسلامتكم اخواني واخواتي

المبتدئ2006
24 - 3 - 2006, 09:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الغالية مها ........
الأمر ابسط مما تتخيلين ، فاقحام المرأة في هذا الوضع والوصول بها الى هذه المرحلة بدعوى ان الفرص للعمل ليست سهلة وان المدارس القريبة ممتلئة هي دعوى واضحه وهي دعوى فاشلة جدا فهي دعوة صريحة لخروج لامراة عن عادات وتقاليد هذا المجتمع
دعوة للتحرر وللتخلص من القيود الشرعية ووووووو الخ الخ
وما نراه اليوم من واقع المرأة المعلمة خير شاهد .
تحياتي للجميع

mghr2005
24 - 3 - 2006, 10:46 PM
اشكرك على طرح هذا الموضوع الذي اصبح الهاجس المؤرق
لاسر سعودية في مختلف المناطق
لكني ارى في الطبيعة الجغرافية و التنوع الاجتماعي لمحافظات
مملكتنا الغالية التأثير الاولي لهذة المشكلة
فأغلبنا يعلم ان بعض المناطق فيها ندرة من المعلمين و المعلمات
فما ابناء هذة الالبقعة في الا ينالوا حظهم من التعليم
لذلك ارى الزام ادارات التعليم بتوفير السكن المناسب و القريب من هذه المدارس
واختلف كليا مع 2**6 في طرحه لتوابع هذا التغرب
فنحن في بلد شريعته سماوية و سنته شريفة مطاعة
و عادات قبلية قمة في التحلي بروح الاسلام السمحة
و هذا رأيي و الله أعلم

memee
25 - 3 - 2006, 09:31 AM
اختي الغالية مها
تحية طيبة لك وبعد
تعرضتي لموضوع حساس يعاني منها الكثير
وانا شخصيا اعاني منة
وبصراحة اعطيتي كل الأسباب
والحل لو بيكون بأيد الوزارة ماراح تغير ساكن
لكن الحل الوحيد بيد الي عينة ما تنام وهو موزع الأرزاق
الدعاء مخ العبادة حتى لو ما تحقق النقل ربي بيكتب الأجر للي يدعية
والأنسان يعتبر هاذا ابتلاء من الله ويدعو بالفرج ويمكن تسبيحة ولا دعوة بهاذا الطريق ترفع موازين اعمالنا عند رب العباد

ياسر دبيس
25 - 3 - 2006, 10:51 AM
أختي المسلمة مها
لا أعتقد أن ماورد في الموضوع الذي أرسلتيه يعتبر خافيا ً على أحد لا من المسؤولين في السعودية أو غيرها من الدول العربية ( المتخلفة بالقائمين عليها بارك الله فيهم ) فالنظرة العامة والشاملة لمختلف أبناء الشعب ترتكز على غرس الأفكار والهموم في عقولهم وبالتالي يسهون عن المطالبة بما هو لهم فكفى المرء تفكيرا ً بتأمين رزقه والسعي لإنقاذ الأسرة مما يحاك ضدها من مطبات وعوائق وهذا بحد ذاته نجاح للسياسات الحكومية في طمس معالم الشعوب والقضاء على مكنونهم الداخلي من رغبة في النجاح والتغيير

مريم صلاح
27 - 3 - 2006, 02:05 PM
الكل يحتاج الى فلوس