المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كثر الحديث في التعليم عن الخوارج...... فمن هو الخارجي


 


فرحان الكاتم
19 - 11 - 2005, 06:47 AM
ربما لم يرد في السنة النبوية من الأحاديث المحذرة والمبينة لفرقة من الفرق مثلما ورد في الخوارج، إذ تواترت الأحاديث الواردة فيهم مبينة صفاتهم ومحذرة من أفكارهم ومواقفهم.
وذلك لما تمثله هذه الفرقة من خطر فكري وخطر مادي على أمة الإسلام . فخطرها الفكري يتمثل في سقم منهجها في التعامل مع النصوص، وما يستتبع ذلك من فهوم خاطئة تقوم عليها سلوكيات غاية في البشاعة، وليس هذا فحسب بل إن اتصاف هؤلاء الخوارج بصفات التعبد والتأله، من كثرة الصيام والصلاة وقراءة القرآن ربما يغري بعض الناس فيحسنوا الظن بهم إحسانا يدفعهم إلى اعتقاد صحة أفكارهم وأعمالهم، لذلك كان اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم ببيان شأنهم وحالهم تنبيها للأمة ورحمة بها لئلا تنزلق في حومة أفكارهم وسوء فعالهم.

عقائد وأفكار الخوارج :

لم يكن للخوارج عند بدء ظهورهم منظومة أفكار تشكل مذهبهم الذي فارقوا به أهل السنة، فقد كانت مفارقتهم للمسلمين متعلقة باعتراضهم على مسألة التحكيم، إلا أن مذهب الخوارج اتسع في بِدَعِه ومخالفاته، نظرا لما استتبع اعتراضهم الأول من التزامات، ولما استجد عليهم من محدثات، فمن أبرز آرائهم:

1. تكفير أصحاب الكبائر.

2. التبروء من الخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما.

3. إسقاط حد الرجم عن الزاني، وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال دون من قذف المحصنات من النساء .

4. إنكار بعضهم سورة يوسف، وهو من أقبح أقوالهم وأشنعها، وهذا القول ينسب إلى العجاردة منهم، حيث قالوا لا يجوز أن تكون قصة العشق من القرآن !!

5. القول بوجوب قضاء الصلاة على الحائض، فخالفوا النص والإجماع .

6. تأويل صفات الباري تأويلا يخرجها عن معناها الحقيقي.

وأبرز صفة لهم تميزهم وتزيل الشك عمن التبس عليه أمرهم هو أنهم سلم على أهل الكفر حرب على أهل الإسلام : فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله أنه قال في وصفهم ( يقتلون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان ) .

وقبل أن أذكر ماأريد أن أقوله آمل من كل مسلم يقرأ كلامي أن يفهمه حق الفهم قبل أن يرد.... وله أن يسأل عما يشكل عليه.... ومعاذ الله أن يظن ظان أني أدافع عن شخص معين لكني أبين مايجب على المسلم تجاه من وصفوا بأنهم خوارج من العدل في التعامل والقول الحسن في الوصف:

إن المتأمل بانصاف لحال من يجاهدون الكفار يجدهم من أبعد الناس عن صفة الخوارج والذي يقرأ عقيدتهم من خلال مواقعهم يتبين له بجلاء أنهم براء مما نبزوا به ولاسيما وهم يقاتلون عباد الصليب .

ولا أحد – من خصومهم - يستطيع أن يتهمهم بشيء مما ذكر من صفات الخوارج آنفة الذكر عدا الأولى منها – تكفير أصحاب الكبائر – تلك الفرية التي يرددها دائما أحد رجلين :

جاهل سمع الناس تقول فردد مايقولون .

أو حاقد علم أنهم براء من ذلك ولكنه لبس وزور على الدهماء.

وأنا أتحدى من يتهمهم أن يأتي بنص صريح عن واحد منهم يذكر أنه كفر فلانا بكبيرة من الكبائر

أقول ذلك وأنا أعلم أن الكثيرين سي***ون عليّ بخيلهم ورجلهم قائلين بأن فلانا كفر فلانا .... وذاك ليس

بخاف علي وقد لاأكون مؤيدا له فيما ذهب إليه لكن السؤال الذي يطرح نفسه والذي لن يجيب عنه أولئك الناعقون ....

هل هذا الذي كفر من شهدنا بإيمانه كفره بارتكاب كبيرة أو ناقض ؟.

بمعنى آخر هل قال إنه كافر خارج من الملة لأنه شرب الخمر أو أكل الربا أو قتل المسلمين ؟.

أو كفره لأنه ارتكب ناقضا من نواقض الاسلام ؟.

والجواب : هو الثاني

وكتابات القوم معلومة ظاهرة مقررة في مواقعهم.

وحسبك استدلالهم بأقوال ابن تيمية وعلماء نجد.

نعم لنا أن نختلف معهم ونخالفهم في كون ماذكروه من نواقض واقع أو غير واقع لكن يبقى العدل والانصاف أنهم لم يكفروا بالكبيرة بل بالناقض.

لك أن تسميهم بغاة إذا بغوا

ولك أن تسميهم معتدين إذا اعتدوا

لكن ليس لك أن تظلمهم وتصفهم بأنهم خوارج

وقفة : من اعترض على ماكتبت فليجب على هذا السؤال فإن لم يجب ففي انتسابه لأهل السنة والجماعة نظر.

إذا تقابل الخوارج وعباد الصليب في معركة من المعارك فما الموقف الشرعي تجاههم ؟

هل نقف موقف المتفرج ؟

أو نعين عباد الصليب عليهم ؟

أو نقف مع الخوارج ؟.

ولعلي أختم بلفتة جميلة ذكرها معالي ال*** صالح الفوزان معلقا على فتاوى *** الاسلام ابن تيمية رحمه الله:

قال حفظه الله :

ثم بين ال*** - رحمه الله - من هم الخوارج فقال‏:‏ والخوارج هم أول من كفّر المسلمين، يكفرون بالذنوب - يعني التي هي دون الشرك - ويكفرون من خالفهم في بدعتهم ويستحلون دمه وماله، وهذه حال أهل البدع؛ يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها‏.‏

هذا ما قاله ال*** - رحمه الله - في بيان حقيقة الخوارج‏.‏ وأقول بهذه المناسبة‏:‏

لما كانت حقيقة الخوارج أنهم يكفرون من المسلمين من ارتكب كبيرة الشرك‏.‏ فإنه قد وجد في هذا الزمان من يطلق هذا اللقب لقب الخوارج على من حكم بالكفر على من يستحقه من أهل الردة ونواقض الإسلام كعباد القبور وأصحاب المبادئ الهدامة كالبعثية والعلمانية وغيرها، ويقولون‏:‏ أنتم تكفرون المسلمين فأنتم خوارج؛ لأن هؤلاء لا يعرفون حقيقة الإسلام ولا يعرفون نواقضه، ولا يعرفون مذهب الخوارج؛ بأنه الحكم بالكفر على من لا يستحقه من المسلمين، وأن الحكم بالكفر على من يستحقه بأن ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام هو مذهب أهل السنة والجماعة‏.





منقول من الساحة السياسية