المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكة المكرمة..عاصمة الثقافة الإسلامية


 


شيخ الميداان
10 - 2 - 2006, 07:11 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده، وبعد:
فإنّ مناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية مناسبةٌ عزيزةٌ على قلوب جميع المسلمين في شتّى بقاع الأرض، وقد وفّق الله تعالى وبارك في اجتماع أصحاب المعالي وزراء الثقافة في العالم الإسلامي المنعقد في الدوحة في شهر شوال عام 1424 هـ حيث تمخّض اجتماعهم على اختيار هذه المدينة المقدّسة لتكون أوّل عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1426هـ، وجاءت موافقة المسئولين في هذه البلاد المباركة بالأمر السامي الكريم رقم ( 5164 ) وتاريخ: 1/3/1423 هـ بتأييد هذا الاقتراح، وتقديم هذه المناسبة للعالم أجمع بالصّورة التي يجب أنْ تكون عليها (مكة المكرمة).
وبهذه المناسبة سنتعرف على مكة المكرمة ,تاريخها ,معالمها ومقدساتها...وسنستعرض النقاط التي سنتطرق إليها في هذا البحث...وهي كالتالي:
1-نبــــذة عن مـــكة المكــــرمة
2- تــاريخ بنـــاء الكـــعبة بالترتيب
3- وصـــف الكـــعبة المشــرفــة
4- وصـــف الـــرواق المحيط بالكعبة
5- صـفة المسجد الحــرام المحيط بالكعبة
6-الـــــحــجر الأســــــــود
7- وصــف الصفــــا والمــــروة
8- تـــاريـخ بـئــــر زمــــزم
9- المواقع الإسلامية التاريخية بمكة المكرمة 10-من أسمــــاء مكــــة المكرمـة

أولاً/ نبذة عن مكة المكرمة





مكة المكرمة بلدة قديمة العهد عرفت قبل مجيء إبراهيم عليه السلام إليها ليرفع قواعد البيت العتيق، وعندما وصلها كانت قرية صغيرة تقع في وادٍ غير ذي زرع تحيط بها الجبال من كل جانب. وتتفق جميع الروايات على أن قبيلة (جرهم)كانت بمكة في عهد إسماعيل عليه السلام، وأنه تزوج من بنات هذه القبيلة. ثم ظهرت بمكة قبيلة خزاعة حتى منتصف القرن الخامس الميلادي، حينما انتقلت الزعامة لقصي بن كلاب أحد أحفاد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام. وقصي هو الجد الرابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن المرجح أن سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- قد سكنا مكة المكرمة في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، حيث قدم إبراهيم عليه السلام من فلسطين وسكن وولده و زوجته هاجر في مكة المكرمة، استجابة لأمر ربه في وادٍ غير ذي زرع يطل عليه جبل أبي قبيس، حيث لا ماء ولا شجر ولا حياة، وتركهما عائدا إلى فلسطين وهو يدعو الله عز وجل: رَبنَا إنَي أسكَنتُ مِن ذرُيَتيِ بِوادٍ غَير ذِي زَرٍع عِندَ بَيتِكَ المحُرََم رَبَنَا لِيقُيمُوا الصلَاة فاجعَل أَفئِدةً مِنَ الناِس تَهوِى إِِليهِم وَارزُقهُم مِنَ الثمَراتِ لَعَلهُم يَشكُرُونَ ( سورة إبراهيم : 37 )
ثانياً/ تاريخ بناء الكعبة بالترتيب





