المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملوك في حياة الشعوب‌


 


عائض الغامدي
7 - 8 - 2005, 11:25 AM
ملوك في حياة الشعوب‌

*عبدالله صادق دحلان
في حياة الشعوب ذكريات ومواقف.. وأجمل هذه الذكريات هي استعراض تاريخ قياداتهم المميزة والمؤثرة في حياة مجتمعهم، ونحن في المملكة العربية السعودية لا ننسى تاريخ مؤسس هذا الكيان الموحد.. الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي جمعنا بعد أن كنا متفرقين جغرافياً واجتماعياً وسياسياً, واستطاع أن يكون من هذه التفرقة ترابطاً قوياً في كيان دولة متماسكة قوية بدينها وبشعبها وقيادتها.
ثم توالت القيادات التي استطاعت أن تسطر تاريخاً وتسجل بصمات ذهبية في تاريخ هذا الشعب العريق بجذوره مهما تشعبت, وكانت من ضمن هذه البصمات في تاريخ بلادنا فترة حكم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته برحمته وعفوه, وهي فترة حكم لا يمكن أن ينساها تاريخ الجزيرة العربية على وجه الخصوص ولا يمكن أن ينساها تاريخ الأمة العربية على وجه العموم.
وهي فترة تبوأت فيها المملكة أعلى المراكز التنموية وأعلى مراتب الدبلوماسية الدولية, فالتنمية في بلادنا لم تشهد تطوراً مميزاً في مختلف المجالات مثل تلك التي عشناها في فترة حكم الملك فهد بن عبدالعزيز وأخص بالذكر التنمية التعليمية والتي قادها - رحمه الله - منذ أن كان وزيراً للمعارف وتبنى تطور التعليم الجامعي في كل موقع تولاه وعلى وجه الخصوص فترة توليه ولاية العهد في فترة ولاية الملك خالد - رحمه الله - .
ثم فترة ولايته والتي تميزت بالانفتاح على العالم الخارجي حيث وصلت البعثات الخارجية إلى حدودها العليا واستطاعت المملكة أن تستقطب أعلى الخبرات والشهادات العلمية العليا للتدريس في جامعاتها والتي انتشرت في كل منطقة في المملكة.
ولقد عشت وأبناء جيلي هذه التنمية التعليمية في بلادنا وكنت أحد مخرجات التعليم داخلياً وخارجياً خلال الفترة الماضية, وأستطيع أن أشهد على ذلك العصر بأنه كان هو العصر المميز للتنمية التعليمية خلال عمر المملكة.
إن الحديث عن مناقب الملك الراحل فهد يحتاج إلى موسوعات يتحدث كل منها عن إنجاز معين.. لكن أهم ما ينبغي أن نسجله في تاريخنا هو دوره في ترسيخ المبادئ الأساسية في الحكم المبنية على الشريعة الإسلامية ووحدة الوطن ووحدة القيادة ووحدة القرار وقوته والحرص على تنفيذه من خلال المتابعة والمراقبة وهي عناصر أساسية في الحكم, وهي مبادئ راسخة.. أجزم بأنها ستكون طريق جميع القيادات التي ستأتي بعده لأنها كانت مستمدة من مبادئ المؤسس - رحمه الله -, ورحم الله الملك فهد ووفق مليكنا الجديد عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وللحقيقة لا بد أن نسجل لهذه الأسرة الحاكمة تقديرنا واعتزازنا لحكمتها في التعامل مع المواقف الصعبة وحسن تصرفها واختيارها للقيادات الحاكمة، وهذا ما نراه اليوم في مبايعتها للملك عبدالله بن عبدالعزيز وفي مبايعتها للأمير سلطان ليكون ولياً للعهد وهو قرار يمثل قمة الديمقراطية والحكمة في اتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب وهي قرارات تحظى بمباركة شعب هذا الوطن وتحظى باحترام وتقدير المنظمات الدولية.
مؤكداً أن العالم الإسلامي والعربي والدولي ينظر باهتمام إلى الخطوات القادمة للعهد الجديد في الحكم السعودي والذي هو امتداد للعهد السابق لأن القيادة الحالية هي جزء مهم جداً في العهد السابق، بل كانت هي القيادة الفعلية، فترة مرض الملك فهد - رحمه الله -، فقد كانت مكان الثقة وعلى قدر كبير من المسؤولية وتألقت في أدائها محليا ودولياً وحظيت بثقة شعبها، وهي اليوم تحظى بمبايعة كافة فئات الشعب السعودي الذي يتطلع إلى مزيد من الرفاهية وتحسين وضع معيشته وتحقيق معظم احتياجاته وإزالة المعوقات التي تواجهه وهي متطلبات الشعوب من حكوماتها في مختلف أنحاء العالم، مع الأمل في تحقيق مزيد من الديمقراطية والحرية المعتدلة والتأكيد على منح المرأة كافة حقوقها في الإسلام وضمان فرص أكبر لها للعمل بما لا يتعارض مع دينها وكرامتها وشخصيتها..
إن التغيير هو سمة الحياة.. والتطوير هو أمل الشعوب.. والإصلاح هو هدف المخلصين لأوطانهم من القيادات والمواطنين.
ولقد خطت حكومة المملكة خطوات إيجابية في مجال التطوير والإصلاح في مجالات عديدة ومنها ما يتعلق بالجانب الاقتصادي ومنها ما يختص بالجوانب السياسية والاجتماعية، وخطت المملكة خطوات إيجابية في اتجاه الحرية والديمقراطية وإن كانت طموحاتنا أكبر.. إلا أن التدرج في تطبيقها هو الإجراء الأكثر إيجاباً وعمليةً..
إن مؤشرات المرحلة الجديدة من تاريخ المملكة تعطينا مزيداً من التفاؤل وتدفعنا جميعاً إلى ضرورة مؤازرة قياداتنا ودعمها ومساندتها لتحقيق طموحاتنا، وإن كانت لنا متطلبات عديدة.. فإن علينا مسؤوليات أكبر وبدون تعاون مشترك بين القيادة والشعب لن تكون هناك دولة. وبهذه المناسبة التي نودع فيها ملكاً قضى عمره في خدمة بلاده.. ونستقبل ملكاً عروبياً حكيماً وولي عهد زكياً كريماً شاركا في بناء هذا الصرح الكبير.. أدعو كل أولئك الذين اختلفوا معنا بالرأي وخرجوا عن النظام.. سواء من اختفى عن الأنظار داخل الوطن أو من اعتلى منابر المعارضة خارج الوطن.. أدعوهم للعودة للوطن لنعمل سوياً مهما اختلفنا بالرأي، فالوطن بحاجة للجميع، وبناء الوطن وإصلاحه لن يكون من الخارج.. فالوطن يستوعبنا جميعاً، وولاة الأمر يتسع صدرهم لكل آرائنا وانتقاداتنا إذا كانت بلغة حضارية وبرلمانية، واختلاف الرأي لن يصل إلى مرحلة الكراهية.. وعفا الله عما سلف.


