المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مشارف الوطن ....إثمار أرض الملح


 


بندر الغضيان
19 - 9 - 2005, 06:49 AM
جريدة الجزيرة :سليم صالح الحريص

تأتي الذكريات كلما اعتقلك الحنين واقتادك إلى مواطنها.. إلى العش الذي نسجت فيه.. الصبح يأتي بها *****اءات الملونة تأتي بها أيضاً.. ترى وجها.. من وجوه ألفتها.. وابتسامات صحبتها في صباح يوم دراسي.. تعيدك إلى زمنها، وتلك الصور التي ما برحت المكان الذي اإتمنتها عليه.. حيّة تنتظر من يوقظها.. يُسندها.. حين تحتاجها.. تجدها.. وحين تبحث عن واحدة من مئات الذكريات.. تجدهن في مخزنك.
** صباحات جميلة ذكرتني بالعديد من الوجوه.. وجه واحد أحضر لي عشرات من هؤلاء الذين باعدت بيننا وبينهم ظروف الحياة.. أبناء قادتهم ظروف العمل وسوقه إلى مغادرة هذا (الوكن) وطالت السنوات.. امتدت.. (يقولون).. الصبية كبرت.. ويعنون مدينتهم.. تعدت في مكياجها (الديرم) و(البلالة) و(المشوط) و(الزميم) وخصلات الشعر تخلّت عن (الحويطة) و(الظفائر).. تطورت إلى مصنعات لم تخطر على بالها أن تطولها، ولم تكن تدري بأن التجميل سيكون له دور ومحلات كبرت.. توسعت واستطالت وتمددت.. تاهت فيها الوجوه.. وغصت شوارعها ب(السيقان الحديدية) وبدلت تلك الرملة التي تسكن فضاءاتها باللون الأسود الذي حمل لنا الحر حتى داخل بيوتنا.. كانت هذه الساحات تحضننا بدفء وحنو.. اقدام شبرتها ومترتها.. هنا نلتقي.. كل صباح وقبل أن يقرع الأستاذ محمود أبو هاشم الجرس مؤذنا بدخول الحصة الأولى في ركض تعليمي أذكى فينا كل حماس، وكان للمدرس هيبة لا تعادلها هيبة.
* صباحات جميلة تعانقك إن استيقظت باكراً.. تعيدك سنوات إلى الوراء.. تقرأ الأوراق من أول سطر نسخته.. وتطالع الصور بالأبيض والأسود.. صحاب مروا من هنا. عبروا إلى فضاءات أرحب.. سلكوا الطريق الصعب واجتازوه بصبر (الشمالي) ورحابة صدره..
* في هذا المكان.. كانت مدرستنا المتوسطة الوحيدة.. يؤمها الطلبة من أحياء بعيدة سيراً على الأقدام بل يفد لها الطلبة من قرى يتوقف التعليم فيها عند الابتدائية.. اليوم تحول المكان إلى سوق تجاري، والمدارس المتوسطة بالعشرات ومثلها المرحلة الثانوية وعدد الطلبة تجاوزوا الـ(15**0) طالب قفزات تعليمية لا يشعر ولا يدرك حجمها إلا من واكب حقبة العوز والشح والفاقة.. نمو متسارع.. أعود إلى تلك المدرسة.. في هذا الموقع الذي يعيدك إلى سنوات الشباب الغض.. لم يبق من ذاكرتي عنه إلا أنفاسه، وتلك الوجوه التي ارتحلت كالطيور في هجراتها المتلاحقة.. ساعية للعلم.. أسأل نفسي.. ومن تتذكر..؟؟ وجوه كثيرة ألفتها.. صحبتها.. لكن من الصعب أن تحيط الكل.. عمر مضى والأيام تقادمت لكنني أحاول أن أتذكر كل الأحبة الذين درجوا على هذه الأرض.. منهم الاستشاري الطبي.. ومنهم الدكتور الجامعي، ومنهم المهندس المدني والكهربائي والبترولي، ومنهم الطيار المدني والعسكري.. ومنهم الطبيب.. وغيرهم.. وهم كثر- والحمد لله-.. هؤلاء نبتة هذه الأرض وعطاؤها.. أشجار سمقت وتسامت وارتفعت.. بلاشك إنهم شرفوا بهذا الجزء من الوطن، كما شرفت بهم هي.. إن أخذتهم الأيام منها فهم دون شك يعنون من هذا النبع المالح.. فمن يقول: إن الأرض المالحة لا تثمر.. بخيلة..بينها وبين الخصوبة عداء هو مخطئ..!! كيف نقر بتلك المقولة وهؤلاء هم اثمارها.
* يبقى هؤلاء وغيرهم من أبناء القريات المبرزين الذين نفاخر بهم، ونسعد بنجاحاتهم.. لهم حق على أهلهم هنا، كما أن لمدينتهم وأهلهم حقا عليهم.
هم يسكنون سويداء القلب وهي تسكن مهجهم.. مدينتنا بحاجة لجهدهم.. العمر يمضي، والأرض ترتقب القدوم.. تستدعي فيهم.. وتناديهم من اتكاءة حلم زارها ذات ليلة من أماسي صيفها.. حلم ينسج خيوط الفرح لخيمة المستقبل الذي سيقوى على محاولات التهميش.. أرض الملح قادرة على مداواة جراحاتها وتضميد كسورها.. ورتق أسمال ثيابها، وكسوة ما تعرى من جسدها.. سباخك أيتها الأرض الطيبة قادرة وبعطاء تربتك على تلوين صحرائك بالاخضرار حين تتوافر النية الصادقة المخلصة والبعيدة عن المزايدة والمصالح الذاتية، وتهيأ الفرص ويتاح المجال لهؤلاء كي يعطوا ويقدموا ما هو حق وواجب عليهم.. الغد نطالعه بتفاؤل والضوء نراه من كوة تخترق هذا الباب.. والإشراق سيطل على هذا الفضاء وإن طال ترقبه.