اعلم أن الكعبة بنيت في الدهر خمس مرات...
الأولى: بناء الملائكة، وآدم على ما تقدم.
الثانية: بناء إبراهيم.
الثالثة: بناء قريـش، والسبب في ذلك أن الكعـبة استـهدمت وكانت فوق القامة وأرادوا تعليتها، وكان بابها لاصـقا بالأرض في عهـد إبراهيم وعهـد جرهم، إلى أن بنتـها قريش، فـقال أبو حـذيفة بن المغـيرة: يا قوم: ارفعوا باب الكعبة حتى لا يدخلها أحد إلا بسلم، فإنه لا يدخلها حينئـذ إلا من أردتم، فإن جاء أحد ممن تكرهونه رميتم به فسقط، وصار نكالا لمن يراه. فرفعت بابها وجعلت لهـا سقـفا، ولم يكن لهـا سقف، وزادت ارتفاعها كما تقدم، وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذاك خمسا وعـشرين سنة، وقيل: خمسا وثـلاثين، فحضر البناء، وكـان ينقـل الحـجـارة مـعـهم كـمـا ثبت في الصحيح، وتنافـست قريش فيمن يضع الحـجر الأسود موضعه من الركن، ثم رضوا بأن يضعه النبي صلى الله عليه وسلم .
الرابعة: بناء عبـد الله بن الزبير، والسـبب في ذلك على ما ذكر السـهيلي أن امرأة أرادت أن تجمـر الكعبة، فطارت شـرارة من المجمـرة في أستارها فـاحتـرقت، وقيل: طارت شرارة من أبي قبيس فوقعت في أستار الكعـبة فاحـترقت، فـشاور ابن الزبـير من حضـره في هدمهـا فهـابوا ذلك، وقالوا: نرى أن يصلح ما وهى منها ولا تهـدم. فقـال: لو أن بيت أحدكم احـترق لم يرض له إلا بأكمل إصـلاح، ولا يكمل إصلاحـها إلا بهدمـها، فـهدمـها حتـى أفضي إلى قواعـد إبراهيم، فأمرهم أن يزيدوا في الحفر، فحـركوا حجرا منها فرأوا لجته نارا وهو ما أفزعهم، فبنوا على القواعد.
وحكى أبو الوليـد الأزرقي أنه لما عزم على هدمـها، خرج أهل مكة إلى منى، فأقاموا بها ثلاثا خوفا أن ينزل عليهم عـذاب لهدمهـا، فأمر ابن الزبير بهدمها، فـما اجتـرأ على ذلك أحد، فـعلاها بنفـسه، وأخـذ المعول وجعل يهدمها ويرمي أحجارها، فلما رأوا أنه لا يصيبه شيء صعدوا وهدموا، ، وكساها القباطي، وقال: من كـانت لي عليه طاعة فليـخرج فليعتـمر من التنعيم، ومن قدر أن ينحر بـدنه فليفعل، ومن لم يقدر فليذبح شـاة، ومن لم يقدر عليهـا فليتصدق بوسـعه. وخرج ابن الزبير ماشيا وخرج الناس مشاة فاعتمروا من التنعيم شكرا لله تعـالى، فلم ير يوم أكثر عتـيقا وبدنة منحورة وشـاة مذبوحة وصدقة من ذلك الـيوم، ونحر ابن الزبير مائة بدنة.
الخامسة: الموجود الآن والذي هدمه الحجاج هو الزيادة وحدها، وأعاد الركنين، وسد البـاب الذي فتحه ابن الزبير، وسده واضح إلى الآن، وجـعل في الحجر من البيت دون سـبعة أذرع.
وقيل أن الكعبة بنيت مرتين آخـرتين غير الخمس، إحداهما بناء العمالقة بعد إبراهيم، والثانية بناء جرهم بعد العمالقة.
قال السهيلي: إنما كان ذلك إصلاحا لما وهى منه، لأن السيل قد صدع حائطه، وكـانت الكعبة بعد إبراهيم عليه السلام مع العمـالقة وجرهم إلى أن انقرضـوا، وخلفتهم فيها قـريش بعد استيلائهم على الحـرم لكثرتهم بعد القلة وعزهم بعد الذلة، وكان أول من جدد بناءها بعد إبراهيم قصي بن كلاب وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل.

