الرايح
31 - 1 - 2006, 09:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفسيفســـــــــــاء
يعود أصل كلمة فسيفساء الى الكلمة اليونانية phesphos) أو(Psephos m والتي تعني الحجر الصغير واستخدم العرب مصطلح الفص بصيغة جمع «فصوص» للدلالة على الفسيفساء التي كانت تنفذ من مكعبات الحجر الملون‚ الرخام او الزجاج الصغيرة المذهبة والملونة‚ تلصق بجوار بعضها البعض في أشكال زخرفية مختلفة لتزيين ارضيات او جدران المباني‚ وتدخل ضمن منظومة التقنية الفنية للفسيفساء كافة الزخارف المتعددة المواد (Polimateriche) والتي تنتمي لها تقنيات الترصيع
(Tarsia) التطعيم‚ التعشيق‚ التزيل‚ التكفيت‚ التزجيج والتصفيح‚ العالم المشترك لهذه التعابير الفنية هو التدرج التقني لتنظيم ومقاربة عناصر من مواد مختلفة على مسطح مستوي غالبا ومائل أحيانا من مواد الرخام‚ الحجر الملون‚ العاج‚ المكعبات الزجاجية‚ الأحجار الثمينة‚ الكريمة والقاسية‚ ومن الخشب‚ويخضع تصنيف الفن الذي نشأ في العصر الأموي‚ عصر التأسيس لتداخل التأثيرات المحلية التي تفرضها السلطة الجديدة المرتبطة بالدين الإسلامي من جهة وبالتأثيرات الخارجية التي سببتها المبادلات مع حضارات قديمة‚ فلعب الفنان في دمشق كما في البصرة والفسطاط دورا في استمرارية التقاليد الفنية السابقة للاسلام‚ حيث يمكننا ملاحظة ذلك في زخارف وفسيفساء الجامع الأموي في دمشق وفي قبة الصخرة في القدس‚وأضحت هذه الجداريات الفسيفسائية أساسا لما نراه من الفسيفساء على الجدران الخارجية لقبة الخزنة في الجامع الأموي بدمشق والتي تعود إلى العصر العباسي أو على الجدران الداخلية في المدرسة الظاهرية المملوكية وان يكن هذا الفن من الفنون الموروثة عن الحضارات السابقة إلا أن العرب *****لمين *****يحيين قاموا بتطوير تقنياته بين القرن الحادي عشر ميلادي والقرن العشرين إلى أن تفرعت منه تقنيات مختلفة انتقلت من الزخرفة المعمارية (الأرض والجدار) إلى زخرفة الاثاث والابواب والشبابيك والصناديق والمنابر والكراسي وغيرها‚وأهم تلك التقنيات هي: الترصيع‚ التطعيم‚ المشقف (وتدخل ضمنها تقنية الأبلق والمتحمات)‚ التنزيل‚ التعشيق‚ المصدف والخشب المصدف‚ الزخارف القشرية المسماة زخارف الموزاييك الشامي بالإضافة إلى الفخار المزجج على شكل تربيعات المسمى القاشاني في إيران ودمشق والزليح في المغرب العربي‚ونظرا لأهمية هذه التقنيات ودورها في رسم صورة المجتمع العربي الاسلامي عبر العصور التاريخية ولأهميتها التقنية والفنية في الفترات المتعاقبة لا بد من عرض سريع لتلك المراحل لمعرفة تطور تقنيات الفسيفساء خلالها ولإمكانية تصنيف التقنيات المنبثقة عنها منذ بداية العصر الاموي حتى القرن العشرين‚ان ما يميز الفترة الاولى للعصر الاسلامي في الفترة الاموية هو استمرارية مفهوم الزخرفة السائد قبل الاسلام مع بعض التعديل في عناصرها وصارت المساجد والأضرحة والقصور والمنازل هي أخصب مجالات استخدام الفسيفساء ولاسيما ارضياتها وجدرانها وواجهات وخواصر عقودها وجلس شبابيكها وظهرت أجمل نماذجها في قبة الصخرة وجامع دمشق واختفت في هذه الفسيفساء كل الصور الآدمية لتقتصر عناصرها الزخرفية على المناظر الطبيعية وأشكال النباتات والاشجار والانهار والعمائر السكنية لاسيما في الابنية المدنية وأخذت الرسوم النباتية والهندسية دورها الواسع في هذه الفسيفساء‚وورثت العمارة