* كاتب سعودي

نبع الوفاء
9 - 9 - 2005, 10:20 AM
يعطيك العافية ..

على هذا المجهود..

جعله الله في ميزان حسناتك ..

نور الهُـــدى
25 - 10 - 2005, 03:07 AM
الله يحفظ المملكة حكومة وشعباً

إن مؤشرات المرحلة الجديدة من تاريخ المملكة تعطينا مزيداً من التفاؤل وتدفعنا جميعاً إلى ضرورة مؤازرة قياداتنا ودعمها ومساندتها لتحقيق طموحاتنا، وإن كانت لنا متطلبات عديدة.. فإن علينا مسؤوليات أكبر وبدون تعاون مشترك بين القيادة والشعب لن تكون هناك دولة. وبهذه المناسبة التي نودع فيها ملكاً قضى عمره في خدمة بلاده.. ونستقبل ملكاً عروبياً حكيماً وولي عهد زكياً كريماً شاركا في بناء هذا الصرح الكبير


أدعوهم للعودة للوطن لنعمل سوياً مهما اختلفنا بالرأي، فالوطن بحاجة للجميع، وبناء الوطن وإصلاحه لن يكون من الخارج.. فالوطن يستوعبنا جميعاً، وولاة الأمر يتسع صدرهم لكل آرائنا وانتقاداتنا إذا كانت بلغة حضارية وبرلمانية


مجهود رائع
ومقال متميز

بارك الله فيك وحفظك..
لك مني جزيل الشكر
استاذ عائض..

عائض الغامدي
25 - 10 - 2005, 10:53 AM
نور الهدى
مشكوره على المرور الحلو والكلمات الجميلة
وفقك الله