ثالثاً/ وصف الكعبة المشرفة




وأما صفة الكعبة فاعلم أنها مربعة البنيان في وسط المسـجد، ارتفاعـها من الأرض سبـعة وعـشرون ذراعـا، وعرض وجهـها أربعـة وعشرون ذراعا، وهو الذي فيـه بابها، وعرض مؤخرها مثل ذلك، وعرض جدارها الذي يلي اليمن، وهو فيما بين الركن اليـمـاني والركن العـراقي، وهو الذي فـيـه الحـجر عشـرون ذراعا، وإلى وسـط هذا الجدار كـان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم قـبل هـجـرته إلى المديـنة، وعـرض جـدارها الذي يلي الشام وهو الذي فـيـما بين الركن الشامي والركن الغـربي أحد وعشرون ذراعا، وميزاب الكعبـة على وسطه يسكب في الحـجر، ومن أصل هذا الجدار إلى أقصى الجدار ستـة عشر ذراعا، وعرض باب الحجر الشامي خمسة أذرع إلا شيء يسير، وعرض بابه الغربي ستـة أذرع إلا شيء يسير، وجدار الحـجر مدور من بابه الشـامي إلى بابه الغـربي كالطيلسـان وعرضـه ذراع، وارتفـاعه من الأرض أربعة أشـبار، والحجـر الأسود في الركن الـعراقي المقابل لزمـزم، وهو سبـعة أشبار من الأرض، وباب الكعبـة على أربعة أذرع من الأرض وعلوه ستـة أذرع، وعرضه أربعـة أذرع وما بين الباب والحجر الأسـود أربعة أذرع، ويسمى ذلك الموضع الملتزم، لأن رسـول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ مـن طوافه التزمه ودعا فـيه، ثم التـفت فرأى عمر فقـال: "هاهنا تسكب العبرات "
ومن الباب إلى مصلى آدم عليه السلام حين فرغ من طوافه وأنزل الله عليه التوبة سـبعـة أذرع وكان هناك موضع مقـام إبراهيم ، وصلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عنده حين فرغ من طوافه ركعتين، وأنزل الله عليه: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ثم نقله صلى الله عليه وسلم إلى الموضع الذي هو فيه الآن وذلك على عشرين ذراعـا من الكعبة, لئـلا ينقطع الطواف بـالمصلين خلفـه، أو يتـرك الناس الصلاة خلفه لأجل الطواف حين كثـر الناس، وليدور الصف حول الكعبة، ويري الإمام من وجهه، ثم حمله السيل في أيام عمر، وأخرجه من المسجد فأمر عمر برده إلى مـوضعه الـذي وضعه فـيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبين مـوضع الخلوق، (وهو مصلـى آدم عليـه السـلام) وبين الركن الشـامي ثمـانيـة أذرع، ومن الركن الشـامي إلى اللوح المرمـر المنقـوش في الحـجـر تسعـة أذرع، وفيما بين الحـجر إلى مقـام إبراهيم عليه السلام خمسة وعشرون ذراعـا، ويسمي ذلك(الحطيم) لأنه يحطم الذنوب أي يسقطها، وقيل لأنه حطم من البـيت، وقيل لأن من حلف هـناك كاذبا انحـطم دينه ودنياه، ومـا بين الركن العراقي وهو الذي فـيه الحـجر الأسود إلى مصلي النبي -صلى الله عليه وسلم- قـبل هجـرته إلى المدينة عشرة أذرع، وكان يستقـبل بيت المقدس ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، ولهذا لم يبن توجـهه إلى بيت المقـدس إلا لما هاجر إلى المدينـة، وبين الركن اليمـاني وبين المسدود في ظهر الكعبة أربعة أذرع، ويسمي ذلك الموضع (المسـتجـار من الذنوب) وعـرض الباب خـمسـة أذرع، وارتفاعـه سبعة أذرع، وبـينه وبين الركن الغربي ثلاثة عـشر ذراعـا، وبين الركن الغـربي وآخـر قواعـد إبراهيم - وهناك اللوح المرمر المنقوش - أزيد من سبـعة أذرع وإلى هناك بناء ابن الزبيـر، وقد قدمـنا أن ارتفاع الكعبة سبعة وعشرون ذراعا.