الاسلامية هذا النوع من الفنون الزخرفية المعمارية منذ عصورها المبكرة حيث زين المسلمون بها خلال العصر الاموي بعض آثارهم الأولى مثل قبة الصخرة في بيت المقدس (72هـ/691م) وعملوا فسيفساءها من مكعبات صغيرة من الزجاج الملون والشفاف وغير الشفاف ومن مكعبات من الحجر الابيض والوردي ومن صفائح صغيرة من الصدف وثبوتها في وضع افقي كامل باستثناء المكعبات المذهبة والمفضضة التي وضعها بميل قليل لتعكس الضوء الواقع عليها فتزداد رونقا وجمالا وقد انحصرت زخارف هذه الفسيفساء في موضوعات نباتية كثيرة ومتنوعة كما زينوا بها الجامع الاموي في دمشق «88ـ96هـ/707-714» الا ان فسيفساء هذا الاثر كان قد اصابها كثير من التلف بسبب الحرائق المختلفة التي تعرض لها ولكن بقي منها ما اكتشفه الفرنسي دي لوريه سنة 1927 تحت طبقة من الملاط وظهرت في هذا الجزء المكتشف لوحة رائعة عرفت بلوحة نهر بردى وعلى شاطئه مناظر طبيعية ذات اشجار وغابات وقصور وترجع بعض فسيفساء هذا الجامع الى عهد الوليد بن عبدالملك في القرن الاول الهجري/ السابع الميلادي وبعضها الثاني الى اعمال الترميم التي اجراها فيه السلطان السلجوقي ملك شاه سنة 1083م وبعضها الثالث الى عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس «658-676هـ/1260-1277م»‚ كذلك فقد زين المسلمون بهذه الفسيفساء من الابنية الاموية قصر هشام بن عبدالملك في خربة المفجر شمالي اريحا «105ـ125هـ/723-742م» الذي عثر في ارضية الحمام الملحق به على فسيفساء رائعة تعد واحدة من ابدع ما وصل الينا من زخارف الفسيفساء الاموية حتى الآن‚ وفي جزء منها شجرة رمان تحتها غزلان واسد ينقض على واحدة منها ومحراب وقبة الجامع الكبير في قرطبة «169هـ/785م»‚
الفسيفســـــــــــاء
يعود أصل كلمة فسيفساء الى الكلمة اليونانية phesphos) أو(Psephos m والتي تعني الحجر الصغير واستخدم العرب مصطلح الفص بصيغة جمع «فصوص» للدلالة على الفسيفساء التي كانت تنفذ من مكعبات الحجر الملون‚ الرخام او الزجاج الصغيرة المذهبة والملونة‚ تلصق بجوار بعضها البعض في أشكال زخرفية مختلفة لتزيين ارضيات او جدران المباني‚ وتدخل ضمن منظومة التقنية الفنية للفسيفساء كافة الزخارف المتعددة المواد (Polimateriche) والتي تنتمي لها تقنيات الترصيع
(Tarsia) التطعيم‚ التعشيق‚ التزيل‚ التكفيت‚ التزجيج والتصفيح‚ العالم المشترك لهذه التعابير الفنية هو التدرج التقني لتنظيم ومقاربة عناصر من مواد مختلفة على مسطح مستوي غالبا ومائل أحيانا من مواد الرخام‚ الحجر الملون‚ العاج‚ المكعبات الزجاجية‚ الأحجار الثمينة‚ الكريمة والقاسية‚ ومن الخشب‚ويخضع تصنيف الفن الذي نشأ في العصر الأموي‚ عصر التأسيس لتداخل التأثيرات المحلية التي تفرضها السلطة الجديدة المرتبطة بالدين الإسلامي من جهة وبالتأثيرات الخارجية التي سببتها المبادلات مع حضارات قديمة‚ فلعب الفنان في دمشق كما في البصرة والفسطاط دورا في استمرارية التقاليد الفنية السابقة للاسلام‚ حيث يمكننا ملاحظة ذلك في زخارف وفسيفساء الجامع الأموي في دمشق وفي قبة الصخرة في القدس‚وأضحت هذه الجداريات الفسيفسائية أساسا لما نراه من الفسيفساء على الجدران الخارجية لقبة الخزنة في الجامع الأموي بدمشق والتي تعود إلى العصر العباسي أو على الجدران الداخلية في المدرسة الظاهرية المملوكية وان يكن هذا الفن من الفنون الموروثة عن