المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وسائل الثبات في زمن التقلبات


 


نبع الوفاء
1 - 6 - 2005, 04:12 AM
وسائل الثبات في زمن التقلبات
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد :
فإن الثبات على دين الله مطلب أساسي لكل مسلم صادق يريد سلوك الصراط المستقيم
بعزيمة ورشد . ومن هذا المنطلق احببت ان انقل مقتطفات وباختصار شديد من رسالة

من ال*** الفاضل / محمد صالح المنجد عن هذا الموضوع

وضع المجتمعات الحالية التي يعيش فيها المسلمون،وأنواع الفتن والمغريات التي بنارها يكتوون
وأصناف الشهوات والشبهات التي بسببها أضحى الدين غريباً ، فنال المتمسكون به مثلاً عجيباً

( القابض على دينه كالقابض على الجمر ) .

ومن وسائل الثبات

أولاً : الإقبال على القرآن :
القرآن العظيم وسيلة الثبات الأولى ، وهو حبل الله المتين ، والنور المبين
من تمسك به عصمه الله ، ومن اتبعه أنجاه الله ، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم .

ثانياً : التزام شرع الله والعمل الصالح :
قال الله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } إبراهيم /27 .
قال قتادة : " أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح ، وفي الآخرة في القبر " .
وكذا روي عن غير واحد من السلف تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/421 .
وقال سبحانه :{ ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً } النساء /66 .
أي على الحق .

ثالثاً : تدبر قصص الأنبياء ودراستها للتأسي والعمل :
والدليل على ذلك قوله تعالى :{ وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك
وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين} هود /120 .
فما نزلت تلك الآيات على عهد رسول الله  للتلهي والتفكه
وإنما لغرض عظيم هو تثبيت فؤاد رسول الله  وأفئدة المؤمنين معه .

- فلو تأملت يا أخي قول الله عز وجل :
{ قالوا حرقوه وأنصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ، قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم
وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين }الأنبياء /68-70

قال ابن عباس: " كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار : حسبي الله ونعم الوكيل" الفتح 8/22

ألا تشعر بمعنى من معاني الثبات أمام الطغيان والعذاب يدخل نفسك وأنت تتأمل هذه القصة ؟

- لو تدبرت قول الله عز وجل في قصة موسى :
{ فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ، قال كلا إن معي ربي سيهدين } الشعراء /61-62 .

ألا تحس بمعنى آخر من معاني الثبات عند ملاحقة الطالبين
والثبات في لحظات الشدة وسط صرخات اليائسين وأنت تتدبر هذه القصة ؟ .

وغيرها كثير من قصص القرآن الكريم.

رابعاً : الدعاء :
من صفات عباد الله المؤمنين أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم :
{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } ، { ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا } .
ولما كانت ( قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه
حيث يشاء )رواه الإمام أحمد ومسلم عن ابن عمر مرفوعاً .

خامساً : ذكر الله :
وهو من أعظم أسباب التثبيت .
- تأمل في هذا الاقتران بين الأمرين في قوله عز وجل :
{ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً } الأنفال /45 .
فجعله من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد

سادساً : الحرص على أن يسلك المسلم طريقاً صحيحاً :
والطريق الوحيد الصحيح الذي يجب على كل مسلم سلوكه هو طريق أهل السنة والجماعة
طريق الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ، أهل العقيدة الصافية والمنهج السليم واتباع السنة
والدليل ، والتميز عن أعداء الله ومفاصلة أهل الباطل ..

سابعاً : التربية :
التربية الإيمانية العلمية الواعية المتدرجة عامل أساسي من عوامل الثبات .

ثامناً : الثقة بالطريق :
لا شك أنه كلما ازدادت الثقة بالطريق الذي يسلكه المسلم ، كان ثباته عليه أكبر ..

تاسعاً : ممارسة الدعوة إلى الله عز وجل :

النفس إن لم تتحرك تأسن ، وإن لم تنطلق تتعفن ، ومن أعظم مجالات انطلاق النفس :
الدعوة إلى الله ، فهي وظيفة الرسل ، ومخلصة النفس من العذاب ؛ فيها تتفجر الطاقات
وتنجز المهمات ( فلذلك فادع ، واستقم كما أمرت ) . وليس يصح شيء يقال فيه
" فلان لا يتقدم ولا يتأخر " فإن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ، والإيمان يزيد وينقص .

عاشراً : الالتفاف حول العناصر المثبتة :
تلك العناصر التي من صفاتها ما أخبرنا به عليه الصلاة والسلام :
( إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر )حسن رواه ابن ماجة

البحث عن العلماء والصالحين والدعاة المؤمنين ، والالتفاف حولهم معين كبير على الثبات .
وقد حدثت في التاريخ الإسلامي فتن ثبت الله فيها المسلمين برجال .

الحادي عشر : الثقة بنصر الله وأن المستقبل للإسلام :
نحتاج إلى الثبات كثيراً عند تأخر النصر ، حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها ، قال تعالى :
{ وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا
وما استكانوا والله يحب الصابرين ، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا
في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة }
آل عمران /146-148 .

الثاني عشر : معرفة حقيقة الباطل وعدم الاغترار به :
في قول الله عز وجل:{لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} آل عمران /196
تسرية عن المؤمنين وتثبيت لهم. وفي قوله عز وجل : { فأما الزبد فيذهب جفاء }
الرعد /17 عبرة لأولي الألباب في عدم الخوف من الباطل والاستسلام له .

الثالث عشر : استجماع الأخلاق المعينة على الثبات :
وعلى رأسها الصبر ، ففي حديث الصحيحين :
( وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر )رواه البخاري في كتاب الزكاة -
باب الاستعفاف عن المسألة ، ومسلم في كتاب الزكاة - باب فضل التعفف والصبر .
وأشد الصبر عند الصدمة الأولى ، وإذا أصيب المرء بما لم يتوقع تحصل النكسة
ويزول الثبات إذا عدم الصبر .

الرابع عشر : وصية الرجل الصالح :

عندما يتعرض المسلم لفتنة ويبتليه ربه ليمحصه ، يكون من عوامل الثبات
أن يقيض الله له رجلاً صالحاً يعظه ويثبته ، فتكون كلمات ينفع الله بها
ويسدد الخطى ، وتكون هذه الكلمات مشحونة بالتذكير بالله ، ولقائه ، وجنته ، وناره .

الخامس عشر : التأمل في نعيم الجنة وعذاب النار وتذكر الموت .

فالذي يعلم الأجر تهون عليه مشقة العمل ، وهو يسير ويعلم بأنه إذا لم يثبت
فستفوته جنة عرضها السموات والأرض ، ثم إن النفس تحتاج إلى ما يرفعها
من الطين الأرضي ويجذبها إلى العالم العلوي.

أسأل الله العلي العظيم لي ولكل قارئ الثبات في الحياة الدنيا والآخرة انه على ذلك قدير .
والحمد لله رب العالمين
م ن ق و ل

عاشق الاسلام
1 - 6 - 2005, 08:15 AM
جزاك الله خيرا ً