رابعاً/ وصف الرواق المحيط بالكعبة
وأما الرواق: فله سـقفين أحدهمـا فوق الآخر، وبينهما فرجة قـدر الذراعين أو نحوهما، فأما الأعلى منه فرش بالدوم اليماني، وأمـا الأسفل منهما، فهو مسقوف بالساج مزخرف بالذهب، وعدد أساطينه أربع مـائة وأربع وثمانون اسطوانة، بين كـل اسطوانتين سـتـة أذرع، مـنهـا إلى الجانب الشـرقي الذي يلي المسعى مـائة اسطوانة وثلاث أسـاطين، وفي الجانب الشـمـالي مما يلي الصـفا مـائة اسطوانة وإحدى وأربعون اسطوانة، وفي الجانب الغربي مائـة اسطوانة وخمس أساطين، وفي الجانب الشـامي الذي فـيه دار الندوة مـائة وخـمس وثلاثون اسطوانة، وفي وسط هذا الشق أو نحوه الذي يلي المسـجد خمس أساطين، ذكر أنها كانت ليـهودية، فسامها النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها فأبت بيعها إلا بوزنها ذهبا، ففعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، فوضـعت في ميزان ووضع مثـقال واحد فرجح المثـقال ببركـة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، منها على باب المسجد اثـنتان وعـشرون، ومن ناحـية، المسـجد ست، ومن ناحيـة الوادي والصفا عشر، ومن ناحية بني جمح أربع، ومن ناحيـة دار الندوة اثنتان وفي دار الندوة سوى مـا ذكرناه سـبع وستـون اسطوانة بالحـجارة مبيضة وطول كل اسطوانة منـهـا عـشرة أذرع وتدويرها ثلاثة أذرع، وطول مـا بين كل اسطوانـتين سـتـة أذرع ونصف، وعدد طاقاته - وهي الحنايا المعـقودة على الأساطين أربع مائة طاق وثمـان وتسـعون طـاقا، سـوى مـا في دار الندوة، وذرع المسجد الحرام من باب بني جمح إلى باب العبـاس الذي عند العلم الأخـضر - ويعرف ببـاب بني هاشم - أربع مائة ذراع وأربعة أذرع، وعرضه ما بين دار الندوة إلى باب الصف ثلاثمائة ذراع وأربعة أذرع، وذرع ما بين وسط جدار الكعبة الشرقي الذي يلي المسعى مائتا ذراع وثلاثة عشر ذراعا ومن وسط جـدار الكعبة الغربي إلى جدار المسجد الغربي الذي يلي بني جمح مائة ذراع وتسعة وتسعون ذراعا، ومن وسط جدار الكعبة الجنوبي إلى جـدار المسـجد الذي يلي الـوادي مائة ذراع وأحـد وأربعون ذراعا، ومن وسط جدار الكعـبة الشمالي الذي يلي الحجر إلى جدار المسـجد الذي يلي دار الندوة مائة ذراع وتسعة وثلاثون ذراعا، ومن ركن الكعبة العراقي - ويقال له الشامي - إلى المنـارة التي تلي المروة مائتا ذراع وأربعة وستون ذراعا، ومن ركن الكعبة الشامي - ويقال له الغـربي - إلى المنارة التي تلي باب بني سـهم - وهو باب العمرة - مائتا ذراع وثمانية عشر ذراعا، ومن الركن اليماني إلى المنارة التي تلي أجياد الكبرى وبين الحزورة مائتا ذراع وثمـانية أذرع، ومن الركن الأسود إلى المنارة مستمرة تلي المسعى والوادي من ناحـية الصفا مائتا ذراع وثمانية وعشرون ذراعـا، وارتفاع جداره إلى السماء مما يلي المسعى ثمانية عشر ذراعا، ومما يلي الوادي والصفا اثنان وعشرون ذراعا ومما يلي بـني جمح اثنان وعشرون ذراعا، ومما يلي دار الندوة سـبعة عشـر ذراعا ونصف، وعـدد شرفـاته من داخله وخارجـه أربع مائة وخـمس وتسعـون شرفة، من خارجـه، وعددها من داخله أربع مائة وثمان وتسعون شرافة فجميعها ألف شرافة إلا سبع شرفات .