مدخل منفذ الحديثة
طال انتظار إصلاحه
* لا أريد العودة إلى تبيان أهمية الحديثة لكونها منفذا دوليا وحجم الحركة من ركاب وبضائع وخلافه.. هذا شيء معروف للقاصي والداني، لكن المهم أن يكون لهذا المنفذ مدخل يبيض الوجه خاصة للقادم من الأردن، فالذي عبر هذا المدخل يعلم ما أقصده، فالطريق متقادم ومضى على سفلتته ما يزيد على ثلاثين عاماً، وبقي الطريق في حالة من التصدع والتكسير والتشقق وأرصفته وإنارته في حالة سيئة..
الشكاوى كثيرة ومتكررة، والوعود ملأت الملفات، وبقي الوضع كالكرة بين وزارة النقل بحكم المسؤولية عن الطرق، وبين وزارة المالية التي تعهدت منذ عام مضى بالإصلاح والتجميل، لكنها لم تف بوعدها فمن هو المسؤول، وتحت مسؤولية من؟؟ هذا أمر آخر، أما ما يعنينا فهو إظهار هذا المدخل بالصورة المثلى التي نريد فقط، وحتى يرتاح مالك السيارة والراكب من عوار الرأس كلما سلك هذه الوصلة التي لا يزيد طولها عن (7**م).

سوق النساء.. تلبك
مروري ولا حل في الأفق!!
* سوق النساء بالقريات هو مركز المدينة بل محور حركتها التجارية، سعت البلدية إلى تحسينه من خلال إعادة سفلتته ورصفه.. حين تعمل فأمر طيب، لكن حين يكون العمل منقوصاً أو تشوبه شائبة، فكأننا لم نعمل شيئا.. حركة نشطة بل تتزايد والرواد في ازدياد، والكثافة المرورية تغرق السوق بتلبك مروري مستعص.. سوق يحتاج لمواقف تفي بأعداد السيارات.. أراض مملوكة للدولة غير مستفاد منها لماذا لا تستغل وتحول إلى مواقف مثل مركز الشرطة القديم الذي أصبح مأوى للنفايات والكلاب الضالة، وكذلك ملعب مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية غيرمستفاد منه، ولا يصلح لإقامة أي منشأة تعليمية لكونه يشرف على شارع رئيس، فلا مدرسة يصلح ولا مركزا ثقافيا، فلماذا لا تعطي هذه الجهات الحكومية بديلا لأراضيها وتستغل هذه المواقع لمواقف، وتفك هذا التشابك والتلبك المروري الذي نعاني منه أيما معاناة. نقطة أخرى مهمة وهي ما تعانيه المتسوقات من حرج ومضايقات من شباب لاهم لهم إلا التحرش ورمي الكلام عليهن خاصة وقت الصلاة، وعند إغلاق المحلات.. فلا مكان يؤدين الصلاة فيه أو استراحة تحميهن من هؤلاء.. فهل ينبري أحد التجار في هذا المكان بإقامة هذه الاستراحة *****جد أو من محبي فعل الخير.. أمني نفسي بذلك والله الموفق.

خاتمة:
زمان صب فنجال الرخى لمعقب الفنجال

نشوفه شوف عين يقرب النايد ويبعدنا

حشى ما كان هذا طبع ابوة وجدة السردال

غريب لو بغينا ننتصف له ما يسعدنا

قبل ما يطلق عنان الردى ويوجب المختال

نهيناه وتكدر خاطرة منا وقيدنا

حملنا ما حملنا واحتملنا ما شكينا الحال

لجينا في عزى الياس القوي حتى تعودنا

إبراهيم العبداللطيف

المكسيكي
30 - 9 - 2005, 08:18 PM
لافض فوك

نبع الوفاء
30 - 9 - 2005, 09:09 PM
جزاك الله خيراً..

وبارك فيك ..