الحضارات السابقة إلا أن العرب *****لمين *****يحيين قاموا بتطوير تقنياته بين القرن الحادي عشر ميلادي والقرن العشرين إلى أن تفرعت منه تقنيات مختلفة انتقلت من الزخرفة المعمارية (الأرض والجدار) إلى زخرفة الاثاث والابواب والشبابيك والصناديق والمنابر والكراسي وغيرها‚وأهم تلك التقنيات هي: الترصيع‚ التطعيم‚ المشقف (وتدخل ضمنها تقنية الأبلق والمتحمات)‚ التنزيل‚ التعشيق‚ المصدف والخشب المصدف‚ الزخارف القشرية المسماة زخارف الموزاييك الشامي بالإضافة إلى الفخار المزجج على شكل تربيعات المسمى القاشاني في إيران ودمشق والزليح في المغرب العربي‚ونظرا لأهمية هذه التقنيات ودورها في رسم صورة المجتمع العربي الاسلامي عبر العصور التاريخية ولأهميتها التقنية والفنية في الفترات المتعاقبة لا بد من عرض سريع لتلك المراحل لمعرفة تطور تقنيات الفسيفساء خلالها ولإمكانية تصنيف التقنيات المنبثقة عنها منذ بداية العصر الاموي حتى القرن العشرين‚ان ما يميز الفترة الاولى للعصر الاسلامي في الفترة الاموية هو استمرارية مفهوم الزخرفة السائد قبل الاسلام مع بعض التعديل في عناصرها وصارت المساجد والأضرحة والقصور والمنازل هي أخصب مجالات استخدام الفسيفساء ولاسيما ارضياتها وجدرانها وواجهات وخواصر عقودها وجلس شبابيكها وظهرت أجمل نماذجها في قبة الصخرة وجامع دمشق واختفت في هذه الفسيفساء كل الصور الآدمية لتقتصر عناصرها الزخرفية على المناظر الطبيعية وأشكال النباتات والاشجار والانهار والعمائر السكنية لاسيما في الابنية المدنية وأخذت الرسوم النباتية والهندسية دورها الواسع في هذه الفسيفساء‚وورثت العمارة الاسلامية هذا النوع من الفنون الزخرفية المعمارية منذ عصورها المبكرة حيث زين المسلمون بها خلال العصر الاموي بعض آثارهم الأولى مثل قبة الصخرة في بيت المقدس (72هـ/691م) وعملوا فسيفساءها من مكعبات صغيرة من الزجاج الملون والشفاف وغير الشفاف ومن مكعبات من الحجر الابيض والوردي ومن صفائح صغيرة من الصدف وثبوتها في وضع افقي كامل باستثناء المكعبات المذهبة والمفضضة التي وضعها بميل قليل لتعكس الضوء الواقع عليها فتزداد رونقا وجمالا وقد انحصرت زخارف هذه الفسيفساء في موضوعات نباتية كثيرة ومتنوعة كما زينوا بها الجامع الاموي في دمشق «88ـ96هـ/707-714» الا ان فسيفساء هذا الاثر كان قد اصابها كثير من التلف بسبب الحرائق المختلفة التي تعرض لها ولكن بقي منها ما اكتشفه الفرنسي دي لوريه سنة 1927 تحت طبقة من الملاط وظهرت في هذا الجزء المكتشف لوحة رائعة عرفت بلوحة نهر بردى وعلى شاطئه مناظر طبيعية ذات اشجار وغابات وقصور وترجع بعض فسيفساء هذا الجامع الى عهد الوليد بن عبدالملك في القرن الاول الهجري/ السابع الميلادي وبعضها الثاني الى اعمال الترميم التي اجراها فيه السلطان السلجوقي ملك شاه سنة 1083م وبعضها الثالث الى عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس «658-676هـ/1260-1277م»‚ كذلك فقد زين المسلمون بهذه الفسيفساء من الابنية الاموية قصر هشام بن عبدالملك في خربة المفجر شمالي اريحا «105ـ125هـ/723-742م» الذي عثر في ارضية الحمام الملحق به على فسيفساء رائعة تعد واحدة من ابدع ما وصل الينا من زخارف الفسيفساء الاموية حتى الآن‚ وفي جزء منها شجرة رمان تحتها غزلان واسد ينقض على واحدة منها ومحراب وقبة الجامع الكبير في قرطبة «169هـ/785م»‚