...

شيخ الميداان
10 - 2 - 2006, 07:16 PM
خامساً/ صفة المسجد الحرام المحيط بالكعبة
وأما صفة المسجد الحرام المحيط بالكعبة، فقد ذكر الأزرقي والماوردي والسـهيلي :كـان المسـجد الحـرام،المحـيط بالكعبة فناء لها وفضاء للطائفين، ولم يكن له على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر جدار يحيـط به، فضيق الناس على الكعبـة، وألصـقوا دورهم بهـا، وكـانت الدور محدقة بالكعبة، وبين الدور أبواب يدخل الناس من كل ناحية، فلما استخلـف عمر، وكثر الناس، قال: (لا بد لبـيت الله من فناء، وإنكـم دخلتم عليـه ولم يدخل عليكم) فـوسع المسجد واشـترى تلك الدور وهدمـها، وزاد في المسجد.
واتخذ للمسجد جداراً قـصيراً دون القامة، وكانت القناديل توضع عليه، وكان عمر أول من اتخذ الجدار للمسجد الحرام.
ثم لما استخلف عـثمان ابتاع منازل ووسـعه بها وبنى الأروقة للمسجد فيما ذكر الأزرقي والماوردي وغيرهما.
ثم إن ابن الزبير زاد في المسجد زيادة كـبيرة واشترى دوراً من جملتها بعض دار الأزرق، اشترى ذلك البعض ببضعة عـشر ألف دينار وجعل فيها عـمدا من الرخام، ثم عمره عبـد الملك بن مروان ولم يزد فيه، ولكن رفع جداره و*** إليه السواري في البحر إلى جدة، وسقفه بالسـاج، وعمـره عمـارة حسنة، ثم وسع ابنه الوليـد وحـمل إليـه أعمـدة الحـجـارة والرخام، ثـم زاد فيـه المنصور، وجـعل فيه أعـمدة الرخام، وزاد فيـه المهدي مرتيـن: إحداهما سنة ستين ومائة، والثانية سبع وستين ومائة.



سادساً/ الحجر الأسود




الحجر الأسود هو حجر بيضوي الشكل، لونه أسود ضارب للحمرة، وبه نقط حمراء وتعاريج صفراء، وقطره حوالي ثلاثين سنتيمترا، ويحيط به إطار من الفضة عرضه عشرة سنتيمترات، يقع في حائط الكعبة في الركن الجنوبي الشرقي من بناء الكعبة على ارتفاع متر ونصف متر من سطح الأرض، وعنده يبدأ الطواف. وللحجر الأسود كساء وأحزمة من فضة تحيط به حماية له من التشقق، وهناك روايات غير مؤكدة تقول: إن جبريل -عليه السلام- نزل به من السماء، أو إن هذا الحجر مما كشف عنه طوفان نوح، والمؤكد أن إبراهيم -عليه السلام- وضعه في هذا المكان علامة لبدء الطواف. ويسن تقبيله عند الطواف إذا تيسر ذلك، فإذا لم يتيسر اكتُفي بالإشارة إليه.
**فضل الحجر الأسود**
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضًا من اللبن، فسوَّدته خطايا بني آدم" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح
وروى الحاكم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبَّل الحجر الأسود وبكى طويلا، ورآه عمر فبكى لما بكى، وقال: "يا عمر هنا تُسكب العبرات". وثبت أن عمر -رضي الله عنه- قال وهو يقبله: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك"، رواه البخاري ومسلم.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا"، رواه أحمد في مسنده عن ابن عمر.
في ذلك الوادي الذي وصفه الله -تعالى- بأنه "غير ذي زرع" رفع إبراهيم وإسماعيل قواعدَ البيت الحرام، وعيونهما بين لحظة وأُخرى ترمق السماء، ويدعوان الله -تعالى- أن يتقبل عملهما ويجعله خالصاً لوجهه الكريم وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة: آية 127)، وما إن وصلا ببناء الكعبة إلى المكان الذي شاء الله -تعالى- حتى وضعا الحجر الأسود بجوار الكعبة.

**أحداث تاريخية حول الحجر**
* أزال القرامطة -لعنهم الله- الحجر الأسود عام 317هـ، وقلعوه من مكانه، وقتلوا حجاج بيت الله، ودفنوا الناس أحياء في بئر زمزم الطاهرة، وذهبوا بالحجر إلى البحرين؛ فبقي إلى عام 339هـ، حيث أعاده الخليفة العبَّاسي المطيع لله إلى مكانه وصنع له طوقين من فضة، فطوقوا الحجر بها وأحكموا بناءه.

* في عام 363هـ دخل الحرم وقت القيلولة رجل رومي متنكِّرًا؛ فحاول قلع الحجر؛ فابتدره رجل يمني، وطعنه بخنجره فألقاه ميتًا.

* في عام 414هـ تقدم بعض الباطنية فطعن الحجر بدبوس؛ فقتلوه في الحال. وفي أواخر القرن العاشر جاء رجل أعجمي بدبوس في يده؛ فضرب به الحجر الأسود، وكان الأمير"ناصر جاوس" حاضرًا فضرب ذلك الأعجمي بالخنجر فقتله.

* في آخر شهر محرم عام 1351 هـ جاء أفغاني؛ فسرق قطعة من الحجر الأسود، وسرق أيضًا قطعة من أستار الكعبة، وقطعتي فضة من المدرج الفضي؛ فأُعدِم عقوبة له وردعًا لأمثاله، ثم أُعيدت القطعة المسروقة يوم 28 ربيع الثاني من العام المذكور إلى مكانها، فوضعها الملك عبد العزيز آل سعود بعد أن وضع لها المختصون المواد التي تمسكها والممزوجة بالمسك والعنبر. وأول مَن ربط الركن الأسود بالفضة هو ابن الزبير لما أصاب الكعبة الحريق، وتصدع ثلاث قطع.

* في عهد السلطان عبد المجيد الثاني أرسل طوقًا من ذهب وزنه عشر أوقيات رُكِّب على الحجر الأسود بعد أن أُزيلت الفضة، وكان ذلك عام 1268هـ، ولم يُعلَم أن الحجر الأسود طُوِّقَ الذهب غير هذه المرة، ويقول الحضراوي: إن ذهب هذا الطوق من كنز وُجِدَ في شعب أجياد بمكة المكرمة.

* في سنة 1281هـ أرسل السلطان عبد العزيز العثماني طوقًا من فضة؛ فوُضِعَ مكان الطوق الذي أرسله السلطان عبد المجيد الثاني.
* في عام 1331هـ غُيِّرت الفضة المُحاطَة بالحجر الأسود، وذلك في خلافة السلطان محمد رشاد العثماني.
* في عام 1290هـ عُمِلَ له غطاء من الفضة في وسطه، فتحته مستديرة، قطرها 27 سم يرى منها الحجر.
سابعاً/ وصف الصفا والمروة
الصفا والمروة: قال الله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا فرقدا الأرض، وجـارا البيت الحرام، وطوبي لمن وقف عليهما، وسعى بينهما، أو إليهـما وسنذكر مـا هما:
*أما الصفا: فحجـر أزرق عظيم في أصل جبل أبي قبيس، قد كسر بدرج إلـى آخر موضع الوقوف، وأكثر ما ينتهي الناس منها إلى اثنتى عشر درجة أو نحوها.
*وأما المروة: فحجر عظيم إلى أصل جبل متصل بجبل قـعيقـعان كان قـد انقسم على جـزأين، وللبيت بينهما فرجة يبين منها درج عليها إلى آخر الوقوف.
وذرع ما بين الصفا والمروة - وهو المـسعى - سبع مائة ذراع وثمـانون ذراعا، ومن الصـفـا إلى الميل الأخضـر المائل في ركن المسجد على الوادي مائة وثمانون ذراعا، وذرع ما بين الحـجر الأسود والصـفا مـائتا ذراع واثنان وستـون ذراعا، ومن الميل الأصـفر إلى الأخـضر الذي بإزاء دار جعفر بن العبـاس - وهو موضع الهرولة - مائة وخـمس وعشـرون ذراعا، ومن الميل الثـاني إلى المروة أربع مائة وخمس وسبعون ذراعا، فجميع ما بين الصفا والمروة سبع مائة وثمانون ذراعا.





ثامناً/ تاريخ بئر زمزم




ومما يشتمل عليه المسجد الحرام بئر زمزم، وهي سقيا إسماعـيل، وهمزة روح القدس جبـريل، طعام طعم، وشفـاء سقم، لا تنزف ولا تذم، ولا يتوجه إليـها ذم، ، وفي الحديث (ماء زمزم لما شرب له ).
قال السهيلي: كانت زمزم سقيا إسماعيل بن إبراهيم -عليهـما السلام-، فجـرها له روح القدس بعقـبه، وفي ذلك إشـارة إلى أنهـا لعـقـب إسـمـاعـيل ورائه وهو محمد- صلى الله عليه وسلم- وأمته، والقصة في ذلك معـروفة, وتلخيصها أن إبراهيم عليه السلام لما احتمل إسـماعيل وأمه هاجر إلى مكة احتمل معه لها قـربة ماء ومزود تمر، وتركهما بمكة وعاد، فلما فرغ التمر والماء عطش إسماعيل وهو صغـير وجـعل ينشع الموت، فجـعلت هاجر تسـعى من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا لترى أحدا حتى سمعت صوتا عند الصبي، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غوث. ثم جاءت الصـبي فإذا الماء ينبع من تحت خده، فجعلت تغرف بيـدها وتجعل في القربة، وسيأتي بعد ذلك له خبر. قال صلى الله عليه وسلم: (لو تركته لكان عينا أو قال نهرا معينا).
قال الحربي: سميت زمزم بزمزمة الماء، وهي صوته.
وقال المسعودي: سميت زمزم لأن الفرس كانت تحج إليها في الـزمن الأول فتزمزم عندها، والزمزمة صوت تخرجه الـفرس من خياشيـمها عند شرب المـاء، فأنشد المسعودي:
زمزمت الفرس على زمزم وذاك في سالفها الأقدم
وذكر البرقي عن ابن عـباس: أنها سمـيت زمزم لأنها زمت بالتراب لئلا تسـيح الماء يميناً وشمالاً، ولو تركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شيء.
وقيل لـعبد المطـلب في صفتـها أنها لا تنزف أبدا، وهذا برهان عظـيم لأنها لم تنزف من ذلك الحين إلى اليوم قط وقد وقع فيها حبشي فنزحت من أجله، فوجدوا مـاءها يثور من ثلاث أعـين أقواها وأكـثرها ماء عين من ناحية الحجر الأسود، رواه الدار قطني.
وروى الدار قطني أيضا مسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من شرب من ماء زمزم فليتضلع، فإنه فرق ما بيننا وبين المنافقين لا يستطيعون أن يتضلعوا منها )
وذكر الزهري في سـيره أن عبد المطلب اتخـذ حوضا لزمزم يسـقي منه، وكان يخرب بالليل حسـدا له، فلما غمه ذلك قيل له في النوم قـل: لا أحلها لمغتسل وهي لشارب حل وبل وقـد كفيتم. فلما أصبح قال: نعم، فكان بعـد من أرادها بمكروه رمي بداء في جسـده حتى انتهوا عنه.











تاسعاً/ المواقع الإسلامية التاريخية بمكة المكرمة
* جبل النور: يقع شمال شرقي مكة المكرمة وفيه غار حِراء حيث هبط الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
* مسجد البيعة : أقيم في موضعه بيعة العقبة التي تمت بين الرسول -صلى الله عليه وسلم-و الأنصار قرب جمرة العقبة ، على يمين المتجه من منى إلى مكة المكرمة. بناه أبو جعفر المنصور عام144هـــ.
* مسجد الخيف : أقيم في موضع تآمر أحزاب الشرك لشن غزوة, ويقع على السفح الشمالي لجبل الخيف في منى . جدد عمارته عدة مرات آخرها العمارة السعودية عام 1393هـــ
* مسجد المشعر الحرام : موضع أقيم على المشعر الحرام بمزدلفة أقام به الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع المزاحمة .
* جبل الرحمة : قرن جبلي يمتد من جبل السعد نحو وسط ارض الموقف بعرفات ارتفاعه 339مترا فوق مستوى سطح البحر. وهو واحد من الجبيلات الذي وقف عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع.
* مسجد النمرة : أقيم في موضع صلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه صلاتي الظهر و العصر. والبناء الحالي بناء العهد السعودي وجزء من هذا المسجد يقع خارج حدود عرفات.
* جبل ثور : يقع جنوب مكة المكرمة. ارتبط اسمه بهجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لوجود غار ثور الذي دخله الرسول عند هجرته ومعه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.


* مسجد الراية : الموضع الذي ركن فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - رايته يوم أن فتح الله عليه مكة المكرمة وأشار إليه الأزر قي في أخبار مكة.
* مسجد الجن : يقع في منطقة الحجون بمكة المكرمة إلى الشمال الشرقي من المسجد الحرام. وسمي بمسجد الجن لأن الله عز وجل أوحي إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموضع بأن الجن استمعوا إليه و آمنوا به. وقد بني في أوائل القرن الثالث الهجري وعمارته الحالية تمت في العهد السعودي.
* مسجد الإجابة : في مكة المكرمة يحي المعايدة على يسار المتجه إلى منى. ولقد صلى في موضعه الرسول -صلى الله عليه وسلم-. بني قبل الثالث الهجري.
عاشراً/ من أسمــــــــــــــــاء مكة
*البــــــــــلدة: إنما أمرت أن أعـــــــبد رب هذه البلدة
*معـــــــــــاد: إن الذي فرض عليك القــرآن لرادك إلى معاد
*البــــــــــلد: لا أُقســــــم بــهذا البــــــــلد
*البلد الأمين: والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين
*النســـــــــاسة *الــــعريــــــــش
*المسجد الحرام *العطـــــــــــــشة
*الحــــــــــاطمة *المـــــــــــــقدسة
*البيـــت العتيق *الوادي القادسية
*أم رحـــــــــــم *الـــــــــــــــوادي
**الخاتمة**
ونسأل الله العلي القدير أن يحمي مقدساتنا وبلادنا من غدر الغادرين وعبث العابثين وحسد الحاسدين , وأن يجنب مقدساتنا وبلادنا كل مكروه , وختاماً نتقدم بالشكر والدعاء لولاة أمرنا على مايقومون به من خدمةٍ لبيت الله الحرام *****جد النبوي الشريف, وندعو الله أن يوفقهم لما يحبه ويرضاه إنه هو العلي القدير وبالإجابة جدير..
والحمد لله رب العالمين

ALKING....KING
30 - 5 - 2007, 11:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يجزاك خير أخوي ( شيخ الميداان ) على هالطرح....

...وقد تم دمج الموضوعين حتى يستفيد منها القارئ...
..* وتثبيته لأنه يستحق التثبيت ..*

تحياتي ... وننتظر مزيدك ...

أخوك:-

ALKING....KING

توتا 2007
21 - 9 - 2007, 03:41 PM
شكراً لك اخي الكريم

رغد12
4 - 9 - 2008, 10:19 AM
شكراً لك اخي الكريم والله يجزيك كل خير والله يعطيك العافية

البندر99
31 - 3 - 2009, 12:28 PM
شكراً لك اخي الكريم والله يجزيك كل خير والله يعطيك العافية